دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (5/ 5)

الفريق العلمي
1434/11/23 - 2013/09/29 03:22AM
الجزء الخامس والأخير :

مجرد السماع مؤثر ، طيب معلّم يأتي ولا يقرأ ، اقرأ عليهم النص كاملا ، أنا أتخيل عندي خمسين طالب وفيهم أناس مشاغبون وجئت وقلت السلام عليكم ، قالوا وعليكم السلام ، تطلعت في وجوههم وإذا بهم مشغولون اللي يتكلم و اللي ..... فأمسكت بالمصحف وقرأت قراءة مرتلة منفعل بها أعرفها سابقا ، أعرف معانيها صدقني سيـ.... كل الطلاب ويخشعون ويخضعون وتتغير أحوالهم ، بقي طالب أو طالبة صدرت منهم مشكلة أجعله في ذهني وأكلمه انتبه إن هذا الأمر خطير وهكذا فيكون الوضع مختلف ، اسمعوهم القرآن يا إخواني الكرام (فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ) (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ) هذه كلها دلالات على أن إسماع القرآن بحد ذاته أمر مطلوب جدا جدا،فالمُعلّم الذي لا يُسمع طلابه فهذا مخطئ خطأ كبير.

- اطلب من أكبر عدد من الطلاب القراءة حسب الوضع الممكن .

درس من نص قرآني من سورة الكهف ، وسبب اختياره لأنه يتعلق بالتعليم :

المقطع يتحدث عن موسى - عليه السلام - مع الخضر ، فيه قصة ، فيه حادثة يمكن أن أتحدث مع الطلاب فيها وأكلمهم عن فضله وعن فضل موسى عليه السلام ، وأقرأ النص ، وقراءة النص لا تتجاوز دقيقة أو دقيقتين ، ممكن أقرؤه مقطع وهم يقرؤن خلفي وليأخذ أربع أو ست دقائق لا يهم فكل هذا يصب في الأهداف الكبرى .

أنا لونت النص بلونين أحدهما أسود والآخر أزرق فبرأيكم لماذا فعلت هذا ؟ للمعنى ، فالقسم الأول يتعلق بالرحلة والقسم الثاني يتعلق باللقاء الأول وشروط التعليم ، أي لماذا يتعلمون ، ومن أعجب ما يكون أن موسى - عليه السلام - لما جاء إلى الخضر ماذا قال له ؟ قال له (قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا) - أنا عندي بحث كامل عن هذه القصة ولالاتها التربوية - .

التربية الحديثة تقول : إذا أتاك الطالب يجب أن تشجعه وتقف معه ، هذه الآية كيف تكون ؟ فأول ما جاء موسى - عليه السلام - للخضر قال (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا) قال : أنا أريد أن أتعلم ، قال (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا) . استغفر الله لو أن هذا في غير القرآن يقول هذا تصرف غير تربوي لكن في الحقيقة أنا بحثت في الموضوع حتى عند التربويين فوجدت أن هناك قسم من الطلاب - أنا لا أتكلم عن القرآن الآن - هناك قسم من الطلاب لا يحفزهم للتعلم إلا التحدي ، وهذا صحيح ، من الطلاب يأتيك بنفسه وغير مُرغم يرد مثلا أن يتعلم عندي بلاغة فأقول له : ترى البلاغة ليست مجرد حكايات ولا أظنك تستطيع لماذا ؟ لأنه إذا رجع فقد كفاني مؤونة التعب لأن ليس له نية في الاستمرار أصلا إذا كلمة واحدة ردته لكن إن كان جادا وقال : لا أنا مستعد ، وحاولت أن أرده وهو مُصر ، فهذا ممكن فعلا أن يثبت وممكن يمشي . ولذلك أصرّ موسى عليه السلام على هذا الأمر .

- أنا لو كنت معلم سأستعرض معاني كلمات فقد يسأل الطالب ويقول ما معنى " لا أبرح " يا أستاذ؟ والله ما أدري ما معناها ، يجب أن أشرحها له . مامعنى " مجمع البحرين " يا أستاذ ؟ وأين يكون ؟ . ما معنى " حُقبا " وبعدها ما معنى " سربا " ؟ بعض المعاني قد تكون واضحة لكن من الجميل أن اشرحها لهم .
الآن سأسألهم سؤال يُحرّك فيهم جوانب اللطائف البلاغية والخشوع فأسألهم : لماذا جاءت كلمة " سربا " أولا ثم جاءت كلمة " عجبا " ثانيا ؟ أجعلهم يُحاولون ثم نصل أنا وإياهم للجواب .

ممكن أعطيهم سؤال منزلي - وهذا أتمنى أن يكون عندكم - سؤال بسيط . أتدرون محدثكم لِمَ أحبّ البلاغة ، والخمسة عشر السنة الماضية كلها كانت في البلاغة القرآنية ؟

بسبب د।صالح العائد ، كلية اللغة العربية ، كان يوجّه لنا سؤال وهو يدرسنا نحو ، ولازال عندي بخط يده حتى الآن الكتب التي أهداها لي أجبت عن السؤال وأعطاني إياها . قال : لماذا قال (إنك ميت وإنهم ميتون) وفي آية أخرى قال (أموات غير أحياء).

وإذا بحث الطالب واجتهد ألا يستحق أن أعطيه من المشاركة ؟ أليس هذا من التأمل والتدبر ؟ أنا لا أتدخل في توزيع الدرجات عندكم لكني اتصور أن مثل هذا الذي بحث يستحق لأنه يستفيد من هذا .

هذا يا إخواني الكرام ما أحببت إيصاله إليكم ، هي فكرة فأنا لست مخصصا في مجال تدريس القرآن ولكنها أفكار أحببت أن أوصلها إليكم .


د.عويض بن حمود العطوي



دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (1/ 5)

دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (2/ 5)

دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (3/ 5)

دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (4/ 5)

دورة كيف تكون مؤثرا في تدريس القرآن الكريم (5/ 5)
المشاهدات 1540 | التعليقات 0