دولة ليبرالستان التنورية!! د. صنهات العتيبي
أبو عبد الرحمن
1431/05/05 - 2010/04/19 19:02PM
دولة ليبرالستان التنورية!!
د. صنهات بدر العتيبي
يقال حسب نظرية الاحتمالات أن كل شيء قد يحدث في غضون سنوات إلى نهاية القرن أو ما بعد ذلك تماما كمثل العديد من أحداث القرن العشرين التي لم يكن يتوقعها أحد حتى المخرف نوستراداموس!! مثلاً من كان يتصور أن أمريكا ستحول العالم العربي كله إلى “قطعة شطرنج" وتلعب على كيفها في ظل غيـبوبة عربية تامة ماعدا أطفال غزة الصامدين!! عليه، قد لا يكون مستبعدا أن تقوم دولة ناعمة واهية اسمها “دولة ليـبرالستان التـنورية" (لا قدر الله)!! والتـنورية هنا إشارة إلى التـنورة (الاوصيره) أو اللباس الرسمي لليبراليات المتحررات!! يا ترى، كيف ستكون هذه الدويلة وما هي توجهاتها وتطلعاتها وشعاراتها الرسمية؟ لنرى ذلك في ثـنايا هذه الخيالات الفنــتازية، واعتقد أن “حرية" الخيال مضمونة!!
أولاً كيف سيكون علم الدولة الأمورة هذه!! طبعا يستحيل أن يحمل العلم صورة هلال أو نجمة ولكن قد يحمل صورة “غرشة" إشارة إلى المشروب الرسمي!! وشعار البلد قد يكون على شكل غرشتين ولمبة (إشارة إلى فلسفة التـنوير)!! أما تعويذة الدولة الرسمية فلن تبتعد عن مقطع متموج مثل (يا ساري سرى الليل) ويرددونها حتى لو في القايلة يا دافعلبلا!! أو يمكن تكون قطعة موسيقية صاخبة مصحوبة بعبارة (أويلاه..)!!
أولاً كيف سيكون علم الدولة الأمورة هذه!! طبعا يستحيل أن يحمل العلم صورة هلال أو نجمة ولكن قد يحمل صورة “غرشة" إشارة إلى المشروب الرسمي!! وشعار البلد قد يكون على شكل غرشتين ولمبة (إشارة إلى فلسفة التـنوير)!! أما تعويذة الدولة الرسمية فلن تبتعد عن مقطع متموج مثل (يا ساري سرى الليل) ويرددونها حتى لو في القايلة يا دافعلبلا!! أو يمكن تكون قطعة موسيقية صاخبة مصحوبة بعبارة (أويلاه..)!!
الإعلام الرسمي لدولة ليبرالستان قوي جدا ويشعر دوما بالنشوة والتحدي خاصة أنه بعد السكرة تأتي الفكرة!! لذا سيشن إعلامهم هجوماً كاسحاً على مؤسسات الدولة الرسمية التي لا ترضخ لمطالب الأعداء ولا تـنفذ الأجندات الأمريكية مثل القضاء ومدارس التحفيظ وهيئات الإغاثة الخ، وسيقوم هذا الإعلام مدعوماً بلجان متخصصة من الدنمرك بشن هجوم ارض جو على الأديان كافة ما عدا اليهودية حتى لا توصم الدولة بالعداء للسامية وماعدا المسيحية احتراماً للأسياد الانجلو-سكسون!! وماعدا البوذية خوفاً من الصين والهندوسية تقديراً للهند!! فلم يبقى إلا الإسلام يقطعون فيه تقطيعاً فهذا يحدث الآن والعرب عرب فماذا سيحدث والعرب لقطاء في ساحة الليبرالية؟!
القنوات الفضائية الرسمية لهذه الدولة الوليدة ستكون كلها أغاني في أغاني مع “شوية" شعر حسب التوجهات العاطفية للزعيم الموسيقار!! فعندما ينظر المشاهد إلى أي من قنواتهم سيجد وناسة وروخانا بلهجة صهيون وقناة شاعر المليون!! الوقت المتاح للمشاهد المراهق والمرهق والمرّهم سيكون كله حشو أغاني في أغاني في وصلات شعر عاطفي مصحوبة ب “هز وسط" فالحياة لديهم تسير وفق ايدولوجيا “رئصهم"!! قد يأتي توقف لنشرة الأخبار ويظهر المذيع (أبو قصة غجرية)!! أعزائي المشاهدين هاي عليكم استقبل الرئيس الأمريكي ودع الرئيس الأمريكي تحدث الرئيس الأمريكي الخ ثم أغاني وأغاني و(برضه) هز!! النماذج الرديئة من المغنيين والمطربين ستكون لها الكلمة الفصل في سياسات الدولة وتوجهاتها فتصل من يرفع عقيرته بالموال وتعز من يحسن الميلان والتكسر حسب أصول الراب والهب هوب وكل ما يستورد من قمامة أمهم أمريكا الهزازة!!
الصلاة ستكون فيه صلاة ولكن قد تكون مختلطة (والفتوى جاهزة) فقد ظهر في الأفق “مفتون ليبراليون" ماركة (على كيفك)!! يتأولون على الله بما يعقل وبما لا يعقل وحظهم العاثر أن مدحهم جاء من الزلمة شاكر نابلسي وليهنئوا بشهادة الزور من كاتب الزور الموظف في واشنطن زور!! صلاة الجمعة ستكون موجودة كذلك ولكن خطبة الجمعة ستكون مختلفة (الله يستر لا يأتون ب يارا)!! ومن المؤكد أن هذه الخطبة والخطب الأخرى لن يكون فيها دعاء (أنسى، يدعون على مين يا عم؟!) ولكن احتمال أن يصيب أهل الدار نصيب وافر من السب والشتم على المنابر فحقد الليبراليين بلغ الزُبى وستكون الفرصة سانحة لهم لسحق الخصم الشرس خاصة بعد أن تبين ضعف قدرة صحيفة الاتحاد الظبيانية على التأثير، جربوا واشنطن بوست!!
العلاقات السياسية لدولة ليبرالستان ستكون طبيعية مع اغلب الدول فهذه أمهم أمريكا التي توصلهم للكراسي سواء بالقوة المسلحة أو بالانتخابات المزيفة وهذه بريطانيا وأجهزة استخباراتها المسيطرة على الوضع فلا يستطيعون رفع رقابهم من تحت قدم البريطاني النشيط!! وستكون العلاقة قوية مع روسيا (عشان الفودكا)!! ومع سويسرا (عشان حساباتهم السرية) حتى لو غضب القذافي!! وستكون لدولة ليبرالز علاقة متميزة مع إسرائيل فكلا الدولتين من نـتاج التحالف المشئوم بين الماسونية العالمية والصهيونية المحنكة!! وهذا “اليهودي الطيب"!! شريكهم في غسيل الأموال وغسيل العقول وغسيل التسبود!! بشكل عام تتحرك سياسة ليبرالستان وفق معادلة الولاء والبراء ولكنها معكوسة لصالح العم سام جدا على العرب واللي جابهم!!
إذا كانت دول (الناس) تسير في سكة المنتجين وتركز على الإنتاج الصناعي والمشاريع النووية السلمية منها والحربية (لما لا) والأبحاث والتطوير فأن دولة ليبرالستان تسير في “سكة" التائهين!! فهي تركز على الإنـتاج الفني ومشاريع التطريز والتدجين ولن تحلم بالطاقة النووية أبدا ربما الطاقة البروستاتية!! وسيتم صرف الملايين على دراسات تطوير استخدامات أمنه للبوتكس وأساليب نفخ البراطم والأرداف لزوم الرقص وما يأتي بعده!! أصلاً التنمية في ليبرالستان مقيدة لأن أهلها مشغولون بالمهرجانات من كل شكل ولون فهذا مهرجان للدراما وذاك مهرجان للسينما ومهرجان للشطة الحارة والملتقى العالمي للزعفران وشوفوا الانجاز السياسي الفظيع عندما تتم مقاطعة الزعفران الإيراني بسبب الايدولوجيا، يا شاطرستان!!
قضايا التربية والتعليم في ليبرالستان ملخبطة جدا!! فرغم أن المدارس وطاولاتها وكراسيها عفا عليها الزمن وليس على تحديثها وتطويرها “رقابة" من أي شكل أو بيروقراطية إلا أن المناهج ستكون تحت “رقابة" صارمة وسيتم تحويلها إلى ضابط استخبارات متخصص في المعلوماتية!! ومع أنه لا يفقه في التعليم شيئا البتة إلا أن “الحبر السري" سيعمل على تـنظيف المقررات من أي شيء يضايق عيال العم سام جدا في التاريخ والجغرافيا والفقه وغير ذلك أما مادة التوحيد فستكون ملغاة (بدالها فسحة)!! التاريخ سيكون هو التاريخ حيث يـبدأ بتاريخ المؤسس جورج واشنطن ويخصص فصولا كاملة عن الفتوحات الأمريكية والمناسبات التاريخية مثل فتح الفلوجة وفتح الرمادي والاحتلال الأول والثاني لقندهار الصابرة وذكرى إعدام الرجل الذي قال يوما انه سيحرق نصف إسرائيل وغير ذلك!! وسيتم تنظيف كل شيء لا يتوافق مع “العقل" (طبعا عقولهم السقيمة) فهم لا يتصورون كيف أن نملة تتكلم!! أو أن رجلاً يرمى في النار وتكون عليه بردا وسلاما (سبحانك يا رب)!! وبغرض تركيع الثقافة الإسلامية سيتم تكييف المناهج والأساليب الدراسية لتتواءم مع تداعيات 11 سبتمبر خاصة كيفية التصرف مع آيات السيف والقتال التي يرون بعقولهم القاصرة أنها متوحشة ولا تناسب العصر ولا تتوافق مع إنسانية أمريكا!! التي تم تطبيقها على رؤوس الأطفال في غزة وأفغانستان والحديثة وملجأ العامرية وبقية الدم الدم العربي المسفوك في ظل الصوت العربي المبحوح (يرحمه الله)!!
هناك احتمال قوى أن تتغير أسماء المدن والشوارع في هذه الدولة الوادعة!! العاصمة سيكون اسمها الجديد (شاكيراباد)!! لزوم الرقص فالمسألة كلها هز في هز!! والمدن الساحلية سيضاف لها لزمة (بورت) والمدن الجديدة سيوضع قبلها (نيو) وكل ذلك تأسيا بالفاتحين البيض الذين أسسوا أمريكا واستبدلوا أسماء مدن وحواضر الهنود الحمر بهذه الدغدغات العاطفية من باب الحفاظ على التراث الهندي العريق بعد أن أبادوا الشعوب والقبائل عن بكرة أبيها!! أكبر شارع في العاصمة سيحمل أسم (ش ش ن) وذلك اختصارا ل “شارع شاكر نابلسي"!! وهو عراب الليبرالية الذي دفع الغالي والرخيص لإثبات صحة نظريته القائلة (إن انـتصار الليبرالية لا يأتي إلا من واشنطن)!! وهناك شارع سيحمل بالتأكيد الاختصار التالي (ش ا ج) أي “شارع احمد جلبي" وذلك اعترافا بفضله في سحب الانـتباه العسكري الأمريكي إلى الشرق الأوسط!!
في الأعمال سوف تظهر الفردية الاقتصادية في أبشع صورها فيسيطر التاجر الصغير على كل شيء ويتوسع في سيطرته حتى على مسائل السياسة والإعلام ومباريات كرة القدم فمن يملك المال يملك الحال كما تقول نظرية اليهودي البشع!! الحرفة التجارية الأساسية ستكون بلا شك لعبة (اليانصيب) مصحوبة بإشكال نسائية خرافية مستوردة من زين أباد وسيتذوق مواطنو الدولة المساكين أصنافا مريرة من العاب النصب والاحتيال المشرعة رسمياً فشعار الليبرالية التطبيقية يقول (من له حيلة فليحتال)!! في الاقتصاد أيضا يظهر أن المراقبين يسمون ليبرالستان “دولة الحرامية"!! فكل مسئول يسرق ما تحته وما حوله حتى المطار (أكلوه أكال)!! وليس من المستبعد أن تؤكل عقود المجاري (أكرمكم الله). قد تكون دولة ليبرالستان دولة غنية ولكن 70% من السكان يعيشون تحت خط الفقر (قسمة ضيزى)!! وقد تكون ليبرالستان دولة نفطية ولكنها تستورد المشتقات النفطية من دول أخرى في تطبـيق عجيب لمبدأ المشاركة في “الذهب الأسود" الذي ذهب ذهبه عن الناس ولم يجدوا منه إلا الأسود (قسمة ونصيب)!!
وبذكر الرياضة سوف تكتسح الفرق النسائية لدولة ليبرالستان الناعمة كافة المحافل العالمية وتضاف الكثير من الانجازات الوطنية في سجلات الدولة خاصة في رياضة التزلج على العمدان والرقص على الحبال!! وستحصل المرأة على كافة حقوقها خاصة المرأة الجميلة التي تقر لهم بذاكا!! وتـتفهم مسائل الجمارك العاطفية!! أما المرأة التي تصر على أن لا تكون “سلعة" في سوق اللحم الأبيض التـنوري فسينجيها الله كما أنجا يونس من بطن الحوت (وهذه مستحيل يفهمونها)!! وستضاف الانجازات الرياضية والحقوقية للستات المتحررات جنبا إلى جنب مع مفخرة الدخول إلى كتاب جينس للأرقام القياسية بانجاز أكبر (طبق كشري)!! وأكبر قطعة لزانيا فوقها تب وله (تبت يداك يا زعيم)!! وستبدع الدولة في إنتاج أصغر (فنيلة علاقي)!! ليدخل الناس بدون ملابس وثياب وبهذله إلى “جحر الضب" الذي حفرته الاستخبارات البريطانية من خلال تجربتها العريقة عند احتلال الهند المسلمة وترعاه اليوم شركة هاليبرتون الأمريكية بالعناية والصيانة والتوسيع لأن بعض العرب رؤوسهم كبيرة حبتين!!
وبذكر الرياضة سوف تكتسح الفرق النسائية لدولة ليبرالستان الناعمة كافة المحافل العالمية وتضاف الكثير من الانجازات الوطنية في سجلات الدولة خاصة في رياضة التزلج على العمدان والرقص على الحبال!! وستحصل المرأة على كافة حقوقها خاصة المرأة الجميلة التي تقر لهم بذاكا!! وتـتفهم مسائل الجمارك العاطفية!! أما المرأة التي تصر على أن لا تكون “سلعة" في سوق اللحم الأبيض التـنوري فسينجيها الله كما أنجا يونس من بطن الحوت (وهذه مستحيل يفهمونها)!! وستضاف الانجازات الرياضية والحقوقية للستات المتحررات جنبا إلى جنب مع مفخرة الدخول إلى كتاب جينس للأرقام القياسية بانجاز أكبر (طبق كشري)!! وأكبر قطعة لزانيا فوقها تب وله (تبت يداك يا زعيم)!! وستبدع الدولة في إنتاج أصغر (فنيلة علاقي)!! ليدخل الناس بدون ملابس وثياب وبهذله إلى “جحر الضب" الذي حفرته الاستخبارات البريطانية من خلال تجربتها العريقة عند احتلال الهند المسلمة وترعاه اليوم شركة هاليبرتون الأمريكية بالعناية والصيانة والتوسيع لأن بعض العرب رؤوسهم كبيرة حبتين!!
خيالاتي لم تنته بعد ولكن المشكلة أنني شربت ماء قبل الكتابة والله يرحمني برحمته!!