داء العجب وعواقبه الوخيمة !!!!!
عبدالله منوخ العازمي
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيآت أعمالنا وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له
وأشهد ان محمداً عبده ورسوله اما بعد......... :
عن صهيب رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا صلى همس شياءً لا افهمه ولا يخبرنا به
فقال عليه الصلاةوالسلام
افطنتم لي؟ يعني افطنتم لي لكلامٍ لا تسمعونه ولا تفهمونه
ثم بين صلى الله عليه وسلم من شأً ذلك فقال
إني ذكرة نبياً من الأنبياء اعطي جنداً من قومه فأعجب بهم
فقال من يقوم لهؤلاء الجند - أعجب بجنده وكثرتهم وقوتهم فقال هذه الكلمة
من يقوم لهؤلاء الجند
- يعني من يغلبهم
فأوحى إليه الله أن أختر إحدى ثلاث عقوبات
إما أن نصلط عليهم عدواً من غيرهم -
وإما الجوع - وإما الموت
فاستشار هذا النبي من معه
فقالوا انت نبي الله يوحى اليك
ففزع إلى الصلاة
وكانوا إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة
هذا الحديث إيه الإخوة الكرام
أخرجه الإمام أحمد واصله في صحيح مسلم
هذا الحديث فيه قصة عظيمة ونبأ عظيم يخبر صلى الله عليه وسلم عن هذا النبي الكريم
الذي أعجب بجنده وعددهم وقوتهم -فعاقبه الله عزوجل
وهذه سنة ٌ شرعية ٌ ثابتة على العبد المؤمن أن يوقن بها
وأن يضعها نصب عينيه
ما أعجب عبد قط بما عنده من قوةٍ أو جاهٍ أو مالٍ أو صلطانٍ أو علمٍ
إلا عاقبه الله ولو كان فيهم سيد الخلق وخيرة الصحابة
كما قص علينا ربنا في كتابه حين قال في نبأ نبينا وأصحابه
﴿لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا
وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ﴾
فبين جل وعلا حال المسلمين لما فرغوا من فتح مكة
وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم
جيش عظيم قوامه عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار وانظم إليهم من انظم من مسلمة الفتح فقالوا
وهم يطاردون هوازم وثقيف
لا يهزم هذا الجيش
فاعجبوا بكثرتهم
هذه العبارة معاشر المؤمنين تشبه عبارة ذلك النبي
حين قال من يقوم لهؤلاء الجند
فكان العقاب من الله عز وجل( ثم وليتم مدبرين )
وكانت هوازن اي كان رجالها رمات فرموا المسلمين بالنبل
فانفضوا وتراجعوا
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، العباس وكان جهوري الصوت
أمره ان ينادي يا اهل الشجرة يا اهل سورة البقرة يامعشر الأنصار
وكلهم يقول يالبيك حتى اجتمعوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأيدهم جل وعلا بجنود لم يروها
فهذا معشر المسلمين سنة من سنة الله الكونية
لايعجب إنسان بقوته إلا ويعاقبه الله والعقاب يكون بالهزيمة
ولوا كانوا أنبياء مرسلين - ولو كانوا خيرة الله أجمعين
ففي يوم حنين كما ثبت في الصحاح وغيرها
اجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرة من أصحابه
من أهل بدر وأهل الشجرة وأهل بيعت الرضوان
وغيرهم من السابقين المهاجرين والأنصار فكان
ما كان فائوا إلى الله عز وجل واعتمدوا عليه
فذلك النبي خير بين ثلاث عقوبات
إما أن يصلط الله عليهم عدوا من غيرهم
أي من جنده
وإما الجوع - وإما الموت-
فقام هذا النبي إلى الصلاة فقال أي ربي
أن تصلط علينا عدوا من غيرنا فلا
وأما الجوع فلا - ولكن الموت
لأن الموت لا بد منه ، فمات ذلك النبي
وقتل من جنده في ذلك اليوم ٧٠
الفاً قتلهم الله من جند ذلك النبي الكريم
عقاباً لأنه أعجب بعددهم وقوتهم ولم يحل ذلك إلى حول الله تعالى وقوته
ثم أعود معكم ايه الاحبة الكرام إلى تلك الكلمات
التي كان يهمس بها النبي صلى الله عليه وسلم
ترى ماذا كان يقول صلى الله عليه وسلم، وماذا كان يهمس
بماذا كان يهمس صلى الله عليه وسلم
كان عليه الصلاة والسلام إذا صلى والتفت والتفتا بعد صلاته ورءا أصحابه الكرام
واعجبته قوتهم وعدتهم وعددهم
كان عليه الصلاة والسلام يتذكر ما حصل لذلك النبي الكريم
فيقول: اللهم بك أقاتل وبك أصاول ولا حولا ولا قوة الا بك -
فكان عليه الصلاة والسلام إذا انصرف من صلاته ورءا من حوله من أصحابه
وتعجبه كثرتهم وشدتهم وقوتهم كان يقرر هذه الحقيقة اللهم بك أقاتل وبك أصاول
وفي رواية وبك أحول وبك أصول وبك اجادل وبك أقاتل ولا حولا ولا قوة الا بك
وهذا معشر المؤمنين من أهم أركان النصر هو أهم أركان النصر
فمتا ما عرف العبد أن ما معه من العتاد والقوة لا يساوي شيئا وانما النصر من عند الله
كتب الله له عزوجل النصر المبين وهذا أمر يجب أن يتربا عليه المؤمن وأن يعلم أن النصر
من عند الله عزوجل وأن المسلم إذا أخلص لربه واعتمد عليه وتوكل عليه وتبرء من الحول والقوة
واستمسك بالعروة الوثقى فإن الله عزوجل ينصره لا محالة وما انتصر المسلمون
في غزوةٍ أيام المصطفى صلى الله عليه وسلم كانو فيها اقوى من العدوا أو أكثر عددا كلا
فكان عليه الصلاة والسلام يهمس دبر كل صلاة بهذا الدعاء
اللهم بك أقاتل وبك أصاول ولا حولا ولا قوة الا بك
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم أقول قولي هذا وأستغفرالله لي ولكم .....
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين .............................ز
أما بعد : ايه المؤمنون – اذا اعجب العبد بنفسه بأي صورة كانت عاقبه الله عزوجل
فمن أعجب بقوته سمعتم ماحصل له وإن كان نبياً مرسلاً مكرماً عند ربه جل وعلا
والذي يعجب بماله وثروته ، كذالك يعاقبه الله عزوجل ،
كالذي دخل جنته وهوا ظالم لنفسه ، قال ما أضن أن تبيد هذه أبدا - فعاقبه الله عزوجل
ومن يعجب بعلمه وفهمه للشرع يعاقبه أيضاً – كما جاء في صحيح البخاري ، أن موسى عليه الصلاة والسلام
قام خطيباً في بني أسرائيل وقال
لا أعلم أحداً أعلم مني على وجه الأرض فأوحى الله إليه ( بلى ) عبدنا الخضر
فأعجب صلوات ربي وسلامه عليه بما عنده من العلم وما آتاه الله من الوحي
فأوحى الله إليه أن يذهب إلى الخضر وأن يتعلم منه وتعلم كليم الله من أحد أنبيا الله
ووقف محتاراً أمام الأمور التي كان يفعلها الخضر
من خرق السفينة – وقتل الغلام – وبناء الجدار –
حتا يبين الله عزوجل أن فوق كل ذي علمٍ عليم
ومن أعجب بقوته الجسدية – يعاقبه الله عزوجل ولوكان كريماً
فهاذا سليمان عليه الصلاة و السلام–
أقسم أن ليئتيين مأة من نسائه لتحمل كل واحدة منهن ّ وتأتي بفارس
يجاهد في سبيل الله لا كنه عليه الصلاة والسلام لم يستثني ولم يحل الأمر إلى مشيئة الله
فعوقب فلم تحمل ولا واحدة منهنّ إلا واحدة أتت بنصف إنسان
وهاكذا معاشر المؤمنين يجب أن نعلم أن الحول والقوة بيد الله عزوجل – ومن الله
إن كان جاهاً أو مالاً أو علماً أو نصراً أو قوتاً فكلها بيد الله
فكن عبداً لا حول لك ولا قوة إلا بالله – كن عبداً لا حول لك ولا قوة إلا بالله
كن مطياً لربك يكون سمعك الذي تسمع بهِ وبصرك الذي تبصر بهِ ويدك التي تبطشُ بها
عباد الله : إن مرور السنين مدنية من الأجل وإن نهاية الأعوام مذكرةٌ بنهاية الآجال
وهي مشعرةٌ بأن العمر وإن طال فهوا قصير وأن الأجل يبقى يبغت فجأة في طرفٍ يسير
وإن فالعقل في ذلك عبرةً وعبره
أما العبره –فهيا أن كل شيء إلى زوال وأن لكل بديةٍ نهاية ولكل عمرٍ غاية
وأما العبرة – فهيا أن مامظا من العمر وإن طالت أوقاته فقد ذهبت لذاته وبقية تبعاته قال تعالى
( أفرايت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون )
تلا بعض السلف –هذه الآية وبكا وقال إذا جاء الموت لا يغني عن الرء من لذةٍ ونعيم
عِش ما بدا لك سالِماً
في ظلّ شاهقة القصور
يُسعى إليك بما اشتهيت
لدى الرواح وفي البكور
فإذا النفوس تقعقعت
في ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً
ما كنت إلاّ في غرور
يامن يفرح بمرور كثرة السنين عليه عندما تفرح بنقص عمرك
قال أبوالدرداء رضي الله عنه –يبن آدم إنما أنت أيام كل ما مظا منك يوم ٌ مظا بعظك
هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد .........
الدعاء...............................
المرفقات
العجب-وعواقبه
العجب-وعواقبه