خُلُقُ التَّغَاضِي وَالتَّغَافُلِ
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الهويمل
خُلُقُ التَّغَاضِي وَالتَّغَافُلِ
الخطبة الأولى
إن الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وأشهد َأَنَّ نبينا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ؛ وصفيه وخليله ؛ صاحب الخلق الكريم . والمنهج السليم . صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :-
فاتقوا الله تعالى حق التقوى ، وراقبوه وخافوه في السر والنجوى .
عباد الله : إنَّ صَاحِبَ الْأَخْلَاقِ الحسنة الْفَاضِلَةِ مَحْبُوبٌ عِنْدَ اللهِ وَمَحْبُوبٌ عِنْدَ النَّاسِ ، وَهُوَ أَقْرَبُ النَّاسِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ؛ قال : قال رسول الله ﷺ : « إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا » رواه الترمذي . وَمَا مِنْ شَيْءٍ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ ، فعن أَبي الدَّرداءِ رضي الله عنه ، أَن النبيَّ ﷺ قالَ : « مَا مِنْ شَيءٍ أَثْقَلُ في ميزَانِ المُؤمِنِ يَومَ القِيامة مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ » رواه الترمذي . وأَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ تَقْوى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ ، فعن أبي هُريرة رضي الله عنه قَالَ : سُئِلَ رسولُ اللَّه ﷺ عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ ، قَالَ : « تَقْوى اللَّهِ ، وَحُسْنُ الخُلُق » رواه الترمذي ، فَعَلَيْنَا بِالتَّحَلِّي بالْأَخْلَاقِ الحسنة طَلَبَاً لِمَرْضَاةِ اللهِ .
عباد الله : هناك خُلُقٌ رَفِيعٌ ؛ وَخَصْلَةٌ حَمِيدَةٌ ؛ وَمِيزَةٌ عَزِيزَةٌ ؛ أجمعَ العقلاءُ على ضرورته في التعامل بين الناس بعضهم بعضًا ، وخاصة في محيط الأسرة والصداقة وذوي القربى ؛ كي تَسير الحياةُ في هدوءٍ ووئام ، إِنَّهُ خُلُقُ التَّغَاضِي وَالتَّغَافُلِ . والتغافل يُقصَد به : " غضُّ الطرْف عن بعض أخطاء الآخرين ، وتجاهلُ ذِكرِ بعضِ المساوئ ، على سبيل الترفُّق بالمُخطئ ؛ وعدم التسبُّب في إحراجِه وتخجيلِه ، وأَنْ لا تُدَقِّقَ فِي أَخْطَاءِ مَنْ حَوْلَكَ ؛ وَلا تَسْتَقْصِي مَا لَكَ مِنْ حُقُوقٍ وَلا تُعَاتِبَ مَنْ قَصَّرَ فِي حَقِّكَ ، قَالَ اللهُ تَعَالَى : ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) [الأعراف: 199] . فَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ هَذَا الْخُلُقِ الْعَظِيمِ ؟ إِنَّكَ لَنْ تَخْلُوَ فِي أَيَّامِكَ مِنْ سَمَاعِ مَا لا يَنْبَغِي مِنْ صَدِيقٍ أَوْ قَرِيبٍ أَوْ زَمِيلٍ فِي الْعَمَلِ أَوْ جَارٍ فِي الْمَنْزِلِ ، فَإِيَّاكَ ثُمَّ إِيَّاكَ وَمُطَارَدَةَ الْكَلَامِ ، أَوْ أَنْ تُحَاكِمَهُ وَتُخَاصِمَهُ : مَاذَا تَقْصْدِ ؟ .
بَلْ اجْعَلْ نَفْسَكَ كَأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ وَكَأَنَّ الْأَمْرَ لا يَعْنِيكَ ،, وَسَتَجِدُ رَاحَةً فِي نَفْسِكَ ، بَلْ إِنَّ الشَّخْصَ الذِي تَكَلَّمَ سَوْفَ يَنْدَمُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ وَرُبَّمَا جَاءَكَ يَعْتَذِرُ .
وَالتَّغَافُلُ دَلِيلٌ قَوِيٌّ عَلَى حُسْنِ خُلُقِ صَاحِبَهُ ، وَكَرِيْمِ طِبَاعِهِ . ولْيُعْلَمَ أَنَّ الاتِّصَافَ بِالتَّغَافُلِ لَيْسَ دَلِيْلاً عَلَىْ غَبَاءِ صَاحِبِهِ ، أَوْ سَذَاجَتِه أَوْ ضَعْفِهِ ؛ بَلْ هُوَ عَيْنُ العَقْلِ وَالمُرُوْءَةِ وَالحِكْمَةِ وَالأَدَبِ ، كَمَا قَالَ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : " الْعَقْلُ مِكْيَالٌ ؛ ثُلُثُهُ الْفِطْنَةُ ؛ وَثُلُثَاهُ التَّغَافُلُ " . وقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ : " تِسْعَةُ أَعْشَارِ حُسُنِ الْخُلُقِ فِي التَّغَافُلِ " ، وَقَالَ أيضاً رحمه الله : ( العافيةُ عَشرةُ أجزاءٍ كُلُّها في التَّغافُلِ ) . وَقَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ : " اللَّبيبُ الْعَاقِلُ ؛ هُوَ الْفَطِنُ الْمُتَغَافِلُ " .
وقَالَ أَبُوْ تَمَّامٍ : لَيْسَ الغَبِيُّ بِسَيِّدٍ فِيْ قَوْمِهِ *** لَكِنَّ سَيِّدَ قَوْمِهِ المُتَغَابِي
ومَنْ تَتَبَّعَ سِيَرَ وَتَرَاجُمَ العُظَمَاءِ ، وَجَدَ أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ صِفَاتِهِمْ التَّغَافُلُ . قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ مُتَحَدِّثَاً وَمُؤْرِخَاً عَنْ شَخْصِيَّةِ القَائِدِ صَلاحِ الدِّيْنِ الأَيُوْبِيِّ : " وَكَانَ صَبُوْرَاً عَلَىْ مَا يَكْرَهُ ، كَثِيْرَ التَّغَافُلِ عَنْ ذُنُوْبِ أَصْحَابِهِ ، يَسْمَعُ مِنْ أَحَدِهِمْ مَا يَكْرُهُ ؛ وَلا يُعْلِمْهُ بِذَلِكَ ، وَلا يَتَغَيَّرَ عَلَيْهِ " . هَذِهِ هِيَ أَخْلُاق العُظَمَاءِ ، وَهَذِهِ هِيَ سِرُّ عَظَمَتِهِمْ .
وَمِنْ أَعْظَمِ فَوَائِدِ التَّغَافُلِ ؛ أَنَّهُ يُكْسِبُ صَاحِبَهُ رَاحَةً فِي نَفْسِهِ ، لِأَنَّ الذِي يَقِفُ عِنْدَ كُلِّ كَلِمَةٍ ، وَيَرُدُّ عَلَى كُلِّ خَطَأٍ ، وَيُحَاسِبُ عَلَى كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ ، تَتَكَدَّرُ حَيَاتُهُ وَيُنَفِّرُ مَنْ حَوْلَهُ . فَكَمْ وَقَعَ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ أَوْ بَيْنَ الْأَقَارِبِ وَالْأَصْحَابِ مِنَ مَشَاكِلَ كَانَ سَبَبُهَا تَقَصِّيَ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ ؛ وَتَتَبُّعَ الْأَخْطَاءِ وَالْبَحْثَ عَنِ الْمَقَاصِدِ ، وَلَوْ أَنَّهُمْ رُزِقُوا التَّغَافُلَ لَزَالَ عَنْهُمْ شَرٌّ كَثِيرٌ ، قَالَ الْأَعْمَشُ رَحِمَهُ اللهُ : " التَّغَافُلُ يُطْفِئُ شَرَّاً كَثِيرَاً " .
فَلا تُدَقِّقْ فِيْ كُلِّ صَغِيْرَةٍ وَكَبِيْرَةٍ مَعَ أَهْلِكَ وَوَالِدَيْكَ وَأَقْرِبَائِكَ وَذَوِيْ رَحِمِكَ وَأَصْحَابِكَ وَجِيْرَانِكَ ، وَتَحَلَّ بِالتَّغَافُلِ مَعَ مَنْ هُمْ حَوْلَكَ لِتَدُوْمَ المَحَبَّةُ وَالمَوَدَّةُ وَالوَصْلُ . وَحَتَّىْ تَسْتَقِيْمَ الحَيَاةُ وَتَصْفُوَ . قَالَ بَعْضُ الحُكْمَاءُ : " وَجَدْتُ أَكْثَرَ أُمُوْرِ الدُّنْيَا لا تَصْلُحُ إِلاَّ بِالتَّغَافُلِ " . فَمَا أَحْوَجَنَا إِلَىْ التَحَلِّيْ بِهَذَا الأَدَبِ الرَّفِيْعِ ، وَهَذَا الخُلُقِ الرَّاقِيْ الجَمِيْلِ ، وتَطْبِيْقُهُ عَمَلِيَّاً فِيْ وَاقِعِ وَفِيْ مَوَاقِفِ حَيَاتِنَا مَعَ مَنْ هُمْ حَوْلَنَا.. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيْمَ الجَلِيْلَ لِي وَلَكُمْ ؛ وَلِسَائِرِ المُسْلِمِيْنَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَخَطِيْئةٍ ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل والجود والامتنان ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليماً كثيرا . أما بعد :-
فاتقوا الله تعالى وحافظوا على طاعته ما دمتم في دار الإمهال والعمل .
عباد الله : يَقُولُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ رَحِمَهُ اللهُ : مَا يَزَالُ التَّغَافُلُ عَنِ الزَّلَّاتِ مِنْ أَرْقَى شِيَمِ الْكِرَامِ ، فَإِنَّ النَّاسَ مَجْبُولُونَ عَلَى الزَّلَّاتِ وَالْأَخْطَاءِ ، فَإِنِ اهْتِمَّ الْمَرْءُ بِكُلِّ زَلَّةٍ وَخَطِيئَةٍ تَعِبَ وَأَتْعَبَ ، وَالْعَاقِلُ الذَّكِيُّ مَنْ لا يُدَقِّقُ فِي كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ .
وقال الشيخ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ رحمه الله : ( من تغافل عن عُيوبِ النَّاسِ ، وأمسَك لِسانَه عن تتبُّعِ أحوالِهم التي لا يحبُّون إظهارَها ؛ سَلِم دينُه وعِرْضُه ، وألقى اللهُ محبَّتَه في قلوبِ العبادِ ، وسَتَر اللهُ عورتَه ) . فمَنْ أَرَادَ أَنْ تَصْفُوَ حَيَاتُهُ ، وَيْسَلَمَ صَدْرُهُ ، فَلا يَبْحَثْ عَنْ الأَخْطَاءِ ، وَلا يُدَقِّقْ فِيْ الهِنَاتِ وَالهَفَوَاتِ ، وَلا يَتَتَبَّعِ العَثَرَاتِ . وَهَكَذَا كَانَ قُدْوَتُنَا وَأُسْوَتُنَا وَحَبِيْبُنَا مُحَمَّدٌ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بِنْ مَسْعُوْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { لاَ يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِيْ شَيْئًا ، فَإِنِّيْ أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَاْ سَلِيْمُ الصَّدْرِ } .
فَكَمْ نَحْنُ بِحِاجَةٍ إِلَى التَّغَافُلِ مَعَ أَوْلادِنَا ؛ وَغَضِّ الطَّرْفِ عَنْ أَخْطَائِهِمْ ؛ خُصُوصَاً مَا يَقَعُ مِنْهُمْ عَفْوِيَّا وَلَمْ يَكُنْ مُتَكَرِّرَاً ، وَكَمْ نَحْتَاجُ لِلتَّغَافُلِ مَعَ أَصْحَابِنَا فَلا نُحَاسِبُهُمْ عَلَى كُلِّ كَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْهُمْ ، وَلا نُحْصِي عَلَيْهِمْ كُلَّ فِعْلٍ صَدَرَ عَنْهُمْ ؛ لِأَنَّنَا إِنْ فَعَلْنَا ذَلِكَ فَقَدْنَا مَحَبَّتَهُمْ وَزَالَتْ عَنَّا أُخُوَّتُهُمْ ، وَقَدْ قِيلَ : تَنَاسَ مَسَاوِئَ الْإِخْوَانَ تَسْتَدِمْ وُدّهُم .
ومما يجب فيه التغافل ؛ ما يرى الزوج من زوجته من أخطاء بسيطة ؛ وأمور تافهة إن شدد فيها وتتبعها فسدت العلاقة الزوجية ، وكذلك الزوجة عليها أن تتغافل عن أمور تراها من زوجها كالدخول والخروج وورود المكالمات وغير ذلك مما لا بد منه في الحياة . فإذا تغاضى الزوجان عن هذه الأمور نجحا . فتغافل عن هفوات زوجتك وولدك وأخيك ؛ طلبًا لدوام الألفة ، وهذا من الفطنة ووفُور العقل .
عباد الله : ومن النماذج في التغافل ، تغافُلُ حاتم الأصم عندما سمع صوتاً خرج من امرأة ، فَقَدْ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَسَأَلَتْه عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَاتَّفَقَ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا صَوْتٌ فِي تِلْكَ الْحَالِ فَخَجِلَتْ ، فَقَالَ حَاتِمٌ : ارْفَعِي صَوْتَكَ ؛ فَأَوْهَمَهَا أَنَّهُ أَصَمُّ ؛ وليس بأصم ؛ فَسُرَّتِ الْمَرْأَةُ بِذَلِكَ ، وَقَالَتْ : إِنَّهُ لَمْ يَسْمَعِ الصَّوْتَ ؛ فَلُقِّبَ بِحَاتِمِ الْأَصِمِّ . ومن ذلك أيضاً : نبي الله يوسف عليه السلام عندما قال له أخوته : ( قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ) ، فقد تغافل يوسف عليه السلام عن اتهامه بالسرقة من جهة إخوانه : ( فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ) . ومن ذلك أيضاً : تغافُلُ ابنِ عَبَّاسٍ عن رَجُلٍ سَبَّه : قال عِكرِمةُ : (سَبَّ رجُلٌ ابنَ عَبَّاسٍ ، فلمَّا قضى مقالتَه قال : يا عِكرِمةُ ، انظُرْ هل للرَّجُلِ حاجةٌ فتقضِيَها له ؟ قال : فنَكَس الرَّجُلُ رأسَه استحياءً ) . وما أجملَ أن يُصاحِبَ التغافُلَ عفوٌ وتسامحٌ ، فتزدادَ الحياةُ هناءةً وسعادةً ، وأهمُّ مِن هذا ينال الناسُ رضا الله ، قال الله تعالى : ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ .. وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان . اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين . اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم وفق إمامنا وولي عهده لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم ، اللهم أصلح لهم بطانتهم ، واحفظهم بحفظك يا ذا الجلال والإكرام . اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قولٍ وعمل ، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل ، اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن ، عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين . اللهم أمّن حدودنا واحفظ جنودنا . اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات برحمتك يا أرحم الراحمين . { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } . وأقم الصلاة .
( خطبة الجمعة 19/6/1446هـ . جمع وتنسيق خطيب جامع العمار بمحافظة الرين / عبد الرحمن عبد الله الهويمل للتواصل جوال و واتساب / 0504750883 ) .
المرفقات
1734442812_خُلُقُ التَّغَاضِي وَالتَّغَافُلِ.docx