رجالٌ باركَ اللهُ في أعمَارِهِم

أحمد بن عبدالله الحزيمي
1439/08/09 - 2018/04/25 11:19AM

                        رجالٌ باركَ اللهُ في أعمَارِهِم

الحمدُ للهِ، تباركَ في ذَاتِهِ وباركَ مَن شاءَ مِن خَلقِهِ، الحمدُ للهِ العليِّ الأَكرمِ، لا يُوفِي قَدْرَهُ بَشرٌ ولا يَقُومُ بَحقِّهِ، ولا يَنفَكُّ مَخلوقٌ مِن رِقِّهِ، ولاَ يَستَغنِي بَشَرٌ عَن جُودِهِ ورِزقِهِ، هوَ الأوَّلُ في هذَا الوُجودِ, ولَه وَحدَهُ القِيَامُ والسُّجودُ، وجُودُه سبحانَه لا يُشبِهُه وُجودٌ، أَشهدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَه، وأَشهدُ أنَّ محمَّدًا عَبدُه ورَسولُه، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليهِ، وعلَى آلِهِ وصَحبِهِ والتابعينَ، ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يَومِ الدِّينِ... أمَّا بعدُ:

قُل لِلَّذي أَحصَى السِنينَ مُفاخِراً *** يا صَاحِ لَيسَ السِرُّ في السَنَواتِ

لَكِنَّهُ في المَرءِ كَيفَ يَعيشُها *** في يَقظَةٍ أَمْ في عَميقِ سُباتِ

أيها الأحِبةُ: البَرَكةُ هِبةٌ مِن اللهِ تعَالَى، لا تُقَاسُ بالأسبابِ الماديَّةِ ولا بالعملياتِ الحِسابِيَّةِ، فإنَّ اللهَ إذا بَاركَ في العُمُرِ: جَعلَ الأَعوامَ القَليلةَ كمئاتِ السِّنينَ, وإذَا باركَ اللهُ في العُمرِ أَطالَهُ على طَاعتِهِ أَو جَمعَ فيهِ الخَيرَ الكثيرَ، وإذَا بَاركَ اللهُ في العَمَلِ امتدَّ أَثرُهُ، وعَظُمَ نَفعُهُ وبِرُّهُ.

وكَم رَأَى الناسُ مِن بَركَةِ اللهِ في الأشياءِ والأَوقاتِ، والأَقوالِ والأَعمالِ والأشخاصِ، فيَكثُرُ القليلُ، ويَعُمُّ النفعُ، ويتَّصِلُ الخيرُ ويَزيدُ.

وتَظهَرُ البَركةُ في العُمُرِ والوَقتِ -أيها الكِرامُ- بأنْ يَصنَعَ الوَاحدُ في حَياتِهِ مِن الأَثرِ والتَّأثيرِ ما يَصنَعُهُ الأُلوفُ، حتَّى لَتحتَارُ العُقُولُ في شَأنِهِ، وعِندمَا تَقرأُ سِيرَ عَددٍ مِنَ العُظماءِ مِمَّن حَقَّقُوا إنجازاتٍ كَبيرةٍ, واكتَسَبُوا شُهرةً عَاليةً خِلالَ عُمُرٍ قَصيرٍ سَواءٌ كَانوا عُلماءَ أَجلاءَ أَو مُفكِّرينَ ومُبدِعِينَ أو مُخترِعِينَ, حِينَها تَذهَلُ مِن هَذا الإِنتاجِ الضَّخمِ الذي خَلَّفُوه، وبَعضُهُمْ لَم يَعِشْ سِوَى بضعًا وأَربعينَ عَامًا, أو ربَّمَا أَقلَّ مِن ذَلكَ.

وإذَا أَردنَا أنْ نَتذَاكرَ بَعضاً مِن هَؤلاءِ, فإنَّه لا يمكنُ لنَا أنْ نَتجَاوزَ مَن أَقسمَ اللهُ بعُمُرِهِ الشَّريفِ {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} عَاشَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحَدَّ الأقَلَّ مِن أَعمَارِ أُمَّتِهِ فقَدْ تُوفِّي صلى الله عليه وسلم عَن ثَلاثٍ وستينَ سَنةً .

فهُو لَيسَ بالعُمُرِ الطويلِ لكنَّه أَحدثَ فيهِ أَعظَمَ تَغييرٍ في حَياةِ البشَريَّةِ، فقدْ أَخرَجَ اللهُ بهِ النَّاسَ مِن الظلماتِ إلى النَّورِ, وتَفرَّدَ بشَخصيةٍ امتازتْ بصفَاتٍ لَم تَجتمِعْ في أَحدٍ؛ فهُو صلى الله عليه وسلم أَعظَمُ شَخصيةٍ عَرَفهَا التَّاريخُ، وأَكملُ رَجلٍ عَرفتهُ الإنسَانِيةُ علَى الإِطلاقِ.
حتى قالَ أبو ذَرٍ رضي اللهُ عنه: "تَرَكْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ فِي الْهَوَاءِ، إِلَّا وَهُوَ يُذَكِّرُنَا مِنْهُ عِلْمًا".

والتاريخُ الإسلاميُّ في القديمِ والحديثِ يسطِّرُ أَسماءً كَثيرةً طَالتْ أَعمالُهُمْ وانتشَرَ خَيَرُهُم مع قِصَرِ أَعمَارِهِمْ، كُلٌّ في مِيدَانِهِ .

فهَذا خَليفةُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبو بَكرٍ الصِّديقُ عُمُرُه كعُمرِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاشَ ثَلاثاً وستينَ سَنةً جَمعَ اللهُ بهِ الكَلمةَ وَقتَ الرِّدةِ وأَرسلَ الجيوشَ الفَاتحةَ وأَسَّسَ الخِلافةَ الرَاشدةَ، في خِلافةٍ لَم تَتجاوَزْ مُدَّتُهَا عَامينِ وثَلاثةَ أَشهرٍ تَقريباً .

الصَّحابيُّ الجَليلُ سَعدُ بنُ مُعاذٍ رَضي اللهُ عنه أَسلَمَ وعُمُرُهُ ثَلاثينَ سَنةً وتُوفِّيَ وعُمرُهُ ستٌ وثَلاثونَ سنةً، ستُّ سَنواتٍ قضاها في الإسلامِ فقَط, لكنَّه لما مَاتَ اهتَزَّ له عَرشُ الرحمنِ، وفُتِحَتْ لوفَاتِهِ أَبوابُ السَّماءِ، وشَيَّعُه سَبعونَ أَلفَ مَلكٍ، لَم يَطؤوا الأرضَ قَبلَ ذَلكُم اليومَ، وجَاءَ جَبريلُ عِندَ وَفاتِهِ وقالَ: مَن هذا العبدُ الصَّالحُ الذي مَاتَ؟

أَمَّا إِمامُ العلماءِ يَومَ القِيامةِ مُعَاذُ بنُ جَبلٍ الصَّحابِيُّ الجَلِيلُ الذِي كَانَتْ لَه مَكانةٌ خاصةٌ في قَلبِ محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيثُ الْتَفَتَ إليهِ ذَاتَ يَومٍ وقالَ: "يَا مُعاذُ، واللهِ إنِّي لأُحِبُّكَ", وصَحَّ أنَّه قَالَ: أَعلَمُ أُمَّتِي بالحَلالِ والحَرَامِ مُعاذُ بنُ جَبلٍ, وقالَ عُمرُ بنُ الخَطابِ رَضيَ اللهُ عَنهُ: مَن أَرادَ الفِقْهَ فَليَأْتِ مُعاذَ بنَ جَبَلٍ, وقالَ ابنُ مَسعُودٍ رضي اللهُ عنه: إنَّ مُعاذَ بنَ جَبَلٍ كانَ أُمَّةً قَانِتاً, تُوفِّيَ مُعاذٌ رَضِي اللهُ عنه وعُمُرُهُ لَمْ يَتجَاوَزِ الثَّالثةَ والثَّلاثِينَ.

زَيدُ بنُ ثَابتٍ أَسلَمَ وعُمُرُهُ عَشرةُ أَعوامٍ، وعَلَّمَهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرآنَ وعمُرُه اثنا عشرَ عاماً، ثمَّ تَعلَّمَ العِبريةَ وعُمرُهُ أربعةَ عَشرَ عَاماً، أَصبَحَ مُترجِمُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعمُرُهُ ستةَ عَشرَ عَاماً، ثمَّ أصَبحَ ممنْ يَكتبونَ الوحيَ بينَ يَديِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعمُرُه سبعةَ عشرَ عاماً، ثمَّ أَصبحَ مَسؤولاً عنِ الموارِيثِ وعمُرُهُ تسعةَ عشرَ عاماً, جمعَ القرآنَ وعُمُرُه واحدٌ وعشرونَ عاماً....... أيُّ إنجازٍ هذَا؟

ومَن مِنَّا -يا عبادَ اللهِ- لَم يَسمعْ عَنِ الخَليفةِ العَادلِ عُمرِ بنِ عبدِ العزيزِ رَحمه اللهُ, أَحدَ المجدِّدِينَ في تاريخِ الإسلامِ، فقدْ رَجَعَ بالخلافةِ ونِظامِ الحُكمِ إلى عَهدِ الرَّاشدينَ حتَّى عَدَّه بعضُهُم خَامسَ الخلفاءِ الرَّاشدينَ، بَردِّهِ المظالمَ، وإعطاءِ الحرياتِ وحِفظِ المالِ العامِ, وخَلافَتُهُ إنَّما هِي سَنتانِ ونِصفُ سَنةٍ، أمَّا عُمُرُه حِينَ تُوفِّيَ فهُو ثَمانيةٌ وثَلاثونَ عَاماً فَقط!  رَحمه اللهُ .

وإنْ نَنسى فلا ننسى الإمامَ الكبيرَ, الإمامَ الشافعيَّ صَاحبَ المذهبِ المشهورِ الذي يَنتسِبُ إليه الشَّافعيةُ في الدُّنيا كلِّهَا، فهو مؤسسُ عِلمِ أُصولِ الفِقهِ، وهو أيضاً إمامٌ في التفسيرِ والحديثِ،  وهو كذلكَ أديبٌ وشاعرٌ.

قالَ إسحاقُ بنُ رَاهَوَيْه: لَقِينَي الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ بمكةَ, فقالَ: تعالَ أُريكَ رَجلاً لَم تَرَ عَينَاكَ مِثلَه, فأَرَانِي الشَّافِعيَّ. قالَ: فتَنَاظَرا في الحديثِ, فلَمْ أَرَ أَعلمَ مِنهُ, ثُمَّ تَنَاظَرا في الفِقهِ فلَمْ أَرَ أَفقهَ مِنهُ, ثُم تَناظَرَا في القرآنِ, فلَمْ أرَ أَقرأ مِنهُ, ثمَّ تنَاظَرا في اللغةِ, فوجَدتُهُ بيتَ اللغةِ, وما رَأتْ عَينَايَ مِثلَه قَطُّ.

بَقِيَ أَنْ تَعلَمَ أنَّ هذَا الإمامَ تُوفِّي, وهو في الخمسينَ مِن عُمُرِهِ. رحمهُ اللهِ .

أمَّا عن صاحبِ الكُتُبِ الذائعةِ الصِّيتِ, التي مِن أَشهَرِهَا كِتابُ رِياضِ الصَّالحينَ, الكِتابُ الذي سَارتْ بهِ الرُّكبانُ, وقَرَأَهُ العَرَبُ والعَجَمُ, وقَد لا يَخلُو مِنه بَيتٌ أو مَسجدٌ مِن المسَاجدِ في أيِّ مكانٍ علَى سَطحِ الكرةِ الأَرضيَّةِ, إنَّه الإِمامُ النوويُّ وله كتبٌ شَهيرةٌ أُخرَى كالأربعينَ النوويةِ، والمجموعِ، وشرحِ صحيحِ مسلمٍ, بالإضافةِ إلى مؤلفاتٍ أُخرَى كثيرةٍ في الحديثِ والفقهِ وفي علومٍ أُخرَى.

ولعلكَ تَعجَبُ أنَّ هذَا الإمامَ ماتَ وعمُرُه أَربعٌ وأربعونَ سَنةً فَقط رحمه اللهُ .

أمَّا الفَقِيهُ البَارعُ والمُقرِئُ الْمُجَوِّدُ والمحدِّثُ الحَافِظُ والنَّحْوِيُّ الحَاذِقُ صَاحِبُ الفُنُونِ: مُحمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِالهَادِي كمَا قَالَ عنهُ الإِمامُ الذَّهَبِيُّ, والذي قِيلَ عَنهُ أنَّهُ لو عَاشَ لكانَ آيَةً, صَنَّفَ تَصَانِيفَ كَثيرةً ونَافعةً, في شَتَّى الفُنُونِ تَجاوَزَتِ المِئَةَ مُجلَّدٍ, كَمَّلَ بَعضَهَا ولَم يُكْمِلِ البَعضَ الآخَرَ؛ لهُجُومِ الْمَنِيَّةِ عَليهِ في سِنِّ الأَربَعِينَ.

وأمَّا فَخرُ الهِندِ وعَلامَتُهُ الإمامُ الحافظُ عَبدُالحَيِّ اللَّكْنَوِيُّ رحمه اللهُ الذي مَاتَ قبلَ نحوِ مِئةٍ وخَمسةٍ وثَلاثينَ سَنةً, أَلَّفَ هَذا الإِمامُ مِئةً وعَشرةً مِنَ الكُتُبِ, وكُتُبُهُ يَتدَاوَلُهَا العُلماءُ إلى الآنِ حِفظاً وشَرحاً ومُدَارَسَةً, تُوفِّيَ هذا الإمامُ وعُمُرُهُ لَم يَتجَاوَزِ الثَّامنةَ والثَّلاثِينَ مِن عُمُرِهِ, وقِيلَ أنَّهُم عَدُّوا أَيَّامَ حَياتِهِ بالنسبةِ لِمَا أَنْتَجَهُ مِن مُؤلَّفَاتٍ فبَلَغَتْ ثَلاثَ وَرَقَاتٍ في كُلِّ يَومٍ.

وخِتامُ مَن نَذكُرُهُ: عَلامةُ جَازان, الفقيهُ الأديبُ، العالِمُ الحافظُ الزَّاهدُ الشيخُ حَافظُ بنُ أحمدَ الحكميُّ، الذي طَلبَ العِلمَ علَى يَدِ الشَّيخِ عبدِ اللهِ القرعاويِّ وَنبَغَ بسرعةٍ فَائقةٍ وبَرَعَ في فنونٍ متعددةٍ في فَترةٍ وجَيزةٍ، لَم يَتركْ فَناً مِن فُنُونِ العِلمِ الشَّرعيِّ إلا وكَتبَ فيِهِ مُؤلَّفاً إمَّا نَظماً وإما نَثراً؛ في التوحيدِ، والمصطلحِ، والفقهِ والأُصولِ، والفرائضِ والسيرةِ، والوصايا والآدابِ.
ألَّفَ اثنينِ وثلاثينَ كِتاباً, كلُّ هذا المجدِ والمكانةِ حصَّلَها في عُمرٍ قَصيرٍ حيثُ ماتَ وعمُرُه سبعةٌ وثلاثونَ سنةً بعدَ عَودتِهِ مِن الحجِّ.

قدْ مَاتَ قومٌ وما ماتَتْ مَكارِمُهُم *** وعاشَ قومٌ وهم في الناسِ أمواتُ
باركَ الله لنا في أعمارِنا وجعلها ذُخراً يوم نلقاه, أقول ....

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ تباركَ في ذاتِه وباركَ مَن شاءَ مِن خَلقِه، وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ جاءَ بالهدَى والآيَاتِ البيِّناتِ صلى اللهُ عليه وسلم تسليماً كثيرًا ...أما بعدُ :

لا تُقاسُ الحياةُ بطولِ الأيامِ قَدرَ مَا تُقاسُ بما حَقَّقهُ المرءُ من إنجازاتٍ, وبمَا أودعَهُ مِن أعمالٍ.

أيها المؤمنونَ: مِن أَعظَمِ الأَعمالِ وأكَثرِهَا مَرضاةً للهِ عزَّ وجلَّ تلكَ التي يَتعَدَّى نَفعُهَا  للآخرينَ، وذلكَ لأنَّ نَفعَهَا لا يَقتصِرُ على العاملِ وَحدَه بل يَمتَدُّ إلى غيرِهِ مِن الناسِ بل حتَّى الحيوانِ.

خُذْ لكَ زَادَيْنِ مِن سِيرةٍ *** ومِن عَملٍ صَالحٍ يُدَّخَرُ

وكُنْ في الطريقِ عَفيفَ الخُطَا *** شَريفَ السَّماعِ كَريمَ النَّظَرِ

وكُنْ رَجلاً إنْ أَتَوْا بَعدَه ***  يَقولونَ مرَّ وهذَا الأثَرُ

فالسَّعيُ لنفعِ الآخرينَ هو طَريقُ الأنبياءِ والرسلِ، ووظيفةُ مَن سَلكَ سَبيلَهُمْ، واقتَفَى أَثرَهُمْ.

عبدَ اللهِ: اسألْ نَفسَكَ دَائِماً. ما الأثرُ الذي سَأترُكُهُ بعدَ وفَاتِي؟!

ماذا سَيبقَى لي إذا طُوِيَتْ آخرُ صَفحةٍ مِن صَفحاتِ عُمُرِي؟!

إنَّ هذِه الأسئلةَ الملحةَ يَنبغِي أنْ تَكونَ دَافعاً ومحفِّزًا لنَا إلى تَركِ بَصمَاتٍ لنَا بعدَ ممَاتِنَا, إلى تركِ أَثرٍ لنَا يَستَمِرُّ حتَّى يَرِثَ اللهُ الأرضَ ومَن عَليهَا.

فانهضْ ودَعْ عَنكَ أَغلالَ الخُمُولِ، وضَعْ بصْمَتَكَ في الحياةِ، فمَا هِيَ إلا أنَفاسٌ تُعدُّ وتُحصَى، لا تَدرِي متَى يَتوقَّفُ لها العدُّ والإِحصاءُ، حِينئذٍ لن يَبقَى لكَ في الدُّنيَا إلاَّ مَا أَبقَيْتَ وادَّخرتَ لآخِرَتِكَ.

ثم صلوا وسلموا على الرحمة المهداة والسراج المنير, صلى الله...

المرفقات

بارك-الله-في-أعمارهم

بارك-الله-في-أعمارهم

المشاهدات 1627 | التعليقات 0