رجال المملكة السعودية بين البقاء والارتقاء / حسن الخليفة عثمان
حسن الخليفة عثمان
1437/03/04 - 2015/12/15 01:20AM
بقاء الأمم في الوجود ليس مجانياً ، ولا ترفاً يُرفل فيه دون دفع ثمنه كاملاً .
هذا من ثوابت نواميس هذا الكون :{ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون }
( سورة آل عمران آية 92)
والصراعات والنزاعات ، وما يلزمها من مدافعة ، هي إحدى السنن الكونية في الوجود ، من لدن خلق أبينا آدم عليه السلام وقوله عز وجل :
{ وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو } (سورة البقرة آية 36) وحتى قيام الساعة ، وما أخبر به النبي المعصوم -صلى الله عليه وسلم- من أحداث وملاحم في آخر الزمان قبيل قيام الساعة ، وأخبر عن تفاصيلها وأماكنها وحددها بالاسم والرسم ، والنتائج النهائية لهذه الأحداث الجسام ، ووضع صلى الله عليه وسلم للمؤمنين به خارطة طريق للفوز والنصر بمفهومه الصحيح ، الذي لو أردنا تعريفه في جملة موجزة فلن نجد– من وجهة نظري– أبلغ من كلمة العلّامة الدكتور علي شراب : " وُلدتَ لترقى لا لتبقى " وهي عنوان لقاء إذاعي له مع الإعلامية نوف سلطان .
سير العظماء :
من هذا الذي لا يشعر بالاعتزاز والكرامة حين يُحلّق في سماء خياله طيف خالد الذكر فيصل بن عبدالعزيز -طيّب الله ثراه واسكنه عالي الفردوس- وهو يدعو ربه بالشهادة إن لم يقدّر له إنجاز ما يتمناه من تحرير هذه الأمة ومقدساتها ؟
من هذا الذي لا يقف وقفة إجلال وإكبار أمام بهاء المباني وضياء المعاني في الكلمات الأخيرة للنبيل الراحل فارس الميدان وقائد خيرته ، الشهيد -بإذن الله- العقيد السعودي (عبدالله السهيان ) -تقبله الله في الشهداء- وهو يقول وقد خط كلماته بعزيز دمائه :
" والله أني أتأمل الحياة ، لكني للموت أقرب ".
" يا رب أحسن خاتمتي إذا كتبتها ".
من هذا الذي أنعم الله عليه بقلب نزع منه الحقد والحسد والكبر والجهل لا يعرف قيمة ما أقدم عليه عظيم العزم صاحب الحزم سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله ورعاه - الذي أحيا الله به عزيمة أمة هان قدرها في نظر أعدائها ، حتى تجرأ عليها القريب والبعيد ، وبات كثير من رؤوسها ذيولاً لأعدائها ؟
في أول أبريل الماضي من هذا العام كنت قد كتبت مقالة نُشرت على العديد من منابر النشر المقروءة بعنوان :
{ رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز }
سطّرت فيها ما اعتمل في صدري من خواطر ، وما داعب الخيال من آمال ، وتاقت إليه كثير من النفوس الحالمة ، التي تعرف الفضل لأهله ، وأزعم وأدعي أني من أولئك الذين لا ينسيهم قليل الجفاء ود الإخاء وجزيل العطاء .
ما أراه اليوم واقعاً قائماً من مكانة ومكان المملكة السعودية ، وجهودها ومواقفها ، وبذلها فلذات أكبادها ؛ دفعاً ودفاعاً عن كرامة ووجود هذه الأمة ؛ يجعلني أتوجه بالشكر أولاً إلى ربي اللطيف لما يشاء ، الرحيم بعباده ، الموفق لأوليائه ، ثم لقائد المملكة السعودية خادم الحرمين الشريفين الذي ألهمه الله البصيرة ، وهداه إلى ما طيّب به النفوس ، وداوى به العلل ، ورد كثيراً من الشاردين والآبقين إلى الطريق الصحيح والأمل الفسيح .
فتوى سماحة المفتي بدعم تركيا :
لقد جاءت فتوى سماحة المفتي بالمملكة السعودية فضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بضرورة الوقوف بجانب تركيا ودعمها ؛ لتسطّر صفحة خالدة من صفحات تاريخ المملكة المشرق للأجيال القادمة ، تعلّمهم أن آباءهم وأجدادهم كانوا عند الملمات والنوازل رجالاً على قدر المسئولية التي شرّفهم الله بتحملها ؛ مهما كلفهم ذلك من ثمن .
إنني ممن يعتقدون أن العرب بغير الإسلام أصفار لا قيمة ولا وزن لها في الوجود ، وما ارتفع للعرب شأن ، ولا قامت لهم حضارة ؛ إلا في كنف الإسلام ، يوم أن رعوه حق رعايته ، وقبل أن تمتد إلى رسالته اليد العابثة ؛ التي خلّفت من وراءها فكر الجولاني ومزايداته ، وخلافة البغدادي وجرائمها ، والدعوة للثورات على النصوص لتصحيحها !! بما يتناسب وأوامر وتعليمات القيصر الروسي .
بين البقاء والارتقاء :
بين غريزة البقاء وفضيلة الارتقاء يغدو الناس جميعاً ؛ فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها .
حين يفتقد أبناء العقيد عبدالله السهيان -رحمه الله وبلغه رفيع منازل الشهداء- ابتسامته المشرقة وحضنه الحاني عليهم ، ويتساءلون عما غيّبه عنهم ؛ تجيبهم سليلات اللواتي ربّين صبية وأطفالاً استقبلوا يوماً خالد بن الوليد وأصحابه -رضي الله عنهم- وهم يرمونهم بالحجارة ويصيحون في وجوههم : يا فرّار فررتم من الزحف !! لولا أن هدّأهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرهم أنهم كُرّار لا فُرّار فهدأت نفوسهم ، ستقول لهم أمهم وجدتهم : أن أباكم خُيّر بين أن يفر ويبقى ، أو يكر ويرقى ، فكتب لكم بدمائه واستشهاده :
وُلدنا لنرقى لا لنبقى .
هذا من ثوابت نواميس هذا الكون :{ لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون }
( سورة آل عمران آية 92)
والصراعات والنزاعات ، وما يلزمها من مدافعة ، هي إحدى السنن الكونية في الوجود ، من لدن خلق أبينا آدم عليه السلام وقوله عز وجل :
{ وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو } (سورة البقرة آية 36) وحتى قيام الساعة ، وما أخبر به النبي المعصوم -صلى الله عليه وسلم- من أحداث وملاحم في آخر الزمان قبيل قيام الساعة ، وأخبر عن تفاصيلها وأماكنها وحددها بالاسم والرسم ، والنتائج النهائية لهذه الأحداث الجسام ، ووضع صلى الله عليه وسلم للمؤمنين به خارطة طريق للفوز والنصر بمفهومه الصحيح ، الذي لو أردنا تعريفه في جملة موجزة فلن نجد– من وجهة نظري– أبلغ من كلمة العلّامة الدكتور علي شراب : " وُلدتَ لترقى لا لتبقى " وهي عنوان لقاء إذاعي له مع الإعلامية نوف سلطان .
سير العظماء :
من هذا الذي لا يشعر بالاعتزاز والكرامة حين يُحلّق في سماء خياله طيف خالد الذكر فيصل بن عبدالعزيز -طيّب الله ثراه واسكنه عالي الفردوس- وهو يدعو ربه بالشهادة إن لم يقدّر له إنجاز ما يتمناه من تحرير هذه الأمة ومقدساتها ؟
من هذا الذي لا يقف وقفة إجلال وإكبار أمام بهاء المباني وضياء المعاني في الكلمات الأخيرة للنبيل الراحل فارس الميدان وقائد خيرته ، الشهيد -بإذن الله- العقيد السعودي (عبدالله السهيان ) -تقبله الله في الشهداء- وهو يقول وقد خط كلماته بعزيز دمائه :
" والله أني أتأمل الحياة ، لكني للموت أقرب ".
" يا رب أحسن خاتمتي إذا كتبتها ".
من هذا الذي أنعم الله عليه بقلب نزع منه الحقد والحسد والكبر والجهل لا يعرف قيمة ما أقدم عليه عظيم العزم صاحب الحزم سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله ورعاه - الذي أحيا الله به عزيمة أمة هان قدرها في نظر أعدائها ، حتى تجرأ عليها القريب والبعيد ، وبات كثير من رؤوسها ذيولاً لأعدائها ؟
في أول أبريل الماضي من هذا العام كنت قد كتبت مقالة نُشرت على العديد من منابر النشر المقروءة بعنوان :
{ رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز }
سطّرت فيها ما اعتمل في صدري من خواطر ، وما داعب الخيال من آمال ، وتاقت إليه كثير من النفوس الحالمة ، التي تعرف الفضل لأهله ، وأزعم وأدعي أني من أولئك الذين لا ينسيهم قليل الجفاء ود الإخاء وجزيل العطاء .
ما أراه اليوم واقعاً قائماً من مكانة ومكان المملكة السعودية ، وجهودها ومواقفها ، وبذلها فلذات أكبادها ؛ دفعاً ودفاعاً عن كرامة ووجود هذه الأمة ؛ يجعلني أتوجه بالشكر أولاً إلى ربي اللطيف لما يشاء ، الرحيم بعباده ، الموفق لأوليائه ، ثم لقائد المملكة السعودية خادم الحرمين الشريفين الذي ألهمه الله البصيرة ، وهداه إلى ما طيّب به النفوس ، وداوى به العلل ، ورد كثيراً من الشاردين والآبقين إلى الطريق الصحيح والأمل الفسيح .
فتوى سماحة المفتي بدعم تركيا :
لقد جاءت فتوى سماحة المفتي بالمملكة السعودية فضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بضرورة الوقوف بجانب تركيا ودعمها ؛ لتسطّر صفحة خالدة من صفحات تاريخ المملكة المشرق للأجيال القادمة ، تعلّمهم أن آباءهم وأجدادهم كانوا عند الملمات والنوازل رجالاً على قدر المسئولية التي شرّفهم الله بتحملها ؛ مهما كلفهم ذلك من ثمن .
إنني ممن يعتقدون أن العرب بغير الإسلام أصفار لا قيمة ولا وزن لها في الوجود ، وما ارتفع للعرب شأن ، ولا قامت لهم حضارة ؛ إلا في كنف الإسلام ، يوم أن رعوه حق رعايته ، وقبل أن تمتد إلى رسالته اليد العابثة ؛ التي خلّفت من وراءها فكر الجولاني ومزايداته ، وخلافة البغدادي وجرائمها ، والدعوة للثورات على النصوص لتصحيحها !! بما يتناسب وأوامر وتعليمات القيصر الروسي .
بين البقاء والارتقاء :
بين غريزة البقاء وفضيلة الارتقاء يغدو الناس جميعاً ؛ فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها .
حين يفتقد أبناء العقيد عبدالله السهيان -رحمه الله وبلغه رفيع منازل الشهداء- ابتسامته المشرقة وحضنه الحاني عليهم ، ويتساءلون عما غيّبه عنهم ؛ تجيبهم سليلات اللواتي ربّين صبية وأطفالاً استقبلوا يوماً خالد بن الوليد وأصحابه -رضي الله عنهم- وهم يرمونهم بالحجارة ويصيحون في وجوههم : يا فرّار فررتم من الزحف !! لولا أن هدّأهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرهم أنهم كُرّار لا فُرّار فهدأت نفوسهم ، ستقول لهم أمهم وجدتهم : أن أباكم خُيّر بين أن يفر ويبقى ، أو يكر ويرقى ، فكتب لكم بدمائه واستشهاده :
وُلدنا لنرقى لا لنبقى .