خمسة محرمات تساهل بها كثير من الناس.
عبدالله بن رجا الروقي
1437/07/14 - 2016/04/21 17:40PM
إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلامضل له ومن يضلل فلاهادي له وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
أما بعد فإن نبينا ﷺ قال: ( الدين النصيحة ) وإن من النصيحة التحذيرَ من محرمات انتشرت بين الناس كثيرا حتى لا يكاد يسلم منها إلا القليل.
بل ربما يصر عليها الإنسان حتى يموت كما هو مشاهد في حال بعض الناس
فأول هذه المحرمات معصية اللعن فإنه من كبائر الذنوب فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لعن المؤمن كقتله. متفق عليه.
قال النووي رحمه الله: يعني في الإثم.ا.هـ
فاللعن محرم سواء أكان في حق الآدميين أو حق البهائم أوغيرها لحديث جابر بن سليم أنه قال للنبي صلى الله عليه: اعهد إلي ، قال: لاتسُبن أحدا، قال: فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة . رواه ابوداود والترمذي.
وفي رواية قال ﷺ : ولا تسبن شيئا.
قال : فما سببت بعد ذلك دابة ولا إنسانا.
وليُعلم أن اللعن أنواعٌ بعضُه أشدُ من بعض فمن أعظم اللعن لعن الوالدين؛ فإنه كبيرة عظيمة وهذا قد يقع فيه الإنسان وهو لايشعر قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أَمَّهُ.رواه البخاري
هذا إذا لعن والدي الآخرين؛ فإنَّ هذا سبب يجعل الآخرين يلعنون والديه أما إذا باشر لعن والديه فهذا أعظم قال صلى الله عليه وسلم: لعن الله من لعن والديه.
ومما هو منتشر أيضا لعن الأبناء فتجد الوالدين أو أحدهما إذا غضب على ولده لعنه ، وكان ينبغي أن يدعو له بالهداية والصلاح لا أن يلعنه.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
لعن الأولاد من كبائر الذنوب وهكذا لعن غيرهم ممن لا يستحق اللعن ، وقد صح عن النبي ، عليه الصلاة والسلام ، أنه قال " لعن المؤمن كقتله " . ا.هـ
ومن مساوي اللعن بغير حق أنه قد يعود على صاحبه فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها. رواه أبوداود.
ومن المحرمات المنتشرة الغيبةُ فلقد أصبحت الغيبة فاكهة المجالس فلا يكاد يخلو منها مجلس
مع أنها من كبائر الذنوب.
والغيبة هي أن يذكر الإنسان أخاه المسلم في غيبته بشيء يكرهه ، سواء كان ذلك يتعلق ببدنه أو بأخلاقه أو بلُبسه أو أهله وولده أو غيرِ ذلك.
قال رسول الله ﷺ : ( أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذِكرُك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه ) . رواه مسلم
والغيبة من كبائر الذنوب ، لقول الله تعالى : ﴿ وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾
واعلموا عباد الله أن الإنسان إذا اغتاب أحداً فإنه يُحكمه في حسناته من صلاة وصيام وغيرها فيأخذ منها بقدر غيبته قال رسول الله ﷺ: من كانت له مظلمةٌ لأحدٍ من عرضِه أو شيءٍ فليتحلَّلْه منه اليومَ ، قبل أن لا يكونَ دينارٌ ولا درهمٌ ، إن كان له عملٌ صالحٌ أخذ منه بقدرِ مظلمتِه ، وإن لم تكنْ له حسناتٌ أخذ من سيئاتِ صاحبِه فحُمل عليه. رواه البخاري
والمظلمة في العرض تشمل: الغيبة.
فإذا لم يعف المظلوم في الدنيا فإنه يُقتص له يوم القيامة من حسنات الظالم.
ومن المحرمات المنتشرة جدا حلق اللحية
وقد تساهل به الناس كثيراً مع أن فيه مجاهرة بالمعصية فإن من رآه يعلم بذلك.
وأكتفي هنا بنقل فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله حيث سئل عن حكم حلق اللحية فأجاب بقوله:
"لا يجوز له أن يتعرضها بحلق ولا قص فلا يحلقها ولا يقصها ولا يحلق العارضين مع الخدين؛ لأن اللحية تشمل الشعر الذي ينبت على اللحيين والذقن، فما نبت على الخدين والذقن فهو اللحية، وهكذا الذي تحت الشفة السفلى داخل في اللحية.
فلا يجوز له قصها ولا حلقها، بل يجب إكرامها وإعفاؤها وتوفيرها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإعفاء اللحى وقص الشوارب وقال: ((خالفوا المشركين قصوا الشوارب وأعفوا اللحى))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس))وفي لفظ: ((وفروا اللحى)) و ((أوفوا اللحى))، فعلى المسلم أن يوفرها ويعفيها، ويحرم عليه قصها أو حلقها، هذا هو الواجب على المسلم." انتهى كلامه رحمه الله.
ومن المحرمات المنتشرة التي تساهل بها الناس استماع الموسيقى فإن الموسيقى محرمة بإجماع أهل العلم لقوله تعالى : ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾
ولقوله ﷺ ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) ( رواه البخاري تعليقا )
وقد انتشرت الموسيقى في القنوات الفضائية وعبر الجوالات وموجات الراديو وغيرها فعلى المسلم أن يحفظ سمعه عما حرم الله وليعلم أنه سيسأل عما يسمعه قال تعالى ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾.
ومن المحرمات التي انتشرت أيضاً التدخين أي تدخين السجاير فإنه محرم لأنه يتضمن الإضرار بالنفس وقد أثبت ذلك الطب الحديث وقد قال الله تعالى ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ ﴾
والتدخين فيه إيذاء للناس والله تعالى يقول
﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴾
والمدخن يتأذى من رائحة دخانه زوجته وأولاده وجلساؤه بل يتأذى به كل من وجد منه هذه الرائحة الخبيثة.
ولهذا فإن من كان معه رائحة الدخان لايجوز له أن يصلى مع جماعة المسجد لأنه يؤذي الملائكة والمصلين برائحة دخانه ، وقد قال ﷺ : مَنْ أَكَلَ الثُّومَ وَالْبَصَلَ وَالْكُرَّاثَ فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بنو آدمَ .
فكل من وجد منه رائحة كريهة فإنه منهي عن قربان المسجد.
فعلى من ابتلي بالتدخين أن يجاهد نفسه في تركه
توبة لله وعليه أن يأخذ بأسباب الإقلاع عنه من مراجعة العيادات المختصة بمكافحة التدخين
فكم من مدخن كانت هذه العيادات سببًا في إقلاعه عن التدخين.
عباد الله إن المحرمات السابقة هي من الذنوب التي يجب على المسلم أن يتوب منها ويبادر بذلك فإن من الناس من يستمر عليها طول حياته فربما استمر بعض الناس على التدخين أوحلق اللحية إلى إن يموت فيلقى الله وهو مصرٌ على ذنبه نسأل الله السلامة والعافية.
وربما كان مجاهرًا بهذه المعاصي أيضًا وهذا على خطر عظيم فإن نبينا ﷺ قال : كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ، ثم يصبح وقد ستره الله ، فيقول : يا فلان ، عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري
وقد ذكر بعض أهل العلم أن المجاهر بالمعصية يُخشى عليه ألا يوفق للتوبة لقوله ﷺ في الحديث السابق: كل أمتي معافى إلا المجاهرين.
اللهم تب علينا أجمعين اللهم اهد ضال المسلمين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخر حسنة وقنا عذاب النار...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
أما بعد فإن نبينا ﷺ قال: ( الدين النصيحة ) وإن من النصيحة التحذيرَ من محرمات انتشرت بين الناس كثيرا حتى لا يكاد يسلم منها إلا القليل.
بل ربما يصر عليها الإنسان حتى يموت كما هو مشاهد في حال بعض الناس
فأول هذه المحرمات معصية اللعن فإنه من كبائر الذنوب فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لعن المؤمن كقتله. متفق عليه.
قال النووي رحمه الله: يعني في الإثم.ا.هـ
فاللعن محرم سواء أكان في حق الآدميين أو حق البهائم أوغيرها لحديث جابر بن سليم أنه قال للنبي صلى الله عليه: اعهد إلي ، قال: لاتسُبن أحدا، قال: فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة . رواه ابوداود والترمذي.
وفي رواية قال ﷺ : ولا تسبن شيئا.
قال : فما سببت بعد ذلك دابة ولا إنسانا.
وليُعلم أن اللعن أنواعٌ بعضُه أشدُ من بعض فمن أعظم اللعن لعن الوالدين؛ فإنه كبيرة عظيمة وهذا قد يقع فيه الإنسان وهو لايشعر قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أَمَّهُ.رواه البخاري
هذا إذا لعن والدي الآخرين؛ فإنَّ هذا سبب يجعل الآخرين يلعنون والديه أما إذا باشر لعن والديه فهذا أعظم قال صلى الله عليه وسلم: لعن الله من لعن والديه.
ومما هو منتشر أيضا لعن الأبناء فتجد الوالدين أو أحدهما إذا غضب على ولده لعنه ، وكان ينبغي أن يدعو له بالهداية والصلاح لا أن يلعنه.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
لعن الأولاد من كبائر الذنوب وهكذا لعن غيرهم ممن لا يستحق اللعن ، وقد صح عن النبي ، عليه الصلاة والسلام ، أنه قال " لعن المؤمن كقتله " . ا.هـ
ومن مساوي اللعن بغير حق أنه قد يعود على صاحبه فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله ﷺ إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها. رواه أبوداود.
ومن المحرمات المنتشرة الغيبةُ فلقد أصبحت الغيبة فاكهة المجالس فلا يكاد يخلو منها مجلس
مع أنها من كبائر الذنوب.
والغيبة هي أن يذكر الإنسان أخاه المسلم في غيبته بشيء يكرهه ، سواء كان ذلك يتعلق ببدنه أو بأخلاقه أو بلُبسه أو أهله وولده أو غيرِ ذلك.
قال رسول الله ﷺ : ( أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذِكرُك أخاك بما يكره ، قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه ) . رواه مسلم
والغيبة من كبائر الذنوب ، لقول الله تعالى : ﴿ وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾
واعلموا عباد الله أن الإنسان إذا اغتاب أحداً فإنه يُحكمه في حسناته من صلاة وصيام وغيرها فيأخذ منها بقدر غيبته قال رسول الله ﷺ: من كانت له مظلمةٌ لأحدٍ من عرضِه أو شيءٍ فليتحلَّلْه منه اليومَ ، قبل أن لا يكونَ دينارٌ ولا درهمٌ ، إن كان له عملٌ صالحٌ أخذ منه بقدرِ مظلمتِه ، وإن لم تكنْ له حسناتٌ أخذ من سيئاتِ صاحبِه فحُمل عليه. رواه البخاري
والمظلمة في العرض تشمل: الغيبة.
فإذا لم يعف المظلوم في الدنيا فإنه يُقتص له يوم القيامة من حسنات الظالم.
ومن المحرمات المنتشرة جدا حلق اللحية
وقد تساهل به الناس كثيراً مع أن فيه مجاهرة بالمعصية فإن من رآه يعلم بذلك.
وأكتفي هنا بنقل فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله حيث سئل عن حكم حلق اللحية فأجاب بقوله:
"لا يجوز له أن يتعرضها بحلق ولا قص فلا يحلقها ولا يقصها ولا يحلق العارضين مع الخدين؛ لأن اللحية تشمل الشعر الذي ينبت على اللحيين والذقن، فما نبت على الخدين والذقن فهو اللحية، وهكذا الذي تحت الشفة السفلى داخل في اللحية.
فلا يجوز له قصها ولا حلقها، بل يجب إكرامها وإعفاؤها وتوفيرها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإعفاء اللحى وقص الشوارب وقال: ((خالفوا المشركين قصوا الشوارب وأعفوا اللحى))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس))وفي لفظ: ((وفروا اللحى)) و ((أوفوا اللحى))، فعلى المسلم أن يوفرها ويعفيها، ويحرم عليه قصها أو حلقها، هذا هو الواجب على المسلم." انتهى كلامه رحمه الله.
ومن المحرمات المنتشرة التي تساهل بها الناس استماع الموسيقى فإن الموسيقى محرمة بإجماع أهل العلم لقوله تعالى : ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾
ولقوله ﷺ ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) ( رواه البخاري تعليقا )
وقد انتشرت الموسيقى في القنوات الفضائية وعبر الجوالات وموجات الراديو وغيرها فعلى المسلم أن يحفظ سمعه عما حرم الله وليعلم أنه سيسأل عما يسمعه قال تعالى ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾.
ومن المحرمات التي انتشرت أيضاً التدخين أي تدخين السجاير فإنه محرم لأنه يتضمن الإضرار بالنفس وقد أثبت ذلك الطب الحديث وقد قال الله تعالى ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ ﴾
والتدخين فيه إيذاء للناس والله تعالى يقول
﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ﴾
والمدخن يتأذى من رائحة دخانه زوجته وأولاده وجلساؤه بل يتأذى به كل من وجد منه هذه الرائحة الخبيثة.
ولهذا فإن من كان معه رائحة الدخان لايجوز له أن يصلى مع جماعة المسجد لأنه يؤذي الملائكة والمصلين برائحة دخانه ، وقد قال ﷺ : مَنْ أَكَلَ الثُّومَ وَالْبَصَلَ وَالْكُرَّاثَ فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا ، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بنو آدمَ .
فكل من وجد منه رائحة كريهة فإنه منهي عن قربان المسجد.
فعلى من ابتلي بالتدخين أن يجاهد نفسه في تركه
توبة لله وعليه أن يأخذ بأسباب الإقلاع عنه من مراجعة العيادات المختصة بمكافحة التدخين
فكم من مدخن كانت هذه العيادات سببًا في إقلاعه عن التدخين.
عباد الله إن المحرمات السابقة هي من الذنوب التي يجب على المسلم أن يتوب منها ويبادر بذلك فإن من الناس من يستمر عليها طول حياته فربما استمر بعض الناس على التدخين أوحلق اللحية إلى إن يموت فيلقى الله وهو مصرٌ على ذنبه نسأل الله السلامة والعافية.
وربما كان مجاهرًا بهذه المعاصي أيضًا وهذا على خطر عظيم فإن نبينا ﷺ قال : كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ، ثم يصبح وقد ستره الله ، فيقول : يا فلان ، عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه. رواه البخاري
وقد ذكر بعض أهل العلم أن المجاهر بالمعصية يُخشى عليه ألا يوفق للتوبة لقوله ﷺ في الحديث السابق: كل أمتي معافى إلا المجاهرين.
اللهم تب علينا أجمعين اللهم اهد ضال المسلمين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخر حسنة وقنا عذاب النار...