خطر العين وسبل الوقاية منها.

خطر العين وسبل الوقاية منها !
الحمد لله ربِّ العالمين، الذي عليه المُعتمد، وإليه المُستند، ومِنه المُستمد، وهو القوي العزيز، وأشهد أنْ لا إله ولا رب لنا سواه سبحانه، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، أفضل مخلوقاته، وأكمل أحبابه، المبعوث رحمة للإنس والجان، فصلى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه المُقتدين به في كل حالاته، والتابعين لهم بإحسان في سلامة القلوب، وحُسْن العقيدة والعمل.
أما بعد، أيها الناس:
فاتقوا الله ربكم ــ جلَّ وعلا ــ بالحذَر مِن أذيَّة عباده المؤمنين، وإلحاق الضَّرر بهم في أنفسهم، أو أموالهم، أو أهليهم، بغير جُرم فعلوه، فقد قال سبحانه زاجرًا لكم ومُحذِّرًا: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا }.
في ذات يوم خرج النبي صلى الله عليه وسلم في سفر من المدينة إلى مكة، ومعه أصحابه الكرام رضي الله عنهم، وفي طريقهم قام أحد الصحابة رضي الله عنهم واسمه (سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ)، قام هذا الصحابي يغتسل فكشف عن شيء من جسده وبدأ يصب الماء عليه، فرآه أحد الصحابة رضي الله عنهم واسمه (عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ) رأى جسد سهل فنظر إليه وقال: (لَمْ أَرَ كاليومِ حُسْنَ شيءٍ ولا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ) أي ما رأيت جسدًا كهذا الجسد! وَكَانَ سهل رَجُـلًا أَبْيَضَ، حَسَنَ الْجِسْمِ، وَالْجِلْدِ، ومعنى ( وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ ): يعني: "الْمُخَدَّرَةُ الْمَكْنُونَةُ الَّتِي لَا تَرَاهَا الْعُيُونُ، وَلَا تَبْرُزُ لِلشَّمْسِ فَتُغَيِّرُهَا، يَعْنِي أَنَّ جِلْدَ سَهْلٍ كَجِلْدِ الْمُخَبَّأَةِ إِعْجَابًا بِحُسْنِهِ".
فعندما قال (عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ) هذه الكلمة سقط سهل على الأرض، فجاء الناس إليه وحملوه ووضعوه على الفراش، وهو لا يستطيع أن يحمل رأسه، فذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه بذلك، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (( هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ؟))، فقالوا يا رسول الله: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ وقال فيه كذا وكذا.
فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامِرًا، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وقال: (( عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ )) لماذا يذبح أحدكم أخاه؟ إذا رأى في أخيه ما يعجبه فليقل: تبارك الله، بسم الله، ما شاء الله، اللهم بارك له فيه، يذكر اسم الله.
ثم أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتسل، فاغتسل عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ وصبَّ عليه الماء، فأخذوا من الماء الذي صبَّه عامر على جسده، وصبّوه على جسد (سَهْـل بْن حُنَيْفٍ)، فعندما صبّوا الماء على رأسه وظهره قام وكأنه لم يكن به شيء.
ما الذي جرى يا ترى؟
وما الذي حصل؟
هذا يسمى في الشريعة الاسلامية بالعين، والعين كما قال صلى الله عليه وسلم: ((الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا ))[صحيح مسلم]، بل لخطورة العين قال صلى الله عليه وسلم: ((الْعَيْنُ تُدْخِلُ الرَّجُلَ الْقَبْرَ, وَالْجَمَلَ الْقِدْرَ ))، ومعنى (الْعَيْنُ تُدْخِلُ الرَّجُلَ الْقَبْرَ) أي: تقتله فيدفن في القبر، ومعنى (وَالْجَمَلَ الْقِدْرَ) أي: إذا أصابته مات أو أشرف على الموت فذبحه مالكه وطبخه في القدر.
ولذلك لو تصفحت كتاب الله تعالى ستجد أن القرآن الكريم تحدث عن خطورة العين وتأثيرها، فقال تعالى متحدثًا عن وصية نبي الله يعقوب (عليه السلام) لبنيّه عندما أرادوا السفر إلى مصر:﴿ وَقَالَ يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [يوسف: 67].
﴿ وَقَالَ يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾[،قال أهل التفسير: كان أولاد سيدنا يعقوب (عليه السلام) رجالًا لهم هيئة وصورة وجمال، فسيدنا يعقوب (عليه السلام) خاف عليهم من إصابتهم بالعين إذا دخلوا جماعة من طريق واحد، وهم أولاد رجل واحد، فأمرهم أن يتفرقوا في الدخول. فسيدنا يعقوب (عليه السلام) حذّر أولاده من خطورة العين وفعل أسباب الوقاية ولم يعتمد عليه بل اعتمد على الله عز وجل فقال:
(وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)
وفي آية أخرى تحدث القرآن الكريم عن وصف كفار قريش الذين أظهروا العداوة والبغضاء لرسولنا صلى الله عليه وسلم وحاولوا إصابته بالعين، فقال تعالى:﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴾[9]،أي لقد كاد كفار قريش من شدة عداوتهم وحسدهم لك يا محمد صلى الله عليه وسلم كادوا أن يصرعوك بأعينهم ويهلكوك، لكن الله حماك ووقاك من شرهم.
يقول ابن كثير (رحمه الله) وهو يفسر هذه الآية: " وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق، بأمر الله، عز وجل".
والعين ليست فقط إنسية، بل أحيانًا تكون جنّيّة، بمعنى أنه قد يصيبنا الجنُّ بالعين أحيانًا، ولذلك كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتعوذ من أعين الإنس والجَانِّ، حتى نزلت المعوذتان، فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا.
وكانت أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) تقول: (( كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنِي أَنْ أَسْتَرْقِيَ مِنَ الْعَيْنِ))
عباد الله!
العين حق! فينبغي علينا الحذر منه بفعل الأسباب والتوكل على الله من قبل ومن بعد ونعلم أن الحذر وفعل السبب لا ينافي أبدا التوكل على الله عز وجل بل هو من تمام التوكل عليه جل جلاله.
وقد كان صلى الله عليه وسلم من شدة حرصه على الأطفال وحتى يصرف العين عنهم بإذن الله تعالى ، كان يعوذهم بتعوذية عظيمة ؛ فيقول: أعيذُكُما بِكلماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ ، مِن كلِّ شيطانٍ وَهامَّةٍ ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ. فحلي بكل أم وكل أم أن يعوذوا أبناءهم بهذه التعويذة النبوية الجامعة الشاملة ولاسيما الأطفال من أبناءهم لأنهم لربما كانوا أكثر عرضة للإصابة بالعين، ربما لجهلهم بالأدعية والمعوذات، أو لجمالهم وحسن منظرهم، أو لأنهم في مرحلة الطفولة يلفتون الانتباه بحركاتهم وذكائهم ودعابتهم.
ومن فعل السبب كذلك أنه إذا كان طفلك جميلًا، أو فيه صفة جميلة، أو صاحب موهبة فلا تبالغ بإظهاره وتزيينه فضلا عن تصويره ونشره فعلا للسبب الذي أمرنا به.
أيها المسلمون!
لنعلم أن العين حق ولها تأثير بإذن الله تعالى على أطفالك، وأموالك، وممتلكاتك، وعلى صحتك، وجسدك، بل حتى على دينك فإن الرجل قد يصاب بالعين في تدينه أو في قرآنه أو في محافظته علي الصلاة؛ سُئل الإمام ابن عثيمين رحمه الله :
هل يُصاب الإنسان في دينه فينحرف بسبب العين؟
فأجاب: قد يُصاب الإنسان المتدين بالعين ويضيق صدره بالعبادة
أو يُصاب بالعين فينسى ما حفظ
أو يُصاب بالعين فيعجز أن يحفظ
قال فيها الرسول ﷺ
"لو سبق القَدر شيء لسبقته العين"..
وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله- : (العين تصيب الرجل في أخلاقه، وفي سعة صدره وانشراحه، وتصيبه في ذكاء عقله فيصاب بالجنون، والحاسد أحب إلي الشيطان من الساحر لأنه يؤذي الناس بدون شرط أو اتفاق مع الشيطان.)
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ، فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ ))
وأنا أقف اليوم محذرًا فأقول:
يا من تتفاخر وتبالغ في مدح أبنائك، وتذكر محاسنهم أمام الغرباء، وتنشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو تضعها كصورة شخصية أو على حالاتك اليومية ليراها الناس بلا حاجة.. تذكر أن العين حق!، فكم من طفل تغيرت حالته النفسية، ورفض الطعام والشراب، أو أصيب بالبكاء المستمر دون سبب واضح، وغيرها من العلامات التي تدل على إصابته بالعين.
يا من تنشرون أكلكم وشربكم وبيوتكم وما تملكون من متاع الدنيا على مواقع التواصل، وتتفاخرون بسياراتكم، وما منّ الله به عليكم أمام البشر.. تذكروا فإن العين حق!
ونبهوا نساءكم وأهليكم.. قولوا لهم محذرين: تتزينين وتتجملين وتخرجين إلى حفلات الزواج، والى المناسبات الأخرى، دون قراءة الأذكار وتظهرين جمالك ومفاتنك أمام العيون دون أي تحصين.. ألا تعرفين أن العين حق، فكم من امرأه بسبب العين لازمت الفراش؟، وكم من فتاة بسبب العين تمرضت وأصبحت تحت التراب؟.
عبد الله! تنبه يرحمك الله
فلربما أنت من تصيب نفسك ومالك وعائلتك بالعين، فإياك من المبالغة بالإعجاب وإياك أن يكون إعجابك من غير دعاء بالبركة وذكر الله عز وجل!
فقد يحسد الإنسان نفسه ويصيبها بالعين، قال ابن القيم: وقد يعين الرجل نفسه. انتهى.
والتحرز من ذلك يكون بالدعاء بالبركة وإدامة شكر الله على نعمه واستحضار أنها محض فضل من الله تعالى، قال صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق. صححه الألباني.
فالعين حق أيها الناس فاستعيذوا بالله منها وعوذوا أبنائكم وأهليكم وأرحامكم... أعاذني الله وإياكم من كل عين لامة ومن كل شيطان وهامة ومن شر ما خلق! أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:
هناك أمور ينبغي أن أنبه عليها:
أولًا: ينبغي للمسلم أن يعتقد اعتقادًا جازمًا أن النفع والضر بيد الله وحده، وليعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوه بشيء لا ينفعوه إلا بشي قد كتبه الله له، ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء لا يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه، وإن حذره من العين يكون بفعل الأسباب المشروعة من أذكار الصباح والمساء والتوكل على الله عز وجل وليس بالقلق والخوف فإن الله خيرٌ حافظا وهو أرحم الراحمين!
ثانيًا: ينبغي للمسلم أن يترك الوسواس جانبًا، وعليه أن يأخذ بالأسباب؛ لأن بعض الناس جعل كل شيء يصيبه بسبب العين، فتراه إذا خَسِرَ في تجارته قال هذا بسبب العين، واذا احترق بيته أو محله قال هذا بسبب العين، واذا انقلبت سيارته قال هذا بسبب العين، واذا فشل في دراسته قال هذا بسبب العين، واذا تأخر زواج ابنته قال هذا بسبب العين، وهذا أكثر ما تجده عند النساء، فينبغي للمسلم أن يأخذ بالأسباب ويترك الوسواس جانبًا فإن الوسواس من الشيطان الرجيم أعاذني الله وإياكم منه، توكل على الله، أحسن الظن بالله، إذا شعرت بأنك مصاب بالعين أو فارقِ نفسك بالمعوذتين والإخلاص وسورة الفاتحة وآية الكرسي وخواتيم البقرة اقرأ وانفث وامسح على جسدك واطمئن بأن الله سيكفيك أليس الله بكافي عبده!؟
ثالثًا: فلنتق الله جميعا ولنكثر من الذكر والدعاء بالبركة عندما نرى ما يعجبنا فأنت ترى سيارته، ابنه، بيته، ذكاءه، ماله.. فيعجبك ما ترى قل اللهم بارك لا بد للمسلم إذا رأى ما يعجبه في نفسه وماله وأهل بيته أن يقول: بسم الله، ما شاء الله، تبارك الله، وليعوّد لسانه على هذه الكلمات، ألا تذكروا قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف التي نقرأها في كل جمعة، عندما قال الله عنه: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ﴾ [الكهف: 39]، فهو لو قال هذه الكلمات ( ما شاء الله لا قوة الا بالله) لما أصابها شيء.
ولذلك قال ابن كثير (رحمه الله) في تفسيره لهذه الآية وهو ينقل عن بعض السلف: " مَنْ أَعْجَبَهُ شَيْءٌ مِنْ حَالِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ وَلَدِهِ، فَلْيَقُلْ: ( مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ)". فمن قاله فإنه لا يصيبه شيء بإذن الله.
ويقول الامام مالك (رحمه الله): ينبغي لكل من دخل منزله أن يقول: ( مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ)، وقال بعض السلف: رأيت على باب وهب بن منبه مكتوبا "ما شاء الله لا قوة إلا بالله"
وقال ابن القيم (رحمه الله): " ومما يدفع به إصابة العين قول: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله)، روى هشام بن عروة، عن أبيه، أنه كان إذا رأى شيئا يعجبه، أو دخل حائطا من حيطانه، قال: (ما شاء الله، لا قوة إلا بالله) "
فعلى المسلم أن يعوّد لسانه على ذكر اسم الله، فإذا رأى ما يعجبه في ولده أو ابنته الجميلة أو في ماله، أو سيارته، أو في بيته فليقل بسم الله ما شاء الله لا قوة الا بالله.
حتى وإن رأيت أخاك في حالة جميلة، وسيارته جديدة، وهيئته طيبة، وبيته جميلًا، فادع له بالخير والبركة، وقل بسم الله ما شاء الله لا قوة الا بالله، كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ )) حتى لا تكون سببًا في أذيته، وذهاب صحته وعافيته وماله.
فإياك أن تضر غيرك فتأثم أيما إثم ولربما سلط الله عليك من يضرك كما ضريت غيرك فإن الجزاء من جنس العمل نسأل الله العافية والسلامة.
فليعوذ كل مسلم أولاده وأهله من العين والحسد، وليحافظ على أذكار الصباح والمساء، وعلى قراءة سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس، ثلاث مرات في الصباح وثلاث مرات في المساء فهي حصن لك من كل شيء بإذن الله تعالى.
هذا واعلموا رحمكم الله أن مما يساعد على درء الحسد والعين بإذن الله تعالى‏ أن لا تخبروا الناس "بكل شيء جميل تملكونه أو ستفعلونه"
ليس الجميع لديهم حسن النوايا..
"الفرحة .. النعمة .. الصحة .. السعادة"
ليس كل شيء يُحكى..
وليس كل شيء كما كتبته يُقرأ
وفي الأثر :
"استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود"
وأخيرا وليس آخرا ليس من الوقاية من العين أن تترك العمل والجد والاجتهاد أو تترك تلذذك بمتاع الحياة بحجة خوفك أن يصيبك أحدهم بعينه فهذا والله من ضعف التوكل على الله؛ بل افعل الأسباب وتلذذ بكل ما يسر الله لك وتذكر أنه كما أن العين حق فكذلك فإن الله خيرا حافظا وهو أرحم الراحمين وهو عز وجل الحفيظ العليم..
ألا وصلوا وسلموا – رحمكم الله على النبي المصطفى، والرسول المجتبى، كما أمركم بذلك ربكم جل وعلا، فقال تعالى قولاً كريماً ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ اللهم صلي وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، وارض اللهم عن خلفائه الأربعة، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر صحابة نبيك محمد.
اللهم من كان منا معيونا فأبطل عينا أصابته اللهم بقدرتك على كل شيء بأنك أنت الشافي المعافي نسألك أن تعافي كل معيون منا وأن تشفيه من عين أصابته في جسده أو ماله أو أهله أو رزقه أو علمه أو عمله اللهم أعذنا من شر حاسد إذا حسد اللهم اكفنا شر كل ذو عين وحسد وشر اللهم نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم اللهم اكفنا شر الأشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار اللهم وفقنا للمحافظة على أذكار الصباح والمساء اللهم أعذنا أن نضر مسلما بأعيننا اللهم طهر قلوبنا من الحسد والغل اللهم أصلح أحوال المسلمين وأدم على بلادنا نعمة الدين والإيمان والأمن والأمان وعم بها جميع أوطان المسلمين اللهم وفق ولي أمرنا وولي عهده لكل خير اللهم انج المستضعفين من المؤمنين في فلسطين والسودان وفي كل مكان اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وأسعدنا واجمعنا في جناتك جنات النعيم..
 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المرفقات

1744319077_خطر العين وسبل الوقاية منها !-1.pdf

المشاهدات 489 | التعليقات 0