خطبه عن محمد صلى الله عليه وسلم

عبدالله عوض الأسمري
1442/03/12 - 2020/10/29 14:26PM

                                    بسم الله الرحمن الرحيم

                خطبة عن سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  

الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم  وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب 70,71

 

نتحدث اليوم عن شيئاً من سيرة نبينا وخليلنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم الذي تحن له القلوب وتطيب به النفوس وتقر به العيون وتشتاق له القلوب فقد ولد الرسول صلى الله عليه وسلم في أسرة عريقة فهو من بني هاشم أشرف العرب ويعود نسبه إلي إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة السلام وقد كان مولد محمد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين من شهر ربيع الأول من عام الفيل وهذا العام الذي غزا فيه أبرهة الأشرم وجيشه مكة المكرمة لهدم الكعبة المشرفة ولقد توفي والد رسول الله عليه الصلاة والسلام عبدا لله والنبي في بطن أمه وقد ذكرت بعض الروايات أن أمه آمنة لم تجد في حملها ما تجده النساء من ألم الولادة بل كان حملاً سهلاً يسيراً ولما وضعته خرج منها نور أضاء ما بين المشرق والمغرب وقد ولد يتيماً عليه الصلاة والسلام وكان من عادة العرب أن يضعوا أولادهم عند ولادتهم إلي مرضعات حتى يبعدوهم عن الأمراض وليتعلموا لغة العرب وأعطته المرضعة حليمة السعدية وقد رأت حليمة بركة في هذا الطفل محمد عليه الصلاة والسلام وتبدل حياة حليمة من فقر ومشقة إلي غنى وسعة فكثرت الغنم وكثر حليبها وعندما بلغ النبي عليه الصلاة والسلام ست سنوات توفيت أمه آمنة فعاش في رعاية جده عبد المطلب وكان يردد كثيراً أن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم ثم توفي عبد المطلب وأصبح تحت رعاية عمه أبو طالب وقام به خير قيام وقد رعى عليه الصلاة والسلام الغنم ثم اتجه للعمل في التجارة وعرف عنه الصدق والأمانة والأخلاق والحكمة وكان مبتعداً عن ما يعمله الجاهلين من شرب الخمر وعبادة الأصنام واللهو والغناء وكل المعاصي وأشتهر عليه الصلاة والسلام بمساعدة المحتاجين والإحسان للجيران والوفاء العهد والصدق والأمانة حتى عرف بالصادق الأمين وجاءه الوحي وعمره أربعين عاماً وبقي يدعو إلي

الله عز وجل ما يقارب ثلاثة عشر عاماً في مكة وعانى كثيراً من كفار قريش واتهموه بالجنون والسحر وكل أنواع الأذى قولاً وفعلاً إلا أنه صبر على كل ذلك حتى أذن الله له وللصحابة رضي الله عنهم  بالهجرة إلي المدينة المنورة وهاجر مع رفيقه أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبني في المدينة المنورة أول دولة إسلامية قائمة على كتاب الله وسنة النبي صلي الله عليه وسلم وبقي فيها حتى مات عليه الصلاة والسلام وعمره ثلاث وستون سنة ونذكر شيئا من صفاته الجسمية عليه الصلاة والسلام أنه كان عظيم اللحية مقوس الحاجبين أسود العينين ليس في بدنه شيء يعاب به , متوسط الطول ,عريض الصدر ,عظيم الرأس واسع الجبين , وجهه مستدير , أبيض الوجه مشرب بحمرة أي أزهر اللون غاية في الجمال , يروي أنه أجمل من يوسف عليه السلام كأنه الشمس والقمر من جماله كان  مفلج الأسنان سهل الخدين أبيض الأسنان ليس بسمين ولا ناحل بل معتدل الخلق واسع الكف سريع الخطي شعر رأسه إلي أذنيه بين كتفه خاتم النبوة عليه الصلاة والسلام , أما أخلاقه فكان أحلم الناس محمد ,وأشجع الناس محمد وأعدل الناس محمد وأعف الناس محمد واسخى الناس وأكرم الناس محمد وأعقل الناس محمد وأكثر كظماً للغيظ محمد وأفضل معاشرة محمد وأحسن الناس عبادة لله عز وجل محمد فهو قائماً كما أمر الله عز وجل منتهياً عما حرم الله كان خلقه القرآن أي يطبق ما في القرآن الكريم من وعقائد وعبادات وأخلاق ومعاملات ويكفي أن الله عز وجل امتدحه في القرآن الكريم فقال عنه سبحانه { وإنك لعلي خلق عظيم } فصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهذا جزء يسير من سيرته عليه الصلاة والسلام ومهما تحدثنا عن سيرته فلن نوفيه حقه عليه الصلاة والسلام فنسأل الله عز وجل أن يرزقنا شفاعته يوم القيامة وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى  اقول ماسمعتم وأستغفر الله لي ولك فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .

 

 

 

              الخطبة الثانية عن سيرة النبي عليه الصلاة والسلام

           الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وبعد

فإن الواجب علينا تجاه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام هو الإقتداء به واتباع سنته

قال تعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} كما أنه يجب علينا امتثال أوامره واجتناب نواهيه لأنها وحي من الله " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي " النجم 4,3 ويجب محبته أكثر من أنفسنا ووالدينا وأولادنا والناس أجمعين قال صلى الله عليه وسلم ( لايوؤمن احدكم حتى أكون احب اليه من نفسه وولده والناس أجمعين )رواه البخاري ومسلم

كما يجب أن لا يعبد الله إلا بما علمنا في الصلاة والصوم والحج وغيرها من العبادات لأنه وحي من الله ويجب تصديق أخباره عليه الصلاة والسلام نسأل الله أن يرزقنا الاقتداء به عليه الصلاة والسلام ويرزقنا العمل بسنته ومحبته .

الاوصلوا وسلموا على سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين

المشاهدات 867 | التعليقات 0