د. أحمد العسال رحمه الله: أعداء الإسلام ظرفيون أمام دعوة عمرها 14 قرناً (حوار)

د. أحمد العسال: أعداء الإسلام ظرفيون أمام دعوة عمرها 14 قرناً..بالصين مدينة تعرف بمكة الصغرى..تجربتي بالسعودية وباكستان جيدة


منذ سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924 ، على يد مصطفى كمال أتاتورك ، قرر الغرب أن لا تكون الأنظمة في العالم الإسلامي ، أنظمة إسلامية ".
"تفتيت الأمة، وإلغاء الشريعة، وفرض العلمانية، وسيادة الاستبداد، وزرع الكيان الصهيوني ، وقمع الأحرار ساهم في الأزمات التي تعيشها الأمة بما في ذلك أزمة القيادة".
* الأنظمة لا تفتأ تعمل من أجل تغريب الأمة ، ليس بسبب قناعات ،وإنما هي ضريبة البقاء في السلطة تحت حماية الغرب ، أو سكوته
* لو كانت وسائل الاعلام الصحافة المكتوبة والتلفزيون والاذاعة في ايادي أمينة لكان الأمر أفضل من ذلك .
أغلية الشعب تردد نكتة في أعقاب ذلك الجدل ،وهي تدل على مدى تمسك الشعب بهويته ، وسخريته ممن يحاولون تجريده من اسلامه ، تقول النكتة " خذ بالك شعاري اللي في بالي وبالك " .
" عروق الامة لا تزال تنبض بالحياة وهي ممتدة في أعماق التاريخ وهي تنحت من الصخر وتغرف من بحر لا تنفد كلماته .
" عندما زار عمرو خالد والده آخر مرة ، حذره البوليس من القيام بأي نشاط .وقال له "لو عملت ندوة أو ظهرت في برنامج ( مش حيحصلك طيب ) لن يحصل لك طيب "
" أسباب عدم وجود قنوات فضائية اسلامية حقيقية ، يقف وراءها قلة المال "
" عندما كنت في لندن سمعت بموت جمال عبد لناصر ، فسجدت لله شكرا كما سجد الحسن البصري لموت الحجاج"

حاوره : عبدالباقي خليفة

بعد أن قضى الدكتور أحمد محمد العسال نحبه هذا الأسبوع بعد حياة حافلة بالعطاء للدعوة الإسلامية، وخدمة للعلم، فقد أحببنا أن يكون حديثنا عنه من خلاله عبر حوار أجريناه معه سابقاً، لم يتحدث فيه عن حياته لكن فكره وتجربته هي الأهم ميراثاً، فلقد كان الراحل رحمه الله صاحب تجربة ثرية في مجال التعليم وبناء الأجيال على أسس اسلامية ثابتة ، ومسلحة بالعلم وكل أدوات العصر، موصولة بأمجاد الماضي ، وترنو أعناقها لمستقبل لا مكان فيه للضعفاء . وفي هذا الحوار الذي أجراه " المسلم " مع الدكتور العسال تحدث فيه المربي الكبير عن دور بعض الانظمة في تغريب الامة ، ووسائل الاعلام التي لو كانت في أيدٍ نظيفة وأمينة لكان حال الأمة أفضل مما هي عليه من ضياع وهوان . لكن ذلك لم يجعل الأمة تنسى دينها وثقافتها الاسلامية ، فعندما صدر قرار في مصر بمنع ما وضفوه بالشعارات الدينية ، نبرى الشعب المصري يردد النكات الساخرة من النظام "أغلبية الشعب تردد نكتة في أعقاب ذلك الجدل ،وهي تدل على مدى تمسك الشعب بهويته ،وسخريته ممن يحاولون تجريده من اسلامه ، تقول النكتة " خذ بالك شعاري اللي في بالي وبالك " .وقال إن "عروق الامة لا تزال تنبض بالحياة وهي ممتدة في أعماق التاريخ وهي تنحت من الصخر وتغرف من بحر لا تنفد كلماته . كما تطرق في الحوار لعدة قضايا تشغل بال الغيورين من هذه الأمة.
الصراع بين الحق والباطل


* تشهد الساحة موجات كثيرة تهدف جميعها إلى افراغ الامة من اسلامها وملئها بالغثاء ،تحت أسماء مختلفة و بطرق مختلفة ، من مظاهرها تغيير المناهج ، وظهور قنوات الشعوذة ،والفن الهابط ، ومحاولة ايجاد اسلام مدجن على هوى البعض ، كيف تنظرون لهذا الأمر ومدى خطورته على الامة ؟
** الحقيقة هي أن المعركة التي بين الاسلام و خصومه في العصر الحديث بدأت كما تعلم منذ سقوط الشيوعية ، قالوا إنه العدو ( الجديد ) للغرب . لانهم يعتقدون بأن القوة التي يتمتع بها المسلمون تتمثل في الاسلام أو ما يسمونه الايديولوجيا الاسلامية . ولأن الله سبحانه وتعالى حفظ هذه الأمة بحفظ القرآن ، حيث أن كل الكتب السابقة تغيرت وتبدلت .أما القرآن الذي نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم لا يزال محفوظا بحفظ الله حتى الآن وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . فعندما استحر القتل في حفظه القرآن من الصحابة ، قال عمر رضي الله عنه لسيدنا ابي بكر ،بعد أن استحر القتل في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا أن نجمع القرآن ، فقال أبو بكر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله فما زال به عمر حتى شرح الله صدره لذلك . هذا من حيث حفظ الدين ، أما في سياق التدافع فالله تبارك وتعالى يقول "ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا " وكما تعلم بعد الحرب العالمية الاولى عملت ( بضم العين ) خطة تقسيم العالم الاسلامي ( سايكس بيكو ) جزء لبريطانيا وجزء لفرنسا ، كما عمل الغرب على احتلال فلسطين ،وسموه ، انتداب ، ولم يكن من اليهود في فلسطين سوى واحد في المائة . وجاءوا باللورد أوين من بريطانيا و فتح باب الهجرة لليهود .ولم تكن هناك عمليات ارهابية ولا 11 سبتمبر فالصراع بين الحق والباطل سنة من سنن الله ، ومن رحمة الله أن تراث هذه الامة عظيم ،ومظاهر التدين تزداد ولو لاحظت عدد من يذهبون للعمرة ويؤمون المساجد ،وكل الاماكن غاصة بالأيدي المتوضئة ولاسيما الشباب والحمد لله . الله سبحانه متكفل بحفظ هذا الدين مهما فعل الآخرون . وأمة محمد صلى الله عليه وسلم هي خاتمة الامم كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم . فالذين يحاولون تدمير هذا الدين لن يقدروا على شيء ، مهما فعلوا . انظر إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف حفظت هذا الحفظ العجيب ،وقيض الله لها رجالا يفرزون الصحيح من الضعيف ،ويكشفون الموضوع ، ويعدون ذلك في أسفار ومجلدات . لقد كان البخاري لا يكتب حديثا إلا بعد الاستماع إلى آخر راو .
محاولات الأمريكان ، إعداد كتاب بديلا عن القرآن سموه " الفرقان الحق "دليل على صبيانية الفكر الذي يقف وراء ذلك ، وجهله بعظمة الاسلام والقرآن . يقول الله سبحانه وتعالى "إنا أرسلناك هاديا ومبشرا ونذير ،وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " وقال "وبشر المؤمنين بأن لهم من الله أجرا كبيرا ،ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم " إذن الأذى موجود " . وتوكل على الله "وكفى بالله وكيلا " فالمعركة بين الحق والباطل معركة دائمة ، ما دامت السموات والأرض .


* إذن هذه الامور تأتي في إطار صراع طبيعي يدور بين الحق والباطل ، بين الاسلام وأعدائه ومناوئيه والجهلة بحقيقته ؟
** الله ربنا سبحانه وتعالى ، من فضله وعظمته ،لم يخف عن المؤمن شيئا ، قال له انتبه ، إن في الحياة شيء اسمه الشيطان ، والشيطان هدفه اغواء الناس واستخدام بعضهم في اغواء البقية ، فقد طلب من المولى عز وجل أن ينظره إلى يوم يبعثون " قال فأنظرني إلى يوم يبعثون ، قال إنك من المنظرين " يجب أن تخفى علينا هذه المعاني و نحن نحاول معالجة الخلل الحاصل ، أو تحليله أو تقويمه . نحن أمام شيطان لا يكف عن اغواء بني آدم ومتحالف بحكم الهدف مع أعداء الاسلام والجهلة بالإسلام . قال تعالى : " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا " . فهذا الزخرف أو ما يطلق عليها البروباغندا و الدعاية المسيئة للإسلام والشبهات والاباطيل التي تثار حوله من جهة ،ومحاولة ابعاد المسلمين عن دينهم بالتجهيل حينا عبر تغيير المناهج الدراسية ،وبحصر الاسلام في جزء منه ،وبالشهوات والموبقات والفن الهابط حينا آخر ، كل ذلك عملية مستمرة منذ خلق الله الخير والشر.
الحرب المعلنة ضد الاسلام


* هناك ملاحقة للكتاب الاسلامي في معارض الكتب ،ومحاولات مستميتة لتجفيف منابع الاسلام ،كما يتخرصون ،في أكثر من بلد عربي واسلامي، هل لديكم تعليق على ذلك ؟
** في الوقت الذي يلاحق فيه البعض الكتاب الاسلامي والصوت الاسلامي والداعية الاسلامي والحضور الاسلامي ، البدائل تعمل ،وهذا هو العجيب . البدائل تشتغل ، إنهم لم يكتفوا بالكتب ، فحاولوا مصادرة حق الدعاة في الدعوة إلى الله . عمرو خالد عندما زار والده آخر مرة ، حذرته الأجهزة من القيام بأي نشاط .وقال له " لو عملت ندوة أو ظهرت في برنامج مش حيحصلك طيب.. خليك مع أبوك وبس " وكذلك الشيخ عمر عبد الكافي حصل له شيء من هذا القبيل ،وهو الآن موجود في الخارج .
* تحدثتم فضيلة الدكتور عن البدائل ،وربما تقصدون بالدرجة الاولى الانترنت وبعض البرامج في عدد من المحطات الفضائية ،وهي برامج محاصرة بالزخرف وما يحاصر به الصوت الاسلامي داخل هذه المحطات نفسها ،وهي تختصر ما يراد للإسلام من تحجيم وجعله مكون من مكونات شتى، وليس كما ارتضاه الله سبحانه مهيمنا على الحياة بأسرها ، أي منهج حياة .وهي أيضا برامج من باب ما يطلبه الجمهور ،وليس عملية إعادة بناء على أسس ربانية . والسؤال ما المانع من تأسيس قنوات فضائية اسلامية بما تعني الكلمة من شمول بعيدة عن هيمنة الحكومات . هناك قناة مثل قناة الحوار في لندن ،ولكنها في حاجة إلى الدعم على مختلف الأصعدة ؟
** قلة الموارد المالية أهم الأسباب التي تمنع ظهور قنوات اسلامية دعوية ، أو شاملة كما ذكرت ، هناك قناة الرسالة ، والحوار ، والناس . وقد تحدثت مع مدير قناة الناس ودعاني لاحد البرامج ،و تحدثنا عن أسباب عدم وجود قنوات فضائية اسلامية حقيقية ، فكان من يقف وراء ذلك قلة المال . وهو قد أعد خطة لإنشاء قناة ووضع ميزانيتها ، ولكن قلة المال حالت دون قيامها .
* الحرب على الاسلام لم تقتصر فقط على الوسائل ، بل طالت الدعاة كما تكرمتم ، وأبناء الحركة الاسلامية ،ولا سيما قياداتها ،بهدف استئصال الحركة ،هل ترى أن أعداء الاسلام سينجحون في مسعاهم أم أن الخيبة والخسران في الدنيا والأخرى في انتظارهم ؟
** أبدا ، لا يمكن لأعداء الاسلام تحقيق اهدافهم ، إنهم ظرفيون أمام دعوة ممتدة جذورها في الزمن لمدة تزيد عن 14 قرنا . انظر إلى تاريخ الحروب الصليبية كيف كان مصيرها الفشل في النهاية . انظر إلى حملات التتار وكيف فشلت في آخر المطاف.لم يكن أحد يتوقع أن يبدأ عماد الدين زنكي ،دفاعه عن الاسلام في وجه الصليبيين ،وهو ينادي وا اسلاماه ، بينما كان صلاح الدين شابا صغيرا ،يتدرب عند عماد الدين زنكي ، فلما كبر أرسله إلى مصر حيث بقي هناك 10 سنين ،ينظم ويرتب الأوضاع ، ثم قاد الجيش المصري إلى عسقلان ليبدأ ملحمة النصر الخالدة حتى هذا الزمان . في العصر الحديث كانت هزيمة 1967 ، هزيمة من ظنوا أن النصر يمكن أن يتحقق بغير الاسلام ،بل بتغييبه وحربه واستئصال دعاته. ولكن حرب رمضان 1973 وبرفعها شعار الله اكبر، وتحقيق جزءا من العدالة ،وإعادة الاعتبار جزئيا للإسلام حققت النصر الذي ضيعه البعض . إذن الأمة فيها قوة ، يجب أن تلتفت لها وتتمسك بها ،إنه الاسلام والاسلام وحده .واليوم نشاهد كيف ساهمت المقاومة العراقية الاسلامية ،البعيدة عن الحالقة الطائفية ،في دفع الاعداء إلى التفكير بجدية في الخروج من العراق ، وتفاقمت الصراعات داخل صفوفهم بسبب ذلك .وما يحدث في فلسطين وما يحدث في أفغانستان يؤكد بأن الصراع بين الحق والباطل كان ولا يزال مستمرا إلى أن يرث الله الارض ومن عليها .


معارك الاسلام بين الماضي والحاضر
* ذكرت فضيلة الدكتور أحمد العسال، القادة الخالدين في التاريخ الاسلامي مثل قطز وعماد الدين زنكي، وصلاح الدين، ممن تركوا بصماتهم التي لا تزال تتلمسها الاجيال ،وفي تاريخنا الزاخر عظماء أمثالهم .والسؤال المطروح هو هل تعيش أمتنا اليوم أزمة قيادة أو قيادات في قامة زنكي وصلاح الدين ،وهل هذه الأزمة نتيجة الأزمات الأخرى أم تجلي لها ؟
** منذ مؤامرة سايكس بيكو ،ومنذ سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924 م، على يد مصطفى كمال أتاتورك ، قرر الغرب أن لا تكون الأنظمة في العالم الاسلامي ، أنظمة اسلامية . بل لا بد أن تكون علمانية . ولذلك الاحزاب الوطنية جعلت من الوطن ( القطر ) وقدماء المصريين ، هو التاريخ الوطني فحسب . وجعل ما قبل الاسلام هو الامتداد الطبيعي لتاريخ القطر ، ونظر إلى الاسلام كشيء هامشي . ولذلك تم إلغاء القوانين الشرعية ،وتم استبدالها بالقوانين الوضعية ،وكل ذلك ليحال بين الأمة والاسلام .وكلما بدأت الأمة تظهر وتقترب من الاسلام يمنعونها من ذلك .وخلاصة القول هو أن تفتيت الامة ،وإلغاء الشريعة ،وفرض العلمانية ،وسيادة الاستبداد ،وزرع الكيان الصهيوني ،وقمع الاحرار ساهم في الأزمات التي تعيشها الامة بما في ذلك أزمة القيادة التي تعيشها . انظر كيف ساهم ضعف الأمة في ازدرائها من قبل أعدائها ، حتى أصبحت وزيرة خارجية أميركا تلتقي برؤساء مخابرات أربع دول عربية ،وفي العلن ، شيء محزن حقا .
* يرى البعض أن على الحركة الاسلامية اليوم مسؤوليات كبرى ، فهي أمل الأمة وخلاصها مما هي فيه ، من ضعف وتمزق وفساد على كافة المستويات ،وخنوع وخضوع للأجنبي من قبل السلط الحاكمة ،وقمع واهدار للطاقات ،واستئثار بالمال العام ،وبيع للأوطان بالجملة والتقسيط ،وتفريط في الحقوق من أجل الكراسي ،رشوة الآخر من مال الأمة لنفس الغرض ، هل ترى الحركة الاسلامية وأبناءها في مستوى هذه المسؤوليات من حيث الاستعداد للبذل والتضحية والالتزام بموجبات التمكين ثقافة واخلاقا ومعاملة ؟
** الحمد لله ، هناك تقدم على أكثر من صعيد ،ولا سيما على المستوى الاعلامي ،وبالخصوص النشاط على الانترنت ، خذ مثالا على ذلك ، اسلام أنلاين ، فهو موقع مشهور جدا ،ويبذل فيه جهد كبير جدا . ولا تنسى ما قلته في بداية هذا الحوار ، من أن المسألة يجب وضعها في إطارها الصحيح ، قال تعالى "كذلك يضرب الله الحق


والباطل ،فأما الزبد فيذهب جفاء وما ينفع الناس فيمكث في الارض ". وفي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الشيء الكثير والمواقف الكثيرة التي بدت فيها الجماعة المسلمة كما هي ،في بدر ،والخندق ،وأحد وغيرها ، بقوتها وبضعف بعض أفرادها أو مجموعة منهم ، لكن ذلك لن يغير المسار العام أو الخيرية التي تصبغ الجميع في النهاية ، أما غير ذلك فيظل على الصعيد الفردي "فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره " . وفي الابتلاءات ، كانت البداية في شعب بني هاشم ، ذلك الحصار الذي ضربته قريش على بني هاشم ، حتى أن المرضع جف صدرها عن رضيعها . حتى إن سيدنا سعد ابن ابي وقاص قال : والله لم يكن لنا طعام إلا من شجر الحبلة في البادية نوكنا نأخذ ورقه فنأكله فنتشدق به . وفي السيرة أيضا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الاحزاب كان يضع الحجر على بطنه . "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " والله سبحانه و تعالى يقول " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ".الانتماء للإسلام ليس من أجل منصب أو جاه أو متاع ،وإنما يمر عبر طريق الابتلاء و سواء السبيل والبلاء الحسن في خدمته .الاسلام يحرر الانسان من أنانيته ويجعله محررا للآخرين لا عبدا للقطيفة والدينار .
الابتلاء ونزوح الغمة
* كنتم ممن تعرض للابتلاء ،ولا زلتم على سواء السبيل ، وأبليتم البلاء الحسن ، لو تحدثونا عن سجون جمال عبد الناصر بعد مرور 55 عاما على انقلاب 1952 ، حيث سجنت مع الاخوان المسلمين ؟
** أنت تعلم ماذا فعل جمال عبدالناصر ، فقد فتح للأحرار السجن الحربي . وكنت ممن سجن ،وكان في الزنزانة 7 ، كنا نأخذ طبق فاصوليا وطبق عدس لنا السبعة . كان ذلك في سنة 1954 وقضيت في الاعتقال 20 شهرا . الشيخ السالوس حكم عليه ب 10 سنوات سجنا مع وقف التنفيذ ، لأنه كان يصلي في مسجد في المحلة و كان الناس يحبونه.
* كيف قضيتم هذه الفترة داخل السجن ؟
** كنا نتدارس من الذاكرة ، ومن كان يجيد اللغة الإنجليزية يعلمنا ،ومن كان قدرا على إلقاء المحاضرات ، يرتبها ويلقيها . وهذه من سنن الله عز وجل " ولن تجد لسنة الله تبديلا ". الشيخ شلتوت كان من أساتذتنا ،والشيخ الباقوري أيضا ،رحمهما الله .وعندما جاءت سنة 1956 تم الافراج عنا جميعا .
* بعد الخروج من السجن ماذا فعلتم ؟
** أكملت الدراسة وأخذت تخصص التدريس ، وكنت من الأوائل ، قد تم تعييني من قبل الشيخ الباقوري في الاعمال الادارية بالأزهر الشريف . بعد ذلك ذهبت إلى قطر ،ويسر الله لنا الحصول على الدكتوراه من انجلترا ،ومن ثم العمل في السعودية . وعندما كنت في لندن سمعت بموت جمال عبد لناصر ، فسجدت لله شكرا كما سجد الحسن البصري لموت الحجاج .
* من خلال حديثكم عن سلطة تمنع الاوائل من تبوأ المراكز التي يستحقونها ،كما حصل معكم إبان حكم جمال عبد الناصر، أليس هذا أحد أسباب تخلف بلادنا ؟
** بلى ، هل تتصور أن خالد عودة الرجل الجيولوجي المتفوق ، الذي استطاع أن يكتشف أشياء جديدة ، حتى أن هناك أناس جاؤوا من الخارج للاحتفال بالاكتشافات التي توصل إليها . وإذا بالبوليس يعتقله ، ثم يقدم إلى محاكمة عسكرية ، ظلما وعدوانا ، رغم أن ثلاثة محاكم منعت تحويل المدنيين من محاكم مدنية إلى محاكم عسكرية ، جريمته إنه ملتزم .


تجربة العمر في بناء الاجيال
* كان لكم ولايزال دور كبير في ميدان التعليم ،لو تحدثونا عن تجربتكم ،وخلاصة السنوات الطويلة التي قضيتموها داخل اقسام التربية والتعليم في أكثر من قطر اسلامي ، كان آخرها تجربة الجامعة الاسلامية باسلام آباد التي لا زلتم تعملون بها مستشارا ؟
** الله سبحانه وتعالى أكرمنا بالمساهمة في تأسيس الجامعة الاسلامية العالمية بإسلام آباد ، وهيأ الله لنا أن نستقبل أبناء العالم الاسلامي ، وأن يكون الرئيس ضياء الحق رحمه الله ، الرئيس الفخري للجامعة .وعندما قمنا بإعداد المناهج جعلنا اللغة العربية هي لغة التدريس الأولى ،ولغة الثقافة . والله سبحانه وتعالى أكرمنا بأن كنا من بين أعضاء اللجنة التي تختار المدرسين في الجامعة . وكان واجبا علينا أن نختار المدرسين الجيدين . ثم أكرمنا الله عز وجل باللجنة الشعبية في الكويت بنت لنا السكنية للطلاب الوافدين .وكنا نشترط على المدرس أن يكون راعيا لطلابه في الفصل ،وأن لا يلقي عليهم خطبة ،وإنما يشرح ويطرح المواضيع للنقاش . ثم في الوحدة السكنية نعمل حلقات نقاش ، فنقوم بتوسيع استبانات على الطلاب ليذكروا ما هي الامور التي ترون أنها في حاجة إلى إثراء أكبر . إلى جانب الحفظ والسيرة . كانت الايام الاسلامية ، ونسأل الله أن يكرم الاخوة في الكويت ، أقاموا لنا وحدة سكنية ومسجد . وكنا نقول إن كل مجموعة من الطلاب تتخذ لها يوم اسلامي إما الاثنين أو الخميس يصومون و يفطرون سويا ويقيموا ليلة قيام حتى يتعودوا على قيام الليل .وبين فن التعليم وفن التربية ومراتب الاحسان نجحت العملية التعليمية .وكان من بين الطلبة الصينيين الذين أكرمهم الله بعيد خروجهم من بلادهم مباشرة بالحج . والآن ذهبت لزيارة طلابي في الصين مرتين ،ووجدتهم حققوا نجاحات كبيرة ، فقد أوصيناهم بأمرين التدريس في الجامعات والتدريس في المساجد ، التعليم والتربية ،لأن الصين دولة كبيرة ، ويجب التركيز على الطائفة الاسلامية وتعتنوا بالمسلمين ،لان الأغلبية غير مسلمة . وقد حققوا نجاحا باهرا حتى أن إحدى البلاد سموها مكة الصغرى . فقد اقاموا فيها عدة مساجد ومدارس . الخبرة والتجربة التعليمية التي أكرمنا الله بها ساهمت في اخراج طاقات ،هي عماد عدد من الجامعات الآن . ولدينا طلاب من مختلف العالم الاسلامي وخريجين حتى في البلقان و لا سيما البوسنة .
* لو تحدثونا الآن عن الفترة التي قضيتموها في المملكة العربية السعودية ، حيث كان ولا يزال للمربين من أمثالكم أيدٍ بيضاء على الكثيرين في المنطقة ،من باب ،من علمني حرفا كنت له عبدا ، أو قول شوقي ، رحمه الله "قم للمعلم ووفه التبجيلا - كاد المعلم أن يكون رسولا " .
** كان ذلك في أيام جمال عبد الناصر ،وكان يملأ الدنيا عن الاشتراكية والتأميم . وعندما وصلت إلى المملكة قمنا بوضح منهج للثقافة الاسلامية ، فقمنا بوضع مناهج .وكان من بين ذلك هذه الأسئلة التي كانت مطروحة وتم الاجابة عليها ، هل الاسلام صالح أو غير صالح ، والاسلام والاشتراكية ، والاسلام والقومية ، والنهضة وشروطها ،وكل الاسئلة الاخرى التي كانت في أذهان الطلاب وضعناها في المنهج . وضعنا أربع مناهج ،ومدير الجامعة قال هذه المناهج تحتاج لمدرس واحد . وأنت حر في أن تختار فأتينا بأخ من القاهرة ، كان بعض الاخوة من السودان . ووفقنا الله بإحداث نهضة .
بعدها بعامين قدمت استقالتي بناءً على تشاور مع الدكتور عبدالله التركي بعد تكليفي بمهمتي في الجامعة الاسلامية بباكستان .


* هل تذكرون بعض طلبتكم في السعودية
** كثيرون والحمد لله من بينهم الاخ الذي يشرف حاليا على الندوة العالمية للشباب الاسلامي في السعودية الاخ صالح الهويبي وعبدالوهاب المقولي وغيرهم كثير. وأثناء فترة وجودي بباكستان كانت لنا علاقات تعليمية بالاخوة الافغان وكنا نذهب إليهم . وكنا بصدد إقامة كلية اسلامية في المنطقة الفاصلة بين باكستان و أفغانستان .
* ماذا علمتكم تجربة العمل مع الافغان ؟
** الاخوة الافغان يحتاجون صقل وتربية ،وهذا لا يعني إنهم يفتقدون ذلك ،ولكن الحرص على هذين العنصرين يجعلهم أكثر تميزا و أكثر نفعا لشعبهم وأمتهم


مستقبل التعليم في العالم الاسلامي
* كيف تنظرون لمستقبل التعليم في العالم الاسلامي ؟
** التعليم كما تعلم ، هو أساس النهضة ،وأهم شروط التغيير نحو الأفضل على كافة المستويات . فلا تنمية بدون تعليم جيد ، ولا استثمار نافع وناجح بدون استثمار في الانسان محور أي نشاط يهدف للارتقاء للمعالي . ولا تعليم ناجح بدون تربية ناجحة تكون الانسان الصالح ليكون أهلا لخلافة الله في أرضه وأنفع لأهله وشعبه و أمته والانسانية جمعاء . فالإنسان الصالح المتعلم والذي يمتلك أدوات البحث والتنقيب هو الانسان المطلوب والذي نسعى لإيجاده من أجل حاضر زاهر ومستقبل واعد . مستقبل التعليم في العالم الاسلامي رهن بإيجاد الرجل الصالح ، أو " القوي الأمين "" قالت يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين " فالقوي بدون أمانة يجلب على الامة الكوارث ،والامين بلا قوة فهو نافع لنفسه بأمانته ولكنه غير قادر على تحقيق المراد .وهذا ليس في ميدان التعليم فحسب ،بل في كل الميادين في السياسة والاقتصاد والتعليم والتثقيف وكل مناشط الحياة من العامل وحتى الرئيس . قوي على أداة المهمة المكلف بها ،أمين عليها فلا تزيغ به الاهواء أو المطامع أو ما إلى ذلك . لا يكون فاسدا مفسدا ، يبيع بلاده وشعبه وأمته من أجل مصالحه الشخصية أو الفئوية وغير ذلك . أما في الميدان فهناك نجاحات على مستوى دولي ،وهناك نجاح على مستوى المدارس الخاصة ، ربنا كرم أناس على تكوين مدارس خاصة كالتي في القاهرة ،وغيرها ،وهذه المدارس تتعرض لتحديات ،ولكن "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ". مستقبل التعليم في العالم الاسلامي رهن بإيجاد القوي الأمين . وهناك مجال للتدارك فعروق الامة لا تزال تنبض بالحياة وهي ممتدة في أعماق التاريخ وهي تنحت من الصخر وتغرف من بحر لا تنفد كلماته .
*هل تعتقدون أن المناهج الدراسية الحالية في العالم الاسلامي قادرة على تحقيق نهضة الامة ،وفي أي اتجاه يجب تغيير المناهج إذا كانت هناك حاجة فعلية للتغيير ؟
** أخطر ما تواجهه الأمة في الوقت الحاضر هو الاستبداد ،والاستبداد بطبيعته قاتل للإبداع ، مانع رئيسي لإيجاد حياة طبيعية يتنفس فيها الناس بحرية ،ويعبرون فيها عن آرائهم بدون خوف أو وصاية من أحد . وهذا ما أصاب الامة بالشلل . ربنا سبحانه وتعالى كرر قصة فرعون في القرآن ، فهو من أقر واقع " لا أريكم إلا ما أرى "والتاريخ يعيد نفسه وبعد ذلك "وأوفض أمري إلى الله ". الاستبداد يمنع ايجاد مناهج تعليم تحقق النهضة الحقيقية المرجوة . تم ترشيح شخص لامع ليكون وزير معارف ،وبمجرد الاطلاع على اسمه تم شطبه . ومع ذلك ولله الحمد هناك جهود مبذولة من قبل المتنورين الحقيقيين للحيلولة دون سيطرة روح الخذلان والانهزامية والتغريب على المناهج التعليمية .
* في بعض البلدان تمنع المحجبات من ارتياد الكليات ومزاولة أعمالهن في المستشفيات والمعاهد والجامعات والادارات ،ولا سيما في تركيا وتونس كيف تنظرون لهذا الامر ؟
** هذا دليل افلاس من يقوم بذلك ، ودليل على ضعف حجته . وهذه المواقف ستظل خزيا تاريخيا على من قام بها ، مثل محاكم التفتيش التي قامت بها الكنيسة الكاثوليكية .ومثل ما قامت به الفاشية والنازية " فلا تحسبوه شرا لكم بل خير لكم " .


الأمة في مواجهة العولمة
* هل ترون الامة قادرة على مقاومة الثقافات الوافدة في عصر العولمة ؟
** المؤكد هو أن ثقافة العولمة ليست لها منهج وليست لها رؤية انسانية ، ولا غاية نبيلة لصالح الجميع ، هي ثقافة فرض أنماط لخدمة أهداف استعمارية .وهذه العولمة هي التي يطلق عليها العولمة المتوحشة . هي العولمة في نسختها الاميركية . وهناك عولمة غربية تحاول توسيع الهيمنة الاميركية أو الاحتكار الاميركي للدخول معها في شراكة تحت لافتة حضارية هي العولمة الغربية . نحن مع عولمة انسانية وتبادل المنافع بين بني البشر بدون استغلال و لا ابتزاز ولا هيمنة ، هذه هي العولمة التي ننادي بها . يجب أن نناضل من أجل ذلك ولا نكتفي بالشعارات . وهناك قوى دولية شعبية و نخبوية في العالم تدعو إلى ذلك ، فلسنا لوحدنا . العولمة بصيغتها الحالية متخبطة ربها الكسب بدون اعتبار للحق و الباطل فضلا عن الحلال و الحراك والغيب والشهادة . وثقافة العولمة هذه هي دفعت الدول الغربية لسرقة طعام الجياع في افريقيا من خلال نهب الثروات و ترك الشعوب للفقر والمرض والجوع وهي التي تؤجج الصراعات في كل مكان . الله فضحها في العراق وأفغانستان وفلسطين وغيرها . أغلب الناس يكرهون الامركة هذه ، وينظرون إليها بازدراء واحتقار . لم تعد أميركا نموذج لحقوق الانسان و الديمقراطية والحرية وما إلى ذلك ،وإنما رمز للوحشية والبربرية في أبو غريب وغوانتنامو وغيرها من السجون السرية في عدد من دول العالم أو في عرض البحار . الامة أكرمها الله بمصدريهما لا تحريف فيهما ولا تبديل هما القرآن و السنة ،وهما زاد الأمة . وعندما تسأل مسلما ما مرادك يقول أريد أن يرضى الله عني وأن أفعل الخير، مهما أعيش سألقى الله . هذه الثقافة تعطي الامة الامتداد والعمق . في بإندونيسيا وماليزيا وعدد من الدول الاسلامية هناك تقدم ، ذهبت إلى بإندونيسيا وماليزيا ووجدت وزراء من الحركة الاسلامية ، العمل هناك ممتاز . تضيق في مكان ، وتتسع في مكان آخر والحمد لله .


دور الاستبداد في ضعف الأمة
* ما هو دور بعض الأنظمة والنخب في التمكين للتغريب ؟
** الأنظمة لا تفتأ تعمل من أجل تغريب الأمة ، ليس بسبب قناعات ،وإنما هي ضريبة البقاء في السلطة تحت حماية الغرب ، أو سكوته . لكن التغريب ليس له مستقبل ، الامة تعود لدينها ، في مصر من غير الممكن أن تشاهد امرأة عارية . وهذا يغيظ الكثيرين ، بعضهم تحدث في قناة تلفزيونية كيف كانت النساء متبرجات في الاسكندرية واليوم أغلب الفتيات محجبات . الفطرة السليمة تعود للشيء السليم . وكما يقول مالك بن نبي المرأة المسلمة إنما تعبر عن جمالها وعن عفتها بزييها . زي المرأة كناية عن الفضيلة ، فهي كما تقدم نفسها . ولو كانت وسائل الاعلام الصحافة المكتوبة والتلفزيون والاذاعة في ايادي أمينة لكان الأمر أفضل من ذلك .


* ألا تلاحظون فضيلة الدكتور أحمد العسال ،كما لو أن هناك سرا في هذا الوجود ،ولا سيما بلادنا الاسلامية ، فرغم ضعف المسلمين ، والضربات التي يتلقاها الدعاة ،ومحاصرة الحرة الاسلامية ،وموجات التغريب ، ووجود أنظمة الاستبداد ، رغم كل ذلك الاسلام والحمد لله لا يزال حيا ، بل ينمو في دياره التقليدية ودياره المستقبلية بعون الله ؟
** الحديث النبوي واضح في هذا ، "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ، لعدوهم قاهرين ، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " . السؤال هو هل نحن من بين هذه الطائفة أم لا . ليسأل كل واحد منا نفسه هذا السؤال
* أخيرا وإن كان الحديث معكم لا يمل ، هل من سبيل لاستراتيجية مواجهة لهذا الغثاء الذين يدخل علينا ديارنا ،والبعض منا مكبل والآخر ، نائم ، و ثالث لا يهمه ما يجري ؟
** المواجهة ،قد تكون مواجهة صامتة ،وهي المواجهة التي تقوم بها الشعوب الآن .الحقيقة أن المواجهة موجودة .هل يمكن تخيل أن مسلمين يعملون على تمرير نص قانوني لمنع استخدام الشعارات الدينية ؟! ( كما حصل في مصر ) أغلية الشعب تردد نكتة في أعقاب ذلك الجدل ،وهي تدل على مدى تمسك الشعب بهويته ، وسخريته ممن يحاولون تجريده من اسلامه ، تقول النكتة " خذ بالك شعاري اللي في بالي وبالك " .
* كلمة أخيرة فضيلة الدكتور
** أشكرك على هذا اللقاء ، وأسأل الله عز وجل أن تكون تحقيقاتك على هذا المستوى ،وأن ينفع الله بك وبالقائمين على موقع المسلم وكتابها ومراسليها ، وأن يجعلكم ممن ينشر كلمة الحق ، التي يظل ثوابها لكم وللموقع الذي ينشرها . الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من سن في الاسلام حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن في الاسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة . وقال الدال علي الخير كفاعله .

محطات في حياة الدكتور أحمد محمد العسال رحمه الله
* خريج كلية الشريعة تخصص تدريس عام 1958
* عمل في مكتب الشيخ شلتوت شيخ الازهر عام 1960
* تم ابتعاثه إلى قطر لتدريس مادة اللغة العربية في مدارسها الثانوية عام 1961 وحتى 1965
* توجه إلى لندن لدراسة الدكتورة وحصل عليها من جامعة كامبرج سنة 1968
* كانت رسالته حول الفلسفة الاسلامية
* عمل في جامعة كامبرج في تحقيق المخطوطات حتى 1970
* عمل في المملكة العربية السعودية رئيسا لقسم الثقافة الاسلامية بجامعة الامام من سنة 1970 وحتى 1984
* عاد إلى القاهرة سنة 1984 ولكن الاعتقالات التي بدأها نظام السادات في ذلك الحين دفعت شيخنا للعودة مجددا إلى المملكة العربية السعودية
* رأس عام 1984 قسم الدعوة في كلية الدعوة والاعلام في جامعة الامام محمد بن سعود
* عين عام 1986 أستاذا بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد حتى 2002
* عمل حتى وفاته رحمه الله مستشارا للجامعة الاسلامية في اسلام آباد

المصدر: المسلم

المشاهدات 1842 | التعليقات 0