درجات إغواء الشيطان لبني آدم

عبدالعزيز أبو يوسف
1446/07/29 - 2025/01/29 14:35PM

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستهديه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله  صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ (آل عمران: 102)   

أما بعد:

عباد الله: عندما شاء الله تعالى وأراد أن يجعل في الأرض خليفة ليعمرها وليعبده وحده، قال للملائكة: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً   قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ (سورة البقرة: 30(.

ولما خلق الله عز وجل آدم عليه السلام أمر الملائكة بالسجود له تكريماً وتشريفاً له، فقال سبحانه: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾(سورة البقرة: 34)، وحين سأل الله تعالى إبليس عن سبب امتناعه عن السجود: ﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ  قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ (الأعراف: 12).

 وعند هذا الإصرار على معصية الجبار  جل وعلا حق  عليه الصغار  والطرد، وحقَّت عليه اللعنة، وأهبَطه الله سبحانه من الجنة: ﴿ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ (الأعراف: 13)، فلما علم عدو الله أن خروجه من الجنة كان لعدم سجوده لآدم عليه السلام، خطط للانتقام، ودبَّر للوقيعة به، وعزم على الإغواء لآدم عليه السلام وذريته إلى يوم القيامة: ﴿ قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ ( الأعراف: 14)، ولحكمة يعلمها الله سبحانه أجابه لطلبه، فقال: ﴿ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴾ (الحجر: 37، 38)،  ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ  * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ )الأعراف: 16، 17(، فقال الله تعالى له: ﴿ قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ (الأعراف: 18).

عندها  بدأ الكيد لآدم عليه السلام وزوجه فوسوس لهما بالأكل من الشجرة التي مُنِعا من الأكل منها، وأقسَم لهما بالله تعالى إنه لهما لمن الناصحين، فأطاعاه فأُهبِطا من الجنة، ولكن الله تعالى منَّ على آدم عليه السلام وهداه للاستغفار والتوبة والندم، فاجتباه وتاب عليه وهدى، كما تعرض الشيطان الرجيم للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وكل منهم يفطن ويُحفظ من كيده، وكذا بني آدم جميعاً فمنهم من عصاه ومنهم من اتبعه، ولم يزل كيده يتوالى عليهم حتى قيام الساعة، وقد ذكر الله تعالى عداوته للإنسان المستمرة ، فقال سبحانه: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) ( فاطر ، 6) ، وذكر عز وجل أن الشيطان له في تحقيق مآربه في إضلال بني آدم طُرقاً وخُطوات ليحذروا منها، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ (لنور: 21) ، فيجب اتخاذه عدواً، وكمال الاحتراز منه، والتنبه لكيده ومكره ليسلم للمرء  دينه ، ويلقى الله تعالى وهو عنه راضٍ.

 وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن للشيطان في السعي لإغواء الإنسان خطوات كما ذكر ذلك ربنا جل وعلا، وله عقبات يسعى ليظفر بالعبد في أحدها، ولا ينزل منه من الخطوة والعقبة الكُبرى إلى ما دونها إلا إذا عجز عن الظفر به فيها، وهذه العقبات:

الأولى منها: عقبة الكفر بالله تعالى، فإن الشيطان لا يزال بالإنسان يمكر به ويسعى لصده عن دين الله عز وجل والإعراض عنه، ويبذل جهده بأن يُلحِقه في ركب الكافرين، فإذا ظفر بالإنسان في هذه العقبة والخطوة الأولى وأطاعه بتحقيق الكفر بالله تعالى بأي صورة كانت بَرُدت نار عداوته له واستراح منه، فقد حقق عليه نصراً كبيراً، وإن عصاه واتبع هدى الله تعالى وآمن به واعتصم به واتبع المرسلين فقد أفسد على الشيطان غاية مقصده، وسعى للظفر به في العقبة الثانية.

العقبة الثانية: عقبة البدعة، وذلك بدعوته لاعتقاد خلاف الحق الذي أُرسِل به محمد صلى الله عليه وسلم، وأُنزِل في كتاب الله تعالى، أو بالتعبد بما لم يأذن به الله تعالى قولاً أو عملاً، ومخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته، فإن ظفر به في هذه العقبة فقد حقق حظاً وافراً من إضلاله وصده عن الحق، وإن اعتصم العبد بالوحي وما كان عليه السلف الصالح ولزم منهجهم وسلك سبيلهم أفسد على الشيطان سعيه ومبتغاه ، وذهب يسعى جاهداً للإيقاع به في العقبة الثالثة.

العقبة الثالثة: عقبة الكبائر، فإن الشيطان في هذه العقبة يُزين للعبد أصناف الكبائر وما يميل إليه من المعاصي والفجور منها، ويُحسنها له ويهون إثمها وما يترتب على إتيانها ليظفر بالعبد في الوقوع فيها والتعلق بها حتى يألفها وتكون صادةً له عن كثير من الخير، داعيةً لمقارفة غيرها من الكبائر فيألفها، ويُعَظِم في قلب مرتكبها جانب الرجاء، ومن ذلك قوله: ( لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الشرك حسنة)، ويذكره دائماً بأن الله غفور رحيم ، دون أن يطرق مسامعه بأن الله شديد العقاب حتى ينطمس نور الإيمان في القلب، ويصبح كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أُشربه هواه، فإن وفق الله تعالى العبد وهداه وجنبه الكبائر واقترافها وكرهها إليه، وإن وقع في أحدها بادر للتوبة والإقلاع عنها ، ودافع إغواء الشيطان وتزيينه لها وانتصر عليه أفسد عليه سعيه،  وسعى لطلبه والظفر به في العقبة الرابعة.

العقبة الرابعة: عقبة الصغائر، فيوسوس الشيطان للعبد أنه مع اجتناب الكبائر ما عليه ما غشي من اللمم وهي صغار الذنوب، فلا يزال يهوّن عليه أمرها حتى يغشاها ويُكثِر منها ويُصر عليها، مستحقراً لها، عندها يكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل العائد النادم على إتيانها أحسن حالاً منه، فالإصرار على الذنب قبيح، ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار ، فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ، وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ، وَإِنَّ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ"، رواه الإمام أحمد، فإذا داوم العبد على الصغائر وأدمن عليها واستهان بها كان ذلك سبيلاً لصده عن خير كثير ، فيفرح الشيطان بما غنم من العبد في هذه العقبة، وإن كان العبد موفقاً متحرزاً من الصغائر ساعٍ لاجتنابها، وإن وقعت منه بادر للتوبة والاستغفار منها مدركاً عاقبة الإصرار عليها، حذراً من ذلك أفسد على الشيطان قصده ، وذهب يسعى ويجد للظفر به في العقبة الخامسة.

العقبة الخامسة: عقبة المباحات التي لا حرج على فاعلها ، فيسعى الشيطان لإشغال العبد بها والانغماس فيها والسعي لجمعها والاستكثار منها والركون إليها حتى تُصبح أكبر همه وغاية مقصده ومناه من هذه الدنيا، فتشغله عن الاستكثار من الطاعات، وعن الاجتهاد في التزود للمعاد، ثم يستدرجه منها إلى ترك السنن، فإذا ظفر به في هذا الموطن انتقل به من شغله بالمباحات والانغماس فيها عن ترك السنن والمستحبات إلى  التقصير في الواجبات ثم تركها والعياذ بالله تعالى، فإن وفق الله تعالى العبد للسلامة من الشيطان في هذا الموطن ولم ينغمس في المباحات ويبالغ في الركون إليها وتفطن لحيلة الشيطان بها، وهُدي إلى الحق وارتفع بنفسه عن هذا المنزلق أفسد على الشيطان خُططه ورده خاسئاً وهو حسير، عندها يجد عدوه لطلبه والظفر به في العقبة السادسة.

العقبة السادسة: عقبة إشغال الشيطان العبد بالأعمال المرجوحة المفضولة عن الأعمال الراجحة الفاضلة، فيُحسن له المفضول والمرجوح من الأعمال ويزينه له ليشغله به عن عمل ما هو أفضل منه وأعظم كسباً وربحاً للأجر، فإنه لما عجز عن تخسير العبد أصل الثواب طمع في تخسيره كماله وأفضله، فشغله بالمفضول عن الفاضل، فإن نجا العبد من هذه العقبة بفقه في الأعمال ومراتبها عند الله تعالى، ومنازلها في الفضل ، واهتدى بهدي محمد صلى الله عليه وسلم وتتبع سنته لمعرفة أحب الأعمال إلى الله عز وجل ، فإن السنة مليئة ببيان خير الأعمال والتفضيل بينها ، فلا يقطع هذه العقبة إلا أهل البصائر والصدق من أولي العلم السائرين على جادة التوفيق، ثم قال ابن القيم رحمه الله عند هذه العقبة: ( ولكن أين أصحاب هذه العقبة؟! فهم الأفراد في العالم، والأكثرون قد ظفر بهم في العقبات الأول).

فإذ أيس منه الشيطان في هذه العقبة، جد لطلبه والظفر به في العقبة السابعة والأخيرة.

السابعة: إن نجا العبد من الشيطان فيما مضى من عقبات لم يبق هناك عقبة يطلبه عليها سوى واحده لا بد منها، ولو نجا منها أحد لنجا منها رسل الله تعالى وأنبياؤه عليهم السلام، وهي تسليط جنده على العبد الذي انتصر عليه في العقبات الست السابقة بأنواع الأذى، باليد واللسان والقلب على حسب مرتبته في الخير، فكلما علت مرتبته أجلب عليه الشيطان  بخيله ورجله وسلط عليه حزبه وأتباعه بأنواع التسليط، وهذه العقبة لا حيلة للعبد للتخلص منها ، فإنه كلما جد في الاستقامة والدعوة للخير جد الشيطان في إغراء السفهاء به تجريحاً وهمزاً ولمزاً وسعياً للتضيق عليه وصده عن سبيل الخير الذي سلكه، ومن صبر على الاستقامة والدعوة والخير وصبر على الأذى في سبيل ذلك ولازمه فقد لازم عبودة العارفين ، وقد اسماها ابن القيم رحمه الله عبودية المراغمة ولا يوفق لها إلا أولو البصائر ، فلا شيء أحب إلى الله تعالى من مراغمة وليه لعدوه، وقد ذكر الله سبحانه هذه العبودية في مواضع من كتابه العزيز من ذلك قوله سبحانه: ( ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مُراغماً كثيراً وسعه) ، فسمى الله عز وجل المهاجر الذي يُهاجر إلى عبادة الله تعالى مراغماً يراغم به عدو الله وعدوه، والله عز وجل يُحب من وليه مراغمة عدوه وإغاظته كما قال جل وعلا: ( ذلك بأنهم لا يُصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطأً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كُتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين)، وقال سبحانه في موضع آخر عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم: ( ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يُعجب الزراع ليغيض بهم الكفار)، فمن تعبد الله بمراغمة عدوه فقد أخذ من الصديقية بسهم وافر، وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته لعدوه يكون نصيبه من هذه المراغمة.

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد الله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أيها الفضلاء: إذا علم المرء حيل عدوه وخطواته للوقيعة به كان ذلك داعٍ لأخذ الحيطة منه والحذر من مكره، والتفطن لأساليب إغواءه، فهذه الخطوات للشيطان في إغواء الإنسان التي ذكرها الله عز وجل، ثم بيّنها الإمام ابن القيم رحمه الله داعيةً للوقوف معها وتأملها، ليعلم العبد في أي عقبة وخطوة قد ظفر به الشيطان فيها وأوقعه في شباكه بها، فيسارع للتخلص من مكره والوقيعة به في العقبة التي سقط فيها، وما أكثر من سقط من المسلمين في عقبة ارتكاب الكبائر والإصرار عليها حتى حُرِم خيراً كثيراً، وكذا عقبة إتيان الصغائر والاستكثار منها وعدم التوبة والإقلاع عنها حتى ألِفها حتى فاته بسببها المحافظة على الواجبات فضلاً عن الاستكثار من السُنن والمستحبات، فأصبح قلبه غافل لاه، أما خطوة إشغال الشيطان للإنسان بالركون للمباحات والتعلق بها والانغماس فيها حتى يزهد في كثير من الأعمال التي تقربه إلى الله عز وجل ثم يقصر في الواجبات حتى يتركها فكثيرُ هم الصرعى في هذه العقبة نسأل الله تعالى أن يهديهم ويعصمنا من الوقوع فيها، فإذا قلبت بصرك وبصيرتك في من ضل عن الهدى بكثير أو قليل فإنما هم صرعى الشيطان قد أوقع بهم  في إحدى عقباته وحيله ويحسبون أنهم يُحسنون صُنعا.

ولا شك أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وسوسةً وسعياً لإسقاطه في الغواية والضلال كما أخبر بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، فإذا استحضر الإنسان ذلك وأكثر من التعوذ منه والتجأ إلى الله تعالى بطلب السلامة من كيده وإغواءه نجا وسلم من الضلال بتوفيق الله تعالى ورحمته، وإذا غفل عن هذه الحقيقة أو تغافل فقد سلم نفسه لعدوه وأمكنه من نفسه عندها لا تسأل في أي وادٍ يهوي به ويُرديه نسأل الله السلامة والعافية.

فالله الله بالفطنة والحذر من كيد العدو، والتنبه لسلاحه وخطواته،  والمبادرة إلى التخلص من كيده ومكره ، والسعي الجاد لطلب رضى الله تعالى وجنته ولا يكون ذلك إلا بطلب التوفيق والإعانة من الله تعالى واللجأ إليه ، والجد والسعي الحثيث في مراغمته ودحضه للفوز بخير الدنيا والآخرة.  

ربنا أعذنا من همزات الشياطين ونعوذ بك أن يحضرون.

 عباد الله: صلوا وسلموا على من أمرنا المولى بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائل   عليماً: ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا  تسليماً) ، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وأرضى اللهم عن خلفائه الراشدين والأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعن سائر الصحب والآل ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التناد، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

    اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء  الدين ، وانصر عبادك الموحدين ، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاء ، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال ، ومُدهما بنصرك وإعانتك وتوفيقك وتسديدك ، اللهم انصر جنودنا المرابطين على حدودنا على القوم الظالمين، وأحفظهم واشف مريضهم وداوي جريحهم وتقبل ميتهم في الشهداء، اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا وبلغنا فيما يرضيك آمالنا ، وحرم على النار أجسادنا ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

المشاهدات 374 | التعليقات 0