رجل من أهل الجنة.

عاصم بن محمد الغامدي
1437/08/07 - 2016/05/14 06:12AM
[align=justify]رجلٌ من أهل الجنة.
الخطبة الأولى:
الحمد لله.. الحمد لله الجليل ثناؤه الجميل بلاؤه الجزيل عطاؤه، الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، يغفر الذنوب ويستر العيوب، أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وخليله ومصطفاه، بلَّغَ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد عباد الله:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى فتقوى الله طريق الفلاح، وحبل النجاة، {ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا}.
عباد الله:
جعل الله طرق الوصول إلى الجنة منوعة، وفاوت بين درجاتها ومراتبها، فمنها الشاق الذي لا يسلكه إلا من ارتفع إيمانه، ومنها طرقٌ أقلُّ وعورةً يكثر سالكوها.
فالكلمةُ الطيبةُ، والإحسانُ بالفعلِ، والصدقةُ، وكفُّ الأذى، كلُّها من الأعمال الجليلة، ولكنها في الميزان لا تساوي أعمالَ القلوبِ التي يتقرب العبدُ بها إلى الله تعالى، كالرجاء، والخوف، والتعلق بالله، ومراقبته، بل كل أعمال الجوارح لا قيمة لها إذا لم تكن مقرونة بالإخلاص لله تعالى.
وإن من أعظم عبادات القلوب، التي لا يهتدي لها كل إنسان، ولا يقدر عليها كل أحد، بل هي عبادة الصالحين، الذين اختاروا ما عند الله تعالى، ورغبوا فيما لديه، وزهدوا في الخلق وما عندَهم، ولم تشغلهم لعاعةُ الدنيا، عن نفائس الآخرة، وتباينَ الناس فيها تباينًا واضحًا، عبادةَ سلامة الصدر على المسلمين.
فسليم الصدر أفضل الناس، فقد سُئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم : أي الناس أفضل؟ فقال: "كل مخمومِ القلبِ، صدوقِ اللسانِ"، قالوا: صدوقُ اللسان نعرفُه، فما مخمومُ القلبِ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: "هو التقيُّ النقيُّ، لا إثمَ فيهِ ولا بغيَ، ولا غلَّ، ولا حَسَد" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].
وسليمُ الصدر يشبه الأنبياء عليهم السلام، فعن عبدِاللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله عنه قال: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ". [رواه البخاري ومسلم].
وخير البشر نبينا محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم كان أسلم الناس صدرًا، وأطيبهم قلبًا، وأصفاهم سريرة، وشواهد ذلك في سيرته كثيرة، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَال: "كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ"، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى "نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ البُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ"، ثُمَّ قَال: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، "فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ". [رواه البخاري ومسلم].
وسليم الصدر متصف بصفات أهل الجنة، قال الله تبارك وتعالى: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88، 89].
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَال: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَالَّذِينَ عَلَى إِثْرِهِمْ كَأَشَدِّ كَوْكَبٍ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، لَا اخْتِلافَ بَيْنَهُمْ وَلَا تَبَاغُضَ"... الحديث. [رواه البخاري ومسلم].
وصاحب القلب السليم ترجى له الجنة، فعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ، قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ، فتكرر ذلك الموقف ثلاثة أيام، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليوم الثالث تَبِعَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ الرجل فَقَالَ له: إِنِّي اختلفتُ مع أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ أَنَسٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي، فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ، حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا، فَلَمَّا مَضَتِ الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْقِرَ عَمَلَهُ، قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ثَلَاثَ مِرَارٍ: "يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ" فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ، فَأَقْتَدِيَ بِهِ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ" [رواه أحمد بإسناد على شرط الشيخين].
عباد الله:
أليس من المؤلم ما حصل لبعض المسلمين من التقاطع والتدابر بسبب خلافات يمكن علاجها؟
أناسٌ جمَعتهم أواصر الرحم، ووشائج القربى، وفرقتهم الأحقاد، ومزقتهم الضغائن، بسبب إرث لم يقسم، أو مزارعَ ميتة لا تساوي شيئًا، يدفعون أضعاف أثمانها للغرباء عنهم، ويعزُّ على الواحد منهم أن يتنازل عن شبر واحد منها لقريبه، ولم تكن الأرض هي السبب، ولا الإرث هو المشكلة، بل المشكلة قلوبٌ امتلأت بالضغائن، واسْوَدَّت بالأحقاد، فتمنَّى القريب معها لقريبه كلَّ سوء، وحسده على كل خير.
وجيران بيوتهم متجاورة أو متلاصقة، ولكنَّ بينهم من التنافر أبعدَ مما بين المشرق والمغرب، وإذا جمعهم الله تعالى على غير ميعاد أعرض هذا وتنحى ذاك، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
ألا يخشى أولئك من عقاب الله؟
ألا يخاف الهاجر لأخيه المسلمِ أن يختمَ حياته بالهجران وهو يسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ». [رواه البخاري ومسلم]، وفي رواية صحيحة: «فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ». [رواه أبو داود وصححه الألباني].
فإن وصل الهجر سنة كاملة فالأمر أشد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ هَجَرَ أَخَاهُ سَنَةً فَهُوَ كَسَفْكِ دَمِهِ». [رواه أبو داود وصححه الألباني].
ألا يعلم أن للهجر عقوبة معجلّة؟
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا». [رواه مسلم].
عباد الله:
شهر شعبان بوابة لرمضان، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم في شعبان ما لا يصومه في غيره، فلما سئل عن ذلك، قال: «ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ». [رواه أحمد وحسنه الألباني].
فالموفق من ختم قصة الهجر، وبدأ حكايةَ العفو وسلامةِ الصدر، وبذل كلَّ ما يطيق ليُرفع عملُه لربه، وقلبه صافٍ لإخوانه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:
الحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد عباد الله:
فنزع الغلّ من الصدور، أمر مقدور، لكنه يحتاج إلى العزيمة الصادقة، والرغبة المؤكدة، قال الله تبارك وتعالى عن أهل الجنة: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تجري من تحتهم الأنهار}، فالتعبير بالنزع إشارة إلى ما قد يكون في ذلك من مشقة على البشر.
ومن الوسائل التي يمكن بها تنظيف القلوب، إخلاصُ العمل لله تعالى، فالمخلص لا همّ له فيما عند الناس، ولا يتعلق قلبه بما في أيديهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ثَلَاثُ خِصَالٍ لَا يَغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ أَبَدًا: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ". [رواه أحمد وصححه الألباني].
ومن وسائل تنظيف القلوب الإقبالُ على كتاب الله تعالى فقد قال جل جلاله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}.
فمن زاد إقباله على كتاب ربه قراءة، وفهمًا، وتدبرًا، وعملاً، زادت سلامة صدره، وزالت سخيمته.
ومن الوسائل التوجه إلى الله بالدعاء، فقد كان من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام: "ربِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمةَ قَلْبي". [رواه أبو داود وصححه الألباني]، وسخيمة القلب : ما يسكن فيه من مساوئ الأخلاق.
والزكاةُ تُطهِّرُ القلبَ وتُنيرُه؛ قال الله تبارك وتعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}.
والسعي في الإصلاح بين الناس ديدن الصالحين، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالحِجَارَةِ، قَالَ: «اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ». [رواه البخاري].
وإشاعة المحبة، تزيد الإيمان، وتوصل إلى الجِنان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ». [رواه مسلم].
وقد أرشدنا الباري سبحانه إلى كيفية التعامل مع من أساء، فقال جل جلاله: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾.
فاستشعروا أيها الكرام مراقبة السميع البصير، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ثم اعلموا أن ثمرةَ الاستماع الاتباع، فكونوا من الذين يستمِعون القولَ فيتَّبِعون أحسنَه.
وصلُّوا وسلِّموا على خير الورى طُرًّا، فمن صلَّى عليه صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة، أصحاب السنة المُتَّبَعة: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصحابة أجمعين، والتابعين لهم وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وجُودك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك صدورًا سليمة، وقلوبًا طاهرة نقية، اللهم طهر قلوبنا من الشرك والشك والنفاق وسائر الآفات.
ربنا تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وأجب دعوتنا، وثبت حجتنا، واهد قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخائم قلوبنا.
ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا واغفر لنا ربنا إنك رؤوف رحيم.[/align]
المشاهدات 1619 | التعليقات 0