خطبه عن سيرة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام

عبدالله عوض الأسمري
1440/07/12 - 2019/03/19 08:34AM

                          بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة عن سيرة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم 

الحمد لله والصلاة على محمد          وبعد

نتحدث اليوم عن شيئِِ من سيرة نبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب صل الله عليه وسلم الذي تحن له القلوب وتطيب به النفوس وتقر به العيون وتشتاق له القلوب فقد ولد الرسول صل الله عليه وسلم في أسرة عريقة حيث انه من بني هاشم أشرف العرب ويعود نسبه إلي إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام وقد روي ان مولد نبينا  محمد صل الله عليه وسلم كان يوم الاثنين من شهر ربيع الأول من عام الفيل وهو العام الذي غزا فيه أبرهة الأشرم وجيشه مكة المكرمة لهدم الكعبة المشرفة

اما والد رسولنا عليه الصلاة والسلام عبدا لله فقد توفي عندما كان نبينا في بطن أمه فولد يتيماً عليه الصلاة والسلام وقد ذكرت بعض الروايات أن أمه آمنة لم تجد في حملها ما تجده النساء من ألم وصعوبة الولادة بل كان حملاً سهلاً يسيراً ولما وضعته خرج منها نور أضاء ما بين المشرق والمغرب وكان من عادة العرب أن يدفعون بأولادهم عند ولادتهم إلي مرضعات حتى يبعدوهم عن الأمراض وليتعلموا لغة العرب فاعطته المرضعة حليمة السعدية وقد رأت حليمة بركة في هذا الطفل محمد عليه الصلاة والسلام وتبدلت حياة حليمة وزوجها من فقر ومشقة إلي غنى وسعة فزادت عندهم الغنم وكثر حليبها وعندما بلغ النبي عليه الصلاة والسلام ست سنوات توفيت أمه آمنة فعاش في رعاية جده عبد المطلب وكان يردد جده  كثيراً أن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم ثم توفي عبد المطلب ووضع تحت رعاية عمه أبو طالب وقام به خير قيام وقد رعى عليه الصلاة والسلام الغنم ثم اتجه للعمل في التجارة وعرف عنه الصدق والأمانة والأخلاق والحكمة وكان مبتعداً عما يعمله الجاهلون من شرب الخمر وعبادة الأصنام واللهو والغناء وكل المعاصي وأشتهر عليه الصلاة والسلام بمساعدة المحتاجين والإحسان للجيران والوفاء بالعهد والصدق والأمانة حتى عرف بالصادق الامين وجاءه الوحي وعمره أربعون عاماً وبقي يدعو إلي الله عز وجل ما يقارب ثلاثة عشر عاماً في مكة وعانا كثيراً من كفار قريش واتهموه بالجنون والسحر ووضعوا سلا الجزور عيه وهو يصلي وآذوه بكل أنواع الأذى قولاً وفعلاً إلا أنه صبر على كل ذلك ثم ذهب الى الطائف ورفضوا دعوته وامروا الصبيه برمي الحجاره عليه حتى ادموا رجليه وخرج الدم منها ومع هذا كله يرفض ان يطبق ملك الجبال الجبلين على اهل مكه ويقول ( اللهم اهدي قومي فانهم لايعلمون ) ثم أذن الله له وللصحابة بالهجرة إلي المدينة المنورة وهاجر مع رفيقه أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبنى في المدينة المنورة أول دولة إسلامية قائمة على كتاب الله وسنة النبي صل الله عليه وسلم وجاهد فيها الكفار والمنافقين واليهود جهادا كبيرا في مواقف وغزوات كثيره اهمها بدر وأحد والخندق وفتح مكه والطائف وخيبر وتبوك وغيرها حتى فتح الله عليه وجاء الناس  يدخلون في دين الله افواجا ثم  مات عليه الصلاة والسلام وعمره ثلاث وستون سنة فجزاه الله خير ماجزى نبيا عن امته  ونذكر شيئا من صفاته الجسمية فقد كان عظيم اللحية مقوس الحاجبين أسود العينين ليس في بدنه شيء يعاب به , متوسط الطول ,عريض الصدر ,عظيم الرأس واسع الجبين , وجهه مستدير , أبيض الوجه مشرب بحمرة أي أزهر اللون غاية في الجمال , يروى أنه أجمل من يوسف عليه السلام كأنه الشمس اوالقمر من جماله كان مفلج الأسنان سهل الخدين أبيض الأسنان ليس بالسمين ولا الناحل بل معتدل الخلق واسع الكف سريع الخطى شعر رأسه إلي أذنيه بين كتفه خاتم النبوة عليه الصلاة والسلام , أما أخلاقه فكان أحلم الناس محمد ,وأشجع الناس محمد وأعدل الناس محمد وأعف الناس محمد واسخى الناس وأكرم الناس محمد وأعقل الناس محمد وأكثر كظماً للغيظ محمد وأفضل معاشرة محمد واحسن الناس عبادة لله عز وجل محمد فهو قائماً كما أمر الله عز وجل منتهياً عما حرم الله كان خلقه القرآن أي يطبق ما في القرآن الكريم عقيدة وعبادة وأخلاقا ومعاملة ويكفي أن الله عز وجل امتدحه في القرآن الكريم فقال عنه سبحانه { وإنك لعلي خلق عظيم } فصل الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وجزاه الله خير الجزاء على ماقدم لأمته وهذا جزء يسير من سيرته عليه الصلاة والسلام ومهما تحدثنا عن سيرته فلن نوفيه حقه فنسأل الله عز وجل أن يرزقنا شفاعته يوم القيامة وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى .اقول ماسمعتم  وأستغفر الله لي ولك فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .

 

 

 

الخطبة الثانية :

الحمد لله  والصلاة علي محمد                 وبعد .

فإن الواجب علينا تجاه نبينا محمد عليه الصلاة والسلام هو الإيمان برسالته والتأسي به والاقتداء به في عقيدته وعبادته ومعاملاته

قال تعالى { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر} كما أنه يجب علينا امتثال أوامره واجتناب نواهيه لأنها وحي من الله " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " ويجب محبته أكثر من أنفسنا ووالدينا وأولادنا والناس أجمعين .

كما يجب أن لا نعبد الله إلا بما علمنا في سواء في العقائد او العبادات كالصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها من العبادات لأنه وحي من الله ويجب تصديق أخباره عليه الصلاة والسلام نسأل الله أن يرزقنا الاقتداء به عليه الصلاة والسلام ويرزقنا العمل بسنته ومحبته . الا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم اعز الإسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين اللهم اغفر لنا ذنوبنا ولوالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم  والأموات اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين واقم الصلاة.

 

 

المشاهدات 941 | التعليقات 0