خطبه عن سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه

عبدالله عوض الأسمري
1442/03/24 - 2020/11/10 14:40PM

بسم الله الرحمن الرحيم

           خطبة عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

 الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم  وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب 71,72

نتحدث اليوم عن صحابي جليل أحد السابقين إلي الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الذين شهدوا بدرا والحديبية أنه/ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه القائد المحنك والفارس المجرب بطل القادسية وفاتح العراق والمدائن هو أول من أراق دماً في سبيل الله وذلك عندما انضم إلي كتيبة عبيدة بين الحارث ليلقى عير قريش فتراموا بالنبل فكان سعد أول من رمى سهم رضي الله عنه , كان مستجاب الدعوة حاولت أمه أن ترده عن الإسلام فقالت له لا أكل ولا أشرب حتى ترتد عن دينك وبقيت يوم وليلة وهي لا تأكل حتى كادت أن تموت فلما رآها وهي في حالة حرجة قال لها قولته المشهورة " تعلمين والله يا أماه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني هذا لشيء فكلي إن شئت أو لا تأكلي "

فلما رأت إصراره على إسلامه أكلت وشربت وتركته ونزلت فيه آيات تتلي إلي يوم القيامة قال تعالى : { وصينا الإنسان بوالديه حسناً وأن  جاهداك لتشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما إليٌ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون } . العنكبوت 8.

فلم يطع أمه عندما أمرته بالرجوع إلى الكفر بل ثبت على دينه ونزل التوجيه الرباني مؤيداً له .

 كان سعد بن أبي وقاص يعرف الحق وكان يحب لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه حيث يروى ان النبي صلى الله عليه وسلم  قال" يطلع عليكم الآن رجل م أهل الجنة "

ويروى أنه سعد بن أبي وقاص حيث تبعه احد الصحابه رضي الله عنهم  وسأله عن سر ذلك فقال

" إني لا أحمل لأحد من المسلمين ضغناً  ولا سوءاً "

  وكثيرا منا اليوم يحمل على إخوانه المسلمين الحقد  والحسد لأنه حصل على شيء من أمور الدنيا او أي خلاف حصل بينهما نعوذ بالله من الحقد والحسد وامراض القلوب

عباد الله /

 في معركة بدر أبلي سعد بن أبي وقاص بلاءً حسناً وفي أحد ظهرت شجاعته لما نزل الرماة وأحاط المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون قتله فوقف سعد شامخاً كالجبل يدافع عن الهجمات ويحمي رسول الله صلى الله عليه وسلم  وقال له عليه الصلاة والسلام  " ارم سعد فداك أبي وأمي " .

قال علي رضي الله عنه " ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع أبويه لأحد غير سعد , هذا وقد شهد سعد غزوة الخندق وبايع تحت الشجرة واخترق حصن خيبر مع علي رضي الله عنهما ولما تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة جعله قائداً لمعركة القادسية ضد الفرس وقال عنه عمر " أنه الاسد في براثنه " وأوصاه عمر قبل ذهابه للعراق بقوله " لا يغرنك من الله أن قيل خال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه ليس بين الله وبين أحد نسب إلا طاعته فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء الله ربهم وهم عباده" .

ثم لما بدأ القتال صلى سعد بالناس الظهر ثم أمر الناس أن يقولوا "لا حول ولا قوة إلا بالله" ثم كبر أربعاً الله أكبر الله أكبر الله أكبر واستمر القتال حتى انتصر المسلمون وقتل رستم قائد الفرس وانتهت دولة فارس آنذاك بقيادة الفارس سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وبعد معركة القادسية بعامين فتح مدينة المدائن في العراق ثم تولى الكوفة ولما حصلت الفتنة في عهد على بن أبي طالب رضي الله عنه اعتزل الناس  لأن القتال كان بين المسلمين وقد مات رضي الله عنه سنة خمس وخمسين من الهجرة

وعمره ثمان وسبعون ودفن بالبقيع بالمدينة المنورة فجزاه الله خير الجزاء على ما قدم للإسلام والمسلمين اقول ماسمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

 

 

                       الخطبة الثانيه عن سعد بن ابي وقاص

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وبعد

علينا أن نقتدي بخير القرون  وهم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك سيرة سعد بن أبي وقاص ونستلهم من سيرته ما يلي :

1-ثباته على الإسلام رغم الضغوط التي وجدها من أمه لتثنيه عن الإسلام إلا أنه ثبت ونزل القرآن الكريم مؤيداً له فمهما جاءك من ضغوط لتمنعك من دينك فيجب على المسلم أن يثبت على دينه ونسأل الله الثبات على دينه ونكرر في سجودنا دايما  

" يا مقلب القلوب ثبت علي قلوبنا على دينك " .

2-سلامة القلب من الحقد والحسد والبغضاء فقد كان سعد يحب للمسلمين ما يحب لنفسه وهذا مطلوب من المسلم " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم " .

3-شجاعته وفروسيته وجهاده في سبيل الله وهذا الواجب على المسلم أن يدافع عن الإسلام والمسلمين .

4-اعتزاله في زمن الفتنة والاقتتال بين المسلمين وهذا الواجب في زمن الفتن حتى لا يظلم أحداً من المسلمين بالاعتداء عليه فجزاه الله خيرا على مافدم للاسلام والمسلمين

 .نسأل الله ان يرزقنا الاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام ومنهم سعد بن ابي وقاص وان يجمعنا بهم الفردوس الاعلى  الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

 

المشاهدات 674 | التعليقات 0