رب اجعلني مقيم الصلاة

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1446/02/26 - 2024/08/30 01:01AM

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ لَا عِزَّ إلّا فِي طَاعَتِهِ وَلَا سَعَادَةَ إلّا فِي رِضَاهُ وَلَا نَعِيمَ إلّا فِي ذِكْرِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ محمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَا كَثِيرًا أَمَّاْ بَعْدُ فاتقوا الله رحمكم الله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون )) وَاعْلَمُوا أَنَّهُ يَنْبَغِيْ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَى اَلْأَعْمَاْلِ اَلْصَّاْلِحَةِ وأن لا يفرط فيها وهذه وَقْفَةُ مع دُعَاءٍ عَظِيم جاء في الْقِرَانِ الْكَرِيم عَلَى لِسَانِ نَبِيِّ اللهِ إبراهيم عَلَيْهِ الصلاة والسلام قال تعالى (( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ )) فَلْنُحَافِظْ عَلَى هَذَا الدُّعَاءِ الْعَظِيمِ لَمَّا فِيهِ مِنْ إِعَانَةٍ لِلْعَبْدِ وَأهْلُ بَيْتِهِ بالالتزام وَالمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلَاَةِ أَهم أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ بَعْدَ الشَّهَادَتِينِ وَأَوَّلَ مَا يَسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدَ مِنْ عَمَلِهِ يَومَ القِيَامَةِ فإنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفلَحَ وأَنجَحَ وإنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وخَسِرَ هِي أُخَرُ وَصَايَا نَبِيِّكُمْ  الصَّلَاَةَ الصَّلَاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أيمانكم
سُئِلَ النبي ﷺ أيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إلى الله قال ﷺ ( الصَّلاةُ على وَقْتِها قيل ثم أيٌّ قال ثم بِرُّ الوَالِدَين )
قالَ ابنُ حَجَرٍ رحمه الله الصَّبرُ على المُحَافَظَةِ على الصَّلَوَات وأدَاؤُها في أوقَاتِها والمُحَافَظَةُ على برِّ الوالدَين أَمْرٌ لازِمٌ مُتكرِّرٌ دائمٌ لا يَصْبِرُ علَى مُراقَبَةِ أمرِ اللهِ فيهِ إلَّا الصدِّيقُون ا.هـ

عِبادَ الله ولعظم قَدْرِ الصَّلاةِ أنْ اللهَ سُبحَانَهُ عَظَّمَ كلَّ عَمَلٍ مُتَعَلِّقٍ بالصَّلاة فالوُضُوءُ لِلصَّلاة يُكَفِّرُ الخَطَايا ( ومَنْ غَدَا إلى المَسْجِدِ أو رَاحَ أعَدَّ اللهُ لَهُ في الجنَّةِ نُزُلاً كلَّمَا غَدَا أو راحَ ) ومَنْ دَخَلَ المَسْجِدَ دَعَتْ لَهُ المَلائِكةُ تَقُول اللهُمَّ صَلِّ عليه اللهُمَّ اغفر له اللهم ارحَمْه ما لم يُحْدِث ورَكْعَتَا الفَجْر أيْ سُنَّتُها خَيرٌ مِنَ الدُّنيَا ومَا فِيهَا و أَحَبُّ البِلَادِ إلى اللهِ مَسَاجِدُهَا
كذلك المحافظة على الصلاة من أسباب مغفرة الذنوب فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ ( أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ) قَالُوا لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ قَالَ ﷺ فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ ( الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ) وهي أيضاً سبب للفلاح في الدنيا والآخرة قال الله تعالى (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )) فواجب علينا أن نحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ (( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ))
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكمْ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ وَالحِكْمَةِ أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيهِ إنَّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيَكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ واعلموا أن مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ فلَا حَظَّ لَهُ في الإسلام قالَ ﷺ ( بينَ الرَّجُلِ وبينَ الشِّركِ والكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاة ) رواه مسلم و تَوَعَّدَ اللهُ مَنْ أضَاعَها بجهنَّمَ فقال (( فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا )) وهَمَّ  بتَحْرِيقِ بُيُوتِ المُتَخَلِّفينَ عَنْ صَلاةِ الجَمَاعة ولم يُرخِّصْ لِرَجُلٍ أعمَى لا قَائِدَ له بالتَّخَلُّفِ عَنْ صَلاةِ الجَمَاعة بَلْ قالَ له هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بالصَّلاة قالَ نعم قالَ فأَجِبْ فاتَّقوا اللهَ عِبادَ الله وحافظوا على الصلوات الخمس جماعة في بيوت الله أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ (( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ))
عِبَادَ اللَّهِ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نبيكم مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللهِ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمُ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ فَقَالَ سُبْحَانَهُ قَوْلاً كَرِيما
(( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ))
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ولِمَا فِيهِ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))

 

المرفقات

1724968847_خطبة الجمعة 26 من شهر صفر 1446هـ خطبة قصيرة رب اجعلني مقيم الصلاة.pdf

1724968857_خطبة الجمعة 26 من شهر صفر 1446هـ خطبة قصيرة رب اجعلني مقيم الصلاة.docx

المشاهدات 470 | التعليقات 0