د. النفيسي: المخططات الأمريكية والغربية تستهدف إزالة دول من الخريطة السياسية

أبو عبد الرحمن
1431/06/12 - 2010/05/26 19:14PM
Merged_Item2_000060.jpgMerged_Item2_000120.jpg
Merged_Item2_000180.jpgMerged_Item2_000240.jpg
clicktoplay.png

د. النفيسي: المخططات الأمريكية والغربية تستهدف إزالة دول من الخريطة السياسية


كتب أ. رضا عبد الودود* 16/05/2010 nafisi852010.jpg
حذر النفيسي خلال الندوة التي نظمتها الحركة السلفية 8/5/2010 بعنوان (أمن الكويت بين أطماع الخارج وأوضاع الداخل) من الخلل الفكري الذي نعاني منه، حيث تعتمد أغلب التحليلات الاستراتيجية حول أوضاع الإقليم والعالم بناء على معطيات محلية غير ذات قيمة في الميزان الاستراتيجي ... مشيرا إلى أنه يجب أن لا ننسى أن الخريطة السياسية لشريط النفط هي من موروث الاستعمار البريطاني الذي سلم السلطة عام 1968 للاستعمار الأميركي ...

_exb.pngحذر المفكر الإسلامي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت والنائب السابق بمجلس الأمة د.عبد الله النفيسي من مخاطر اتفاق يجري الإعداد له بين الأمريكان والإيرانيين قد يتعارض مع المصالح الاستراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي..مطالبا دول مجلس التعاون بالتحرك السريع والجاد للضغط على أمريكا لكي تكون دول الخليج طرفا في الحوار الدائر بينها وبين إيران..

الاتفاقات الأمريكية الإيرانية دون الدول الخليجية تهدد مستقبل المنطقة

وانتقد المفكر الاستراتيجي د.النفيسي طبيعة العلاقات القائمة بين دول الخليج والأمريكان ، قائلا: "إن دول مجلس التعاون الخليجي تقدم للأمريكان والأوروبيين أكثر مما يطلبونه لذلك يجب أن لا نقدم لهم أي شيء إلا بمقابل"..
احتلال شريط النفط:
ودلل النفيسي على مخاوفه من المخاطر المحتملة التي قد تشهدها دول الخليج في الفترة المقبلة، باستعراض بعض صفحات كتاب شهير بعنوان "آبار النفط أداة عسكرية" وما تضمنه من خطط لاحتلال شريط النفط الخليجي ، مشيرا لبعض الأحداث التي وقعت في أعوام 1974و1990و1992م ، مثل : خطط تم بحث موضوعها في الكونغرس الأميركي وطرح في لجنة الأمن والدفاع وأقرت الخطة لاحتلال شريط النفط ؛ باحتلال الكويت وقطر والبحرين والإمارات وصولا إلى سلطنة عمان ، وذلك ردا على ما قالته السعودية والإمارات بأنهما "لن تصدرا النفط لأميركا".. وقد اقر الكونجرس الأمريكي الخطة ثم تدخل البيت الأبيض قائلا "لا داعي لذلك ريثما تتصلح العلاقات السياسية مع كل من السعودية والإمارات".
وقال النفيسي : أنه بإمكان أي زائر لأميركا أن يطلع على هذه الخطة في مكتبة الكونغرس الأميركي في الدور الثاني ويتم شراؤها بأقل من دولارين وهي بعنوان "آبار النفط كأداء عسكرية"، وهذه كانت خطة إسرائيل لاحتلال شريط النفط لحساب أمريكا منذ عام 1974".
تغييرات الخريطة:
وفي سياق متصل، أشار النفيسي إلى إحدى الندوات التي عقدت في 22 يناير عام 1992 بنيويورك تحت رعاية "المجلس الأميركي للعلاقات الخارجية"، طرحت 28 ورقة للنقاش على مدى 3 أيام، وقد تناولت إحدى هذه الورقات التي قدمها محلل سياسي يدعى "هارود كاد" وهو يعمل في "السي آي إي" : إنه في غضون عام 2025 أي بعد 15 عاما لن يبقى في الخليج والجزيرة العربية إلا 3 دول هي : اليمن وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية ، أما الباقي وهي الكويت وقطر والبحرين والإمارات.. فهذه دول ستختفي في العام 2025 . وكان من ضمن ما أشارت إليه الورقة البحثية ؛ أن الكويت سوف تضم للعراق، وقطر والبحرين ستضم للسعودية ، والإمارات باعتبارها امتداداً لساحل عمان سوف تنضم لسلطنة عمان، ومن ضمن تلك الخطط ما حدث في عام 1990 حينما شطبت الكويت خلال ساعات من الخريطة السياسية.
وقال النفيسي أنه من خلال الوقائع الثلاث في أعوام 74 و90 و92 أن المسألة المطروحة عمليا هي اختفاء دول وتغيير للخريطة السياسية وتغيير في مصائر الشعوب ، لذلك ما يدور حاليا من جدل بين الكويتيين على أساس أن ما تم اكتشافه من شبكات تجسس تهدد استقرار الكويت فهذا كلام متفائل كثيرا، مشيرا إلى أن العملية ليست استقرار الكويت ، فالأمر لا ينسحب فقط على الكويت بل ينسحب على شريط النفط كله مرورا بالبحرين وقطر والإمارات.
وحذر النفيسي خلال الندوة التي نظمتها الحركة السلفية 8/5/2010 بعنوان (أمن الكويت بين أطماع الخارج وأوضاع الداخل ) من الخلل الفكري الذي نعاني منه، حيث تعتمد أغلب التحليلات الاستراتيجية حول أوضاع الإقليم والعالم بناء على معطيات محلية غير ذات قيمة في الميزان الاستراتيجي، حول الأوضاع المتعلقة بالإقليم والصراع الدولي والإقليمي مشيرا إلى أنه يجب أن لا ننسى أن الخريطة السياسية لشريط النفط هي من موروث الاستعمار البريطاني الذي سلم السلطة عام 1968 للاستعمار الأميركي الذي نعيش في ظله الآن أو الاحتلال الأميركي.
الضلع السعودي الكويتي:
وحول الإشكاليات الأمنية التي تتهدد منطقة الخليج في الآونة الأخيرة قال النفيسي: موقع الكويت موقع خطير في قلب مثلث، ضلع إيراني والآخر عراقي والضلع الجنوبي هي السعودية، وأن الكويت طوال تاريخها تسعى للتوازن بين الأضلاع الثلاثة أو تحاول ذلك، مضيفا أن الكويت كانت دائما تخضع لضغوط هذه الأضلاع تاريخيا وكان عليها أن تختار الطريق السليم للموازنة بين هذه الضغوط.
وأشار النفيسي أنه في حال خيرنا بين هذه الأضلاع الثلاثة أي منهم اطمئن فأجد انه الضلع الجنوبي وهو السعودية خاصة وان هناك ثمة وشائج تاريخية بيننا وبين أصلنا الجنوبي وثمة علاقات تاريخية قديمة، ورغم ذلك فإن خبراتنا مع الضلع العراقي والإيراني هي خبرات غير سارة وغير مشجعة...
وبالتالي إذا أرادت الكويت الأمن فهي لن تستطيع تحقيق الأمن بمفردها إطلاقا، ولا يمكن للكويت وقطر والبحرين والإمارات أن تحقق أمنها الداخلي إلا وفق صيغة وحدوية مع كتلة مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أنه في حال قام مجلس التعاون الخليجي بالتجاوز عن حساسياته وتوحد في دولة واحدة وفي حال ما كانت عاصمة هذه الدولة المدينة المنورة حيث قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن قوتها المعنوية ستكون عظيمه والطاقة التي ستحملها في طياتها ستكون أعظم.
وأضاف النفيسي أن الكويت لن تستطيع تحقيق المتطلب الأدنى لأمنها طالما ظلت كما هي شظية جغرافية مثلها مثل قطر والبحرين والإمارات شظايا جغرافية، مشيرا إلى أن هذه الدول لن تتحمل الضغوط، لذا فمن المحتمل أن يحدث هذا الأمر في العام 2025؛ لا يبقى في الجزيرة العربية سوى ثلاث دول السعودية واليمن وسلطنة عمان لأنها دول بها عمق بشري وجغرافي ولديها قدرة على مقاومة الحضارات ولديها قدرة على تحريك الأحداث، مرجحا أن تكون السعودية هي موطن الثقة وهي الدولة التي يجب أن نلتصق بها وهي القادرة على تحقيق الحد الأدنى من الأمن الخليجي..
وقال أن العالم اليوم لا يتحرك وفق القصائد والشعر والعواطف بل يتحرك وفق معطيات مادية مشيرا إلى أن أمريكا عندما تنظر للكرة الأرضية لا ترى فيها عربياً أو عازمياً أو هذا مطيري أو أي من مسمياتنا لأنها ترى شيئاً واحداً وهو حزام نفط وأخشاب وذهب وزنك وغيرها من الخامات التي تحرك الاقتصاد العالمي.
وأضاف النفيسي أننا جزء من الحزام النفطي الذي أصبح الآن هدف لاحتلال القوى الدولية مشيرا إلى أنهم فعلوا ذلك بالفعل مضيفا أن شريط النفط كله محتل بدء من الكويت ومرورا بقطر والإمارات والبحرين، لافتا يجب أن لا يتصور احد أننا دول حرة أو أننا دول لها حق القرار الاستراتيجي.
وأوضح النفيسي أن القرار الاستراتيجي بيد الحليف الدولي في شريط النفط وهو أميركا لافتا إلى أن القصد من القرار الاستراتيجي هو قرار السلم والحرب مبينا أن هذه الأمور لا تقررها إداراتنا السياسية المسكينة بل يقررها الأميركان، مشيرا إلى أنهم يتعاملون مع حكوماتنا بالفاكس.
وقال النفيسي إنه إذا لم تتحرك الشعوب وتضغط وتطالب فلن تتحرك النظم أو تنصلح أو تعطي شيئاً.
وأضاف : نحن لا نعيش في فراغ بل نعيش في عالم ونظام دولي يتحكم فيه دول المركز ويسيطر عليه الأميركان والأوروبيون (اليو أس والأي يو )، لافتاً إلى أن هذه الدول تسيطر على العالم كله وخاصة دول الأطراف التي تضم كل دول مجلس التعاون والدول العربية ومنها مصر والمغرب وليبيا وكذلك الصين وروسيا وإسرائيل، مشيراً إلى أن هذه الدول تسيطر عليها دول المركز من خلال 4 وسائل الأولى منها السلاح حيث تصر دول المركز على أنها هي التي تزود دول الأطراف بالسلاح وتصر هذه الدول على انه لا ينبغي لأحد أن يصنع السلاح غيرها، لأن من يتحكم في سوق السلاح يتحكم في الحروب ونتائجها وبالتالي يحدد من ينتصر ومن ينهزم.
وتابع أن الوسيلة الثانية هي الخامات وخاصة النفط والقمح لأنهما يقعان أيضا تحت سيطرة دول المركز وهناك الماء أيضا، لذلك احتل العراق من أجل الخامات والنفط ، مشيرا إلى أن احتلال العراق هو نكسة استراتيجية للعرب والعالم الإسلامي رغم أننا كان يهمنا معاقبة صدام وفي نفس الوقت يهمنا الحفاظ على مقدرات هذه الدولة التي كانت تمثل ثقلاً عظيماً في الميزان الاستراتيجي لصالح العرب.
وأضاف إننا في الكويت نعاني من عقلية خطيرة جدا خاصة نعاني من عقلية الحصار لأننا دائما نشعر إننا محاصرون والسعودية لا تشعر بالحصار وكذلك قطر والبحرين والإمارات غير أننا نشعر بهذا الحصار لوقوعنا في قلب مثلث الضغط .

حروب الخامات قد تمحو دولا من الخريطة السياسية

حروب الخامات:
وأشار النفيسي إلى أنه تم احتلال العراق للسيطرة على الخامات، مستدلا بما أورده مايكل كلير وهو من أشهر الخبراء الأمريكان في شؤون الطاقة في كتابه "حروب الخامات"، قال فيه أن الحروب في المستقبل ستدور على الخامات وستكون حروباً خطيرة تمسح شعوب بالكامل في سبيل الحصول على الخامات، مشيرا إلى أنها هي التي تمكن الاقتصاد الغربي من استمراره أو عدمه.
وذكر النفيسي أن الوسيلة الثالثة للتحكم في المنطقة العربية بأسرها هي ما يسمى الشرعية الدولية أو الأمم المتحدة ، مشيرا إلى أن الخمس الدائمين لهم حق الفيتو والتصويت على القرارات أما الباقي فليس لهم إلا حق التصويت وهذه التركيبة خطيرة جدا ولا تلعب لصالحنا في النهاية، وأضاف أن آخر وسائل التحكم هو ما يطلق عليه العولمة.
ودعا النفيسي إلى سلسلة من الحوارات الخليجية الخليجية لتجاوز الخلافات وتحقيق الوحدة، مشيرا إلى حجم الخلافات الكبيرة بين الأمريكيين والأوروبيين ورغم ذلك يتجاوزونها بالحوار والتفاهم، مثلما يحدث بأفغانستان والعراق مؤخرا رغم الفشل العسكري الأمريكي والغربي.

الحراك الصيني الهندي الصيني لإقصاء أمريكا عن آسيا يخفف الضغوط عن المنطقة العربية

التحالفات المستقبلية في آسيا:
وأوضح النفيسي أن روسيا تطرح طرحا لمحاربة السيطرة الغربية على النظام الدولي من خلال بريماكوف وزير الخارجية السابق والذي أكد انه في حال حصول معاهدة استراتيجية بين روسيا والصين والهند يستطيع هذا المثلث إقصاء أميركا من القرن الآسيوي، مؤكدا أن الذي يغير من الأوضاع الإستراتيجية هي القوة المادية والمعنوية.

المفكرون والمحللون الإستراتيجيون العرب مطالبون بالبعد عن المحلية في طرحهم والتركيز على الواقع الإقليمي والدولي للتعرف على الأخطار المستقبلية

الخروج عن إطار المحلية:
وشدد النفيسي على أهمية الخروج من إطار المحلية معربا عن أسفه في لقيام الكثير من الشباب والكتاب بالغرق في الإطار المحلي دون الانطلاق لفهم معطيات الموقف الاستراتيجي العربي، ولعل استحضار سيناريوهات 1974 و1992 و1990 لابد أن يكون حاضرا عند معالجة أي قضايا محلية، حتى لا نظل أسرى لدول المركز التي لا يعنيها ما يحدث في المنطقة من صراعات داخلية، وأضاف أننا إذا استمررنا بالانشغال بصراعاتنا المحلية لن نتحرر من النظام الدولي الظالم لذلك علينا أن نتحلى بالاتجاه الاستراتيجي والكف عن استهلاك الاتجاه المحلي الذي ليس له قيمة في النظام الاستراتيجي العالمي.
* صحفي مصري مقيم في الكويت.
"حقوق النشر محفوظة لموقع "قاوم"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر"

المشاهدات 4442 | التعليقات 0