خطبه عن مراقبة الله تعالى

عبدالله عوض الأسمري
1444/03/23 - 2022/10/19 21:17PM

 

                           خطبة عن مراقبة الله تعالى

                                       

 الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم  وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب 71,72

حديثنا اليوم عن خلق عظيم من أخلاق الإسلام ومقام جليل من مقامات الدين وما أحوج البشرية إلى هذا المقام في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن صباحاً ومساءً أتدرون ما هو هذا المقام العظيم أنه مراقبة

الله عز وجل في السر والعلن وهو مقام الإحسان " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " . وهو أن يكون العبد على علم ويقين وثقه أن الله تعالى ينظر إليه صباحاً ومساءً سامع كلامه مطلع على ظاهره وباطنه عالم سره وعلانيته لا يخفى عليه شيء من أقواله وأفعاله , لا يغيب عنه شيء من أحواله وخواطره – فهو سبحانه وتعالى العليم الخبير السميع البصير الرقيب الشهيد " "يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير " الحديد4 " .

         أن مراقبة الله عز وجل في السر والعلن دليل على قوة إيمان العبد

بالله عز وجل وباسمه الرقيب فهو الرقيب الذي لا يغيب عنه شيء من أمور خلقه  الحفيظ الذي لا يغفل , الحاضر الذي لا يغيب , العليم الذي لا يعزب ولا يخفى عليه مثقال ذرة من أحوال خلقه يرى أحوال العباد ويحصي أعمالهم ويحيط بما في صدورهم فهو مطلع على الضمائر شاهد على السرائر يعلم ويرى ولا يخفى عليه السر والنجوى " أن الله كان عليكم رقيباً " النساء 1 .

نعم أنه الرقيب سبحانه على عباده الذي لا فرق عنده بين الظاهر والباطن ولا بين السر والعلانية ولا يخفى على سمعه شيء ولا يغيب على بصره شيء .

قال تعالى " ألم ترى أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدني من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة أن الله بكل شيء عليم " المجادله 7

وقال سبحانه " وأسروا قولكم أو أجهروا به أنه عليم بذات الصدور " الملك 13 . 

 –أن مراقبة الله في السر والعلن من أسمى مقامات الدين وأعلى منازله فهو تفسير لمعنى الإحسان الذي هو أعلى درجات الدين وأفضل مراتب ومنازل العبودية بل هو حقيقتها وروحها وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك كما ثبت حديث جبريل المشهور حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما الإحسان ؟ فقال " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " متفق عليه .

      ومعنى الحديث " تعبد الله كأنك تراه " أي أن تحسن عملك الذي أمرك به ربك سبحانه وتعالى كأنك تراه بقلبك وهو ينظر إليك فتكون حاضر الذهن والقلب في عبادتك لله تعالى من صلاة وغيرها كما لو كنت تشاهد ربك سبحانه وتعالى فتستحضر عظمته وجلاله وكماله فيزدك ذلك خضوعاً له سبحانه و خشوعاً له تعالى ومعنى " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " أي فإن لم تستطع أن تبلغ بعبادتك إلي مستوى من يعبد الله كأنه يراه فالدرجة الثانية  أن تعبد الله وأنت على يقين أنه مطلع عليك ناظر إليك يعلم ويستمع ويبصر أقوالك وأفعالك فهنيئاً لمن يصل إلي هذه المقامات العظيمة انها تجعل المسلم والمؤمن مجتهداً في طاعة الله تاركاً للمعاصي محسناً في عباداته محسناً مع الناس القريب والبعيد لا يأتي المحرمات ولا يعتدي على الناس بأقواله وأفعاله لعلمه أن الله  يراه ويسمعه في كل وقت نسأل الله الرقيب علينا جميعا ان يرزقنا مراقبته في السر والعلن انه ولي ذلك والقادر عليه  اقول ماسمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم

انه هو الغفور الرحيم

 

                        الخطبة الثانية :

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على محمد واله وصحبه وسلم

أين الذين لا يصلون صلاة الجماعه  في المساجد من مراقبة الله  أين الذين ينظرون إلي الحرام في الاسواق والشاشات من مراقبة الله أين الذين يسمعون الحرام من مراقبة الله أين الذين يأكلون الحرام من مراقبة الله  أين الذين يمشون ويسافرون لشرب الخمر والزنا من مراقبة الله , أين الذين يتكلمون بألسنتهم في الغيبة والنميمة وغيرها من مراقبة الله , أين الذين يقطعون الأرحام ويعقوا والديهم وأقاربهم من مراقبة الله اين واين واين .. ........ الخ

              إذا ما خلوت الدهر يوم

                          فلا تقل خلوت لكن قل عليٌ رقيب

أن مراقبة الله صمام الأمان في أداء الأوامر وترك المعاصي وخاصة كبائر الذنوب نسأل الله أن يرزقنا مراقبته سبحانه وتعالى كأننا نراه فإن لم نكن نراه فإنه يرانا اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا وأمور المسلمين لما يرضيك

اللهم ارزقهم البطانه الصالحه وابعد عنهم بطانة السوء الفاسده

يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

المشاهدات 627 | التعليقات 0