د.محمد الدويش: الإساءة للنبي دوافعها عديدة ووسائل الإعلام والتواصل مدعوة للعناية بالت
احمد ابوبكر
1436/09/05 - 2015/06/22 07:36AM
[align=justify]د.محمد الدويش: الإساءة للنبي دوافعها عديدة ووسائل الإعلام والتواصل مدعوة للعناية بالتعريف بشخصيته لكافة الأعمار..
كشف فضيلة الدكتور محمد الدويش عن المراحل التي تم من خلالها إنجاز مشروع الموسوعة الميسرة في التعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، والتي تمت بجهد جماعي مشترك، وخضعت لتحكيم دقيق، وعن صداها الذي جعلها تنتشر بين المسلمين وغير المسلمين، برغم أنها كانت مخصصة لغير المسلمين بالأساس.
وحث د.الدويش رئيس مجلس إدارة مؤسسة المربي، في حواره مع موقع "المسلم" وسائل الإعلام والتواصل الإسلامية على أن "تبذل جهدًا في التعريف بكافة جوانب شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، وبوسائل وأدوات مختلفة تراعي تنوع فئات الناس وأعمارهم".
ودعا فضيلته إلى استغلال نفحات الشهر الفضيل والإقبال فيه على الله سبحانه وتعالى في "إصلاح النفس وتقويم اعوجاجها، وتلافي كثيرًا من جوانب القصور فيها".
نص الحوار:
• الموسوعة الشاملة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي ساهمتم في إنجازها، كان له أثر عالمي كبير لمسه كثيرون حول العالم، كيف جاءت فكرتها، وما المنهجية التي اعتمدت فيها؟
• فكرتها كانت من برنامج التعريف بنبي الرحمة التابع لرابطة العالم الإسلامي قبل أن يتحول إلى هيئة عالمية، وقد عرضوا علي العمل في الإشراف على إعداد الموسوعة فأعجبتني الفكرة وبدأت العمل فيها، وقد روعي في ذلك ما يلي:
o الاعتماد على النصوص الصحيحة، فاجتهدنا ألا نستشهد إلا بنص القرآن، أو ما صح من السنة، باستثناء بعض المواطن اليسيرة التي يتسامح بمثلها كأحداث السيرة ونحوها مما لا يترتب عليه أحكامًا عملية.
o العناية باللغة والصياغة بحيث تناسب القارئ غير المتخصص.
o التعريف بالجوانب العامة لشخصية النبي صلى الله عليه وسلم والتي تهم من لا يعرف شيئا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
o مراعاة مخاطبة غير المسلمين؛ لأنها في الأصل موجهة لهم.
• كيف جرى العمل على إنجازها؟
• تم العمل من خلال عدد من الخطوات شملت ما يلي:
o إعداد تصور أولي عن المشروع.
o مشاورات فردية مع شخصيات مهتمة بالأمر.
o عقد ورشتي عمل مع بعض الذي عاشوا في الغرب فترة طويلة لأخذ رأيهم فيما ينبغي مراعاته في إعداد الموسوعة.
o إعداد الخطة النهائية، ومراجعتها من قبل عدد من المختصين، ومن إدارة البرنامج.
o أسند جمع النصوص وفقاً للخطة المعدة لهذا إلى أحد الباحثين.
o تم إسناد تحرير الموسوعة إلى الأستاذ خالد روشة.
o خضع النص المحرر إلى المراجعة والتعديل، وقد قمت بإجراء بعض الإضافات والتعديلات، وكتبت بعض الفصول بشكل كامل.
o عرض المسودة على عدد من المحكمين ممن يملكون خبرة جيدة في البيئة الغربية لمراجعتها.
o عرض الموسوعة على أحد المختصين لمراجعتها من الناحية الشرعية.
o وقد تفضل معالي الشيخ صالح بن حميد، والدكتور مهدي رزق الله بمراجعتها بعد الطبعة الأولى، واستدركت ملحوظاتهم في الطبعة الثانية.
• قد لا تكونون معنيين كثيراً بتتبع شؤون توزيع الموسوعة، لكن ما أهم ما لفتكم من خلال تجوالكم خارجياً من أثر لها؟
• للأسف فأنا لا أملك معلومات واسعة عن الموضوع فالجهة التي تتولى نشره وتوزيعه والتواصل بشأنه هي الهيئة العالمية، لكني تلقيت ردود فعل إيجابية من بعض من قرأه
• وماذا عن النسخة الفرنسية من الكتاب؟
• هي حديثة الترجمة، ولم تأخذ مكانها في التوزيع بما يهيء لقياس ردة الفعل تجاهها.
• برأيكم، لماذا زاد استهداف شخص النبي صلى الله عليه وسلم في صور رسوم مسيئة، وأفلام، ومقالات ونحوها في هذه الآونة؟ هل يعبر ذلك عن رغبة في كسر أنف المسلمين؟ هل هي خشية من نمو الدعوة في أوروبا أم لحظة سانحة لإهانة المسلمين في العالم لاسيما في بلدانهم؟
• الحكم الموضوعي يتطلب دراسة للأشخاص ودوافعهم الحقيقية، لكن مما يظهر لنا من الدوافع: البحث عن الشهرة لدى بعضهم، والكراهية للإسلام وأهله ورموزه لدى بعضهم الآخر، وبعضهم يكون مدفوعًا من قبل جهات تحقد على الإسلام والمسلمين، كما أن هناك أفراد وجهات منزعجين من الحضور الإسلامي في الغرب، ويرون أن استفزاز المسلمين وسيلة لدعم موقفهم ومطالبهم في التضييق على المسلمين.
• إلى أي مدى يمكن للموسوعة أن تسد ثغراً في تبصير المسلمين أنفسهم بسيرته صلى الله عليه وسلم، بخلاف التناول التقليدي للسيرة كحوادث غلب عليها الجوانب السياسية والحربية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وتراجعت إلى حد ما الجوانب الاجتماعية؟
• رغم أن العمل كان في الأصل معدا لغير المسلمين، ومهيئًا للترجمة، إلا أن إدارة المشروع رأت طباعته بالعربية ليكون ذلك فرصة لتلافي الثغرات وجوانب القصور، ثم رؤي إقبال عدد من المسلمين عليه واستفادتهم منه، وبالأخص مع ندرة المراجع الملائمة للقاري العادي والتي تتناول شخصية النبي صلى الله عليه وسلم بشكل شمولي؛ فمعظم المراجع تتناول أحداث السيرة والمغازي من ناحية السرد التاريخي.
• ما الذي لاحظتموه بعد تجربة في مشروع للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم من نقاط ضعف وقوة في التوجه الدعوي لغير المسلمين، لاسيما لجهة رمزية وشخصية النبي صلى الله عليه وسلم؟
• هناك تقصير لدى الدعاة أفرادًا ومؤسسات، ومعظمه ناتج عن غياب التفكير الاستراتيجي والعمل المؤسسي؛ فتعتمد كثير من الأعمال والبرامج على العفوية والارتجال؛ فالتعامل مع المطبوعات -على سبيل المثال- يتم عبر اختيار مطبوعة موجودة سابقا وإعادة طباعتها، ويندر أن يوجد جهد في تأليف خاص وإعداد مادة موجهة خصيصًا لغير المسلمين، وإذا وجد فكثير منه يتم عبر جهد فردي.
• كيف ترون "تربوياً"، مسألة تفاعل المسلم مع قضية نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، كمؤثر على شخصيته، ورافعة للعقيدة في نفسه، أو ترون التخاذل معها كمؤشر لتراجع الوازع الإيماني لدى المسلم؟
• هذه الأحداث -رغم بشاعتها- ليست شرا محضًا، وقد وصف الله سبحانه وتعالى حادثة الإفك -رغم عظم مقام العرض الشريف – بأنها خير وليست شرًا، وقد أدت هذه الأحداث إلى تفاعل كثير من المسلمين أفرادا ومؤسسات، وإلى جهود في التعبير عن الموقف، وجهود في العمل الإيجابي، وهي تحرك المشاعر القلبية تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقود المسلم إلى تقويم حاله في محبة النبي صلى الله وسلم ونصرته. أما القعود فهو خذلان للعبد، ولا يسوغ لمسلم يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتأخر عن نصرته والقيام بالواجب الشرعي تجاه مقامه الشريف.
• لماذا نشهد أحياناً بكاء وتأثراً وتظاهرات وربما حتى احتجاجات عند الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد لا نجد نظيراتها عن الإساءة للذات الإلهية أو للقرآن في بعض المواضع؟ كيف تفسرون ذلك بحكم خبرتكم التربوية؟
• يظهر أن ذلك مرتبط بحجم الإساءة ونوعها، ووسائل التعبير عنها؛ فتناولها في وسائل الإعلام والحديث عنها له أثره في استثارة التفاعل معها، أما المواقف الأخرى فقد لا تكون أخذت الزخم الإعلامي الذي يوصلها إلى جمهور واسع من المسلمين، كما أن مواقف الرفض والتعبير عن الغضب تسهم أيضًا في استثارة مزيد من التفاعل لدى الآخرين؛ فالمسلم يغضب حين يهان نبيه صلى الله عليه وسلم، وحين يزداد الحديث عن الخبر يزداد غضبه، وحين يرى موقف احتجاج: خطبة، أو حديثًا إعلاميًا، أو مظاهرة....إلخ فإن ذلك يزيد من وتيرة تفاعله.
• ونحن نستقبل شهراً كريماً، يزداد فيه الاهتمام بالقرآن الكريم، تطبيقاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.. أين تجدون نصيب سيرته صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر أو سائر السنة في حياة المسلمين؟ كيف يمكن تعليم المسلمين إياها، وسيادتها على المناهج التعليمية التأريخية الأخرى؟
• الاعتناء بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه وأحواله أمر ضروري؛ فهو مما يزيد محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وارتباط الناس بحياته وسيرته، وتقويم واقعهم وسلوكهم في ضوء هديه صلى الله عليه وسلم، وأحسب أن وسائل الإعلام والتواصل ينبغي أن تبذل جهدًا في التعريف بكافة جوانب شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، وبوسائل وأدوات مختلفة تراعي تنوع فئات الناس وأعمارهم.
• في رمضان المبارك، ومن واقع خبرتكم التربوية، كيف يمكن للمرء أن يخرج منه بأقصى استفادة تربوية مع الأخذ في الاعتبار ظروف الأعمال وطول فترة الصيام، والحاجة لمواءمات كثيرة بين الجهد والاهتمام بالقرآن والعمل الصالح؟
• أعظم ما ينبغي أن يستثمر فيه رمضان إصلاح النفس وتقويم اعوجاجها، وتلافي كثيرًا من جوانب القصور فيها، وبخاصة أن النفوس تكون أكثر إقبالًا على الله عز وجل، واستعدادًا وتهيؤًا للعبادة، وأعظم ما ينبغي أن يتخذ وسيلة لذلك القرآن تلاوة وتدبرًا، والصلاة والدعاء والذكر، فضلا عن العناية بفريضة الصوم وتذكير النفس بمعانيها وأسرارها.
• اقترن رمضان بالصيام والقرآن.. ترى، هل ترون أن "الجود" قد تراجع فيه عن السابق؟ وكيف تقرؤون هذا؟
• الجود يرتبط برمضان فقد كان صلى الله عليه وسلم كما وصفه ابن عباس رضي الله عنهما « أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة»، والجود يتمثل في جود النفس وسخائها في الإقبال على العبادة، وفي الجود بالمال والإنفاق والبذل.
[/align]
كشف فضيلة الدكتور محمد الدويش عن المراحل التي تم من خلالها إنجاز مشروع الموسوعة الميسرة في التعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، والتي تمت بجهد جماعي مشترك، وخضعت لتحكيم دقيق، وعن صداها الذي جعلها تنتشر بين المسلمين وغير المسلمين، برغم أنها كانت مخصصة لغير المسلمين بالأساس.
وحث د.الدويش رئيس مجلس إدارة مؤسسة المربي، في حواره مع موقع "المسلم" وسائل الإعلام والتواصل الإسلامية على أن "تبذل جهدًا في التعريف بكافة جوانب شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، وبوسائل وأدوات مختلفة تراعي تنوع فئات الناس وأعمارهم".
ودعا فضيلته إلى استغلال نفحات الشهر الفضيل والإقبال فيه على الله سبحانه وتعالى في "إصلاح النفس وتقويم اعوجاجها، وتلافي كثيرًا من جوانب القصور فيها".
نص الحوار:
• الموسوعة الشاملة عن النبي صلى الله عليه وسلم التي ساهمتم في إنجازها، كان له أثر عالمي كبير لمسه كثيرون حول العالم، كيف جاءت فكرتها، وما المنهجية التي اعتمدت فيها؟
• فكرتها كانت من برنامج التعريف بنبي الرحمة التابع لرابطة العالم الإسلامي قبل أن يتحول إلى هيئة عالمية، وقد عرضوا علي العمل في الإشراف على إعداد الموسوعة فأعجبتني الفكرة وبدأت العمل فيها، وقد روعي في ذلك ما يلي:
o الاعتماد على النصوص الصحيحة، فاجتهدنا ألا نستشهد إلا بنص القرآن، أو ما صح من السنة، باستثناء بعض المواطن اليسيرة التي يتسامح بمثلها كأحداث السيرة ونحوها مما لا يترتب عليه أحكامًا عملية.
o العناية باللغة والصياغة بحيث تناسب القارئ غير المتخصص.
o التعريف بالجوانب العامة لشخصية النبي صلى الله عليه وسلم والتي تهم من لا يعرف شيئا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
o مراعاة مخاطبة غير المسلمين؛ لأنها في الأصل موجهة لهم.
• كيف جرى العمل على إنجازها؟
• تم العمل من خلال عدد من الخطوات شملت ما يلي:
o إعداد تصور أولي عن المشروع.
o مشاورات فردية مع شخصيات مهتمة بالأمر.
o عقد ورشتي عمل مع بعض الذي عاشوا في الغرب فترة طويلة لأخذ رأيهم فيما ينبغي مراعاته في إعداد الموسوعة.
o إعداد الخطة النهائية، ومراجعتها من قبل عدد من المختصين، ومن إدارة البرنامج.
o أسند جمع النصوص وفقاً للخطة المعدة لهذا إلى أحد الباحثين.
o تم إسناد تحرير الموسوعة إلى الأستاذ خالد روشة.
o خضع النص المحرر إلى المراجعة والتعديل، وقد قمت بإجراء بعض الإضافات والتعديلات، وكتبت بعض الفصول بشكل كامل.
o عرض المسودة على عدد من المحكمين ممن يملكون خبرة جيدة في البيئة الغربية لمراجعتها.
o عرض الموسوعة على أحد المختصين لمراجعتها من الناحية الشرعية.
o وقد تفضل معالي الشيخ صالح بن حميد، والدكتور مهدي رزق الله بمراجعتها بعد الطبعة الأولى، واستدركت ملحوظاتهم في الطبعة الثانية.
• قد لا تكونون معنيين كثيراً بتتبع شؤون توزيع الموسوعة، لكن ما أهم ما لفتكم من خلال تجوالكم خارجياً من أثر لها؟
• للأسف فأنا لا أملك معلومات واسعة عن الموضوع فالجهة التي تتولى نشره وتوزيعه والتواصل بشأنه هي الهيئة العالمية، لكني تلقيت ردود فعل إيجابية من بعض من قرأه
• وماذا عن النسخة الفرنسية من الكتاب؟
• هي حديثة الترجمة، ولم تأخذ مكانها في التوزيع بما يهيء لقياس ردة الفعل تجاهها.
• برأيكم، لماذا زاد استهداف شخص النبي صلى الله عليه وسلم في صور رسوم مسيئة، وأفلام، ومقالات ونحوها في هذه الآونة؟ هل يعبر ذلك عن رغبة في كسر أنف المسلمين؟ هل هي خشية من نمو الدعوة في أوروبا أم لحظة سانحة لإهانة المسلمين في العالم لاسيما في بلدانهم؟
• الحكم الموضوعي يتطلب دراسة للأشخاص ودوافعهم الحقيقية، لكن مما يظهر لنا من الدوافع: البحث عن الشهرة لدى بعضهم، والكراهية للإسلام وأهله ورموزه لدى بعضهم الآخر، وبعضهم يكون مدفوعًا من قبل جهات تحقد على الإسلام والمسلمين، كما أن هناك أفراد وجهات منزعجين من الحضور الإسلامي في الغرب، ويرون أن استفزاز المسلمين وسيلة لدعم موقفهم ومطالبهم في التضييق على المسلمين.
• إلى أي مدى يمكن للموسوعة أن تسد ثغراً في تبصير المسلمين أنفسهم بسيرته صلى الله عليه وسلم، بخلاف التناول التقليدي للسيرة كحوادث غلب عليها الجوانب السياسية والحربية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وتراجعت إلى حد ما الجوانب الاجتماعية؟
• رغم أن العمل كان في الأصل معدا لغير المسلمين، ومهيئًا للترجمة، إلا أن إدارة المشروع رأت طباعته بالعربية ليكون ذلك فرصة لتلافي الثغرات وجوانب القصور، ثم رؤي إقبال عدد من المسلمين عليه واستفادتهم منه، وبالأخص مع ندرة المراجع الملائمة للقاري العادي والتي تتناول شخصية النبي صلى الله عليه وسلم بشكل شمولي؛ فمعظم المراجع تتناول أحداث السيرة والمغازي من ناحية السرد التاريخي.
• ما الذي لاحظتموه بعد تجربة في مشروع للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم من نقاط ضعف وقوة في التوجه الدعوي لغير المسلمين، لاسيما لجهة رمزية وشخصية النبي صلى الله عليه وسلم؟
• هناك تقصير لدى الدعاة أفرادًا ومؤسسات، ومعظمه ناتج عن غياب التفكير الاستراتيجي والعمل المؤسسي؛ فتعتمد كثير من الأعمال والبرامج على العفوية والارتجال؛ فالتعامل مع المطبوعات -على سبيل المثال- يتم عبر اختيار مطبوعة موجودة سابقا وإعادة طباعتها، ويندر أن يوجد جهد في تأليف خاص وإعداد مادة موجهة خصيصًا لغير المسلمين، وإذا وجد فكثير منه يتم عبر جهد فردي.
• كيف ترون "تربوياً"، مسألة تفاعل المسلم مع قضية نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، كمؤثر على شخصيته، ورافعة للعقيدة في نفسه، أو ترون التخاذل معها كمؤشر لتراجع الوازع الإيماني لدى المسلم؟
• هذه الأحداث -رغم بشاعتها- ليست شرا محضًا، وقد وصف الله سبحانه وتعالى حادثة الإفك -رغم عظم مقام العرض الشريف – بأنها خير وليست شرًا، وقد أدت هذه الأحداث إلى تفاعل كثير من المسلمين أفرادا ومؤسسات، وإلى جهود في التعبير عن الموقف، وجهود في العمل الإيجابي، وهي تحرك المشاعر القلبية تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقود المسلم إلى تقويم حاله في محبة النبي صلى الله وسلم ونصرته. أما القعود فهو خذلان للعبد، ولا يسوغ لمسلم يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتأخر عن نصرته والقيام بالواجب الشرعي تجاه مقامه الشريف.
• لماذا نشهد أحياناً بكاء وتأثراً وتظاهرات وربما حتى احتجاجات عند الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد لا نجد نظيراتها عن الإساءة للذات الإلهية أو للقرآن في بعض المواضع؟ كيف تفسرون ذلك بحكم خبرتكم التربوية؟
• يظهر أن ذلك مرتبط بحجم الإساءة ونوعها، ووسائل التعبير عنها؛ فتناولها في وسائل الإعلام والحديث عنها له أثره في استثارة التفاعل معها، أما المواقف الأخرى فقد لا تكون أخذت الزخم الإعلامي الذي يوصلها إلى جمهور واسع من المسلمين، كما أن مواقف الرفض والتعبير عن الغضب تسهم أيضًا في استثارة مزيد من التفاعل لدى الآخرين؛ فالمسلم يغضب حين يهان نبيه صلى الله عليه وسلم، وحين يزداد الحديث عن الخبر يزداد غضبه، وحين يرى موقف احتجاج: خطبة، أو حديثًا إعلاميًا، أو مظاهرة....إلخ فإن ذلك يزيد من وتيرة تفاعله.
• ونحن نستقبل شهراً كريماً، يزداد فيه الاهتمام بالقرآن الكريم، تطبيقاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.. أين تجدون نصيب سيرته صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر أو سائر السنة في حياة المسلمين؟ كيف يمكن تعليم المسلمين إياها، وسيادتها على المناهج التعليمية التأريخية الأخرى؟
• الاعتناء بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه وأحواله أمر ضروري؛ فهو مما يزيد محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وارتباط الناس بحياته وسيرته، وتقويم واقعهم وسلوكهم في ضوء هديه صلى الله عليه وسلم، وأحسب أن وسائل الإعلام والتواصل ينبغي أن تبذل جهدًا في التعريف بكافة جوانب شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، وبوسائل وأدوات مختلفة تراعي تنوع فئات الناس وأعمارهم.
• في رمضان المبارك، ومن واقع خبرتكم التربوية، كيف يمكن للمرء أن يخرج منه بأقصى استفادة تربوية مع الأخذ في الاعتبار ظروف الأعمال وطول فترة الصيام، والحاجة لمواءمات كثيرة بين الجهد والاهتمام بالقرآن والعمل الصالح؟
• أعظم ما ينبغي أن يستثمر فيه رمضان إصلاح النفس وتقويم اعوجاجها، وتلافي كثيرًا من جوانب القصور فيها، وبخاصة أن النفوس تكون أكثر إقبالًا على الله عز وجل، واستعدادًا وتهيؤًا للعبادة، وأعظم ما ينبغي أن يتخذ وسيلة لذلك القرآن تلاوة وتدبرًا، والصلاة والدعاء والذكر، فضلا عن العناية بفريضة الصوم وتذكير النفس بمعانيها وأسرارها.
• اقترن رمضان بالصيام والقرآن.. ترى، هل ترون أن "الجود" قد تراجع فيه عن السابق؟ وكيف تقرؤون هذا؟
• الجود يرتبط برمضان فقد كان صلى الله عليه وسلم كما وصفه ابن عباس رضي الله عنهما « أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة»، والجود يتمثل في جود النفس وسخائها في الإقبال على العبادة، وفي الجود بالمال والإنفاق والبذل.
[/align]