خطوات في تربية الأولاد مستفادة من خطب بعض المشايخ الفضلاء
Abosaleh75 Abosaleh75
1445/02/23 - 2023/09/08 07:28AM
الخُطْبَةُ الأُولَى
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
عباد الله :إننا لعِلمنا بالمسؤوليَّة الكبيرة الملقاة على عاتقنا من تربية أولادنا وإنشائهم نشأة صالحة لا بدَّ لنا من اتباع خطوات مهمَّة نصَّ عليها القرآن، وتكلَّم بها الرسول الكريم، ومضى عليها في حياته، وفعلها الأنبياء والصالحون.
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
عباد الله :إننا لعِلمنا بالمسؤوليَّة الكبيرة الملقاة على عاتقنا من تربية أولادنا وإنشائهم نشأة صالحة لا بدَّ لنا من اتباع خطوات مهمَّة نصَّ عليها القرآن، وتكلَّم بها الرسول الكريم، ومضى عليها في حياته، وفعلها الأنبياء والصالحون.
فأول هذه الخطوات :وهو من أعظم المعونة ، بل أساس الأمر في هذا الباب ؛ اللجوء إلى الله بالدعاء ، فإن الأمر كله بيد الله ، التوفيق بيده وحده لا شريك له ، فلن يصلح ابنٌ ولن تصلح بنتٌ إلا إذا أصلحهما الله جل وعلا ؛ ولهذا يجب على الأبوين أن يعتنيا عنايةً دقيقة بأمر الدعاء للأبناء والاجتهاد في هذا الأمر والإلحاح على الله تبارك وتعالى فيه . ومن دعاء خليل الرحمن : { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ}[إبراهيم:40] ومن دعاء عباد الرحمن ما جاء في قوله: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}[الفرقان:74].، وزكريا عليه السلام لا يطلب الذرية فقط؛ بل يطلبها مع كونها طيِّبة صالحة: ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38]، ودعاء الوالد لولده من الدعاء المستجاب الذي يُرجى أن يتحقَّق بإذن الله عز وجل؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث دعوات مستجابات لا شكَّ فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد، ودعوة المسافر)))).
فالدعاء -عباد الله- مفتاح كل خير ، وأساس كل فضيلة في الدنيا والآخرة ؛ فلنكثر من الالتجاء إلى الله عز وجل بأن يصلح أبناءنا ، وأن يهديهم صراطه المستقيم ،
فالدعاء -عباد الله- مفتاح كل خير ، وأساس كل فضيلة في الدنيا والآخرة ؛ فلنكثر من الالتجاء إلى الله عز وجل بأن يصلح أبناءنا ، وأن يهديهم صراطه المستقيم ،
ثانيًا: من الخطوات غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في نفوس الأولاد: فمما يجب -بل هو أوجب شيء على الوالدين- أن يحرصوا كل الحرص على غرس العقيدة الصحيحة، وأن يتعاهدوها بالسقي والرعاية، كأن يعلّم الوالد أولاده منذ الصغر أن ينطقوا بالشهادتين، وأن يستظهروها، وينمي في قلوبهم محبة الله -عز وجل-، وأنّ ما بنا من نعمة فمنه وحده، ويعلمهم أيضًا أن الله في السماء، وأنه سميع بصير، ليس كمثله شيء، وأن ينمي في قلبه محبة نبيه محمد –صلى الله عليه وسلم-... إلى غير ذلك من أمور العقيدة.
ثالثا- التربية على الصلاة وسائر الواجبات
قال الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين تبعا له{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132]
وأثنى الله على نبيه إسماعيل عليه السلام :{ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 55]
وعَنْ عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : (( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)).)
وتعليمهم سائر الفرائض والواجبات وتعويدهم عليها كالصيام والعمرة وكذلك أمر البنات وتعويدهن على الحجاب والستر
رابعا: غرس القيم الحميدة والخلال الكريمة في نفوسهم؛ مِن صدق ووفاء واحترام وحسن خلق وطيب معشر وحُسن حديث وحبّ للعلم والعلماء وصبر وحِلم... وغيرها من الصفات الحميدة؛ فالطفل منذ نعومة أظفاره جوهرة لامعة، فمتى حرصت على هذه الجوهرة بقيت غالية وثمينة، ومتى أهملتها فقدت قيمتها ولمعانها، وأصبح من الصعب إعادتها إلى ما كانت عليه.
ويدخل في ذلك تنشئتهم على الآداب الإسلامية وتدريبهم عليها؛ من آداب الأكل والشرب، وآداب النوم، وآداب الضيافة، وآداب المجلس، وآداب السلام، وآداب قضاء الحاجة، وآداب الجار، وتشميت العاطس، وغير ذلك، فمتى اعتادها في الصغر نشأ عليها في الكبر، وسهل عليه القيام بها، وسرّ الأب بها، وأثنى الآخرون على حسن تربيته. - قال علي بن المديني -رحمه الله- : توريث الأولاد الأدب، خيرٌ لهم من توريث المال، الأدب يكسبهم المال، والجاه والمحبة للإخوان، ويجمع لهم خيري الدنيا والآخرة
قال الله تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين تبعا له{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132]
وأثنى الله على نبيه إسماعيل عليه السلام :{ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 55]
وعَنْ عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : (( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)).)
وتعليمهم سائر الفرائض والواجبات وتعويدهم عليها كالصيام والعمرة وكذلك أمر البنات وتعويدهن على الحجاب والستر
رابعا: غرس القيم الحميدة والخلال الكريمة في نفوسهم؛ مِن صدق ووفاء واحترام وحسن خلق وطيب معشر وحُسن حديث وحبّ للعلم والعلماء وصبر وحِلم... وغيرها من الصفات الحميدة؛ فالطفل منذ نعومة أظفاره جوهرة لامعة، فمتى حرصت على هذه الجوهرة بقيت غالية وثمينة، ومتى أهملتها فقدت قيمتها ولمعانها، وأصبح من الصعب إعادتها إلى ما كانت عليه.
ويدخل في ذلك تنشئتهم على الآداب الإسلامية وتدريبهم عليها؛ من آداب الأكل والشرب، وآداب النوم، وآداب الضيافة، وآداب المجلس، وآداب السلام، وآداب قضاء الحاجة، وآداب الجار، وتشميت العاطس، وغير ذلك، فمتى اعتادها في الصغر نشأ عليها في الكبر، وسهل عليه القيام بها، وسرّ الأب بها، وأثنى الآخرون على حسن تربيته. - قال علي بن المديني -رحمه الله- : توريث الأولاد الأدب، خيرٌ لهم من توريث المال، الأدب يكسبهم المال، والجاه والمحبة للإخوان، ويجمع لهم خيري الدنيا والآخرة
خامسا: الحرص على تحفيظهم كتاب الله -عز وجل-: فهذا العمل من أجلّ الأعمال التي يمكن أن يقوم بها الوالدان؛ فالاشتغال بحفظ القرآن والعمل به اشتغال بأعلى المطالب وأشرف المواهب، ثم إن فيه حفظًا لأوقاتهم وحماية لهم من الضياع والانحراف، فإذا حفظوا القرآن أثَّر ذلك في سلوكهم وأخلاقهم، وفجر ينابيع الحكمة في قلوبهم أوصى الشَّافِعِي تِلْمِيذَهُ الرَّبِيع بنُ سُلَيْمَان رحمهما الله:
(وإذا أردت صلاح قلبك، أو #ابنك، أو أخيك، أو من شئت صلاحه، فأودعه في رياض #القرآن، وبين صحبة القرآن، سيصلحه الله، شاء أم أبى -بإذنه تعالى).…. و قال السيوطي -رحمه الله- : تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام،. وقال البخاري -رحمه الله- في صحيحه : بَابُ تَعْلِيمِ الصِّبْيَانِ القُرْآنَ.
ثم ساق أثر ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول - مفتخرًا بما مَنّ الله عليه -: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَقَدْ قَرَأْتُ المُحْكَمَ.
(وإذا أردت صلاح قلبك، أو #ابنك، أو أخيك، أو من شئت صلاحه، فأودعه في رياض #القرآن، وبين صحبة القرآن، سيصلحه الله، شاء أم أبى -بإذنه تعالى).…. و قال السيوطي -رحمه الله- : تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام،. وقال البخاري -رحمه الله- في صحيحه : بَابُ تَعْلِيمِ الصِّبْيَانِ القُرْآنَ.
ثم ساق أثر ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول - مفتخرًا بما مَنّ الله عليه -: تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ، وَقَدْ قَرَأْتُ المُحْكَمَ.
سادسا:تربيتهم بالقدوة
تعتبر القدوة من أهم وأبرز ما يعين على غرس الصلاح والاستقامة في نفوس الأبناء فالولد يَفتح عينيه على أبويه، ومنهما يأخذ طريقتَه في الحياة، وأسلوبه في العيش، وعلى خطاهما يَسير، وهو في مراقبة مستمرة لهم صباحًا مساء وفي كل آن. وما كان من انحراف في الأمم السَّابقة إلَّا بسبب فَساد مبدأ القدوة عند الوالدين، فها هم قوم نوح عليه السلام يصدون عن سبيل الله، وما عذرهم؟ وما سبب ذلك الصدود؟ ﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴾ [المؤمنون: 24] فأكثر ما يكون سببًا في انحراف الأولاد هو انحِراف الوالدين، أو أحدهما؛ فكذب الأب يعني كذب الولد، وارتكاب المعاصي من قِبل الوالدين يعني ارتكاب الأولاد للمعاصي، وهكذا، وفي المقابل تديُّن الوالدين، وحُسن خلقهما سبَبٌ رئيس لصلاح الأولاد
سابعا:- اختيار الأصحاب لأبنائهم ومعرفة مَن يجالسون
قال الغزالي -رحمه الله- : وَأَصْلُ تَأْدِيبِ الصِّبْيَانِ الْحِفْظُ مِنْ قُرَنَاءِ السُّوءِ.
وقد بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أثر الرفيق والصاحب إيجابًا وسلبًا في حديث أَبِي مُوسَى -رضي الله عنه- ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، قَالَ: (( إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ، وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً )).
تعتبر القدوة من أهم وأبرز ما يعين على غرس الصلاح والاستقامة في نفوس الأبناء فالولد يَفتح عينيه على أبويه، ومنهما يأخذ طريقتَه في الحياة، وأسلوبه في العيش، وعلى خطاهما يَسير، وهو في مراقبة مستمرة لهم صباحًا مساء وفي كل آن. وما كان من انحراف في الأمم السَّابقة إلَّا بسبب فَساد مبدأ القدوة عند الوالدين، فها هم قوم نوح عليه السلام يصدون عن سبيل الله، وما عذرهم؟ وما سبب ذلك الصدود؟ ﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ ﴾ [المؤمنون: 24] فأكثر ما يكون سببًا في انحراف الأولاد هو انحِراف الوالدين، أو أحدهما؛ فكذب الأب يعني كذب الولد، وارتكاب المعاصي من قِبل الوالدين يعني ارتكاب الأولاد للمعاصي، وهكذا، وفي المقابل تديُّن الوالدين، وحُسن خلقهما سبَبٌ رئيس لصلاح الأولاد
سابعا:- اختيار الأصحاب لأبنائهم ومعرفة مَن يجالسون
قال الغزالي -رحمه الله- : وَأَصْلُ تَأْدِيبِ الصِّبْيَانِ الْحِفْظُ مِنْ قُرَنَاءِ السُّوءِ.
وقد بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أثر الرفيق والصاحب إيجابًا وسلبًا في حديث أَبِي مُوسَى -رضي الله عنه- ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، قَالَ: (( إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ، وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً )).
أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ الله تعالى لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أَمَّا بَعْدُ:
عباد الله : ومن الخطوات في تربية الاولاد وهو الثامن: العدل بينهم؛ لأنَّ العدل يدفع الكثيرَ من السلوك السيِّئ الذي يُخشى على الأولاد منه، فبسبب الظُّلم تنشأ الأخلاق السيِّئة، وتنشأ التصرُّفات الغريبة؛ ولذلك كان حرص النبي صلى الله عليه وسلم ملحوظًا في التحذير من الظلم بين الأولاد، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما: أن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني نحلتُ ابني هذا غلامًا، فقال: ((أكلَّ ولدك نحلتَ مثله؟))، قال: لا، قال: ((فارجعه)).
وصرَّح بالأمر بالعدل بين الأولاد؛ كما في روايةٍ أخرى للحديث السابق، فقال: ((فاتَّقوا الله واعدِلوا بين أولادكم))
تاسعا: الجلوس مع الأولاد في المنزل: فمما ينبغي للأب -مهما كان له من شغل- أن يخصص وقتًا يجلس فيه مع الأولاد؛ يؤنسهم فيه، ويسليهم، ويعلمهم ما يحتاجون إليه؛ لأن اقتراب الولد من أبويه ضروري جدًّا، وله آثاره الواضحة، فهذا أمر مجرب، فالآباء الذين يقتربون من أولادهم ويجلسون معهم ويمازحونهم يجدون ثمار ذلك على أولادهم، حيث تستقرّ أحوال الأولاد، وتهدأ نفوسهم، وتستقيم طباعهم.
وصرَّح بالأمر بالعدل بين الأولاد؛ كما في روايةٍ أخرى للحديث السابق، فقال: ((فاتَّقوا الله واعدِلوا بين أولادكم))
تاسعا: الجلوس مع الأولاد في المنزل: فمما ينبغي للأب -مهما كان له من شغل- أن يخصص وقتًا يجلس فيه مع الأولاد؛ يؤنسهم فيه، ويسليهم، ويعلمهم ما يحتاجون إليه؛ لأن اقتراب الولد من أبويه ضروري جدًّا، وله آثاره الواضحة، فهذا أمر مجرب، فالآباء الذين يقتربون من أولادهم ويجلسون معهم ويمازحونهم يجدون ثمار ذلك على أولادهم، حيث تستقرّ أحوال الأولاد، وتهدأ نفوسهم، وتستقيم طباعهم.
عاشرا: عدم استعجال النتائج في التربية: فعلى الوالد -إذا بذل مستطاعه لولده وبيّن له وحذّره ونصح له واستنفد كل طاقته- أن لا يستعجل النتائج، بل عليه أن يصبر ويصابر ويستمر في دعائه لولده وحرصه عليه؛ فلربما استجاب الولد بعد حين وادَّكر بعد أمة.
الحادي عشر: استشارة من لديه خبرة بالتربية من العلماء والدعاة والمعلمين والمربين، ممن لديهم خبرة في التربية وسبر لأحوال الشباب وتفهم لأوضاعهم وما يحيط بهم وما يدور في أذهانهم، فحبذا استشارتهم والاستنارة برأيهم في هذا الصدد، فهذا الأمر يعين على تربية الأولاد. عباد الله :هذه خطوات ، ولَمحات مقتضبة، في تربية الآباء والأمَّهات، للأبناء والبنات، نسأل اللهَ تعالى أن يصلح أبناءَ المسلمين، وأن يكتب الخيرَ في كلِّ بيت من بيوت المسلمين.
ثم وصلُّوا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب:٥٦] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) .
الحادي عشر: استشارة من لديه خبرة بالتربية من العلماء والدعاة والمعلمين والمربين، ممن لديهم خبرة في التربية وسبر لأحوال الشباب وتفهم لأوضاعهم وما يحيط بهم وما يدور في أذهانهم، فحبذا استشارتهم والاستنارة برأيهم في هذا الصدد، فهذا الأمر يعين على تربية الأولاد. عباد الله :هذه خطوات ، ولَمحات مقتضبة، في تربية الآباء والأمَّهات، للأبناء والبنات، نسأل اللهَ تعالى أن يصلح أبناءَ المسلمين، وأن يكتب الخيرَ في كلِّ بيت من بيوت المسلمين.
ثم وصلُّوا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب:٥٦] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) .