دور الجمعيات والتجار والمجتمع في استقبال شهر رمضان المبارك

محمد البدر
1440/08/27 - 2019/05/02 00:16AM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى : ﴿ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾. وَعَنْ خَوْلَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :« إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍّ فَلَهُمْ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ.
إكمالاً لما بدأنه عن استقبال شهر رمضان المبارك فنقول وبالله التوفيق وفي مثل هذه الأيام تنشط الجمعيات بكافة أنواعها واشكالها فتهيء كل طاقاتها وتوظف الكثير من الشباب لتوزيعهم على الأسواق وفي المولات والمراكز التجارية الكبيرة لجمع المال إما مباشرة او عن طريق قسائم لإفطار صائم أو غيرها من الوسائل–ويتم تقسيم شهر رمضان حسب النشاط والعمل فبدايته جمع الأموال لشراء وتوزيع السلات الغذائية والتمور وإفطار الصائم للمحتاجين وغيرهم والمسجلين لديهم ووسطه عمرة في رمضان للفقراء والمحتاجين وفي نهايته يقومون بجمع المال وحث الناس على توكيل الجمعية لزكاة الفطر وكسوة العيد إلى غير ذلك.
وفي مثل هذه الأيام يُخرج بعض التجار زكاة أموالهم بأي وسيلة كانت حسب النية والقصد فمنهم من يجعلها من باب العلاوة لبعض العمال أو يقوم باسقاط بعض الدين عن بعضهم أو يقوم  بغسيل الفرشات لبعض المساجد أو شراء فرش لها ، وبعض التجار يجمع الناس في الشارع صفوفاً وطوابير مد البصر ينتظرون مدة طويلة فيعطيهم مبلغاً زهيداً قد لا يزيد عن عشرة ريالات أو أقل من ذلك وهذا ليس من السنة ولا من هدي السلف الصالح والبعض يعطي ماله بعض الجمعيات ليتخلص منها.                عِبَادَ اللَّهِ: اعلموا أن في هذا الحي والأحياء الأخرى يوجد محتاجين دخلهم ضعيف أو ليس لديهم دخل أو مرضى أو أصابهم الكبر والعجز فلا يقوى على العمل ويحتاج لقضاء الدين و سداد إيجار المسكن أو سداد لفواتير الكهرباء والماء والهاتف ومتطلبات الأبناء وغيرها والبعض داهمته بعض الأمراض أو بأحد من أفراد أسرته و التي يكلف علاجها الكثير والكثير من المال مما يضطره ان يطوف ويتذلل للتجار والجمعيات لطلب العلاج أو اجراء العمليات اذا لزم ذلك وللاسف أن الكثير من الجمعيات تجيد فن الدعايات والاعلانات والمؤثرات لكسب ثقة الكثير من الناس أو التجار لجمع المال في هذا الشهر المبارك  ولسان حالهم نحن نساعد المحتاجين بالمواد الغذائية والكساء وأجراء عمليات وغير ذلك جزاهم الله خيراً على ذلك ولكن ليس على أرض الواقع الا القليل من ذلك فالمحتاجين يزدادون فقراً على فقر ومرضاً على مرض وحسرةً وألماً لما يراه ويسمعه .
عِبَادَ اللَّهِ :فلتعاون على البر والتقوى والبحث عن من  يستحقون الزكاة من الأصناف الثمانية قَالَ تَعَالَى:﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾.واياكم أن تعتمدوا على الجمعيات الا في أضيق الحدود والجمعيات المصرح لهم من قبل الدولة واعلموا أنه ما ظهرت الجمعيات الا وقل الاهتمام والبحث عن الفقراء والمحتاجين ،اذ لو كان المجتمع متآلف ومترابط ومتآزر كالجسد الواحد لسهل ذلك قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى »مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ...أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: في مثل هذه الأيام يكثر الجدل حول صحة رؤية هلال شهر رمضان فيتفيقه المتفيقهون ويخوض فيه الخائضون ويظهر المتعالمون عبر وسائل الاعلام المختلفة والتواصل الاجتماعي وغيرها ،يكل التهم لكل من يقول بالرؤيا وينشرون الشائعات ويزعزعون الثقة بالعلماء ويشككون في أقوالهم ، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:«صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأفْطِرُوا لِرُؤيَتِهِ، فَإنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ ، فَأكمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاَثِينَ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رَمَضَانَ، فَقَالَ:«لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَ يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ»رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ.فاتقوا الله يا اصحاب الحساب الا يكفي أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عن الجميع والسلف الصالح قدوة يحتذى بها.
عِبَادَ اللَّهِ: جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ ، إلَّا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. فلا ينبغي الصيام قبل رمضان بيوم أو يومين إلا إذا كان من عادته أن يصوم فلا حرج عليه، وكذلك من كان عليه قضاء من رمضان فليقضه قبل أن يدخل شهر رمضان الثاني والله أعلم. الا وصلوا ....
المرفقات

الجمعيات-والتجار-والمجتمع-في-استقبال

الجمعيات-والتجار-والمجتمع-في-استقبال

المشاهدات 733 | التعليقات 0