خطر الاستهزاء – تعظيم شعائر الله

محمد البدر
1436/09/09 - 2015/06/26 08:38AM
[align=justify]الخطـبة الأولـى :
أما بعد : قال تعالى : { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } [الحج:32]
وجوب تعظيم الله وتوقيره وتعظيم شعائره وكذا تعظيمِ نبيه صلى الله عليه وسلم وتوقيرهِ فإن ذلك من لوازم الإيمان قال تعالى {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} .
ومنها وجوب تعظيم القرآن الكريم واحترامه لأنه كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على نبينا صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته وقد وصفه الله بالعظمة والكرم وأمر بالإيمان به وتدبره والعمل به وتعظيم ما فيه من الشعائر .
عباد الله :يجب علينا أن نربي أبناءنا على احترام وتعظيم وتوقير كتاب ربنا جل وعلى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ،فقد يقع من بعض الأطفال والمراهقين تقطيع بعض المصاحف أو العبث بها ونحو ذلك من الأفعال المشينة الدالة على سوء التربية في الغالب فيجب زجرهم والأخذ على أيديهم ومعاقبتهم .
وكذلك يوجد من الناس من يسخر بما فيه من العقائد والأحكام والآداب ويعدها مصادمِة للحرية وتخلفاً ورجعية والله المستعان.
عباد الله :ويجب علينا احترام سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمها وتوقيرها فهي وحي من الله كما قال تعالى { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى } .
عباد الله :إن الاستهزاء بالله أو برسول الله صلى الله عليه وسلم أو بشيءٍ من شرائع الإسلام وأحكام الدين ردةٌ عن الإسلام وجريمةٌ عظمى ومصيبةٌ كبرى لا تصدُر من قلبٍ مؤمن ، فوجود هذا الاستهزاء دليلٌ على الكفر وذهاب الإيمان ؛ ولهذا قال الله تعالى في سورة التوبة - التي تسمى الفاضحة لأن الله سبحانه وتعالى فضح فيها المنافقين وهتك أستارهم وكشف عن مخازيهم - يقول الله عز وجل : { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66) } ؛ إنَّه الإجرام الفظيع والتعدي الشنيع أن يتطاول إنسان خَلَقه الله عز وجل ومنَّ عليه بالسمع والبصر والفؤاد والحواس فيتلفظ لسانه تطاولاً على الله رب العباد ، أو تطاولاً على شرع الله عزَّ وجل ، أو تهكماً واستهزاءً برسوله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم ، أو تعدِّياً على شيءٍ من شرع الله وأحكام الله ،أوالاستهزاء بمن تمسك بالسنة في المظهر والملبس والمأكل ..إلخ أين عقل هذا الإنسان ؟!أين فكره ؟!أين وعيه ؟!أين معرفته ؟!.
يقول صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري : ( وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ ) .
عباد الله :ويجب علينا احترام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحريم تنقصهم وسبهم فأنهم حملة الدين ونقلته فالطعن فيهم وتنقصهم معناه عدم الثقة بالدين كله قَالَ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابي. فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْل أُحُدٍ ذَهَباً، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَه» متفق عليه .
وكذلك : وجوب توقير علماء السنة فحفظ مكانتهم وتوقيرهم ومحبتهم هو من تعظيم الشريعة التي يحملونها وَإنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ ، وَإنَّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يَوَرِّثُوا دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً وَإنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ ولا يجوز تنقصهم و لا ازدراؤهم ولا إساءة الظن بهم او تزهيد الناس عنهم .
أقول قولي هذا …
الخطـبة الثانيـــة :
أما بعد :عباد الله : قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } [التحريم:6] .
وفي ظل وجود مثل هذه الآفة ( الاستهزاء بالدين وأهله)من أناسٍ هم من بني جلدتنا ومن أبناء المسلمين وفي ديار المسلمين تتأكد المسئولية ويعظم الواجب في توعية الأبناء وحفظ النشء من هذه الآفة.
وإنه - ياعبادالله -لخطرٌ عظيم يداهم أبناء المسلمين من هنا وهناك من خلال وسائل انفتحت على الناس فجرَّت بلاءً عظيما وشراً مستطيرا ؛ يجلس الواحد من أبناء المسلمين مع ضعفٍ في العلم وقلةٍ في الفهم وعدم بصيرةٍ بالاعتقاد يجلس أمام قنوات فضائية مسمومة ومواقع في الشبكة العنكبوتية موبوءة يسمع لهذا ويقرأ لذاك ، ثم مع الاستماع والقراءة يحصل مثل هذا التمرد والانحلال ؛ مما يتطلب - عباد الله - منَّا أجمعين أن نحرص على صيانة أنفسنا وأبناءنا وبناتنا بتسليحهم بالاعتقاد الصحيح والإيمان الراسخ والصلة العظيمة بالله تبارك وتعالى ، وأن نحذِّرهم أشد الحذر من تلك المواقع وتلك القنوات التي تبثُّ السموم وتنشر المجون والكفر والإلحاد ، يجب علينا -عباد الله - أن نتقي الله عزَّ وجل في أنفسنا وأهلينا وأولادنا وأن نحرص على رعايتهم وصيانتهم من تلك الآفات العظيمة والبلايا الجسيمة .
الاوصلوا عبادالله .....
[/align]
المشاهدات 2320 | التعليقات 1

جزيت خيرا وفضلا شيخ محمد على نشاطك وتفاعلك وكتاباتك لا حرمك الله الأجر والمثوبة.