خَطَرَ الْمُخَدِّرَاتِ وَمِنْ أَخْطَرِهَا مَادَّةُ الشَّبُو

محمد البدر
1444/06/11 - 2023/01/04 23:35PM

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزلامُ رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَّيطَانِ فَاجتَنِبُوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ(90)إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيطَانُ أَن يُوقِعَ بَينَكُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغضَاءَ في الخَمرِ وَالمَيسِرِ وَيَصُدَّكُم عَن ذِكرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَل أَنتُم مُنتَهُون﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾.وَقَالَﷺ«كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَقَالَﷺ:«مُدْمِنُ الْخَمْرِ إِنْ مَاتَ، لَقِيَ اللَّهَ كَعَابِدِ وَثَنٍ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ:«كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، إِنَّ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ»قَالُوا:يَا رَسُولَ اللهِ،وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ قَالَ:«عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ»أَوْ«عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَقَالَﷺ:«الْخَمْرُ أُمُّ الْخَبَائِثِ فَمَنْ شَرِبَهَا لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ وَهِيَ فِي بَطْنِهِ مَاتَ مَيْتَةً جَاهِلِيَّةً»حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.وَقَالَﷺ:«لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْني وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.وَقَالَﷺ«لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقال شَيْخُ الإِسْلاَم ابْنُ تَيْمِيَةَ-رَحِمَهُ اللهُ:إن الحشيشة حرامٌ يحدُّ متناولها كما يُحَدُّ شارب الخمر، وهي أخبث من الخمر من جهة انها تفسد العقل والمزاج، حتى يصير في الرجل تَخَنُّثٌ ودِياثة وغير ذلك من الفساد، وإنها تصد عن ذكر الله"مجموع الفتاوى]28 /339 [ومن أخطر أنواع المخدرات على الإطلاق وأشدها ضررا واسرعها إدماناً وأكثرها تسببا في ارتكاب الجرائم البشعة والمثيرة للغرابة مادة الشبو ،فهو من أكبر الأسباب الدافعة للجريمة والعنف والانتحار و القتل والاعتداء على الآخرين، والاغتصاب حتى للمحارم ،قَالَﷺ«الْخَمْرُ أُمُّ الْفَوَاحِشِ وَأَكْبَرُ الْكَبَائِرِ مَنْ شَرِبَهَا وَقَعَ عَلَى أُمِّهِ وَخَالَتِهِ وَعَمَّتِهِ»رَوَاهُ الطَّبرَانيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.لذلك فإن المخدرات بجميع أنواعها أخطر شيء مر على البشرية في هذا الزمان وهي شيء قليل مما يحمله أعداء السنة والتوحيد لهذه البلاد من حقد وحسد وغل ،فهم يبثون ويروجون هذه السموم من خلال استغلال ابنائه وشبابه،يريدون أن ينشأ جيلٌ لا عقل له ولا دين ،فالمخدرات كما يعلم الجميع تشكل خطراً يهدّد أمن وسلامة المجتمعات ويعوق تقدمها في كافة المجالات ويشل اقتصادها وتُشكل خطراً محققاً يجب الحذر منه وتوعية الناشئة من هذا الخطر المدمر ،لذلك حرم العلماء المخدرات؛وذلك لثبوت آثارها السلبية السيئة، ومضارها القاطعة اليقينية، ومخاطرها المحققة على الأفراد والمجتمعات البشرية.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ مادة الشبو تؤثر على سلوك متعاطيه كثيرا، فتكون تصرفاته عنيفة جداً ،وهي عبارة عن حبيبات كريستالية بيضاء، تنتمي لمجموعة الامفيتامينات،وتأتي على شكل بودرة أو كبسولات أو حبوب، ويتم تعاطيها عن طريق البلع أو الشم«الاستنشاق»أو الحقن، أو التدخين عبر استخدام أنابيب خاصة بها والشبو يشبه الملح الخشن ، وعادة ما تكون في شكل بلورات زجاجية أو شظايا زجاجية، أو في شكل مسحوق أبيض أو بني اللون ،وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة انتشار مادة الشبو بين الشباب والتي تعتبر من الأنواع الخطيرة جداً على الجسم وشديدة الضرر على الجهاز العصبي وعلى الأوعية الدموية والدماغ و تسبب تلف خلايا المخ ،إن مادة الشبو تجعل الشخص في حالة من الانحطاط النفسي والفكري والاجتماعي وتهيج الشخص وتظهر عصبيته المفرطة،وتسبب الكثير من المشاكل ويقوم متعاطوها باللجوء الى السرقة للحصول على المال من اجل اقتنائها ،وننصح كل الناس على مختلف أعمارهم من مادة الشبو المخدر ،ونحذرهم من التجربة فالتجربة تعنى الهلاك والإدمان من أول تجربة.

عِبَادَ اللَّهِ:لا بدّ من نشر الوعي وتكثيفِ التوعية بأضرار المسكرات والمخدّرات وأشدها خطرا وفتكاً مادة الشبو من خلال وسائل الاعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، ثم التكاتُف والتآزر بين أفراد المجتمع، كذلك تنمية الرقابةِ الذاتيّة بالإيمان بالله والخوف من اللهِ واللجوء إلى الله في قلوبِ الناس عامّةً والناشئة والشّباب خاصّة، وملءُ فراغ الشباب والناشئة بما ينفعُهم وينفعُ مجتمعَهم،ولا بدّ من تكاتفَ أفراد المجتمع مع الجهاتِ المختصة  بالتبليغ على المروّجين لمادة الشبو المخدر وعدم التهاون معهم فهو من واجبنا الديني والوطني للحفاظ على مجتمعنا من تلك الآفة الخطيرة ،والله الهادي إلى سواء السبيل .

عِبَادَ اللهِ:إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

 

المرفقات

1672864500_خَطَرَ الْمُخَدِّرَاتِ وَمِنْ أَخْطَرِهَا مَادَّةُ الشَّبُو.pdf

المشاهدات 4114 | التعليقات 2

الله يكتب اجرك  ياشيخ 

خطبة موفقة 


جزاك الله خيرا