خطبه عن السكوت عن المنكرات
عبدالله عوض الأسمري
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة عن خطر السكوت عن المنكرات
مع آخر الزمن يزداد الفتن هنا وهناك وتزداد المعاصي والآثام ونذكر المسلم والمؤمن قول النبي صلي الله عليه وسلم " بدأ الإسلام عربياً وسيعود غريباً فطوبي للغرباء " رواه مسلم . نعم طوباك أيها المتمسك بكتاب الله وسنة النبي صلي الله عليه وسلم في الزمن الذي جاهر أهل المعاصي بمعاصيهم وقد قال صلى الله عليه وسلم " كل أمتي معافى إلا المجاهرون " .
عباد الله : يعظم الامر في آخر الزمان مع قوة الباطل والطغيان وتشتد الغربة على أهل التقوى والإيمان غربة أديان لا غربة أوطان والغربة تحصل بتبدل الأحوال إلي الأسوأ وذلك بضعف الدين وغلبة الفاسقين وتبرج النساء واختلاطهم مع الرجال وانتشار الغناء والمعازف مزامير الشيطان وضعف أهل التقوى والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
عباد الله : أن الصراع بين الحق والباطل ماضي إلي أن يشاء الله فعلى المسلم أن يعرف دوره في زمن الفتن وأن لا يرضي بالمنكرات وأن ينكرها بقدر ما يستطيع لأن الله عز وجل جعلنا خير أمة أخرجت للناس وهذه الخيرية والأفضلية لهذه الأمة لم تأت من فراغ بل بسبب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال الله عز وجل :
" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " . وقال جل جلا له " ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..... " والنبي صلى الله عليه وسلم قال : " من رأي منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " .
فإذا كنت في بيتك أخي المسلم فإنك تستطع أن تغير المنكرات بيدك لأن هذا سلطانك وأنت الآمر الناهي أما إذا كنت خارج بيتك فإنك تنكر باللسان لأصحاب المعاصي وتأمر بالمعروف بالحكمة والموعظة الحسنة وإذا أرسلت بجوالك نصيحة أو موعظة أو تذكير بخير أو تحذير من شيء فإنك آمر بالمعروف وناهي عن المنكر فإن لم تستطع فعل شيء من ذلك فإنك على أقل الأحوال وأضعفها تكره هذه المعاصي بقلبك ولا ترضاها نهائياً فإن رضيت بها بقلبك أو تحدثت بالرضا عنها فإنك مشارك لأصحاب المعاصي بالإثم ولا حول ولا قوة إلا بالله .
عباد الله : أن الله عز وجل لعن بني إسرائيل بسبب سكوتهم عن أصحاب المعاصي قال تعالي " لعن الذين كذبوا من بني إسرائيل علي لسان داود وعيسي بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يعتدون ) "
الأعراف 165 .
فالله عز وجل لا يعذب المصلحين فهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
" وما كان ربك يهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون " ولم يقل صالحين فالصالح هو الصالح في نفسه أي أنه لا يأمر المعروف ولا ينهي عن المنكر همه نفسه وصلاحه فقط ولاينهى غيره عن المنكرات فهذا الصالح قد يشمله العذاب لانه لم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
فعلينا أن نهتم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقدر الاستطاعة وبالحكمة والموعظة الحسنة في أهالينا أولاً ثم أقاربنا وجيراننا ثانياً وما تستطيع من المسلمين وهذا من التعاون والتواصي بالحق والصبر قال تعالى " والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا الصبر " .
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
عن خطر السكوت عن المنكرات
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وبعد
لنبدأ أولاً بإصلاح بيوتنا من المعاصي وذلك بإلزامهم بتقوى الله عز وجل وحث الابناء الذكور على أداء الصلوات جماعة مع المسلمين في المساجد وإلزام البنات بالقيام بالصلوات في أوقاتها دون تأخير وإلزامهن بالحجاب الشرعي وعدم التأثر بالدعات المضللة ضد المرأة فالإسلام كرم المرأة وحفظ لها حقوقها أفضل من يدعيه الغرب والشرق
ثم عليك أخي المسلم أن لا ترضى بالمنكرات في أي مكان حتى تكون من الناجين المفلحين أمام الله عز وجل يوم القيامة نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه أنه ولي ذلك القادر عليه .
الا وصلوا على سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم