رب اجعل بلدنا آمنا
عبدالله البصري
رب اجعل هذا البلد آمنا 17/ 3/ 1446
الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، نِعَمُ اللهِ عَلَى العِبَادِ كَثِيرَةٌ ، وَأَجَلُّهَا نِعَمٌ قَد لا يَنتَبِهُ لَهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ لِتَعَوُّدِهِم عَلَيهَا وَإِلفِهَا ، مَعَ أَنَّهَا هِيَ رَكَائِزُ الحَيَاةِ الَّتي عَلَيهَا تَقُومُ ، وَمِن دُونِهَا تَضِيقُ وَلا تَطِيبُ ، أَمنٌ في الأَوطَانِ ، وَصِحَّةٌ في الأَبدَانِ ، وَقَوتٌ يَكُونُ بِهِ القِوَامُ ، قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ : " مَن أَصبَحَ مِنكُم آمِنًا في سِربِهِ ، مُعَافًى في جَسَدِهِ ، عِندَهُ قُوتُ يَومِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَت لَهُ الدُّنيا بِحَذَافِيرِهَا " رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَقَالَ الأَلبَانيُّ : حَسَنٌ لِغَيرِهِ .
وَإِنَّهُ في هَذَا الزَّمَانِ الَّذِي يُرَى فِيهِ العَالَمُ مِن حَولِنَا كَالمِرجَلِ ، يَغلِي بِمُشكِلاتٍ مُختَلِفَةٍ وَقَضَايَا مُعَقَّدَةٍ ، فَإِنَّ بِلادَنَا تَنعَمُ بِتَوَفُّرِ الأَمنِ وَعُمُومِ العَافِيَةِ ، وَسَعَةِ الرِّزقِ وَتَيَسُّرِهِ ، يَنعَمُ بِذَلِكَ أَهلُهَا ، وَيَتَذَوَّقُهُ كُلُّ مَن وَفَدَ إِلَيهَا ، وَذَلِكَ فَضلُ اللهِ وَعَطَاؤُهُ ، وَتِلكَ نِعمَتُهُ وَمِنَّتُهُ . وَإِنَّ مِن أَوجَبِ الوَاجِبَاتِ وَأَعظَمِهَا لِتُحفَظَ هَذِهِ النِّعَمُ وَتَقَرَّ ، شُكرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيهَا ، وَدَوَامَ حَمدِهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيهِ بِمَا هُوَ أَهلُهُ ، فَالشُّكرُ قَيدُ النِّعَمِ ، بَل وَضَمَانُ استِمرَارِهَا وَزِيَادَتِهَا " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لأَزِيدَنَّكُم وَلَئِن كَفَرتُم إِنَّ عَذَابي لَشَدِيدٌ " وَالعَاقِلُ السَّوِيُّ الفِطرَةِ ، البَاقي عَلَى جِبِلَّتِهِ ، يُحِبُّ وَطنَهُ وَيَشعُرُ بِالانتِمَاءِ إِلَيهِ ، وَيُهِمُّهُ أَن يَبقَى فِيهِ آمِنًا عَلَى نَفسِهِ وَمَالِهِ وَعِرضِهِ ، مُطمَئِنًّا في حَيَاتِهِ مُستَقِرَّةً عِيشَتُهُ ، يَأكُلُ رِزقَ رَبِّهِ وَيَعبُدُهُ حَقَّ عِبَادَتِهِ ، حَتَّى يَأتِيَهُ أَجلُهُ وَهُوَ عَلَى سُنَّةٍ حَسَنَةٍ وَطَرِيقَةٍ مَحمُودَةٍ ، غَيرَ مُبَدِّلٍ وَلا مُغَيِّرٍ ، وَلا خَارِجٍ عَن نَهجِ سَلَفِهِ الصَّالِحِينَ ، وَإِنَّ هَذَا الحُبَّ لِلأَوطَانِ ، وَإِرَادَةَ استِقرَارِهَا وَقُوَّتِهَا ، أَمرٌ فِطرِيٌّ جِبِلِّيٌّ ، لا يَحتَاجُ أَحَدٌ فِيهِ إِلى مَزِيدِ تَذكِيرٍ ، أَوِ اتِّخَاذِ مُنَاسَبَةٍ خَاصَّةٍ ، أَو تَنظِيمِ احتِفَالٍ صَاخِبٍ ، أَو إِحدَاثِ جَلجَلَةٍ إِعلامِيَّةٍ أَو رَفعِ أَعلامٍ ، أَو مَشيٍ في مَسِيرَاتٍ وَتَغيِيرِ مَسَارَاتٍ ، دُونَ وَعيٍ بِمَضمُونِ حُبِّ الوَطَنِ الحَقِيقِيِّ ، أَجَل أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّ حُبَّ الأَوطَانِ وَابتِغَاءَ الخَيرِ لَهَا ، لا يُمكِنُ أَن يُستَجلَبَ بِشِعَارَاتٍ جَوفَاءَ ، وَلا أَن تُقَوِّيَهُ فَعَالِيَّاتٌ نَكرَاءُ ، فَقَد عَاشَ النَّاسُ في بُلدَانِهِم قُرُونًا مُتَطَاوِلَةً ، وَتَبَايَنَت أَحوَالُهُم فِيهَا بَينَ أَمنٍ وَخَوفٍ وَغِنًى وَفَقرٍ ، وَاجتِمَاعٍ وَتَفَرُّقٍ وَائتِلافٍ وَاختِلافٍ ، وَاتِّفَاقٍ وَشِقَاقٍ وَتَعَاوُنٍ وَتَنَاحُرٍ ، لم تَجمَعْهُم بُقعَةٌ مِنَ الأَرضِ وَلَو كَثُرَت خَيرَاتُهَا ، وَلا قَومِيَّةٌ أَو عَصَبِيَّةٌ وَلَو رُفِعَت شِعَارَاتُهَا ، بَل تَشَاحُّوا وَتَقَاتَلُوا عَلَى أَتفَهِ الأُمُورِ ، وَتَفَاخَرُوا وَاستَكبَرَ بَعضُهُم عَلَى بَعضٍ وَهُم مُتَقَارِبُونَ ، وَتَحَارَبُوا وَعَلَوا وَطَغَوا وَبَغَوا ، وَلم يَكُنْ أَمرٌ أَيًّا كَانَ لِيَجمَعَهُم وَيُؤَلِّفَ بَينَ قُلُوبِهِم ، كَمَا فَعَلَ بِهِمُ الدِّينُ وَإِسلامُ الوُجُوهِ لِرَبِّ العَالَمِينَ ، وَالإِيمَانُ الصَّادِقُ وَصَلاحُ القُلُوبِ بِارتِوَائِهَا مِن غَيثِ الوَحيِ المُنزِلِ ، الَّذِي جَاءَ مِن عِندِ خَالِقِهَا وَالعَالِمِ بِمَا يُصلِحُهَا وَيُزَكِّيهَا ، قَالَ سُبحَانَهُ : " وَاذكُرُوا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذْ كُنتُم أَعدَاءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوَانًا " وَقَالَ تَعَالى : " وَإِنْ يُرِيدُوا أَن يَخدَعُوكَ فَإِنَّ حَسبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصرِهِ وَبِالمُؤمِنِينَ . وَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِهِم لَو أَنفَقتَ مَا في الأَرضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفتَ بَينَ قُلُوبِهِم وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَينَهُم إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " أَجَل أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّ الدِّينَ الحَقَّ وَالأُخُوَّةَ في العَقِيدَةِ ، وَقُوَّةَ الإِيمَانِ بِاللهِ وَصَفَاءِ التَّوحِيدِ ، وَطَاعَةَ اللهِ وَالإِحسَانَ إِلى خَلقِهِ ، هِيَ العُرَى الَّتي بِالتَّمَسُّكِ بِهَا تَجتَمِعُ القُلُوبُ وَتصلُحُ النُّفُوسُ ، وَتَتَوَحَّدُ الأَوطَانُ وَتَعِزُّ البُلدَانُ ، وَتَتَقَارَبُ وُجهَاتُ النَّظَرِ وَتَتَّحِدُ الغَايَاتُ ، وَتَكُونُ الأَهدَافُ وَاحِدَةً وَالمَقَاصِدُ وَاضِحَةً ، فَالحَمدُ للهِ أَوَّلاً وَآخِرًا ، وَلَهُ الشُّكرُ بَاطِنًا وَظَاهِرًا ، لَهُ الحَمدُ أَنْ جَعَلَنَا مُسلِمِينَ ، وَلَهُ الشُّكرُ أَنْ أَكرَمَنَا بِالعَيشِ في بِلادِ الحَرَمَينِ الشَّرِيفَينِ ، وَلَهُ الثَّنَاءُ أَنْ جَمَعَ الكَلِمَةَ عَلَى وُلاةِ أَمرٍ يَحكُمُونَ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَيَتَحَرَّونَ العَمَلَ بِهِمَا ، مَسَاجِدُ يُرفَعُ فِيهَا الأَذَانُ وَتُقَامُ الجُمُعَةُ وَالجَمَاعَاتُ ، وَعِمَارَةٌ لِلحَرَمَينِ وَخِدمَةٌ لِلحُجَّاجِ وَالمُعتَمِرِينَ ، وَاهتِمَامٌ بِقَضَايَا المُسلِمِينَ ، وَجَمعِيَّاتٌ خَيرِيَّةٌ يَتَحَقَّقُ بِهَا البِرُّ وَالإِحسَانُ وَالتَّرَاحُمُ ، وَجَمعِيَّاتٌ لِلدَّعوَةِ لِتَوعِيَةِ النَّاسِ في دِينِهِم ، وَبَرَامِجُ لِلتَّطَوُّعِ في كُلِّ مُؤسَّسَةٍ ، وَأَنظِمَةٌ وَاضِحَةٌ ، فَلْنَحرِصْ جَمِيعًا عَلَى هَذَا البِنَاءِ الكَبِيرِ وَالصَّرحِ العَظِيمِ ، وَلْنَعمَلْ بِمَا يَحمِيهِ مِنَ التَّصَدُّعِ أَوِ السُّقُوطِ ، فَإِنَّ لَهُ سَقفًا وَأَعمِدَةً وَجُدرَانًا ، أَهَمُّهَا صَفَاءُ العَقِيدَةِ وَنَقَاءُ التَّوحِيدِ ، وَصَلاحُ الأَعمَالِ بِالإِخلاصِ للهِ وَاتِّبَاعِ السُّنَّةِ ، وَالبُعدُ عَنِ الشِّركِ وَالبِدَعِ وَالمُخَالَفَاتِ ، وَالحَذَرُ مِنِ اتِّبَاعِ الأَهوَاءِ وَالتَّسَاهُلِ بِالمَعَاصِي وَاستِمرَاءِ المُنكَرَاتِ ، وَطَاعَةُ وُلاةِ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَالتَّعَاوُنُ عَلَى البِرِّ وَالتَّقوَى ، قَالَ سُبحَانَهُ : "الَّذِينَ آمَنُوا وَلم يَلبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُهتَدُونَ " وَقَالَ تَعَالى عَلَى لِسَانِ إِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ عَلَيهِ السَّلامُ : " وَإِذْ قَالَ إِبرَاهِيمُ رَبِّ اجعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا وَاجنُبْني وَبَنيَّ أَنْ نَعبُدَ الأَصنَامَ . رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَني فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَن عَصَاني فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . رَبَّنَا إِنِّي أَسكَنْتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوَادٍ غَيرِ ذِي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَلْ أَفئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهوِي إِلَيهِم وَارزُقْهُم مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُم يَشكُرُونَ " وَقَالَ جَلَّ وَعَلا : " فَلْيَعبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيتِ . الَّذِي أَطعَمَهُم مِن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِن خَوفٍ " وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : " قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيكُم مَا حُمِّلتُم وَإِن تُطِيعُوهُ تَهتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاغُ المُبِينُ . وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم في الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهُمُ الَّذِي ارتَضَى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدُونَنِي لا يُشرِكُونَ بي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ . وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُم تُرحَمُونَ" وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : " الَّذِينَ إِن مَكَّنَّاهُم في الأَرضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ " وَقَالَ تَعَالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُسلِمُونَ . وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذكُرُوا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذْ كُنتُم أَعدَاءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوَانًا وَكُنتُم عَلَى شَفَا حُفرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِنهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُم آيَاتِهِ لَعَلَّكُم تَهتَدُونَ . وَلْتَكُنْ مِنكُم أُمَّةٌ يَدعُونَ إِلى الخَيرِ وَيَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ . وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاختَلَفُوا مِن بَعدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُم عَذَابٌ عَظِيمٌ "
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ وَاشكُرُوهُ " إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، تَأَمَّلُوا قَولَ الحَقِّ سُبحَانَهُ : " أَوَلَم يَرَوا أَنَّا جَعَلنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِن حَولِهِم " وَقَولَهُ سُبحَانَهُ : " أَوَلَم نُمَكِّنْ لَّهُم حَرَمًا آمِنًا يُجبَى إِلَيهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيءٍ رِزقًا مِن لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكثَرَهُم لَا يَعلَمُونَ " وَقَولَهُ جَلَّ وَعَلا : " فَليَعبُدُوا رَبَّ هَذَا البَيتِ . الَّذِي أَطعَمَهُم مِن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِن خَوفٍ " إِنَّهَا مِنَّةٌ مِنَ اللهِ عَلَى هَذِهِ البِلادِ وَأَهلِهَا ، أَمنٌ وَإِيمَانٌ وَسَعَةُ رِزقٍ وَاطمِئنَانٌ ، فَقَيِّدُوا هَذِهِ النِّعَمَ العَظِيمَةَ بِشُكرِهَا وَبِطَاعَةِ مُولِيهَا ، وَبِالحِرصِ عَلَى مَا يَجمَعُ الكَلِمَةَ وَيُوَحِّدُ الصَّفَّ ، في صَحِيحِ مُسلِمٍ عَن أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم قَالَ : " إِنَّ اللهَ يَرضَى لَكُم ثَلاثًا وَيَسخَطُ لَكُم ثَلاثًا ، يَرضَى لَكُم أَن تَعبُدُوهُ وَلا تُشرِكُوا بِهِ شَيئًا ، وَأَن تَعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ، وَأَن تُنَاصِحُوا مَن وَلاَّهُ اللهُ أَمرَكُم ، وَيَسخَطُ لَكُم ثَلاثًا : قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثرَةَ السُّؤَالِ ، وَإِضَاعَةَ المَالِ "