رب صائم لبس له من صيامه الا الجوع
محسن الشامي
1434/09/09 - 2013/07/17 17:17PM
الحمد لله الذي وفق برحمته من شاء من عباده فعرفوا قدر مواسم الخيرات وعمروها بطاعة الله وخذل من شاء بحكمته فعميت منهم القلوب والبصائر وفرطوا في تلك المواسم فباؤا بالخسائر ، وأشهد الاّ إله الا الله وحده لاشريك له العزيز الحكيم القاهر ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أقوم الناس بطاعة ربه في البواطن والظواهر صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا . أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون }
إخوة الايمان مَا أَسرَعَ مُرُورَ اللّيَالي وَمُضِيَّ الأَيَّام بِالأَمسِ القَرِيبِ دَخَلَ شَهرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ وَكَانَ المُسلِمُونَ في شَوقٍ عَظِيمٍ لِبُلُوغِهِ وَكَانَت نُفُوسُهُم في لَهفَةٍ شَدِيدَةٍ لإِدرَاكِهِ ثُمَّ هَا هُوَ اليَومَ قَد قارب ثُلثُهُ عَلَى الرحيل فمن كان منكم قام بحقه فليتم ذلك وليحمد الله وليسأله القبول ، ومن كان منكم قد فرط فيه وأساء ففي ما بقي الخير فليدرك وليبادر وَفِي هَذِهِ الْخُطَبِةِ بِإِذْنِ اللهِ سَوْفَ نَتَنَاوَلُ حَدِيثَاً عَظِيمَاً بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم خسارة من لم يوفق للعمل الصالح في هذا الشهر الكريم ونال من اعراض الناس فقال عليه الصلاة والسلام "رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ".لااله الا الله صيام وقيام يذهبان هباءً منثور.
ا اذاً ما المخرج من تلك الخسارة والخيبة الأمر يسير على من يسره الله عليه فإن كنت يا عبدالله تريد النجاة والفلاح ولايكون نصيبك من صومك الجوع والعطش ولايكون نصيبك من قيامك التعب والسهر فإليك بعض الوصايا التي أوصانا الله ورسوله بها.
فالوصية الأولى الإخلاص في القول والعمل وصدق التوجه إلى الله عز وجل أن تكتم حسناتك، يا عبدالله وتخفها كما تكتم وتخفي سيئاتك وعيوبك وأن يكون صومك خالصاً لله جل في علاه فالإخلاص هو مسك القلب ، وماء حياته ومدار الفلاح كله عليه فالذي يعمل بغير إخلاص ولا اقتداء كمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه ولقد توعد الله تعالى بأن العمل الذي لا اخلاص فيه يكون هباءً منثورا قال تعالى {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} يعني الأعمال التي عملوها لغير وجه اللَّه تعالى أبطلنا ثوابها وجعلناها كالهباء المنثور وهو الغبار الذي يرى في شعاع الشمس ورُوي عن عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه أنه قال: للمرائي أربع علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان مع الناس، ويزيد في العمل إذا أثنى عليه، وينقص إذا ذمّ به.
فالله الله في إخلاص الأعمال لله عز وجل وأروا الله من انفسكم خيرا واجعلوا لكم خبيئة من عمل صالح لا يعلم به إلا الله عز وجل من صلاة نافلة أو دمعة في ظلمة الليل أو صدقة سر او غيرها من اعمال البر
الوصية الثانية:حفظ الجوارح بأن يمسك العبد جوارحه عن المعاصي وهو ما سماه الامام الغزالي رحمه الله : صوم الخواص لأن صوم العموم هو من صام عن الطعام والشراب والشهوة فقط وترك لجوارحه العنان لتخوض في الغيبة والنميمة والكذب والظر للحرام وأخطر الجوارح يا عباد الله اللسان فإن من أولى الاهتمامات في حياة المسلم حفظُ لسانه إلاّ من الخير وإحسان كلامه وإطابتُهُ وحفظُهُ عَنْ قَوْلِ الشَّرِّ، قال المصطفى :((مَنْ كَانَ يُؤمِنُ باِللهِ وَاليَومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ)) متفقٌ عليه. وكان أبو بكرٍ الصِّديقُ يضع حصاةً في فِيهِ يمنع بها نفسه عن الكلام، وكان يشير إلى لسانه ويقول: (هذا الذي أوردني الموارد). وكان ابنُ مسعودٍ يقول: (يا لسانُ، قُلْ خيرًا تغنمْ، واسكتْ عن شرٍّ تسلمْ قبل أن تندمَ، والله الذي لا إله إلاّ هو ما شيء أحوج إلى طول سجنٍ من اللسان) فاحفظوا السنتكم من الغيبة والنميمة فاحش القول، واحبسوها عن كل ما يغضب الله ولا تنطقوا بها الا ما كان لفظاً مؤدبا جميل البديع لفظاً لايجرح هيئة ولاشخصاً ولاعرض مسلم ولاينال من كرامة المؤمن قولاً حسنا كما أمركم ربكم بذلك في كتابه العزيز فقال تعالى{ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ }واعلم يا عبدالله أنك مراقب على كل قول تقوله {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}واحفظ لسانك يا عبدالله من الغيبة فقد نهاك ربك عن ذلك في قوله تعالى{وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } واحفظ لسانك واحتفظ من غيّه ... حتّى يكون كأنَّه مسجون
وكِّل فؤادك باللِّسان وقل له ... إنّ الكلام عليكما موزون
فزناه وليك محكماً في قلّةٍ ... إنّ البلاغة في القليل تكون
ومن الجوارح التي أمرنا بحفظها لننجوا من وعيد النبي صلى الله عليه وسلم جارحة النظر قال تعالى {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } نعم عباد الله إن في غض البصر تزكية ونجاة من وعيد النبي صلى الله عليه وسلم ففي وعيد النبي صلى الله عليه وسلم تحذير لمن يضيع صيامه بالاستماع والنظر إلى الحرام سواء في نهاره أو ليله كما يحدث من مشاهدة بعض الأفلام والبرامج الإعلامية والأغاني التي أعدها دعاة الباطل والضلال فعجبا والله لمن يصوم نهاره وليس له من صيامه الا الجوع والعطش نعم أيها الفضلاء صفدت الشياطين ومردة الجن من اول ليلة في هذا الشهر المبارك ولكن ثمة مردة وشياطين من الانس عز عليهم تصفيد إخوانهم من شياطين الجن فهم لا يألون جهدا في إعدادهم لما يهدم ويفسد على المسلمين صيامهم من مسلسلات طائشة وأفلام ماجنة فالله الله يا امة محمد لا تكونواجسوراً لهؤلاء الخونة يجدون لبضاعتهم سوقا رائجة في بيوتكم طهروا بيوتكم من براثن الفضائيات واحيوها بصوت القرآن والنافع المفيد
إذا لم يكن في السَّمع منِّي تصاونٌ * وفي بَصَري غضٌّ وفي منطِقي صَمتُ
فحظِّي إذاً مِن صَوْمي الجوعُ والظَّما *فإنْ قلتُ إنِّي صُمتُ يومي فما صمت
اللهم أصلح لنا شأننا كله , ولاتكلنا لأتفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الكريم الجواد الذي بلغني وإياكم شهر رمضان شهر الخير والإيمان أحمده سبحانه وله الحمد في البدء والختام والصلاة والسلام على خير من صلى وصام وعلى آله وصحبه الكرام أما بعد :عباد الله اتقوا الله وحتى لا تكون يا عبدالله ممن ليس له من صيامه وقيامه الا الجوع والتعب فعليك بالمحافظة على الصلوات الخمس جماعة مع المسلمين فمعلوم أن الكثير من الناس يسهرون ليلهم مما قد يفقدهم صلاة الجماعة مع المسلمين وهذا لا شك أنه إن كان مفرطاَ متعمدا السهر فيما لا فائدة فيه فهذا يُخشى عليه أن يكون من الذين ليس لهم من صيامهم وقيامهم الا الجوع والتعب كيف لا والله جل في علاه يقول{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ } فإن الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين بالمحافظة على الصلوات الخمس بصفة عامة و بالمحافظة على الصلاة الوسطى بصفة خاصة وذلك لأجل الاهتمام بها مع أنها داخلة في الصلوات، والصلاة الوسطى هي صلاة العصر على الراجح ..هل تعلم أن الصلاة مفتاح كل خير ؟ عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (( خمس صلوات كتبهن الله على العباد ، فمن جاء بهن ؛ لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ، و من لم يأت بهن فليس له عند الله عهد ، إن شاء عذبه ، و إن شاء أدخله الجنة)) صححه الألبانيعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أرأيتملو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء) ؟؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء, قال: (فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا) رواهالبخاري ومسلم اللهم وفقنا لطاعتك , وحل بيننا وبين معاصيك .
إخوة الايمان مَا أَسرَعَ مُرُورَ اللّيَالي وَمُضِيَّ الأَيَّام بِالأَمسِ القَرِيبِ دَخَلَ شَهرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ وَكَانَ المُسلِمُونَ في شَوقٍ عَظِيمٍ لِبُلُوغِهِ وَكَانَت نُفُوسُهُم في لَهفَةٍ شَدِيدَةٍ لإِدرَاكِهِ ثُمَّ هَا هُوَ اليَومَ قَد قارب ثُلثُهُ عَلَى الرحيل فمن كان منكم قام بحقه فليتم ذلك وليحمد الله وليسأله القبول ، ومن كان منكم قد فرط فيه وأساء ففي ما بقي الخير فليدرك وليبادر وَفِي هَذِهِ الْخُطَبِةِ بِإِذْنِ اللهِ سَوْفَ نَتَنَاوَلُ حَدِيثَاً عَظِيمَاً بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم خسارة من لم يوفق للعمل الصالح في هذا الشهر الكريم ونال من اعراض الناس فقال عليه الصلاة والسلام "رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ".لااله الا الله صيام وقيام يذهبان هباءً منثور.
ا اذاً ما المخرج من تلك الخسارة والخيبة الأمر يسير على من يسره الله عليه فإن كنت يا عبدالله تريد النجاة والفلاح ولايكون نصيبك من صومك الجوع والعطش ولايكون نصيبك من قيامك التعب والسهر فإليك بعض الوصايا التي أوصانا الله ورسوله بها.
فالوصية الأولى الإخلاص في القول والعمل وصدق التوجه إلى الله عز وجل أن تكتم حسناتك، يا عبدالله وتخفها كما تكتم وتخفي سيئاتك وعيوبك وأن يكون صومك خالصاً لله جل في علاه فالإخلاص هو مسك القلب ، وماء حياته ومدار الفلاح كله عليه فالذي يعمل بغير إخلاص ولا اقتداء كمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه ولقد توعد الله تعالى بأن العمل الذي لا اخلاص فيه يكون هباءً منثورا قال تعالى {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} يعني الأعمال التي عملوها لغير وجه اللَّه تعالى أبطلنا ثوابها وجعلناها كالهباء المنثور وهو الغبار الذي يرى في شعاع الشمس ورُوي عن عليّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه أنه قال: للمرائي أربع علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان مع الناس، ويزيد في العمل إذا أثنى عليه، وينقص إذا ذمّ به.
فالله الله في إخلاص الأعمال لله عز وجل وأروا الله من انفسكم خيرا واجعلوا لكم خبيئة من عمل صالح لا يعلم به إلا الله عز وجل من صلاة نافلة أو دمعة في ظلمة الليل أو صدقة سر او غيرها من اعمال البر
الوصية الثانية:حفظ الجوارح بأن يمسك العبد جوارحه عن المعاصي وهو ما سماه الامام الغزالي رحمه الله : صوم الخواص لأن صوم العموم هو من صام عن الطعام والشراب والشهوة فقط وترك لجوارحه العنان لتخوض في الغيبة والنميمة والكذب والظر للحرام وأخطر الجوارح يا عباد الله اللسان فإن من أولى الاهتمامات في حياة المسلم حفظُ لسانه إلاّ من الخير وإحسان كلامه وإطابتُهُ وحفظُهُ عَنْ قَوْلِ الشَّرِّ، قال المصطفى :((مَنْ كَانَ يُؤمِنُ باِللهِ وَاليَومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ)) متفقٌ عليه. وكان أبو بكرٍ الصِّديقُ يضع حصاةً في فِيهِ يمنع بها نفسه عن الكلام، وكان يشير إلى لسانه ويقول: (هذا الذي أوردني الموارد). وكان ابنُ مسعودٍ يقول: (يا لسانُ، قُلْ خيرًا تغنمْ، واسكتْ عن شرٍّ تسلمْ قبل أن تندمَ، والله الذي لا إله إلاّ هو ما شيء أحوج إلى طول سجنٍ من اللسان) فاحفظوا السنتكم من الغيبة والنميمة فاحش القول، واحبسوها عن كل ما يغضب الله ولا تنطقوا بها الا ما كان لفظاً مؤدبا جميل البديع لفظاً لايجرح هيئة ولاشخصاً ولاعرض مسلم ولاينال من كرامة المؤمن قولاً حسنا كما أمركم ربكم بذلك في كتابه العزيز فقال تعالى{ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ }واعلم يا عبدالله أنك مراقب على كل قول تقوله {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}واحفظ لسانك يا عبدالله من الغيبة فقد نهاك ربك عن ذلك في قوله تعالى{وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ } واحفظ لسانك واحتفظ من غيّه ... حتّى يكون كأنَّه مسجون
وكِّل فؤادك باللِّسان وقل له ... إنّ الكلام عليكما موزون
فزناه وليك محكماً في قلّةٍ ... إنّ البلاغة في القليل تكون
ومن الجوارح التي أمرنا بحفظها لننجوا من وعيد النبي صلى الله عليه وسلم جارحة النظر قال تعالى {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } نعم عباد الله إن في غض البصر تزكية ونجاة من وعيد النبي صلى الله عليه وسلم ففي وعيد النبي صلى الله عليه وسلم تحذير لمن يضيع صيامه بالاستماع والنظر إلى الحرام سواء في نهاره أو ليله كما يحدث من مشاهدة بعض الأفلام والبرامج الإعلامية والأغاني التي أعدها دعاة الباطل والضلال فعجبا والله لمن يصوم نهاره وليس له من صيامه الا الجوع والعطش نعم أيها الفضلاء صفدت الشياطين ومردة الجن من اول ليلة في هذا الشهر المبارك ولكن ثمة مردة وشياطين من الانس عز عليهم تصفيد إخوانهم من شياطين الجن فهم لا يألون جهدا في إعدادهم لما يهدم ويفسد على المسلمين صيامهم من مسلسلات طائشة وأفلام ماجنة فالله الله يا امة محمد لا تكونواجسوراً لهؤلاء الخونة يجدون لبضاعتهم سوقا رائجة في بيوتكم طهروا بيوتكم من براثن الفضائيات واحيوها بصوت القرآن والنافع المفيد
إذا لم يكن في السَّمع منِّي تصاونٌ * وفي بَصَري غضٌّ وفي منطِقي صَمتُ
فحظِّي إذاً مِن صَوْمي الجوعُ والظَّما *فإنْ قلتُ إنِّي صُمتُ يومي فما صمت
اللهم أصلح لنا شأننا كله , ولاتكلنا لأتفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الكريم الجواد الذي بلغني وإياكم شهر رمضان شهر الخير والإيمان أحمده سبحانه وله الحمد في البدء والختام والصلاة والسلام على خير من صلى وصام وعلى آله وصحبه الكرام أما بعد :عباد الله اتقوا الله وحتى لا تكون يا عبدالله ممن ليس له من صيامه وقيامه الا الجوع والتعب فعليك بالمحافظة على الصلوات الخمس جماعة مع المسلمين فمعلوم أن الكثير من الناس يسهرون ليلهم مما قد يفقدهم صلاة الجماعة مع المسلمين وهذا لا شك أنه إن كان مفرطاَ متعمدا السهر فيما لا فائدة فيه فهذا يُخشى عليه أن يكون من الذين ليس لهم من صيامهم وقيامهم الا الجوع والتعب كيف لا والله جل في علاه يقول{حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ } فإن الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين بالمحافظة على الصلوات الخمس بصفة عامة و بالمحافظة على الصلاة الوسطى بصفة خاصة وذلك لأجل الاهتمام بها مع أنها داخلة في الصلوات، والصلاة الوسطى هي صلاة العصر على الراجح ..هل تعلم أن الصلاة مفتاح كل خير ؟ عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (( خمس صلوات كتبهن الله على العباد ، فمن جاء بهن ؛ لم يضيع منهن شيئا استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ، و من لم يأت بهن فليس له عند الله عهد ، إن شاء عذبه ، و إن شاء أدخله الجنة)) صححه الألبانيعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أرأيتملو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء) ؟؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء, قال: (فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا) رواهالبخاري ومسلم اللهم وفقنا لطاعتك , وحل بيننا وبين معاصيك .
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
الأخ أبو مزون سلمت يداك فاسمك لم يبعد كثيرا عما كتبت فقد صببت علينا مزنا وقد أجدت في وصيتك وأرجوا أن تجد لها آذانا صاغية وقلوبا واعية فنفع الله بك وشكرا لإطلالاتك .
تعديل التعليق