خطورة الضلال على العقائد والأفكار

خطورة الضلال على العقائد والأفكار 15/8/1443هـــ الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى ﴿الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى * وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى﴾ نَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا وَاجْتَبَانَا، وَنَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَعْطَانَا وَكَفَانَا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ كُلُّ الْخَلْقِ عَبِيدُهُ وَهُوَ سُبْحَانَهُ رَبُّهُمْ، وَكُلُّهُمْ فُقَرَاءُ إِلَيْهِ وَهُوَ غَنِيٌّ عَنْهُمْ، وَكُلُّهُمْ تَحْتَ قَهْرِهِ وَسُلْطَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ الداعي إلى رضوانه ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.أما بعد: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ﴾ عباد الله: الضلال غواية وانحراف، وهو العدول عن الطريق المستقيم عمدًا أو سهوًا قليلًا كان أو كثيرًا. فكل من خالف الحق فقد وقع في الضلال قال تعالى: ﴿فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَـٰلُۖ ﴾ وأعظم الضلال وأبعده أن يكفر المرء بالله أو يشرك به قال تعالى: ﴿وَمَن یُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلَۢا بَعِیدًا﴾ وقال جل شأنه: ﴿وَمَن یَكۡفُرۡ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰۤىِٕكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلَۢا بَعِیدًا﴾ ومن الضلال أن يجعل أهواء نفسه حجابًا بينه وبين أمر اللّه ورسوله: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنࣲ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ أَمۡرًا أَن یَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِیَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن یَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلࣰا مُّبِینࣰا﴾ وإِذَا ارْتُكِبَتْ الْمَعَاصِيَ وَانْتُهِكَ حِجَابُهَا استحق أهلها أن يُوقِعَ اللَّهُ الضَّلَالَةَ فِي قُلُوبِهِمْ بَعْدَ الْهُدَى قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِلَّ قَوۡمَۢا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰهُمۡ حَتَّىٰ یُبَیِّنَ لَهُم مَّا یَتَّقُونَۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمٌ﴾   ومن كان كلما هوى شيئا ركبه، وكلما اشتهى شيئا أتاه، لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى فقد عبد هواه فأضله الله: ﴿أَفَرَءَیۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمࣲ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَـٰوَةࣰ فَمَن یَهۡدِیهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾ عبادالله: حين طرد الله تعالى الشيطان من رحمته قطع على نفسه وعدا أن يصرف عن الحق عباد الله: ﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّیَنَّهُمۡ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ وَلَـَٔامُرَنَّهُمۡ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن یَتَّخِذِ ٱلشَّیۡطَـٰنَ وَلِیࣰّا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانࣰا مُّبِینࣰا﴾ وأعوان الشياطين يَضلون ويُضلون خلق الله فيعْرِضِونَ عَنِ الْحَقِّ، ويتبعون الباطل، ويَتْرُكُونَ مَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنَ الْحَقِّ الْمُبِينِ، وَيَتَّبِعُونَ أَقْوَالَ رُءُوسِ الضَّلَالَةِ، ويدعون إِلَى الْبِدَعِ والْأَهْوَاءِ وَالْآرَاءِ: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یُجَـٰدِلُ فِی ٱللَّهِ بِغَیۡرِ عِلۡمࣲ وَیَتَّبِعُ كُلَّ شَیۡطَـٰنࣲ مَّرِیدࣲ # كُتِبَ عَلَیۡهِ أَنَّهُۥ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُۥ یُضِلُّهُۥ وَیَهۡدِیهِ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلسَّعِیرِ﴾ لكن المضلين وإن كثر وزاد أتباعهم فلن يضروا دين الله قال تعالى لخير خلق الله ﷺ: ﴿قُلۡ إِن ضَلَلۡتُ فَإِنَّمَاۤ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفۡسِیۖ ﴾ أي إن ضللت عن الهدى فسلكت غير طريق الحق فضرر ضلالي إنما هو على نفسي. ثم قال بعدها: ﴿وَإِنِ ٱهۡتَدَیۡتُ فَبِمَا یُوحِیۤ إِلَیَّ رَبِّیۤ إِنَّهُۥ سَمِیعࣱ قَرِیبࣱ ﴾ ولذلك فإنه لا يسلم من الضلال إلا من لزم شرع الله واقتفى أثر رسول الله ﷺ  ولم يحد عنه أبدا لا ينتمي لجماعة غير جماعة المسلمين ولا لحزب غير حزب الله المؤمنين ولا يميل لهوى يخالف أمر الله ممتثلا ما أمر الله فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ:  ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللُه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطًّا ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ» ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: «هَذِهِ سُبُلٌ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [رواه أحمد، والدارمي، وصححه العلامة ابن باز]. والتوفيق والخِذْلان بيد الله وحده قال سبحانه: ﴿مَن یَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن یُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ وَلِیࣰّا مُّرۡشِدࣰا﴾ ومن علم الله أنه يصلح للهداية هداه ثم منَّ عليه فاجتباه ومن سوى ذلك فالله أعلم بما أغواه: ﴿إنَّ رَبَّكَ هو أعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وهو أعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ﴾ ولا يملك الهداية غير الله فألحوا عليه واطلبوها والتمسوا أسبابا لها فالتزموها وإن للغواية مسالك فاجتنبوها ولا تحقروا منها شيئا فالضلال عن طريق الهداية وإن قلّ فإنه أمر جلل فبه خسارة الدنيا والآخرة. والإنسان لا يخرج من دين الله فجأة وإنما للضلال خطوات وكم من زائغ ضل بكلمة أحارت عقله وخلخلت عقيدته وبدلت حاله فأضلته عن سبيل الله والمعافى من هداه الله: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَمَن یَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن یُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُمۡ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِهِۦۖ وَنَحۡشُرُهُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ عُمۡیࣰا وَبُكۡمࣰا وَصُمࣰّاۖ مَّأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَـٰهُمۡ سَعِیرࣰا﴾    

 

 

 

 

الــــــــــخطبة الثانــــيـــة: الحمد لله الحميد المجيد وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين أما بعد: عباد الله: إذا رأيتم من ضل أو سمعتم خبره فاحمدوا الله على الهداية وسلوه العافية فإنه لا أحد أسوء حالا ممن أضله الله في قول أو فعل أ فكر أو اعتقاد فالضلال يحسن القبيح ويقبح الحسن: ﴿أَفَمَن زُیِّنَ لَهُۥ سُوۤءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنࣰاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ یُضِلُّ مَن یَشَاۤءُ وَیَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۖ﴾ يأبى أن يوحد الله من يعبد حجرا ويسجد لشجر  بل يعبد الحيوانات والحشرات ويعظم الموتى في قبورهم ويتقرب لهم ويستنكف عن شرع الله من انقاد بلجام وخطام للشيطان وأعوانه واستعبده هواه وعورضت النقول بالعقول وتمسك بالباطل راكبوه ونكف عن الحق سالكوه وقتل المسلم أخاه واستحل ماله ودمه وهو يتورع من دم ذباب في الحرم. فالحمد لله الذي هدانا وعافانا والحمد لله على نعمة الإسلام في بلد تقام فيه شعائر الله. وصلوا وسلموا رحمكم الله .............  
المرفقات

1647553301_خطورة الضلال على العقائد والأفكار.docx

المشاهدات 837 | التعليقات 0