دروس من قصة موسى عليه الصلاة والسلام

منديل الفقيه
1435/01/01 - 2013/11/04 18:50PM
دروس من قصة موسى عليه الصلاة والسلام
نحن أحق بموسى منكم
الخطبة الأولى
الحمد لله معز المؤمنين وناصر أولياءه المتقين ومذل الطغاة والمستكبرين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال في كتابه المبين{ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }وأشهد أن محمدا عبده ورسوله جاهد في سبيل ربه حتى أتاه اليقين اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أمَّا بعد : فاتقوا الله أيها المسلمون{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} .
أيها المسلمون تكثر القصص في القرآن الكريم وفي كل قصة عظة وعبره وما يعقلها إلا العالمون وتحكي قصص القرآن الكريم صورا صور من الصراع القديم بين الحق المؤيد من السماء والباطل الذي يلوذ الملأ والكبراء خداعاً وعناداً واستكبارا وحفاظاً على الذوات ليس إلا كما تكشف قصص القرآن عن مواقف المؤمنين وحقيقة آثار الإيمان ومواقف الظالمين ونهاية الفجار ولئن كانت القصص تشغل مساحة عريضة في القرآن فإن قصة موسى عليه الصلاة والسلام مع فرعون تتميز بكثرة عرضها وتنوع مشاهدها وهي من أطول قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في القرآن فما الحكمة من كثرة ذكرها ؟ قال المفسرون فن فرعون قد حَذِر من موسى كل الحذر فسخره القدر أن يربي هذا الذي حذر منه على فراشه ومائدته بمنزلة الولد ثم يترعرع في بيته وقدر الله أمره أن يخرج من بين أظهرهم ويرزقه الله النبوة والرسالة والتكليم ويبعثه الله إليه ليدعوه إلى الله تعالى فجاءه برسالة الله مع وزيره هارون عليه الصلاة السلام فتمرد فرعون واستكبر وأخذته الحمية ونفسه الخبيثة الأبية فتولى بركنه وادعى ما ليس له وتجرأ على الله وعتا وبغى وأهان حزب الإيمان وحفظ الله رسوله موسى وأخاه هارون وحاطهما بعنايته وحرسهما بعينه التي لا تنام وقال لهما { لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى }ولم تزل المحاجة والمجادلة والآيات تقوم على يد موسى بما يبهر العقول والألباب مما لا يقوم له شيء ولا يأتي به إلَّا مؤيد من قبل الله { وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } ولكن أصر فرعون على التكذيب بذلك كله حتى أحل الله به بأسه الذي لا يرد وأغرقه وملأه في صبيحة واحدة { فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
أجل أيها المسلمون في قصة فرعون وموسى عظة وعبرة فلقد تعمد فرعون قتل أبناء بني إسرائيل لأنه بلغ أن غلاما سيولد منهم ويكون هلاك ملك مصر على يديه فأنزعج بذلك فأمر بقتل كل مولد يولد من بني إسرائيل حذراً من وجود هذا الغلام ولكن كما قيل لا ينجي حذر من قدر فمع حرص فرعون وطغيانه وجبروته فلقد قدَّر الله أن يولد موسى عليه الصلاة والسلام في السنة التي يقتل فيها كل مولد من بني إسرائيل وينجو من بأس فرعون فلقد حزنت أمه حين حملت به خوفاً عليه وحزنت حين وضعته فاستمر الخوف يلاحقها حتى أوحى الله إليها أن ترضعه وإذا خافت عليه فلتضعه في صندوق ثم لتلقي به في البحر وسيحفظه الله {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ }
الله أكبر يا مسلمون إنه الإيمان حين نفذت ما أمرت به كيف تلقي بولدها في البحر وهو طفل رضيع لولا إيمانها بالله وصدق توكلها عليه ولكم أن تتعجبوا من قدر الله وقدرته وأمواج البحر تقذف بصندوق الرضيع ( موسى عليه السلام ) ذات اليمين وذات الشمال حتى أوصلته إلى بيت فرعون وكأن الله تعالى أراد أن يظهر عجز فرعون وضعفه أمام قوة الله الجبار وقدرته فلئن كان فرعون يقتل الغلمان من أجل هذا الغلام فها هو الغلام يولد ويسلم من القتل رغم المتابعة الدقيقة ويصل إلى بيت فرعون دون عناء أو بحث فهل يستطيع الملك الطاغية أن يقتل غلاماً مازال في المهد ؟ كلا وعناية الله تحيط بالغلام وعنايته تتولاه فيأتي قول زوجه { وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} ويرضى فرعون ويقبل بموسى أن يتربى في بيته بل ويحضر أمه لترضع ولدها على نفقة فرعون ويتحقق وعد الله { فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} وتمر الأيام وينبأ موسى ويرسل إلى فرعون وملأه فيدعوهم إلى الله فيبين لهم الحق بأسلوب لين وخطاب بيِّن ويصر أولئك على الكفر والمعاندة لقد يبن موسى وهارون نبوتهما بالبراهين القاطعة والمعجزات الظاهرة واستمر الحوار صريحاً جاداً تؤكد فيه الربوية الحقة لله رب العالمين وتُسلَخُ من فرعون الدعي وتُنسَفُ الدعوة الكاذبة رغم المكابرة والاستهزاء والتهديد { قالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} وحين شعر فرعون بأنَّ موسى غلبه بالحجة والبيان لجأ إلى القوة والسلطان وهدد بسجن موسى إن عبد الله وحده ورفض ما عليه الناس من عبادة فرعون { قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} .
أيها المسلون ويؤيد الله موسى بإيمان بعض البطانة من ملأ فرعون ويستمر موسى في دعوته وفرعون في كبره وعناده ويلحق الأذى بكل من آمن بموسى ويطارد بني إسرائيل وينكل بهم حتى فر موسى ومن معه من المؤمنين بأمر الله بدينهم من وجه الطاغية وأصر فرعون وجنده على اللحاق بهم بل وأرسل في المدائن حاشرين وقال عن المؤمنين{إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ *وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ}وبلغ الكرب بالمؤمنين منتهاه حين أدركهم فرعون والبحر أمامهم وهم لا يدرون ماذا في غيب الله وعلمه لهم { فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} .
أيها المسلمون وبين البدء والنهاية في هذه الملحمة العظيم التي وقعت في اليوم العاشر من هذا الشهر شهر الله المحرم عدد من الدروس والعبر المهمة ومنها :
أولاً :أنَّ الإيمان بالله والثقة بوعده تفعل الأعاجيب فأم موسى رغم خوفها على ولدها ترمي بولدها في البحر ومقتضى الخوف أن لا ترميه ولكنَّه الإيمان يصنع الأعاجيب وامرأة فرعون التي آمنت تترك الملك والرياسة وتتحدى فرعون بجبروته لتبقى مؤمنة طالبة جوار الله وتكون مثلاً يضرب للمؤمنين { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} .
ثانياً :أنَّ نور الله غالب مهما حاول المجرمون طمس معالمه { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون }.
ثالثاً : أنَّ الطغاة والمفسدين وإن أثروا في عقول الدهماء والعامة فترة من الزمن واستمالوهم بالمنح والعطايا فإنَّ القلوب بيد الله يصرفها كيف يشاء تأملوا في سحرة فرعون كم وعدو من الأجر والقرب من فرعون ومع ذلك انقلبوا فجأة عليه واستهانوا بما وعد به وحين أبصروا دلائل الإيمان ولاذوا بحمى الملك الديان فكانوا في أول النهار سحرة فجرة وفي أخر النار شهداء بررة { وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ * قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ * وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ * قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ * وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} أنه موقف من المواقف الحاسمة في تاريخ البشرية هذا الذي كان بين فرعون وملأ إنه موقف حاسم بانتصار العقيدة على الحياة وانتصار العزيمة على الآلام وانتصار الإنسان على الشيطان { قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} .
رابعاً : أنَّ الحق له أنصاره وأعوانه ويقيض الله من ينصره فقد وجد في آل فرعون ناصحون رغم الأذى والعنت { وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} بل وجد غيرهم من آمن بموسى رغم الخوف وخشية الفتنة في الدين{ فَمَا آَمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ} قال العوفي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية " فإنَّ الذرية التي آمنت لموسى من أناس غير بني إسرائيل من قوم فرعون يسير ، منهم امرأة فرعون ومؤمن آل فرعون وخازن فرعون وامرأة خازنه " وقال ابن كثير " قليل من قوم فرعون من الذرية وهم الشباب " وهكذا يبدد نور الإيمان دياجير الظلمات في أجواء تخنق فيها العبودية لله ويُكْرَه الناس على عبودية البشر من دون الله بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم

الخطبة الثانية
اتقوا الله أيها المسلمون واعلموا أن شهركم هذا شهر مبارك ومن الأشهر الحرم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث الناس فيه على الصيام فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ "مسلم ج2ص821برقم 1163 وكان يحث بوجه خاص على صيام يوم عاشوراء هذا اليوم العظيم الذي نجا الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما " وَسُئِلَ عن صِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فقال ما عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ على الْأَيَّامِ إلا هذا الْيَوْمَ ولا شَهْرًا إلا هذا الشَّهْرَ يَعْنِي رَمَضَانَ" مسلم ج2ص797برقم1132 وعن مُعَاوِيَةَ بن أبي سُفْيَانَ رضي الله عنهما قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول " هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ ولم يَكْتُبْ الله عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وأنا صَائِمٌ فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ " البخاري ج2ص704برقم1899ومسلم ج2ص795برقم1129 وعن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يوم عَاشُورَاءَ فقال لهم رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما هذا الْيَوْمُ الذي تَصُومُونَهُ فَقَالُوا هذا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى الله فيه مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ"البخاري ج23ص1244برقم3216ومسلم ج2ص796برقم1130 وعن أبي قَتَادَةَ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ على اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ " مسلم ج2ص818برقم 1162 وقد ندبنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى صيام اليوم التاسع فعن عبد اللَّهِ بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ " مسلم ج2ص798برقم1134 كل ذلك من أجل أن يخالف اليهود فعن ابن عَبَّاسٍ قال " صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ "سنن الترمذي ج3ص128برقم755والسنن الكبرى للبيهقي ج4ص287برقم8187 وعن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما مَرْفُوعًا " لئن بَقِيت لَآمُرَنَّ بِصِيَامِ يَوْمٍ قَبْلَهُ أو يَوْمٍ بَعْدَهُ " السنن الكبرى للبيهقي ج4ص287برقم8188 وفي رِوَايَةٍ له " صُومُوا عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا الْيَهُودَ صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا أو بَعْدَهُ يَوْمًا "السنن الكبرى للبيهقي ج4ص287برقم8189 وصححه ابن خزيمة ج3ص290برقم2095 وبناءاً على ذلك فيستحب صوم التاسع والعاشر ومن لم يتمكن من صوم التاسع مع العاشر فليصم الحادي عشر من أجل مخالفة اليهود كما قال العلماء واليوم التاسع د فأحث نفسي وإخواني المسلمين على صيام التاسع والعاشر لننال الأجر من الله وتكفير سنة ماضية وفضل الله واسع يجزي بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة . صلوا وسلموا على رسول الله فقد أمركم بذلك ربكم في كتابه المبين ..........
المشاهدات 2171 | التعليقات 0