دروس مستفادة من سورة الحج 17 ذو الحجة
صالح التويجري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً
أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
عباد الله يقول الله (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيءٌ عظيم ، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى)
هذا ليس مطلع سورة الحشر ولا سورة الواقعة ولا سورة القيامة ولا الزلزلة
هذا مطلع سورة الحج
من مرّ به هذا الموسم الفاضل حاجاً أو مماثلاً للحجاج في بعض أفعالهم كالإمساك عن قص الأظافر ومشاركاً لهم في كثر الذكر والتكبير أو في ذبح الأضاحي ولم يتدبّر هذه السورة العظيم فقد فاته خيرٌ كثير
هذه السورة التي فُضّلت عن سور القرآن بسجدتين كما ورد في حديث عقبة بن عامر في الحديث الذي خرجه أبوداود والترمذي عليهما رحمة الله
هذه السورة التي هي من أعاجيب السور ف نزلت ليلاً ونهاراً ، سفراً وحضراً ، مكياً ومدنياً ، سلمياً وحربياً ناسخاً ومنسوخاً ، محكماً ومتشابهاً
هذه السورة التي اشتملت على عدد من المشاهد والأمثال
فتأمل وصف مشهد البعث (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)
وتأمل مشهد العذاب للكافرين (فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم ، يُصهر ما في بطونهم والجلود ، ولهم مقامع من حديد)
وتأمل حال من أيس من نصر الله (من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يُذهبنّ كيده ما يغيظ )
وتأمل حال من أشرك بالله (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق)
أما مشهد القرى الظالمة فهو وصف دقيق (فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة قصر مشيد)
احتوت هذه السورة العظيمة على تعظيم الله سبحانه وبحمده من خلال أربع مقاطع :
المقطع الأول : نداء الناس إلى تقوى الله سبحانه وتخويفهم من زلزلة الساعة ، حيث المشهد المخيف بهذا الوصف المريع (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) ثم يعرض دلائل البعث من أطوار الحياة في جنين الإنسان ، وحياة النبات ، مسجلاً تلك القربى بين أبناء الحياة ، ويربط بين تلك الأطوار المطردة الثابتة وبين أن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير ، ثم تذكير بالساعة "وأن الساعة آتية لاريب فيها وأن الله يبعث من في القبور" ثم يأتي بعده بآيات قوله تعالى "ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يُهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء"
يتدبر القلب هذا النص فإذا حشد من الخلائق مما يدرك الإنسان ومما لا يدرك ، وإذا حشد من الأفلاك والأجرام مما يعلم الإنسان ومما لا يعلم ، وإذا حشد من الجبال والشجر والدواب في هذه الأرض التي يعيش عليها الإنسان ... إذا بتلك الحشود كلها في موكب خاشع تسجد لله وتتجه إليه وحده دون سواه ، تتجه إليه وحده في وحدةٍ واتساق ، إلا ذلك الإنسان فهو وحده الذي يتفرق ( وكثيرٌ من الناس ، وكثيرٌ حق عليه العذاب) فيبدو هذا الإنسان عجيباً في هذا الموكب المتناسق ، وهنا يقرر أن من يحق عليه العذاب فقد حق عليه الهوان (ومن يهن الله فما له من مكرم) فلا كرامة إلا بإكرام الله ، ولا عزة إلا بعزة الله ، وقد ذل وهان من دان لغير الديان ، والله المستعان
أما المقطع الثاني : فهو حديث عن تاريخ هذا النسك العظيم حيث أمر الله نبيه وخليله إبراهيم بـ (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر) ويلفت نظر المتأمل لهذا المقطع التوكيد على قضايا ثلاث :
- أهمية التوحيد (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به)
- الغاية من هذه العبادة وتلك الشعيرة هي معنى قلبي عظيم وهو التقوى
- التوكيد على كثرة ذكر الله في أربعة مواطن خلال هذا المقطع
ثم يختم المقطع بدفاع الله عن المؤمنين وإذنه لهم بالقتال (أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير ، الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) تقرأ هذه الآيات وأنت ترى وتشاهد مسلمي الروهينغا يُقتّلون ويُخرَجون من ديارهم لكونهم مسلمين فقط ولا حول ولا قوة إلا بالله ، نسأل الله أن يُعجل بالنصر والتمكين لهم
ويعرض هذا المقطع في ختامه وسائل وأدوات استقرار الدولة المسلمة (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)
نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه فيا فوز المستغفرين
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً
ثم يأتي المقطع الثالث : مسلياً قلب محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه من الدعاة العاملين (وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكُذّب موسى فأمليتُ للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير)
بعد ذلك يختم السورة بالمقطع الرابع والأخير فيتضمن وعد الله بنصرة من يقع عليه البغي ، وهو يدفع عنه العدوان ، ويتبع هذا الوعد بعرض دلائل القدرة في صفحات الكون ، ثم يضرب مثلاً ويأمر بالاستماع إليه:
(يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعُف الطالب والمطلوب ، ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز) الله أكبر !
كم تملأ هذه الآية طمأنينة في قلب المؤمن ليعتمد على ربه في كل شيء ، فهو سبحانه القوي القادر وهو العزيز سبحانه وبحمده ، ثم يختم السورة بتربية المسلم بتوجيهه بقوله (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ، وجاهدوا في الله حق جهاده ، هو اجتباكم)
فما أعظمه من اجتباء حين يختارك الله لتكون مؤمناً طائعاً ممتثلاً أمر ربك!
ويبقى عليك جهد أن تستمر في مجاهدة نفسك لطاعة الله وتعظيم أمره ونهيه.
ألا ما أحوجنا لهذه السورة العظيمة لتزكي نفوسنا بين الفينة والأخرى
اللهم أصلح فساد قلوبنا
اللهم إنك عفوا تحب العفو فاعفُ عنا
المشاهدات 3845 | التعليقات 2
السلام عليكم ورحمة الله
صالح التويجري
نسخة معدلة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً
أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
عباد الله يقول الله (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيءٌ عظيم ، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى)
هذا ليس مطلع سورة الحشر ولا سورة الواقعة ولا سورة القيامة ولا الزلزلة
هذا مطلع سورة الحج
من مرّ به هذا الموسم الفاضل حاجاً أو مماثلاً للحجاج في بعض أفعالهم كالإمساك عن قص الأظافر ومشاركاً لهم في كثر الذكر والتكبير أو في ذبح الأضاحي ولم يتدبّر هذه السورة العظيمة فقد فاته خيرٌ كثير
هذه السورة التي فُضّلت عن سور القرآن بسجدتين كما ورد في حديث عقبة بن عامر في الحديث الذي أخرجه أبوداود والترمذي عليهما رحمة الله
هذه السورة التي هي من أعاجيب السور ف نزلت ليلاً ونهاراً ، سفراً وحضراً ، مكياً ومدنياً ، سلمياً وحربياً ناسخاً ومنسوخاً ، محكماً ومتشابهاً كما ذكر القرطبي عن الغزنوي رحمهما الله
هذه السورة التي اشتملت على عددٍ من المشاهدِ والأمثال
فتأمّل وصف مشهد البعث (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)
وتأمّل مشهد العذاب للكافرين (فالذين كفروا قطعت لهم ثيابٌ من نارٍ يُصَبّ من فوقِ رؤوسِهم الحميم ، يُصهَر ما في بطونهم والجلود ، ولهم مقامع من حديد)
وتأمّل حال من أيس من نصر الله (من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يُذهبنّ كيده ما يغيظ )
وتأمّل حال من أشرك بالله (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق)
أما مشهد القرى الظالمة فهو وصف دقيق (فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة قصر مشيد)
احتوت هذه السورة العظيمة على تعظيم الله سبحانه وبحمده من خلال أربع مقاطع :
المقطع الأول : نداء الناس إلى تقوى الله سبحانه وتخويفهم من زلزلة الساعة ، حيث المشهد المخيف بهذا الوصف المريع (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) ثم يعرض دلائل البعث من أطوار الحياة في جنين الإنسان ، وحياة النبات ، مسجلاً تلك القربى بين أبناء الحياة ، ويربط بين تلك الأطوار المطردة الثابتة وبين أن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير ، ثم تذكير بالساعة "وأن الساعة آتية لاريب فيها وأن الله يبعث من في القبور" ثم يأتي بعده بآيات قوله تعالى "ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يُهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء"
يتدبر القلب هذا النص فإذا حشد من الخلائق مما يدرك الإنسان ومما لا يدرك ، وإذا حشد من الأفلاك والأجرام مما يعلم الإنسان ومما لا يعلم ، وإذا حشد من الجبال والشجر والدواب في هذه الأرض التي يعيش عليها الإنسان ... إذا بتلك الحشود كلها في موكب خاشع تسجد لله وتتجه إليه وحده دون سواه ، تتجه إليه وحده في وحدةٍ واتساق ، إلا ذلك الإنسان فهو وحده الذي يتفرق ( وكثيرٌ من الناس ، وكثيرٌ حق عليه العذاب) فيبدو هذا الإنسان عجيباً في هذا الموكب المتناسق ، وهنا يقرر أن من يحق عليه العذاب فقد حق عليه الهوان (ومن يهن الله فما له من مكرم) فلا كرامة إلا بإكرام الله ، ولا عزة إلا بعزة الله ، وقد ذل وهان من دان لغير الديان ، والله المستعان
أما المقطع الثاني : فهو حديث عن تاريخ هذا النسك العظيم حيث أمر الله نبيه وخليله إبراهيم بـ (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر) ويلفت نظر المتأمل لهذا المقطع التوكيد على قضايا ثلاث :
ثم يختم المقطع بدفاع الله عن المؤمنين وإذنه لهم بالقتال (أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير ، الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) تقرأ هذه الآيات وأنت ترى وتشاهد مسلمي الروهينغا يُقتّلون ويُخرَجون من ديارهم لكونهم مسلمين فقط ولا حول ولا قوة إلا بالله ، نسأل الله أن يُعجل بالنصر والتمكين لهم
ويعرض هذا المقطع في ختامه وسائل وأدوات استقرار الدولة المسلمة (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)
نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه فيا فوز المستغفرين
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً
ثم يأتي المقطع الثالث : مسلياً قلب محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه من الدعاة العاملين (وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكُذّب موسى فأمليتُ للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير)
بعد ذلك يختم السورة بالمقطع الرابع والأخير فيتضمن وعد الله بنصرة من يقع عليه البغي ، وهو يدفع عنه العدوان ، ويتبع هذا الوعد بعرض دلائل القدرة في صفحات الكون ، ثم يضرب مثلاً ويأمر بالاستماع إليه:
(يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعُف الطالب والمطلوب ، ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز) الله أكبر !
كم تملأ هذه الآية طمأنينة في قلب المؤمن ليعتمد على ربه في كل شيء ، فهو سبحانه القوي القادر وهو العزيز سبحانه وبحمده ، ثم يختم السورة بتربية المسلم بتوجيهه بقوله (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ، وجاهدوا في الله حق جهاده ، هو اجتباكم)
فما أعظمه من اجتباء حين يختارك الله لتكون مؤمناً طائعاً ممتثلاً أمر ربك!
ويبقى عليك جهد مجاهدة النفس لطاعة الله وتعظيم أمره ونهيه.
ألا ما أحوجنا لهذه السورة العظيمة لتزكي نفوسنا بين الفينة والأخرى
اللهم أصلح فساد قلوبنا
اللهم إنك عفوا تحب العفو فاعفُ عنا
تعديل التعليق