دمعة متسول

هلال الهاجري
1446/08/13 - 2025/02/12 07:19AM

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوْذُ باللهِ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ الله فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إلهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ.

(يَا أَيُّهاَ الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَاْلأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) .. أَمَّا بَعْدُ:

سَقَطَتْ دَمعَةُ الطِّفلِ اليَمَنيِّ، فَانتَفَضَ لَهَا الجِهَازُ الأَمنيُّ، وَفِي سَاعَاتٍ تَمَّ القَبضُ عَلى المُجرِمِ الظَّالِمِ، وبَعدَ أَيَّامٍ عَادَ الطِّفلُ إلى أَمِّهِ وَهُوَ سَالِمٌ، وَبِهَذِهِ القِصَّةِ انكَشَفَتْ مَجَدَّدَاً عِصَابَاتُ التِّجَارَةِ بِالبَشَرِ، وتَشغِيلُهم للأَطفَالِ والنِّسَاءِ في التَّسوُّلِ تَحتَ التَّعذِيبِ والخَطَرِ، فَمَا هُوَ العِلاجُ الشَّرعيُّ لِمثلِ هَذِهِ المَظَاهِرِ عَظِيمَةِ الضَّرَرِ؟.

اسمَعُوا إلى حَالِ الفُقَراءِ الذينَ تَرَكُوا بِلادَهُم وأَموالَهم مُهَاجِرينَ، وَلكِن كَانَ الإيمَانُ يَملأُ قُلُوبَهم وعَلى ربِّهِم مُتَوكِّلِينَ، يَقُولُ اللهُ سُبحَانَهُ وَتعَالى: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا)، يَقُولُ أَبو جَعفَرِ الطَّبَريُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفسِيرِهِ: (يَحسَبُهُم ‌الجَاهِلُ ‌بِأَمرِهِم ‌وَحَالِهِم أَغنِيَاءَ مِنْ تَعَفُّفِهِم عَنِ المَسأَلَةِ، وَتَركُهُم التَّعرُّضَ لِمَا في أَيدِي النَّاسِ؛ صَبرًا مِنهُم عَلَى البَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ).

‌وَإِذا ‌افْتقَرْتَ ‌لِبَذْلِ وَجهِكَ سَائِلاً *** فابذُلهُ للمُتَكرِّمِ المِفضَالِ

هَذا كَانَ حَالُ الفَقِيرِ، وأَمَّا الغَنِيُّ فَجَاءَ التَّوجِيهُ لَهُ فِي آخِرِ الآيةِ بِقَولِهِ: (وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)، فَالمَطلُوبُ مِنَ الفَقِيرِ الاستِعفَافُ وَسُؤالُ اللهِ تَعَالى بِصِدقٍ وابتِهَالٍ، والمَطلُوبُ مِنَ الغَنِيِّ البَحثُ عَن هَؤلاءِ المُتَعفِّفِينَ وإعطَاؤهُم حَقَّهُم مِنَ المَالِ، وبِتَحقِيقِ هَذِهِ الوَصيَّةِ يَختَفِي التَّسوُّلُ بِجَميعِ الأَشكَالِ.

وَقَد يَقُولُ قَائلٌ: الوَاقِعُ يَحكِي التَّقصِيرَ فِي هَذِهِ الوَصيَّةِ مِن بَعضِ الأَطرَافِ، فَكَثِيرٌ مِنَ الأغنِيَاءِ مَنعُوا الحُقُوقَ وكَثيرٌ مِنَ الفُقَراءِ بَعيدٌ عَنِ الاستِعفَافِ، فَنَقُولُ: إذَن اسمَعُوا مَعيَ لِهَذِهِ الوَصَايَا، مِن كَلامِ خِيرِ البَرَايا:

لَقَد أَوصَى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ الفَقِيرَ بِالعَمَلِ، لأَجلِ أَن يَحفَظَ مَاءَ وَجهِهِ مِنَ العَارِ والخَجَلِ، فَقاَلَ: (‌لَأَنْ ‌يَأْخُذَ ‌أَحَدُكُمْ ‌حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْه أَوْ مَنَعُوهُ)، فَيَعمَلُ فِي السُّوقِ، يُوصِلُ الطَّلَبَاتِ، أَو يَحمِلُ الأَغرَاضَ، أَو يَتَعلَّمُ صَنعَةً، أو يُتقِنُ حِرفَةً، والمَرأةُ فِي بَيتِهَا تَصنَعُ الطَّعَامَ، وتَخِيطُ الثِّيَابَ، وهَكَذَا يَنتَصِرُونَ عَلى الفَقرِ بِأَحسَنِ المَكَاسِبِ، فَقَد سُئلَ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: أَيُّ الْكَسْبِ أَطْيَبُ؟، فَقَالَ: (‌عَمَلُ ‌الرَّجُلِ ‌بِيَدِهِ، وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ).

‌يَقُولُ ‌النَّاسُ ‌لِي ‌فِي ‌الْكَسْبِ عَارٌ *** فَقُلْت الْعَارُ فِي ذُلِّ السُّؤَالِ

وَلَقَد حَذَّرَ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ مِن كَثرةِ السُّؤالِ، وَأَنَّهُ سَبَبٌ لِلفَضِيحَةِ يَومَ المَآلِ، فَقَالَ: (‌مَا ‌يَزَالُ ‌الرَّجُلُ ‌يَسْأَلُ ‌النَّاسَ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ)، وَأَخبَرَ أَنَّ الإنسَانَ إذا فَتحَ عَلى نَفسِهِ بَابَ السُّؤالِ، فَتَحَ اللهُ عَليهِ بَابَ الفَقرِ والوَبَالِ، فَقَالَ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: (ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ، وَذَكَرَ مِنهَا: وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ، إِلَّا ‌فَتَحَ ‌اللَّهُ ‌عَلَيْهِ ‌بَابَ ‌فَقْرٍ)، فَنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الذُّلِ والفَقرِ.

وَلَقَد بَيَّنَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ الحَالاتِ التي تَحلُّ فِيهِ المَسألةُ، فَقالَ: (يَا قَبِيصَةُ ‌إِنَّ ‌الْمَسْأَلَةَ ‌لَا ‌تَحِلُّ ‌إِلَّا ‌لِأَحَدِ ثَلَاثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا، ثُمَّ يُمْسِكُ، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ، حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ، وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُومَ ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ لَقَدْ أَصَابَتْ فُلَانًا فَاقَةٌ، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ، فَمَا سِوَاهُنَّ مِنَ الْمَسْأَلَةِ يَا قَبِيصَةُ سُحْتًا يَأْكُلُهَا صَاحِبُهَا سُحْتًا)، فَليَنظُرْ السَّائلُ هَل هُو مِن هَؤلاءِ الأَصنَافِ؟، وهَل إذا أَصابَ قِوَاماً مِن عَيشٍ رَجَعَ لِلاستِعَفَافِ؟.

أَقولُ مَا تَسمَعونَ وَأَستغفرُ اللهَ العَظيمَ لي وَلَكم مِنْ كُلِّ ذَنبٍ فَاستغفِروه؛ إنَّهُ هُو الغَفورُ الرَّحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحَمدُ للهِ المَحمُودِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ حَالِ أَهلِ الضَّلالِ، وَأَشهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ الكَبيرُ المُتَعالُ، وَأَشهدُ أنَّ نَبيَّنَا مُحمداً عَبدُهُ وَرَسولُهُ، صَلَّى اللهُ عَليهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ وَسَلَّمْ تَسليماً كَثيراً، أَمَا بَعدُ:

قَد يَقُولُ القَائلُ: أَلا يُوجدُ صَادِقٌ فِي هَؤلاءِ المُتَسوُّلينَ؟، فَنَقُولُ: بَلَى، ولَكِن قَد احتَجَبَ بِكَثرةِ الكَاذبينَ، الذينَ تَطَوَّرَتْ طُرائقُهُم في النًّصبِ والاحتِيَالِ، وأَنوَاعِ الخِدَاعِ في كَسبِ العَواطِفِ والمَالِ، واليَومَ وَقَد مَنَعَتْ الدَّولَةُ التَّسوُّلَ فَينبَغي الامتِثَالُ، وَمَن تَرَكَ شَيئاً لِلهِ عَوضَّهُ ذِو الإكرامِ والجَلالِ، اسَمَعُوا إلى كَلامِ ابنِ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ، يَقُولُ: (وَالْمَسْأَلَةُ فِي الْأَصْلِ حَرَامٌ، وَإِنَّمَا أُبِيحَتْ لِلْحَاجَةِ وَالضَّرُورَةِ، لِأَنَّهَا ظُلْمٌ فِي حَقِّ الرُّبُوبِيَّةِ .. قَالَ: لِأَنَّهُ ‌بَذَلَ ‌سُؤَالَهُ ‌وَفَقْرَهُ وَذُلَّهُ وَاسْتِعْطَاءَهُ لِغَيْرِ اللَّهِ، وَذَلِكَ نَوْعُ عُبُودِيَّةٍ، فَوَضَعَ الْمَسْأَلَةَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا، وَأَنْزَلَهَا بِغَيْرِ أَهْلِهَا، وَظَلَمَ تَوْحِيدَهُ وَإِخْلَاصَهُ، وَفَقْرَهُ إِلَى اللَّهِ، وَتَوَكُّلَهُ عَلَيْهِ، وَرِضَاهُ بِقَسْمِهِ، وَاسْتَغْنَى بِسُؤَالِ النَّاسِ عَنْ مَسْأَلَةِ رَبِّ النَّاسِ، وَذَلِكَ كُلُّهُ يَهْضِمُ مِنْ حَقِّ التَّوْحِيدِ، وَيُطْفِئُ نُورَهُ وَيُضْعِفُ قُوَّتَهُ .. وقَالَ -وفِيهِ ظُلْمٌ لِنَفْسِهِ-: فَإِنَّهُ أَرَاقَ مَاءَ وَجْهِهِ، وَذَلَّ لِغَيْرِ خَالِقِهِ، وَأَنْزَلَ نَفْسَهُ أَدْنَى الْمَنْزِلَتَيْنِ، وَرَضِيَ لَهَا بِأَبْخَسِ الْحَالَتَيْنِ .. وَبَاعَ صَبْرَهُ وَرِضَاهُ وَتَوَكُّلَهُ، وَقَنَاعَتَهُ بِمَا قُسِمَ لَهُ، وَاسْتِغْنَاءَهُ عَنِ النَّاسِ بِسُؤَالِهِمْ، وَرَضِيَ أَنْ تَكُونَ نَفْسُهُ تَحْتَ نَفْسِ الْمَسْئُولِ، وَيَدُهُ تَحْتَ يَدِهِ، وَلَوْلَا الضَّرُورَةُ لَمْ يُبَحْ ذَلِكَ فِي الشَّرْعِ).

فَيَا أَصَحَابَ اليَدِ العُليَا والبَذلِ والعَطَاءِ، يَنبَغي لَنَا أَن نَتَحرَّى المُتَعفِّفِينَ مِنَ الفُقَراءَ، فَهُم المَسَاكينُ حَقَّاً، وَهُم المَستحِّقُونَ صِدقَاً، كَمَا قَالَ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: (‌لَيْسَ ‌الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فَتَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ)، قَالُوا: فَمَا الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: (الَّذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ، وَلَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا)، فَهؤلاءِ هُم المُستَحقُّونَ لِلصَّدَقَاتِ، وفِي الإنفَاقِ عَليهِم أَعظمُ الحَسَنَاتِ.

اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالْتُّقَىْ وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا سُعَدَاءَ، وَتُوَفَّنَا شُهَدَاءَ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الْأَتْقِيَاءِ يَا رَبَّ الْعَالَمَيْنَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَالْجَنَّةَ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَاَلْنَّارِ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ مُضِلَاتِ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًى يُطْغِينَا، وَمِنْ فَقْرٍ يُنَسِينَا، وَمِنْ مَرَضٍ يُؤْذِينَا، وَمِنْ بَلَاءٍ يُشْقِينَا، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ أَوْزِعْنَا شُكْرَ نِعَمِكَ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا لَكَ شَاكِرِينَ ذَاكِرِينَ، اللَّهُمَّ اسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ الَّذِي لَا يَنْكَشِفُ، اللَّهُمَّ مِنْ أَرَادَنَا أَوْ أَرَادَ بِلَادَنَا وَبِلادَ المُسلمِينَ بِسُوءٍ، اللَّهُمَّ أَشْغِلْهُ فِي نَفْسِهِ، وَاجْعَلْ كَيَدَهُ فِي نَحْرِهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ سَبَبًا لِتَدْمِيرِهِ يَا رَبَّ الْعَالَمَيْنَ.

المرفقات

1739333954_دمعة متسول.docx

1739333964_دمعة متسول.pdf

المشاهدات 1400 | التعليقات 0