دروس وعبر من قصة الأعمى والأبرص والأقرع
طلال شنيف الصبحي
1438/04/22 - 2017/01/20 01:06AM
دروس وعبر من حديث الأعمى والأبرص والأقرع 22 / 4 / 1438ه
الحمد لله حمد الشاكرين،ونشكره شكر الحامدين،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،شهادة من يرجو رضاه في الدارين،وأشهد أن نبينا محمداً عبدالله ورسوله،وصفيه وخليله،أشرف الذاكرين،وأصدق الشاكرين،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين،وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين،أما بعد:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)
عباد الله:لقد كان النبي يربي أصحابَه -وأمتَه عموماً- بألوان من التربية، وصورٍ من التزكية؛ تحقيقاً للمهمة التي بعثها اللهُ لأجلها.ومِن تلكم الأساليب التي كان يربي بها أمتَه: القصص، التي لم تكن لمجرد التسلية، بل كانت للعبرةِ والعظة، ومن ذلكم تلكم القصةُ العجيبة، التي رواها البخاري ومسلم في الصحيحين، فعن أبي هريرة ـ ـ أن النبي قال: "إن ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم؛ فبعث إليهم ملَكًا:فأتى الأبرصَ، فقال: أيُّ شيء أحب إليك؟ قال: لونٌ حسنٌ، وجلدٌ حسنٌ، ويذهبُ عني الذي قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه قذَرُه، وأُعطيَ لوناً حسناً وجلداً حسناً.قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل، قال: فأُعطي ناقة عشراء، فقال: بارك الله لك فيها.فأتى الأقرعَ، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شَعرٌ حسنٌ ويذهبُ عني هذا الذي قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه، وأُعطي شَعراً حسناً.قال: فأيّ المالِ أحبُّ إليك؟ قال: البقر، فأُعطي بقرة حاملاً، فقال: بارك الله لك فيها.فأتى الأعمى، فقال: أيّ شيء أحب إليك؟ قال: أن يَرُد اللهُ إلي بصري، فأبصر به الناس، قال: فمسحه فرد اللهُ إليه بصره.قال: فأيّ المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأُعطي شاة والداً، فأُنْتِجَ هذان وولدَ هذا، قال: فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم.قال: ثم إنه أتى الأبرصَ في صورته وهيئته، فقال: رجلٌ مسكين، قد انقطعت بي الحبالُ في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمالَ، بعيراً أتبلّغ عليه في سفري، فقال: الحقوق كثيرة! فقال له: كأني أعرفك! ألم تكن أبرص يقذرك الناس؟ فقيراً، فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثتُ هذا المال كابراً عن كابر، فقال: إن كنتَ كاذباً؛ فصيرك اللهُ إلى ما كنتَ!قال: وأتى الأقرعَ في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، وردّ عليه مثل ما رد على هذا، فقال: إن كنتَ كاذباً فصيرك اللهُ إلى ما كنت.قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجلٌ مسكينٌ وابنُ سبيل، انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله، ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنتُ أعمى فرد اللهُ إلي بصري، فخذ ما شئتَ، ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم شيئاً أخذته لله، فقال: أمسك مالَك، فإنما ابتُليتم، فقد رضي عنك، وسَخِط على صاحبيك"
عباد الله:هذه هي القصة،فما هي الدروس والعبر التي يمكن الإشارة إليها في هذا المقام؟من تلك الدروس والعبر: أن الله سبحانه يبتلي العبدَ بما شاء؛لينظر أيصبر أم يضجر؟أيشكر أم يكفر؟لا يُسأل عما يفعل سبحانه وبحمده وهم يُسألون. ومنها: أن هذه العاهات الثلاث (العمى والبرص والقرع) من جملة الابتلاء الذي يَبتلي اللهُ بها من يشاء، فمن صبر وشكر فقد فاز بالأجر وظفر، ومن كفر وضجر فقد باء بالإثم وخسر، ولم يغيّر مِن قدر الله شيئاً.
ومنها: أن الله تعالى يجري على أيدي الملائكة ومن شاء من البشر ما يشاء من الآيات، فهذا الملَكُ، مسح الأبرص فعاد جلده حسناً، والأقرعَ فنبت شعره، والأعمى فأبصر. ومنها: أن الفسحة في النِّعَم على بعض الناس -إن لم نقل أكثرهم- ليست خيراً لهم، فلقد قال الله: ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ فالأبرص والأقرع جاء إليهما الملكُ بصورةٍ تُذكّرهما بما كانا عليه، إلا أنهما ـ عياذاً بالله ـ تنكّرا لذلك، وبَخلا بما أعطاهما اللهُ من المالِ الوافر، وقال كلٌّ منهما: "الحقوقُ كثيرة"!
وما أشبه الليلة بالبارحة!فمِن الناسِ مَن ذاق مرارةَ الفقر،وشظفَ العيش،فلما أغناه الله،وطلبَ منه بعضُ المحتاجين المساعدة، قال ذات الجملة بلسان الحال أو المقال: "الحقوق كثيرة"، مع أنه قادرٌ على إغاثة الملهوف، وسدّ الجوَعة، وتفريج الكربة..!وأقبح من هذا الصنف من قال:"إنما ورثتُ هذا المال كابراً عن كابر"
ومنها: الفرقُ بين منطق الشاكرين ومنطق الكافرين بالنِّعم، فإن الملَك أتى الأعمى وذكّره بنعمةِ الله عليه: "فقال:كنتُ أعمى فرد اللهُ إليّ بصري،فخُذْ ما شئتَ ودعْ ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذتَه لله عز وجل"، أي: لا أشق عليك في رد شئ تأخذه أو تطلبه من مالي، فقال له الملك:"أمسِك مالك، فإنما أبتُليتم،فقد رضي اللهُ عنك وسخط على صاحبيك". قد يُنعم اللهُ بالبلوى وإنْ عظمتْ *** ويبتلي اللهُ بعضَ القوم بالنعمِ.
ومِن عِبَر هذه القصة:أن شكرَ نِعمة الله على العبد من أسباب بقائها وزيادتها، كما قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ بارك الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
عباد الله: ومن الدروس والعبر في قصة الثلاثة الأعمى والأبرص والأقرع الذين ابتلاهم الله عز وجل. تفاوُت بني آدم في شكر نعمة الله ونفع عباد الله، فإن الأبرص والأقرع وقد أعطاهم الله المال الأهم والأكبر وهي الإبل والبقر،ولكن جَحَدا نعمةَ الله،فقالا: إنما ورثنا هذا المال كابراً عن كابر، وهم كَذَبةٌ في ذلك، فإنهم كانوا فقراء، فأعطاهم اللهُ المالَ، لكنهم ـ عياذاً بالله ـ جحدوا نعمةَ الله وقالوا: هذا ورثناه مِن آبائنا وأجدادنا. أما الأعمى فإنه شَكَر نعمةَ الله واعترف لله بالفضل،ولذاك وُفّقَ وهداه الله،وقال للملك:"خذ ما شئتَ ودع ما شئتَ"..
ومنها: قدرةُ الله سبحانه وتعالى في تصوير الملائكة على هيئة البشر، بل قد يتكيّفون بصورة الشخص المعيَّن، كما جاء إلى الأبرص والأقرع والأعمى في المرة الثانية بصورته وهيئته.
ومنها: أن مِن بركة الشكر نيلَ رضى الله عز وجل، ومِن شؤم كفرِ النعمة أنها تُورثُ سخط الله جل وعلا، فكفى بهذا ثمرةً للشكر، وعقوبة للكفر.
هذه ـ يا عباد الله بعضُ عِبَر هذه القصة، وما فيها أكثر من ذلك، والموفّق مَن ترجم هذه القصة واقعاً في حياته؛ فسلك سبيل الشاكرين، وتجنب طريق الكافرين للنعم، والجاحدين لها.فاتقوا الله عباد الله، وقيّدوا هذه النعم بشكر المنعِم بها، وإياكم أن تصرفوها في غير ذلك اللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين، وأعذنا من حال مَن بدّل نعمتك كفراً، وأحلّ قومَه دارَ البوار.
الحمد لله حمد الشاكرين،ونشكره شكر الحامدين،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،شهادة من يرجو رضاه في الدارين،وأشهد أن نبينا محمداً عبدالله ورسوله،وصفيه وخليله،أشرف الذاكرين،وأصدق الشاكرين،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين،وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين،أما بعد:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)
عباد الله:لقد كان النبي يربي أصحابَه -وأمتَه عموماً- بألوان من التربية، وصورٍ من التزكية؛ تحقيقاً للمهمة التي بعثها اللهُ لأجلها.ومِن تلكم الأساليب التي كان يربي بها أمتَه: القصص، التي لم تكن لمجرد التسلية، بل كانت للعبرةِ والعظة، ومن ذلكم تلكم القصةُ العجيبة، التي رواها البخاري ومسلم في الصحيحين، فعن أبي هريرة ـ ـ أن النبي قال: "إن ثلاثة في بني إسرائيل: أبرص، وأقرع، وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم؛ فبعث إليهم ملَكًا:فأتى الأبرصَ، فقال: أيُّ شيء أحب إليك؟ قال: لونٌ حسنٌ، وجلدٌ حسنٌ، ويذهبُ عني الذي قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه قذَرُه، وأُعطيَ لوناً حسناً وجلداً حسناً.قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل، قال: فأُعطي ناقة عشراء، فقال: بارك الله لك فيها.فأتى الأقرعَ، فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شَعرٌ حسنٌ ويذهبُ عني هذا الذي قد قذرني الناس، قال: فمسحه فذهب عنه، وأُعطي شَعراً حسناً.قال: فأيّ المالِ أحبُّ إليك؟ قال: البقر، فأُعطي بقرة حاملاً، فقال: بارك الله لك فيها.فأتى الأعمى، فقال: أيّ شيء أحب إليك؟ قال: أن يَرُد اللهُ إلي بصري، فأبصر به الناس، قال: فمسحه فرد اللهُ إليه بصره.قال: فأيّ المال أحب إليك؟ قال: الغنم، فأُعطي شاة والداً، فأُنْتِجَ هذان وولدَ هذا، قال: فكان لهذا وادٍ من الإبل، ولهذا وادٍ من البقر، ولهذا وادٍ من الغنم.قال: ثم إنه أتى الأبرصَ في صورته وهيئته، فقال: رجلٌ مسكين، قد انقطعت بي الحبالُ في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمالَ، بعيراً أتبلّغ عليه في سفري، فقال: الحقوق كثيرة! فقال له: كأني أعرفك! ألم تكن أبرص يقذرك الناس؟ فقيراً، فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثتُ هذا المال كابراً عن كابر، فقال: إن كنتَ كاذباً؛ فصيرك اللهُ إلى ما كنتَ!قال: وأتى الأقرعَ في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا، وردّ عليه مثل ما رد على هذا، فقال: إن كنتَ كاذباً فصيرك اللهُ إلى ما كنت.قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجلٌ مسكينٌ وابنُ سبيل، انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله، ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنتُ أعمى فرد اللهُ إلي بصري، فخذ ما شئتَ، ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم شيئاً أخذته لله، فقال: أمسك مالَك، فإنما ابتُليتم، فقد رضي عنك، وسَخِط على صاحبيك"
عباد الله:هذه هي القصة،فما هي الدروس والعبر التي يمكن الإشارة إليها في هذا المقام؟من تلك الدروس والعبر: أن الله سبحانه يبتلي العبدَ بما شاء؛لينظر أيصبر أم يضجر؟أيشكر أم يكفر؟لا يُسأل عما يفعل سبحانه وبحمده وهم يُسألون. ومنها: أن هذه العاهات الثلاث (العمى والبرص والقرع) من جملة الابتلاء الذي يَبتلي اللهُ بها من يشاء، فمن صبر وشكر فقد فاز بالأجر وظفر، ومن كفر وضجر فقد باء بالإثم وخسر، ولم يغيّر مِن قدر الله شيئاً.
ومنها: أن الله تعالى يجري على أيدي الملائكة ومن شاء من البشر ما يشاء من الآيات، فهذا الملَكُ، مسح الأبرص فعاد جلده حسناً، والأقرعَ فنبت شعره، والأعمى فأبصر. ومنها: أن الفسحة في النِّعَم على بعض الناس -إن لم نقل أكثرهم- ليست خيراً لهم، فلقد قال الله: ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ فالأبرص والأقرع جاء إليهما الملكُ بصورةٍ تُذكّرهما بما كانا عليه، إلا أنهما ـ عياذاً بالله ـ تنكّرا لذلك، وبَخلا بما أعطاهما اللهُ من المالِ الوافر، وقال كلٌّ منهما: "الحقوقُ كثيرة"!
وما أشبه الليلة بالبارحة!فمِن الناسِ مَن ذاق مرارةَ الفقر،وشظفَ العيش،فلما أغناه الله،وطلبَ منه بعضُ المحتاجين المساعدة، قال ذات الجملة بلسان الحال أو المقال: "الحقوق كثيرة"، مع أنه قادرٌ على إغاثة الملهوف، وسدّ الجوَعة، وتفريج الكربة..!وأقبح من هذا الصنف من قال:"إنما ورثتُ هذا المال كابراً عن كابر"
ومنها: الفرقُ بين منطق الشاكرين ومنطق الكافرين بالنِّعم، فإن الملَك أتى الأعمى وذكّره بنعمةِ الله عليه: "فقال:كنتُ أعمى فرد اللهُ إليّ بصري،فخُذْ ما شئتَ ودعْ ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذتَه لله عز وجل"، أي: لا أشق عليك في رد شئ تأخذه أو تطلبه من مالي، فقال له الملك:"أمسِك مالك، فإنما أبتُليتم،فقد رضي اللهُ عنك وسخط على صاحبيك". قد يُنعم اللهُ بالبلوى وإنْ عظمتْ *** ويبتلي اللهُ بعضَ القوم بالنعمِ.
ومِن عِبَر هذه القصة:أن شكرَ نِعمة الله على العبد من أسباب بقائها وزيادتها، كما قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ بارك الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
عباد الله: ومن الدروس والعبر في قصة الثلاثة الأعمى والأبرص والأقرع الذين ابتلاهم الله عز وجل. تفاوُت بني آدم في شكر نعمة الله ونفع عباد الله، فإن الأبرص والأقرع وقد أعطاهم الله المال الأهم والأكبر وهي الإبل والبقر،ولكن جَحَدا نعمةَ الله،فقالا: إنما ورثنا هذا المال كابراً عن كابر، وهم كَذَبةٌ في ذلك، فإنهم كانوا فقراء، فأعطاهم اللهُ المالَ، لكنهم ـ عياذاً بالله ـ جحدوا نعمةَ الله وقالوا: هذا ورثناه مِن آبائنا وأجدادنا. أما الأعمى فإنه شَكَر نعمةَ الله واعترف لله بالفضل،ولذاك وُفّقَ وهداه الله،وقال للملك:"خذ ما شئتَ ودع ما شئتَ"..
ومنها: قدرةُ الله سبحانه وتعالى في تصوير الملائكة على هيئة البشر، بل قد يتكيّفون بصورة الشخص المعيَّن، كما جاء إلى الأبرص والأقرع والأعمى في المرة الثانية بصورته وهيئته.
ومنها: أن مِن بركة الشكر نيلَ رضى الله عز وجل، ومِن شؤم كفرِ النعمة أنها تُورثُ سخط الله جل وعلا، فكفى بهذا ثمرةً للشكر، وعقوبة للكفر.
هذه ـ يا عباد الله بعضُ عِبَر هذه القصة، وما فيها أكثر من ذلك، والموفّق مَن ترجم هذه القصة واقعاً في حياته؛ فسلك سبيل الشاكرين، وتجنب طريق الكافرين للنعم، والجاحدين لها.فاتقوا الله عباد الله، وقيّدوا هذه النعم بشكر المنعِم بها، وإياكم أن تصرفوها في غير ذلك اللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين، وأعذنا من حال مَن بدّل نعمتك كفراً، وأحلّ قومَه دارَ البوار.
المرفقات
دروس وعبر من حديث الأعمى والأبرص والأقرع.docx
دروس وعبر من حديث الأعمى والأبرص والأقرع.docx