دَمَّاجُ" جرح جديد في جسد الأمة للشيخ محمد الشرافي

فهد موفي الودعاني
1433/02/18 - 2012/01/12 20:54PM
"دَمَّاجُ" جرح جديد في جسد الأمة ! الجمعة 19/2/1433هـ
الحَمْدُ للهِ الذِي أَكْمَلَ لَنَا الدِّينَ وَأَتَمَّ عَلَيْنَا النِّعْمَة ، وَجَعَلَ أُمَّتَنَا خَيْرَ أُمَّة ، أَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ الْجَمَّة !
الْحَمْدُ للهِ العَلَيمِ الْخَلَّاق ، أَمَرَ بِالأُلْفَةِ وَالوِفَاق ، وَحَذَّرَ مِن الاخْتِلَافِ وَالشِّقَاق ,سُبْحَانَهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِين ، وَنَاصِرُ الْمَظْلُومِينَ وَالْمُسْتَضْعَفِين !
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ الْخَالِقُ الرَّزَّاق ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمُتَأَسِّي بِأَعْظَمِ الأَخْلاق ! نَهَى عَن الكَذِبِ وَالاخْتِلَاق ! ودَعَا إِلَى الْمَحَبَّة وَالسِّلْم والوِفَاق !
صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ إِلَى يَوْمِ الْمَسَاق !
أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ : فَاتَّقُوا اللهَ واعلموا أّنَّ الْمُسْلِمَ حَقَّاً وَالمُؤْمِنَ صِدْقاً هُوَ الذِي يُقَاسِمُ أَخَاهُ الْهُمُومَ والْمَكَارِهَ , وَيُشَارِكَهُ مِحْنَتَه ُوَبَلِيَّتَهُ , وَيَعِيشُ مَعَهُ مُصَابَهُ وَرَزِيَّتَهُ , ويَحُوطُهُ وَيَنْصُرُهٌ وَيَعْضِدُه ! عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَخُونُهُ وَلَا يَكْذِبُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ )) رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِي
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : خُطْبَتُنَا الْيَومَ نَقُومُ بِهَا نُصْرَةً للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِين ! بَيَانَاً للْحَقِّ وَإِزْهَاقَاً للْبَاطِل , وَإِظْهَاراً لِقَضِيَّةٍ مِنْ قَضَايَا المسْتَضْعَفِينَ !!! فِي وَقْتٍ صَارَتْ أَكْثَرُ وَسَائِلِ الإِعْلامِ مُوَجَّهَةً لأَهْدَافِ مَالِكِيهَا , وَخَادِمَةً لأَغْرَاضِ أَصْحَابِهَا !
إِنَّ خُطْبَةَ اليَوْمِ عَنْ قَرْيَةٍ مِنْ بِلادِ الْمُسْلِمِينَ قَرِيبَةً مِنَّا , وَلَكِنَّها بَعِيدَةٌ عَنْ عِلْمْنَا بِسَبَبِ جَهْلِنَا بِحَالِهَا وَحَالِ أَهْلِهَا , إِنَّهَا دُرَّةٌ مِن الدُّرَر وَنَجْمَةٌ فِي سَمَاءِ الإِسْلامِ , إِنَهَا قَرْيَةُ دَمَّاج !!! تِلْكُمُ القَرْيَةُ التِي تَقَعُ فِي وَادٍ جَنُوبِ شَرْقِ مَدِينَة ِصَعْدَةَ بِشَمَال الْيَمْنَ ! وَمَدِينَةُ صَعْدَةَ تُعْتَبَرُ الْمَعْقِلَ الرَئِيسِي للْحُوثِيِّين الشِّيعَة !
وَتَبْعُدُ قَرْيَةُ دَمَّاج بِحَوالِي مِائَتَيْنِ وَخَمْسِينَ كِيلُو مِتْرَاً إِلَى الْجَنُوبِ مِنْ مَدِينَةِ نَجْرَان !
وَاشْتَهَرَتْ بِأَنَّها القَرْيَةُ التِي يَقْصِدُهَا طَلَبَةُ الْعِلْمِ مِن اليَمَنِ وَغَيْرِهَا , وَيَتَخَرَّجُ مِنْهَا أَكَابِرُ الْعُلَمَاءِ , نَظَرَاً لِوُجُودِ مَرْكَزِ دَارِ الْحَدِيثِ الذِي أَسَّسَهُ الشَّيْخُ العَالِمُ مُقْبِلُ الوَادِعِيُّ رَحِمَهُ الله ! وَاسْتَقَرَّ بِهَا العَدِيدُ مِنْ طَلَبَةِ الْعِلْمِ ! مِمَّا جَعَلَ فِي قُلُوبِ الشِّيعَةِ غُصَّةً عَلَى الشَّيْخِ وَعَلَى دَارِ الْحَدِيثِ وَعَلَى طُلَّابِ الْعِلْمِ فِي دَمَّاج وَعَلَى أَهْلِهَا جَمِيعَاً !
وَقَدْ كَانَ لِهَذِهِ الدَّارِ جُهُودٌ كَبِيرَةٌ فِي العِنَايَةِ بِكِتَابِ اللهِ تَحْفِيظَاً وَتَفْسِيرَاً وَتَجْوِيدَاً ! وَعِنَايَةٌ بِكُتُبِ السَّلَفِ وَتدْرِيسِهَا وَتَحْقِيقِهَا وَبِخَاصَّةٍ كُتُبِ العَقِيدِةِ وَالسُّنَّةِ وَعُلُومِ الْفِقْهِ وَاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ التِي يَدْرُسُونَ فِيهَا !
وَأَمَّا العَالِمُ الذِي كَانَ لَهُ الأَثَرُ البَالِغُ فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ خُصُوصَاً وَفِي الْيَمَنِ بَل العَالَمِ عُمُومَاً فَإِنَّهُ الشَّيْخُ مُقْبلُ بنُ هَادِي الوَادِعِيُّ , أَحَدُ عُلَمَاءِ السَّلَفِيَّةِ وَأَحَدُ رُوَّادِ الْحَدِيثِ ، فَقَدْ قَامَ بِالدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ فِي اليَمَنِ ، وَتَخَرَّجَ عَلَى يَدَيْهِ شُيُوخٌ أَنْشَأُوا مَدَارِسَ فِي عَدَدٍ مِن مَنَاطِقِ اليَمَنِ ! وُلِدَ رَحِمَهُ اللهُ فِي مَدِينَةِ صعدة فِي عَامِ 1351 هـ تَقْرِيبَاً , وَتُوُفِيَ عَامَ 1422ه.ـ
بَدَأَ بطَلَبِ الْعِلْمِ فِي الْيَمَنِ ، ثُمَّ وَاصَلَهُ فِي مَعْهَدِ الْحَرَمِ بمَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ , ثُمَّ بِالجَامِعَةِ الإِسْلامِيَّةِ فَي الْمَدِينَةِ المُنَوَّرَة ، فَدَرَسَ بِكُلِّيَةِ أُصُولِ الدِّينِ انْتِظَامَاً ، وَبِكُلِّيَّةِ الشَّرِيعَةِ انْتِسَابَاً ، ثُمَّ وَاصَلَ دِرَاسَتَهُ فِيهَا حتَّى حَصَلَ عَلَى الْمَاجِسْتِير ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى كُتُبِ السُّنَّةِ، وَالتَّفْسِيرِ ، وَكُتُبِ الرِّجَالِ ، يَنْـهَلُ مِنْهَا وَيَسْتَمِدُّ مِنْهَا مُؤَلَّفَاتِهِ القَيِّمَة !
وَقَدْ طَلَبَ الْعِلْمَ عَلَى عَدَدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ فِي مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ , وَعَلَى رَأْسِهِم سَمَاحَةُ الشَّيْخِ عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ بَازٍ وَالْمُحَدِّثُ الشَّيْخُ العَلَّامَةُ مُحَمَّد نَاصِرُ الدِّينِ الأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُمَا اللهُ وَغَيْرُهُما كَثِير !
ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْيَمَنِ وَأَسَّسَ دَارَ الْحَدِيثِ وَنَشَرَ السُّنَّةَ وَحَارَبَ الْبِدْعَةَ وَلِذَلِكَ نَقِمَ عَلَيْهِ الْحُوثِيُّونَ , لأَنَّهُ بِفَضْلِ اللهِ ثُمَّ بِدَعْوَتِهِ عَرِفَ النَّاسُ الْحَقَّ فَاتَّبَعُوهُ وَعَرِفُوا البَاطِلَ فَاجْتَنَبُوهُ , وَقَدْ دَخَلَ كَثِيرٌ مِن الشِّيعَةِ فِي السُّنَّةِ , وَتَرَكُوُا مَا هُمْ عَلَيْهِ مِن البَاطِل !
وَبَعْدَ وَفَاةِ الشَّيْخِ الوَادِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ , تَوَلَّى الدَّارَ الشَيْخُ يَحْيَى بنُ عَلَيِّ الحُجُورِي بِوَصِيَّةِ الشَّيْخِ مُقْبِلٍ لَهُ , وَتَمَّ تَوْسِعَةُ الدَّارِ كَثِيرَاً حتَّى بَلَغَتْ ثَلاثَةَ أَمْثَالِ الْمَسْجِدِ القَدِيمِ , مِمَّا أَدَّى إِلَى تَزَايُدِ عَدَدِ الطَلَبَةِ فِيهَا , حَتَّى ذُكِرَ أَنَّ طُلَّابَ العِلْمِ مَعَ عَوَائِلِهِم يَبْلُغُونَ [3000 نَسَمَة] كُلُّهُم وَفَدُوا لِطَلَبِ الْعِلْمِ , وَبَلَغَ عَدَدُ طَالِبَاتِ الْعِلْمِ مِن نِسَاءِ هَذِهِ القَرْيَةِ الْمِئَاتِ !
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ : إِنَّ الْحُوثِيِّينَ الشِّيعَةَ اسْتَغَلُّوا الأَحْدَاثَ التِي مَرَّتْ بِهَا اليَمَنُ ولا تَزَالُ فَهَجَمُوا عَلَى هَذِهِ القَرْيَةِ الْمُسَالِمَةِ التِي تَقَعُ قَرِيبَاً مِنْهُم , بِدَعْوَى أَنَّ السَّلَفِيِّينَ قَتَلُوا أَحَدَ عَنَاصِرَهُم ! وَكَانَ الأَجْدَرُ بِهِم أَنْ يَتَّجِهُوا للْحُكُومَةِ لأَخْذِ حَقِّهِم لَوْ كَانَ ادِّعَاؤُهُم صَحِيحَاً !
لَكِنَّهُ حِقْدٌ دَفِينٌ وَعَدَاءٌ بَاطِنٌ للسُّنَّةِ وَأَهْلِهَا , ثُمَّ تَطَوَّرَ هَذَا الخِلافُ حتَّى صَارَ حَرَبَاً ضَرُوسَاً عَلَى أُنَاسٍ عُزَّلٍ لا يَمْلِكُونَ مِن السِّلاحِ مَا يُدَافِعُونَ بِهِ عَنْ أَنْفُسِهِم !
إِنَّ الحُوثِيِّينَ لَمْ يَرُقْ لَهُم مَا يَحْدُثُ مِن العِلْمِ الشَّرْعِيِّ السُّنِّيِّ فِي بِلادِ اليَمَنِ فَحَاصَرُوا دَمَّاج بِدِايَةً مِنْ يَوْمِ22 ذِي القَعْدَةِ 1432هـ حِصَارَاُ ظَالِمَاً , وَقَامُوا بِقَتْلِ كُلِّ مَنْ تَقَعُ أَعْيُنُهُمْ عَلَيْهِ مِن طَلَبَةِ العِلْمِ عَنْ طَرِيقِ القَنْصِ مِن الجِبَالِ ! وَكَانَ مِنْ بَيْنِ القَتْلَى الشَّيْخُ الكَبِيرُ والْمَرْأَةٌ وَالطِّفْلُ الصَغِيرُ !
شَنُّوا الْهُجُومَ العَنِيفَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ العُزَّلِ فِي دَمَّاج بِاسْتِخْدَامِ القَذَائِفَ الْمِدْفَعِيَّةِ وَالهَاون , وَاسْتَهْدَفُوا بِالأَسَاسِ دَارَ الحَدِيثِ , وَأَسْفَرَ ذَلِكَ عَنْ قَتْلِ عَدَدٍ مِن طَلَبَةِ العِلْمِ , وَمَاتَ أَكْثَرُهُمْ نَزْفَاً لِعَدَمِ تَوَافُرِ الإِمْكَانَاتِ الطَّبِّيَّةِ لإِسْعَافِهِم بِسَبَبِ هَذَا الحِصَارِ الْمُطْبِقِ !
أَيُّهَا الإِخْوَةُ : إِنَّ مَا لاقَاهُ وُيُلاقِيه أَهْلُ السُّنَّةِ فِي دَمَّاج بِاليَمْنِ مِن هَؤُلاءِ الرَّوَافِضِ أَشْنَعُ وَأَفْظَعُ بِكَثِيرٍ مِمَّا قَدْ نَصِفُهُ ! فَقَدْ حَاصَرُوهُمْ حِصَارَاً شَدِيدَاً وَمَنَعُوا القُوتَ الضَّرُورِيَّ مِن الدَقِيقِ وَسَائِرِ الْمَوادِّ الغِذَائِيَّةِ , بَلْ مَنَعُوا الأَدْوِيَةَ الضَّرُورِيَّةَ ، فَأَصْبَحَ الْمَرْضَى لا يَجِدُون لَهُم عِلاجَاً وَلا دَوَاءً , نَاهِيكَ عَنْ مَنْعِهِمُ الْحُجَّاجَ وَقَاصِدي بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ عَنْ أَدَاءِ فَرِيضَةِ الحَجِّ ! ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ﴾
وَمَنَعُوا الْخُطَبَاءَ مِن الذَّهَابِ إِلى الْمَسَاجِدِ لإِقَامَةِ الجُمَعِ ، وَمَنَعُوا النَّاسَ مِنْ زِيَارَةِ أَقَارِبِهم وَمَرْضَاهُم ، وَمِن صِلَةِ أَرْحَامِهِم ؟
بَلْ إِنَّهُم طَبَّقُوا أَشَدَّ أَنْوَاعِ القَتْلِ الْمَعْرُوفَةِ فِي حَيَاةِ الإِنْسَانِيَّةِ وَهُوَ القَتْلُ بِمَنْعِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ عَن الأَطْفَالِ وَالضُّعَفَاءِ ! وَقَدْ حَرَّمَتِ الشَّرِيعَةُ الإِسْلامِيَّةُ حَبْسَ الحَيَوَانَاتِ عَنْ الطَّعَامِ حتَّى الْمَوتِ ، وَجَعَلَتْ ذَلِكَ مِنْ مُوجِبَاتِ النَّارِ ، فَكَيْفَ بِالإِنْسَانِ ؟؟؟
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (عُذِّبَتْ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ سَجَنَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ لَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا إِذْ حَبَسَتْهَا وَلَا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْه
إِنَّ هَدَفَ الْحُوثِيِّينَ الْحَقِيقِيِّ هُوَ الْمَرْكَزُ الْعِلْمِيُّ - دَارُ الحَدِيثِ - هَذَا الرَّافِدُ العِلْمِيُّ الكَبِيرُ الذِي أَثَارَ حَفِيظَتَهُم لِمَا لَمَسُوهُ مِنْ هَدْمٍ للْعَقِيدَة الفَاسِدَةِ التِي هُمْ عَلَيْهَا مِنْ سَبٍّ للصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم , والغُلُوِّ فِي آلِ البَيْتِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم , وَمِن القَوْلِ بِتَحْرِيفِ القُرْآنِ , وَاتِّهَامٍ لأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ الصِّدِّيقَةِ بِنْتِ الصِّدِّيقِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا !
لَقَدْ أَقَضَّ مَضَاجِعَهُم مَا يَقُومُ بِهِ العُلَمَاءُ مِن تَدْرِيسٍ لِكُتُبِ التَّوْحِيدِ وَالعَقِيدَةِ التِي أَلَّفَهَا عُلَمَاءُ الإِسْلامِ كَالشَّيْخِ الْمُجَدِّدِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِالوَهَّابِ وَالصَّنْعَانِي وَالشَّوْكَانِي رَحِمَهُمُ اللهُ وَغَيْرِهِم مِنْ عُلَمَاءِ الإِسْلامِ الْمَعْرُوفِين !
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: إِنَّ الفِرْقَةَ الْحُوثِيَّةَ الفَارِسِيَّةَ تَعِيثُ فَسَادَاً فِي أَرْضِ الإِيمَانِ فِي بِلادِ اليَمَنِ , إِنَّ هَذِهِ الطَائِفَةَ الغَادِرَةَ , حَارَبَتْ الْجَيْشَ اليَمَنِيَّ ثُمَّ حَارَبَتْ الجَيْشَ السُّعُودِيَّ فِي العَام ِالْمَاضِي وَكَانَتْ تَرْفَعُ شِعَارَ : اللهُ وَالقُدْسُ وَيَقُولُونَ : َتسْقُطُ أَمْرِيكَا وَإسْرَائِيلُ !
فَيَا تَرَى مَا هِيَ أَمْرِيكَا وَإسْرَائِيلُ التِي يَعْنُونَ ؟ هَلْ كَانَ الشَّيْخُ مُقْبِلٌ الوَادِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ أَمْرِيكِيَّاً مَثَلاً ؟ أَوْ هَلْ كَانَ طُلَّابُهُ مِنْ نَسْلِ يَهُودٍ ؟ هَلْ هَذِهِ إسْرَائِيل التِي يُرِيدُونَ القَضَاءَ عَلَيْهَا ؟إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَاب!
إِنَّهُ حِقْدٌ دَفِينٌ لا تَكَادٌ تَرَى لَهُ شَبِيهَاً إِلَّا فِي الحَمَلاتِ الصَّلِيبِيَّةِ !
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: إِنَّهُ قَدْ حَصَلَ مُؤَخَّرَاً صُلْحٌ هَشٌ وَهُدْنَةٌ ضَعِيفَةٌ بَعْدَ تَدَخُّلِ بَعْضِ أَهْلِ الوَجَاهَةِ مِن أَهْلِ اليَمَنِ وَتَوَسَّطُوا بَيْنَ الطَّرَفَينِ !
وَلَكِنَّ نَقْضَ الرَّافِضَةِ للْعُهُودِ سِمَةٌ وَعَلامَةٌ , لأَنَّهُ قَدْ حَصَلَ قَبْل هَذَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ وَنَقَضُوهُ وَلَمْ يَلْتَزِمُوا بِمَا اتَّفَقُوا عَلَيْهِ , وَلَيْسَ غَرِيبَاً عَلَيْهِم لأَنَّ فِيهِمْ شَبَهَاً بِاليَهُودِ فِي كَثِيرٍ مِن أَحْوَالِهِم !
أَيَّهُا الغَيُورُونَ : أَدْرِكُوا إِخْواَنَكُمْ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي دَمَّاج قَبْلَ أَنْ تَقَعَ الْمَذْبَحَةُ وَنَحْنُ فِي غَفْلَةٍ !!! نَاصِرُوهُمُ أَيُّهَا المسْلِمُونَ كُلٌّ بِحَسَبِهِ وَقُدْرَتِه , بِالطُرُقِ الصَّحِيحَةِ والوَسَائِلِ الْمُتَاحَة ! أَعْطُوهُم مَا تَسْتَطِيعُونَهُ مِن الغِذَاءِ أَو الدَّوَاءِ , وَلا تَنْسُوهُم مِن الدُّعَاءِ !
عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) رَوَاهُ مُسْلِم
أَقُولُ هَذَا القَوْلُ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم

الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ الذِي أَعَزَّنَا بِالإِسْلامِ ، وَأَكْرَمَنَا بِالإِيمَانِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، صَدَقَ أَوْلَيَاءَهُ الوَعَدَ بِالنَّصْرِ عَلَى أَعْدَائِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهِ , وَخَاتَمُ رُسُلِهِ وَأَنْبِيَائِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً .
أَمَّا بَعْدُ : فَيَا عِبَادَ اللهِ، اتَّقُوا اللهَ فَإِنَّ تَقْوَاهُ أَفْضَلُ زَادٍ ، وَأَحْسَنُ عَاقِبَةٍ فِي مَعَادٍ .
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: إِنَّ تِلْكَ الأَحْدَاثَ وَالصُّوَرَ مَا هِيَ إِلَّا صَرْخَاتُ إِيقَاظٍ وَاعْتِبَارٍ ، لِيَعْرِفَ الْمُسْلِمُونَ وَاقِعَهُمْ ، وَيَسْفِيدُوا مِنْ مَآسِيهِم الدُّرُوسَ وَالعِبَر ، وَيَقِفُوا عَلَى أَسْبَابِ النَّصْرِ وَالظَّفَر ، بَعِيدَاً عَنْ رُدُودِ الفِعْلِ الوَقْتِيَّةِ التَّائِهَة ، وَالهِتَافَاتِ الضَّعِيفَةِ الضَّائِعَة ، وَيُصْلِحُوا الْمَسَارَ ، وَيَتَجَنَّبُوا أَسْبَابَ الذُّلِّ وَالخَسَار !
إِنَّ تَارِيخَ الْمُسْلِمينَ لَمْ يَسْلَمْ مِن الْمُؤَامَرَاتِ وَالفِتَنِ التِي تَنَوَعَتْ وَحَاوَلَتْ تَقْوِيضَ دَوْلَتِهِ مُنْذُ زَمَنِ الخَلِيفَةِ الرَّاشِدِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَحَتَّى سُقُوطِ الخِلافَةِ العَبَّاسِيِّةِ عَلَى يَدِ التَّتَارِ بِتَمْكِينٍ مِن خَوَنَةِ الرَّافِضَةِ فَهَلْ يُعِيدُ التَّارِيخُ نَفَسَهُ ؟؟؟
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: إِنَّ الوَاجِبَ عَلَينا أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ هَؤُلاءِ الحُوثِيِّينَ وَمِنْ وَرَائِهِمُ الدَّوْلَةُ الصَّفَوَيَّةُ الإِيرَانِيَةَ , وَمِنْ خَلْفِهِمُ اليَهُودُ الْمَاسُونِي وَالغَرْبَ الصَّلِيبِي خَطْرٌ دَاهِمْ وَشَرٌّ قَادِم !
إِنَّ تَدْمِيرَ دَمَّاجٍ – لَا قَدَّرَ اللهُ – مَاهِيَ إِلَّا خَطْوَةٌ أُولَى وَجُزْءٌ مِنَ الخِطَةِ الخَمْسِينِيَّةِ لآيَاتِ الشَّيْطَانِ لِزَرْعِ وَرَمٍ جَدِيدٍ مُشَابِهٍ لِلْوَرَمِ الَّذِي فِي جَنُوبِ لُبْنَانَ , لِيَكُونَ وَكْراً لِنَشْرِ الفَسَادِ وَزَعْزَعَةِ الأَمْنِ وَتَخْرِيبِ البِلادِ !
إِنَّ هَدَفَهَمُ الحَقِيقِيَّ -فِي الوَاقِعِ- هُوَ بِلادُ الحَرَمَيْنِ وَمَا فِيهَا مِنْ خَيْرَاتٍ دِينِيَّةٍ وَدُنْيَوِيَّة !
إِنَّ دَوْلَتَنَا قَامَتْ عَلَى الإِسْلَامِ الصَّحِيحِ , وَتُدَافِعُ عَنِ العَقِيدَةِ السَّلِيمَة , وَهَذَا لا يَرُوقُ لأَعْدَاءِ اللهِ مِنَ الصَّفَوِيِيِنَ الْمَجُوسِ ولا الكُفَّار , وَلِذَلِكَ يَقِفُونَ صَفَّاً وَحِداً لِتَدْمِيرِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنَ الدِّينِ الصَّحِيح ! وَاسْتِلابِ الْمَكَانَةِ التِي تَحْضَى بِهَا بِلادُنَا في قُلوبِ العِبادِ بِوُجُودِ الحَرمَيْن الشَّرِيفَينِ , ولِلْقُوةِ الوَاضِحَةِ فِي قَضَايَا المسْلِمِينَ ! فَالممْلَكَةُ ولِلَّهِ الحَمْدُ كَانَتْ وَلا تَزَالُ هِيَ الرَّاعيَ لِقَاضَايَا أَهْلِ الإِسْلام !
ثُمَّ إِنَّ بِلادَنَا تَمْلِكُ اقْتِصَاداً قَوِيِّاً وَخَيْرَاتٍ كَثِيرَةً , فَهِيَ مَنْ أَكْبرِ الدُّوَلِ المنْتِجَةِ لِلْبِتْرُولِ الذِي يُعْتَبَرُ أَكْبَرُ وَسَائِلِ الطَّاقَةِ العَالَمِيَّةِ فِي الوَقتِ الحَاضِرِ ! فَهُمْ يُرِيدُونَ سَلْبَ خَيْرَاتِنَا وَانْتِهَابِ ثَرَوَاتِنَا !
فَالوَاجِبُ عَلَيْنَا إِذَنْ حُكُومَةً وَشَعْباً أَنَّ نَعْرِفَ مَا يُكَادُ لَنَا , وَأَنَّ نَدَعَ حَيَاةِ التَّرَفِ وَالنَّعِيم وَاللَّعِبِ واللَّهْو , فَهَذَا عَالَمٌ لا مَكَانَ فِيهِ لِلْضُّعَفَاءِ وِلَا مَنْزِلَةَ فِيهِ لِلأغْبِيَاء !
ثُمَّ يَجِبُ عَلَيْنَا العِنَايةُ بِمَنْ يُجاوِرُنَا مِمَّنْ يَنْتَسِبُ للمَذْهَبِ الشِّيعِي , فَنَدْعُوهُمْ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَالمجَادِلَةِ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن , وَنُوَضِّحُ لَهُمُ الحَقَّ والصَّوَابَ بِالطُّرُقَ الشَّرْعِيَّةِ السَّلِيمَة , بَعِيداً عَنِ التَشَنُّجِ والعِدَاءِ , وَنَخْتَارُ مِنَ الأَلْفَاظِ مَا يَحْصُلُ بِهِ المقْصُودُ , فَلَيْسَ مِنْ صَالِحنَا وَلا صَالِحِهِمُ الاسْتِعْدَاءِ والخِصَامِ , وِالْمُهَاتَرَاتِ أَوِ الصِّدَام ! وَكَمْ مِنْ أَتْبَاعِ هَذَا المذْهَبِ دَخَلُوا فِي السُّنَّةِ بَعْدَمَا عَرَفُوا الحَقَّ ولِلَّهِ الحَمْدُ وَالْمِنَّة !
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى خَيْرِ الوَرَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَمَنْ بِهُدَاه اهْتَدَى ! وَأَكْثِرُوا مِن الدُّعَاءِ لإِخْوَانِكْم الْمُسْتَضْعَفِين
أَسْأَلُ اللهَ بِحُبِّهِ للتَّوْحِيدِ وَأَنْصَارِهِ أَنْ يَنْصُرَ إِخْوَانِنَا الْمُوُحِّدِين عَلَى هَؤُلاءِ الضَّالِين . أَسْأَلُ اللهَ بُحُبِّهِ لأَوْلِيائِهِ مِن الصَّحَابَةِ وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنينَ أَنْ يَنْصُرَ إِخْوَانَنَا أَهْلَ السُّنَّةِ عَلَى مُكَفِّرَةِ وَسَبَّابَةِ الصَّحَابَةِ وَأُمَّهَات الْمُؤْمِنينَ , اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ سَرِيعَ الحِسَابِ اهْزِم الأَحْزَابِ اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُم. اللَّهُمَّ ادْفَع الفِتَنْ عَنْ سَائِرِ بِلادِ الْمُسْلِمِينَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّة إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ , اللَّهُمَّ انْصُرْ دِينَكَ وَكِتَابَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ وَعِبَادَكَ الصَّالِحِينَ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَانْصُرْ الْمُسْلِمِين، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَالكَفَرَةِ الْمُلْحِدِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّين. وَانْصُرْ أَهْلَ السُّنَّةِ فِي كِلِّ مَكَانٍ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُمْ يَا رَبَّ العَالَمِين
المرفقات

دماج جرح ...doc

دماج جرح ...doc

المشاهدات 2384 | التعليقات 2

جزاكما الله خير الجزاء


فهد موفي الودعاني;9516 wrote:
فَالوَاجِبُ عَلَيْنَا إِذَنْ حُكُومَةً وَشَعْباً أَنَّ نَعْرِفَ مَا يُكَادُ لَنَا , وَأَنَّ نَدَعَ حَيَاةِ التَّرَفِ وَالنَّعِيم وَاللَّعِبِ واللَّهْو , فَهَذَا عَالَمٌ لا مَكَانَ فِيهِ لِلْضُّعَفَاءِ وِلَا مَنْزِلَةَ فِيهِ لِلأغْبِيَاء !

هذا هو الواجب حقًّا ، ولكن مَن يملك إيصاله للجميع ، ويقنع بعضهم أن ما هم فيه من تجاهل للناصحين ما هو إلا تلذذ بما هم عليه من تخدير موضعي ، لا بد أن يذهب مفعوله يومًا ما ، ثم يعود للجرح نبضه ، ولا يحس أحد غير صاحبه بألمه .
نسأل الله أن يهيئ لأمتنا من أمرها رشدًا ، وأن يؤلف القلوب على طاعته ، ويقيم عَلَمَ الجهاد عاليًا ، فما ذلت أمةٌ إلا بتركه ، ولا بلغت ذروة سنام المجد إلا برفع راياته .