خطبه عن شهر شعبان

عبدالله عوض الأسمري
1442/08/03 - 2021/03/16 10:51AM

                           بسم الله الرحمن الرحيم    

                         خطبة عن شهر شعبان :

 الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم  وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب 71,72

حديثنا اليوم عن شهر شعبان وهو تمهيد لشهر الفضائل والمكارم لشهر رمضان المبارك نسأل الله عز وجل أن يبلغنا رمضان ويجعلنا من صوامه وقوامه إيماناً واحتساباً .

أن شهر شعبان فيه من أبواب الخير ومنها :-

1-الإكثار من الصوم في هذا الشهر فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الصيام في شعبان فعن عائشة رضي الله عنها قالت " كان أحب الشهور الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان  ثم يصله برمضان "  صححه الألباني  وعند أم سلمه رضي الله عنها قالت " ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين الا شعبان ورمضان " صححه الألباني وعن عائشة رضي الله عنها قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل شهر إلا رمضان , وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان " رواه البخاري .

لذا فإن الراجح أن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شعبان وليس شعبان كاملاً قال أهل العلم : وصوم شعبان مثل السنن الراتبه قبل لصلوات المكتوبة ويكون تقدمه لشهر رمضان أي أنه كأنه راتبه لشهر رمضان ولذلك من السنه الصيام في شهر شعبان فهو كالراتبه  قبل فرض رمضان والسنه البعديه لرمضان هي صيام ستة أيام من شهر شوال.

-ومن الصيام في شعبان فائدة أخرى هي توطين النفس وتهيئتها للصيام لتكون مستعدة لصيام رمضان ويكون سهلاً عليها لا شاقا عليها  

قال ابن النعيم رحمه الله : ومن صومه صلى الله عليه وسلم شعبان أكثر من غيره ثلاث معان أحدهما أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر فربما شغل عن الصيام شهراً فجمع ذلك في شعبان ليدركه قبل صيام الفرض .

والثاني أن هذا الصوم يشبه سنة الفرض قبلها  .

الثالث : أنه شهر ترفع فيه الأعمال فأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفع عمله وهو صائم .

2-من أبواب الخير في شعبان أنها ترفع الأعمال الى الله تعالى , فهو موعد سنوي لرفع الأعمال الى الله تعالى , قال العلماء ورفع الأعمال على ثلاث درجات : الدرجة الأولي :- رفع يومي ويكون ذلك في صلاة الصبح وصلاة العصر وذلك لما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يتعاقبون فيكم الملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين يأتون فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون " .

الدرجة الثانية في رفع الأعمال فهو رفع أسبوعي ويكون يوم الخميس وذلك لما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن أعمال أبن آدم تعرض كل خميس ليلة جمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم " حسنه الألباني .

أما الدرجة الثالثة في رفع الأعمال فهو رفع سنوي ويكون ذلك في شهر شعبان وذلك كما ثبت عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان ؟

قال : (ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم )" صححه الألباني نسأل

الله عزوجل ان يوفقنا لاتباع سنة النبي الكريم وان يوفقنا للعمل الصالح ويبلغنا رمضان ويوفقنا لصيامه وقيامه  .

أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .

 

 

                              الخطبة الثانية

 الحمد لله حمدا كثير طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين واله وصحبه وسلم

 مما نبه عليه النبي صلى الله عليه وسلم في شهر شعبان أنه شهر يغفل الناس فيه لأن هناك من يهتم بشهر رجب الذي قبله لأنه من الأشهر الحرم فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلم أمته أن شهر شعبان أفضل في العبادة فقد روت عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " ذكر رسول الله ناس يصومون شهر رجب فقال : فأين هم من شهر شعبان " وأيضاً تمرين لرمضان قال الإمام ابن رجب رحمه الله  في صوم شعبان أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل صوم رمضان على مشقة وكلفة بل قد يكون تمرين على الصيام واعتياد بصيام شعبان  فيدخل صيام رمضان بقوة ونشاط .

ولا ينبغي للمسلم أن يعود نفسه على الصوم فقط بل حتى قراءة القرآن والنوافل وغيرها من الطاعات حتى تتعود نفسه عليها  نسأل الله يتقبل من الاعمال الصالحه وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه انه ولي ذلك والقادر عليه

  الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا وامور المسلمين  لما يرضيك اللهم ارزقهم البطانه الصالحه وابعد عنهم بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

 

 

المشاهدات 2174 | التعليقات 0