خمسة وصايا نزل بها جبريل

عبدالله منوخ العازمي
1437/02/07 - 2015/11/19 15:19PM
عباد الله :

خمسة وصايا , نزل بها ملك كريم , من فوق سبع سموات ,

نزل بها ملك كريم , من رب كريم , على نبي كريم ,
نزل بها جبريل عليه السلام ’

عباد الله : روى الطبراني في معجمه الأوصط ’ عن سهل بن سعدٍ , وجابر بن عبدلله , وعلي بن أبي طالب , رضي الله عنهم وعن الصحابة أجمعين ,

أن النبي صلى الله عليه وسلم , قال : أتاني جبريل فقال : يا محمد

عش ماشئت فإنك ميت
وحبب من شئت فإنك مفارقه
واعمل ماشئت فإنك مجزيٌ به
واعلم أن شرف المؤمن قيامه فالليل
وعزهٌ استغنائه عن الناس
وهذا حديث حسن حسنه الإمام الألبني رحمه الله تعالى
عباد الله : فلنا مع هذا الحديث الشريف , وقفة تأمل وتدبر لما فيه من الوصايا العظام

فقوله
أتاني جبريل

جبريل عليه السلام : كان كثير ماكن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم :
كان يأتيه أحياناً , كصلصلة الجرس , وذلك أشده عليه , كان يتفصد جبينه من العرق لشدة نزول الوحي عليه ,
وكان كثير ماكان يأتيه بصورة أدمي , وكثير ماكان يأتيه بصورة الصحابي الجليل دحي الكلبي رضي الله عنه :
وحديث عمر المشهور , قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم , ذات يوم ,
إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب , شديد سواد الشعر , لا يرى عليه أثر السفر , ولا يعرفه منا أحد إلى آخر الحديث فلما انصرف قال أتدرون من السائل قالوا الله ورسوله أعلم , قال هذا جبريل – أتاكم يعلمكم أمور دينكم ,
فقوله عش ما شئت :
أي مهما طال عمرك في هذهي الحياة , فإن مردك الموت,
عش ماشئت فإنك ميت : أي عش ماشئت , 60 سنة 80 سنة 100 سنة
فمردك الموت , الموت أمرٌ حتمي لابد منه , والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
أعمار أمتي ما بين الستين , والسبعين ,
والله جل وعلى كثير مايذكر الموت في آيات عديدة , قال تعالى :
(قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون

وقال تعال:

كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ
وقال تعالى :
(وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لولآ أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين)
وقال تعال :
(الذي خلق الموت والحيات ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور)
وقال جل وعلى

إنك ميت وإنهم ميتون)
أي يا محمد, وإنهم ميتون , أي سنموت
وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم – يأمر بذكر الموت , حين قال ,
أكثر من ذكر هادم اللذات – قالوا يا رسول الله , وما هادم اللذات – قال – الموت –
وقال صلى الله عليه وسلم , الكيس من دان نفسه , والعجز من أتبع نفسه , هواها , وتمنى على الله الأماني-
وقال الشاعر :
ولو أنا إذا متا تركنا
لصار الموت راحة لكل حيٍ
ولا كنا إذا متنا بعثنا
ونسئل حينها عن كل شئٍ

وقال آخر -
يامن بدنياه اشتغل
وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتتاً
والقبر صندوق العمل
فينبغي للمؤمن أن يكون على أستعداد للقاء ربه , ولا يغتر بالحيات الدنيا ,
عباد الله الدنيا مهما أمتد عمر الإنسان فيها قصرة ,
أنضر إلى عمرك الآن – التفت إلى الوراء قليلاً –
كم مضى من عمرك, أين سنوات الصبا –
أين مرحلت الطفولة – كأنه بالأمس القريب – وأنت اليوم , قد بلغت من السن , ما بلغت –
فأي سرعةٍ للزمن , إنها سنة الله – ولاً تجد لسنة الله تبديلا –

يروى أن نوح عليه السلام –
لبث في قومه – الف سنة – إلا خمسين عاما –
أنضر إلى هذا العمر المديد - لما حضره الأجل - يعني – الموت –
قيل له يا نوح , كيف وجدة الدنيا –
أنت عشت حيات طويلة – ربما لم يعشها أحداً من البشر - فقال عليه السلام :
لكأني دخلت مع باب وخرجة مع الباب الآخر –
كل !! الألف سنت – أختصرها بهاذا الوصف –
كأن إنسان دخل مع باب وخرج مع الآ خر - يعني – تمر سريعاً
وقوله : واحبب من شئت فإنك مفارقه
أي أحبب من شئت - من زوجة – أو أولاد – ومال – ومنصب – وجاه – وغيرهما –
من متاع الدنيا – فإنك عما قريب – ستفارقها –
عن أنس بن مالك رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم – قال :
يتبع الميت ثلاث , فيرجع أثنان , ويبقا واحد , يرجع أهله وماله , ويبقى عمله ,
الفائدة :
فعلى المؤمن أن يهتم للرفيق الذي لايفارقه , فالدنيا والآخرة ,
ألا وهو عمله الصالح –
وحبب من شئت فإنك مفارقه - أيه الأخوة - هنالك حب يدوم لصاحبه يوم القيامة –
ألا وهو الحب في الله – قال صلى الله عليه وسلم –
سبع يضلهم الله في ضله يوم لا ضل إلا ضله , وذكر منهم – رجلان تحابا فالله –
أجتمعا عليه وفترقا عليه ,
هذا الرجلان لم تجمعهم مصالح الدنيا , ومكاسبها –
مثال :

رجل سافر إلى العمرة فجاء رجل وجلس إلى جانبه – وسلم عليه وتعرفا على بعضهم البعض
ثم افترقا- فهم اجتمعا على طاعة الله , وافترقا على طاعة الله
الفائدة :
أن الإنسان يحشر مع من أحب –
عن أنس بن مالك رضي الله عنه , قال جاء رجل إلى النبي

فقال يارسول الله متى الساعة –
فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فلما قضى صلاته
قال : أين السائل عن قيام الساعة –
فقال الرجل : أنا يارسول الله - قال ما أعددت لها –
يعني أنت تسأل عن الساعة – هل أعددت لها كثير صلاة تطوع –
أو كثير صيام تطوع, أوكثير صدقات – وأعمال صالحات – لهذا اليوم الذي أنت تسأل عنه
قال يا رسول الله مأعددت لها ,كثير صلاة , ولا صوم ,
إلا أني أحب الله ورسوله , فقال رسول الله - المرء مع من أحب
وأنت مع من أحببت –
عن أبي هريرة رضي الله عنه – عن النبي - أن رجلاً زار أخاَ له
في قرية أخرى – فأرصد الله على مدرجته - أي على طريقه ملكاً – فلما أتا عليه
قال : الملك – أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي – في هذه القرية –
قال : هلك عليه نعمة تربها – أي هل تريد أن تحفض على أمر دنيوي بينك وبينه بهذه الزيارة
قال: لا – غير أني أحببته فالله - قال : فإني رسول الله إليك , بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه-

وقوله : واعمل ماشئت فإنك مجزيً به
قال تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة ............)
وقال تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )
عن ابن عباس رضي الله عنه – أن النبي

فيما يروي عن ربه – عزوجل – قال : إن الله كتب الحسنات , والسيئات , ثم بين ذلك – فمن هم بحسنة فلم يعملها –

كتبها الله عنده حسنة كاملة , فإن هو هم بها – فعملها – كتبها الله له عنده عشر حسنات-
الى سبع مائة ضعف – الى اضعاف كثيرة - ومن هم بسيئة – فلم يعملها –
كتبها الله له – عنده حسنة كاملة – فإن هو هم بها فعملها- كتبها الله له سيئة واحدة –
عباد الله : أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ...............
الخطبة لثانية

إن الحمد لله نحمده ...............
أمابعد عباد الله :
لازلنا نتفيئ مع حديث النبي
وقوله : واعلم أن شرف المؤمن قيامه فالليل :
قال تعالى : ( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون ) رواه الترمذي في سننه
عن أبي أمامة - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عليكم بقيام الليل , فإنه دأب الصالحين قبلكم , وقربة إلى ربكم ,
ومكفرة للسيئات , ومنهات عن الأثم

وقال : رسول الله من قام بعشر أيات – لم يكتب من الغافلين ,
أي الغافلين عن ذكر الله تعالى ,
ومن قام بمائة آية كتب من القانتين –
أي الخاشعين أو مطيلين القيام,
ومن قرأ بألف آية كتب من المقنطرين _
وألف آية مايقارب – الجزآن ’ والمقنطرين ,
أي الذين يحصلون على الأجور العظيمة والكبيرة ,
وقوله : وعزه أستغنائه عن الناس _
العزة مطلب لكل نفس أبية – وإن أعظم أسباب العزة : التعلق بمن العزة بيده سبحانه , وترك التعلق بمن دونه ممن لا يزيد التعلق بهم إلا ذلاً وهواناً –
قال تعالى : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )
وقال تعالى ( من كان يريد العزة فالله العزة جميعا )
هذاوصلوا وسلموا على من أمركم بالصلاة عليه .........
المرفقات

875.doc

المشاهدات 8329 | التعليقات 0