دخـول شهر رمضـان المبارك
فهد عبدالله الصالح
1434/08/25 - 2013/07/04 08:27AM
الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا ، أحمده سبحانه وأشكره وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ والتزموا أمره ولا تعصو عباد الله :من رحمة الله بالعباد أن جعل أشهر السنة تتفاضل فأفضل الشهور الأشهر الحرم وأيام الشهر منها ما هو أفضل من بعض كيومكم هذا ويومي الاثنين والخميس اللذان تعرض فيهما الأعمال على الله بل إن ساعات الليل والنهار تتفاوت فأفضل الساعات الثلت الأخير من الليل حيث ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فيسمع الشكوى ويستجيب الدعاء
أيها الأخوة المؤمنون : لقد أظلتنا أيام لها في القلوب مكان ولها في النفوس مقام , أيام خلدها القرآن وباركها الله تعالى , أيام يزداد فيها العطاء ويرفع الدعاء وتضاعف فيها الحسنات وتعفر فيها الزلات إنها أيام شهر رمضان المبارك
شهر الصيام والقيام شهر الخشية والاستغفار شهر الذكر والقرآن شهر المراقبة والإخلاص .
أيها المسلمون : إن بلوغ رمضان لنعمة كبرى لا يعرف قدرها إلاَ الصالحون المشمرون , لقد كان بلوغ هذا الشهر أمنية ً كان يتمناها نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وكان يسأل ربه إياها .
أيها المسلمون : إن شهر رمضان المبارك مدرسة للنفس البشرية مدرسة ٌ عامرة ٌ بالتقوى { يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } مدرسة ٌ كبرى يتعلم فيها المسلم الصبر والثبات والمراقبة والإخلاص , يتعلم فيها المسلم تحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين .
في شهر الصوم والإمساك يعرف المسلم حاجته للزاد الإيماني والروحي كحاجة جسمه للطعام والشراب .
في شهر الصيام تقبل النفوس المؤمنة إلى مولاها راضية ً مرضية تترك الطعام والشراب والشهوة من أجل معبودها تترك محبوبات النفس وملذاتها إيثاراً لمحبة الله ومرضاته جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال { من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه } .
إن النفس البشرية كلما سمت إلى التطلع للعليا وإلى رضى الله وإلى ما عنده من المغفرة والجزاء الأخروي وانشغلت به كلما ترفعت عن القيم الأرضية والمتع الشهوانية .
, إنها قربة وأي قربة يقول الله تعالى في الحديث القدسي { كلٌ عمل ابن آدم له إلاَ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به }
وفي الجنة باب يقال له الريان لا يدخل منه إلاً الصائمون فإذا دخلوا اُغلق .
أيها المسلمون : إن الصوم الذي يحقق الهدف منه هو الصوم الكامل , فكما أمسك المسلم عن الأكل والشرب والشهوة أمسك جوارحه عما حرم الله وألزم عقله بما شرع الله لينطلق بعد ذلك في رحاب الله الواسعة يعمل في طرق البر والخير ونشر الهدى والفلاح تصوم عينه عما حرم الله ولا ينظر إلاَ للمباح , تصوم أذنه عن سماع اللغو والباطل لتسمع الذكر والقرآن , يصوم لسانه عن قول الزور والغيبة والهذيان ليلهث بذكر الله وما ولاه , تصوم اليد عن الأذى لتنشغل بالجود والعطاء والنجدة والمساعدة ، يصوم القلب عن الحسد وسوء الطعن ليمتلئ إيماناً وصدقاً وخوفاً ورجاءً ، وهكذا سائر جوارح الإنسان ، وبهذا يكون الصوم جُنة ـ أي وقاية ً ـ ويكون الصوم وجاء ـ أي مانعا ًـ .
أيها المسلمون : بالصوم يعتاد الصائم على الصبر , الصبر الذي لا يعنى الاستسلام واليأس وإنما يعنى الاستعلاء والنهوض , بالصوم يتخلق الإنسان بالمراقبة فلا يحتاج في عمله إلى رقابة من أحد ، ويتعلم خشية الله فلا يخشى أحداً سواه , يحس الصائم بالجوع فيتذكر الجائعين فتنقلب المصلحة الجماعية على المصلحة الشخصية وتسمو التضحيات وتتلاشى الأنانيات , يعرف الصائم من صومه أنه يتقرب إلى مولاه فيتلذذ بالعبودية الخالصة لخالقه ويشعر بذلته وضعفه أمام مولاه فيزداد شوقاً إلى الله ويلهث لسانه وقلبه دعاءً لله ويحس إنه في معية الله { فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } .
هذه ـ معاشر الأحبة ـ بعض معنى الصيام ولئن تعارف بعض الغافلين عن هذا الشهر أنه فرصة للسهر وتقطيع الليل إلى الفجر ثم النوم في النهار إلى العصر أو حتى غروب الشمس
الشهر عندهم مرتبط بأكلاتٍ محددة ومسلسلاتٍ معينة , في أعمالهم يتبرمون ومن ضيق الصدر يشتكون فإن في مقابل هؤلاء قوماً عارفين , الشهر عندهم متنوع الطاعات والقربات فهم في النهار فرحون صائمون وعلى الصلاة محافظون وهم لكتاب الله مرتلون , ألسنتهم رطبة من ذكر الله والضراعة وقول المعروف , قلوبهم متعلقة بربهم وفي ليلهم تهجد ٌ وتراويح أوقاتهم مشغولة بعمل البر ونشر الخير وتفقد الأيتام والمساكين والأرامل والمحتاجين وطلب تعلم العلم والمعرفة وصلة الأرحام والأصدقاء إيثارٌ جميل وصبرٌ كريم وخلقٌ نبيل لا يقابلون الإساءة بالإساءة ولا يردون البذاء بالبذاء { وإن سابه أحد أو قاتله قال : إني صائم } .
فبالله عليكم ـ يا عباد الله ـ أي الفريقين عرف قيمة هذا الشهر وقيمة الزمن وقيمة العمر أيُ الفريقين قد صفدت شياطينه وتعرض لنفحات ربه, إنها والله لأوقات ثمينة لمن وفقه الله وعرف استغلالها .
فاتقوا الله يا أمة الإسلام واحمدوا الله على بلوغ هذا الشهر إذ لم يجعلكم الله في عداد الأموات .
واحمده ـ جلا وعلا ـ على نعمة الصيام فلقد حٌر ِمَ فضل هذا الشهر شرار الخلق عند الله من الكفار والنافقين وعبَاد الشهوات وأصحاب الشبهات .
اتقوا الله جميعاَ ـ أيها المؤمنون ـ واعزموا العقد على الاستفادة من هذا الشهر الكريم بالتوبة النصوح ومراجعة النفس وتقويم الذات والنظر الجاد في كيفية قضاء ساعات الليل والنهار فما هي إلاَ أيام الحياة .
ليكن هذا الشهر انطلاقة ً صحية للإنسان في تعامله مع ربه ومع نفسه ومع زوجه ومع أولاده ومع أرحامه ومع سائر إخوانه .
ليكن هذا الشهر بداية ً جادة لتعويد النفس على طاعة الله ومنعها عن معصية الله
فإن النفس أمارة بالسوء إلاَ ما رحم ربي .
ليكن هذا الشهر مجالاً واسعاً لعمل الخير وبذل المال والدعوة إلى الله وتفقد الفقراء والمساكين وتفطير الصائمين والسعي في قضاء حوائج المسلمين ورفع معاناة القريب والبعيد على السواء .
بارك الله لكم شهركم ووفقنا جميعاً لمرضاته والعمل بكتابه , اللهم بلغنا رمضان
ووفقنا للصيام والقيام وسائر الأعمال وتقبله منا , اللهم زدنا ولا تنقصنا ,
وأعطنا ولا تحرمنا وأكرمنا ولا تهنا .
اللهم اجمع كلمتنا على الحق والدين وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها يا رب العالمين وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وكفَر عنا سيئاتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .. وأقول ....
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ والتزموا أمره ولا تعصو عباد الله :من رحمة الله بالعباد أن جعل أشهر السنة تتفاضل فأفضل الشهور الأشهر الحرم وأيام الشهر منها ما هو أفضل من بعض كيومكم هذا ويومي الاثنين والخميس اللذان تعرض فيهما الأعمال على الله بل إن ساعات الليل والنهار تتفاوت فأفضل الساعات الثلت الأخير من الليل حيث ينزل ربنا إلى السماء الدنيا فيسمع الشكوى ويستجيب الدعاء
أيها الأخوة المؤمنون : لقد أظلتنا أيام لها في القلوب مكان ولها في النفوس مقام , أيام خلدها القرآن وباركها الله تعالى , أيام يزداد فيها العطاء ويرفع الدعاء وتضاعف فيها الحسنات وتعفر فيها الزلات إنها أيام شهر رمضان المبارك
شهر الصيام والقيام شهر الخشية والاستغفار شهر الذكر والقرآن شهر المراقبة والإخلاص .
أيها المسلمون : إن بلوغ رمضان لنعمة كبرى لا يعرف قدرها إلاَ الصالحون المشمرون , لقد كان بلوغ هذا الشهر أمنية ً كان يتمناها نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وكان يسأل ربه إياها .
أيها المسلمون : إن شهر رمضان المبارك مدرسة للنفس البشرية مدرسة ٌ عامرة ٌ بالتقوى { يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } مدرسة ٌ كبرى يتعلم فيها المسلم الصبر والثبات والمراقبة والإخلاص , يتعلم فيها المسلم تحقيق التكافل الاجتماعي بين المسلمين .
في شهر الصوم والإمساك يعرف المسلم حاجته للزاد الإيماني والروحي كحاجة جسمه للطعام والشراب .
في شهر الصيام تقبل النفوس المؤمنة إلى مولاها راضية ً مرضية تترك الطعام والشراب والشهوة من أجل معبودها تترك محبوبات النفس وملذاتها إيثاراً لمحبة الله ومرضاته جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال { من صام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه } .
إن النفس البشرية كلما سمت إلى التطلع للعليا وإلى رضى الله وإلى ما عنده من المغفرة والجزاء الأخروي وانشغلت به كلما ترفعت عن القيم الأرضية والمتع الشهوانية .
, إنها قربة وأي قربة يقول الله تعالى في الحديث القدسي { كلٌ عمل ابن آدم له إلاَ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به }
وفي الجنة باب يقال له الريان لا يدخل منه إلاً الصائمون فإذا دخلوا اُغلق .
أيها المسلمون : إن الصوم الذي يحقق الهدف منه هو الصوم الكامل , فكما أمسك المسلم عن الأكل والشرب والشهوة أمسك جوارحه عما حرم الله وألزم عقله بما شرع الله لينطلق بعد ذلك في رحاب الله الواسعة يعمل في طرق البر والخير ونشر الهدى والفلاح تصوم عينه عما حرم الله ولا ينظر إلاَ للمباح , تصوم أذنه عن سماع اللغو والباطل لتسمع الذكر والقرآن , يصوم لسانه عن قول الزور والغيبة والهذيان ليلهث بذكر الله وما ولاه , تصوم اليد عن الأذى لتنشغل بالجود والعطاء والنجدة والمساعدة ، يصوم القلب عن الحسد وسوء الطعن ليمتلئ إيماناً وصدقاً وخوفاً ورجاءً ، وهكذا سائر جوارح الإنسان ، وبهذا يكون الصوم جُنة ـ أي وقاية ً ـ ويكون الصوم وجاء ـ أي مانعا ًـ .
أيها المسلمون : بالصوم يعتاد الصائم على الصبر , الصبر الذي لا يعنى الاستسلام واليأس وإنما يعنى الاستعلاء والنهوض , بالصوم يتخلق الإنسان بالمراقبة فلا يحتاج في عمله إلى رقابة من أحد ، ويتعلم خشية الله فلا يخشى أحداً سواه , يحس الصائم بالجوع فيتذكر الجائعين فتنقلب المصلحة الجماعية على المصلحة الشخصية وتسمو التضحيات وتتلاشى الأنانيات , يعرف الصائم من صومه أنه يتقرب إلى مولاه فيتلذذ بالعبودية الخالصة لخالقه ويشعر بذلته وضعفه أمام مولاه فيزداد شوقاً إلى الله ويلهث لسانه وقلبه دعاءً لله ويحس إنه في معية الله { فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } .
هذه ـ معاشر الأحبة ـ بعض معنى الصيام ولئن تعارف بعض الغافلين عن هذا الشهر أنه فرصة للسهر وتقطيع الليل إلى الفجر ثم النوم في النهار إلى العصر أو حتى غروب الشمس
الشهر عندهم مرتبط بأكلاتٍ محددة ومسلسلاتٍ معينة , في أعمالهم يتبرمون ومن ضيق الصدر يشتكون فإن في مقابل هؤلاء قوماً عارفين , الشهر عندهم متنوع الطاعات والقربات فهم في النهار فرحون صائمون وعلى الصلاة محافظون وهم لكتاب الله مرتلون , ألسنتهم رطبة من ذكر الله والضراعة وقول المعروف , قلوبهم متعلقة بربهم وفي ليلهم تهجد ٌ وتراويح أوقاتهم مشغولة بعمل البر ونشر الخير وتفقد الأيتام والمساكين والأرامل والمحتاجين وطلب تعلم العلم والمعرفة وصلة الأرحام والأصدقاء إيثارٌ جميل وصبرٌ كريم وخلقٌ نبيل لا يقابلون الإساءة بالإساءة ولا يردون البذاء بالبذاء { وإن سابه أحد أو قاتله قال : إني صائم } .
فبالله عليكم ـ يا عباد الله ـ أي الفريقين عرف قيمة هذا الشهر وقيمة الزمن وقيمة العمر أيُ الفريقين قد صفدت شياطينه وتعرض لنفحات ربه, إنها والله لأوقات ثمينة لمن وفقه الله وعرف استغلالها .
فاتقوا الله يا أمة الإسلام واحمدوا الله على بلوغ هذا الشهر إذ لم يجعلكم الله في عداد الأموات .
واحمده ـ جلا وعلا ـ على نعمة الصيام فلقد حٌر ِمَ فضل هذا الشهر شرار الخلق عند الله من الكفار والنافقين وعبَاد الشهوات وأصحاب الشبهات .
اتقوا الله جميعاَ ـ أيها المؤمنون ـ واعزموا العقد على الاستفادة من هذا الشهر الكريم بالتوبة النصوح ومراجعة النفس وتقويم الذات والنظر الجاد في كيفية قضاء ساعات الليل والنهار فما هي إلاَ أيام الحياة .
ليكن هذا الشهر انطلاقة ً صحية للإنسان في تعامله مع ربه ومع نفسه ومع زوجه ومع أولاده ومع أرحامه ومع سائر إخوانه .
ليكن هذا الشهر بداية ً جادة لتعويد النفس على طاعة الله ومنعها عن معصية الله
فإن النفس أمارة بالسوء إلاَ ما رحم ربي .
ليكن هذا الشهر مجالاً واسعاً لعمل الخير وبذل المال والدعوة إلى الله وتفقد الفقراء والمساكين وتفطير الصائمين والسعي في قضاء حوائج المسلمين ورفع معاناة القريب والبعيد على السواء .
بارك الله لكم شهركم ووفقنا جميعاً لمرضاته والعمل بكتابه , اللهم بلغنا رمضان
ووفقنا للصيام والقيام وسائر الأعمال وتقبله منا , اللهم زدنا ولا تنقصنا ,
وأعطنا ولا تحرمنا وأكرمنا ولا تهنا .
اللهم اجمع كلمتنا على الحق والدين وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها يا رب العالمين وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وكفَر عنا سيئاتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .. وأقول ....