خطبه عن الزبير بن العوام رضي الله عنه

عبدالله عوض الأسمري
1441/03/16 - 2019/11/13 08:35AM

 

      بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة علي محمد :

 نتحدث عن احد العشرة المبشرين بالجنة الزبير بن العوام رضي الله عنه فقد أسلم وعمره لم يتجاوز السادسة عشره من عمره فكان من السابقين إلى الإسلام وهاجر الهجرتين الأولى إلي الحبشة والثانية إلى المدينة وهو من حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام "ان لكل نبي حواري وأن من حواري الزبير بن العوام " ومعني حواري أي أنصاري وأعواني قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه

" أن الزبير ركن من أركان هذا الدين " هو أبن عمة النبي صلى الله عليه وسلم / صفية بنت عبد المطلب .

-وصفه أهل السير بأن الزبير كان رجلاً طويلاً إذا ركب الفرس خطت رجلاه بالأرض كثيف اللحية والعارضين يميل إلي السمرة  كان شجاعاً فارساً متصدقاً كريماً . فمن مواقفه ما رواه البخاري ومسلم من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم في يوم الأحزاب قال " من يأتينا بخبر القوم " فقال الزبير : أنا ثم بعد فترة في غزوة الخندق قال النبي عليه الصلام من يأتينا بخير القوم فقال الزبير : أنا ثم المرة الثالثة كذلك

-من مواقفه ما حصل في فتح مصر عندما استعصت على جيش المسلمين ودام حصار مصر سبعة أشهر فتقدم وقال الزبير : أهب نفسي لله وللمسلمين فوضع سلماً وصعد عليه السور ثم رمى نفسه على جنود الأعداء وضرب بسيفه وهو يكبر الله حتى وصل الباب وفتحه للمسلمين فدخلوا وحصل النصر وفتحت مصر .

-ومن مواقفه في شجاعته ما رواه البخاري في صحيحة من حديث هشام بن عروة أنه في غزوة اليرموك قام بشق صفوف الروم ويضرب فيهم وكانوا مائتي ألف مقاتل وما معه أحد ثم رجع مقبلاً وتعرض لضربتين على عاتقه حتى أنها أصبحت فيما بعد فتحتين كبيرتين في كتفه وبينها ضربه ثالثة كانت في غزوة بدر .

-ما يشرف الزبير بن العوام رضي الله عنه أنه كان في معركة بدر عليه عمامة صفراء فنزلت الملائكة عليهم عمائم صفر وهذه منقبة عظيمة للزبير رضي الله عنه وأرضاه حيث كانت الملائكه موافقة له في لون العمائم

-كان رضي الله عنه غنياً كريماً ينفق ولا يبالي وله من المماليك ألف مملوك كلهم يؤدي الخراج أي مبلغاً له المال فكان لا يدخل بيته شيئاً بل يتصدق به كله .

وفي معركة الجمل كما ورد في صحيح البخاري قال لابنه عبد الله : يا بني انه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم وأني لأراني ألا اقتل مظلوماً وان أكبر همي ديني قال عبد الله ابنه فجعل يوصيني في الدين ثم يقول  أن عجزت عن شيء فاستعن عليه بمولاي قال ابنه وما مولاك يا أبتي قال : الله قال ابنه فوالله ما وقعت في كربة إلا قلت : يا مولي الزبير اقضي عني فيعطني الله ما أريد .

أما وفاته فقد قتل بعد معركة الجمل حيث ذكر أهل السير أنه انسحب من المعركة التي ضد على بن أبي طالب رضي الله عنهم إلي مكان يقال له وادي السباع فادركه رجل يقال له عمرو بن جرموز وهو نائم في الضحي فهجم عليه وقتله وقيل أنه كان يصلي فقتله غيلة ثم أخذ سيفه وذهب به إلي علي بن أبي طالب لينال منزلة عنده فغضب علي ابي طالب من قتله وقال : بشر قاتل ابن صفية بالنار وأخذ سيفه وقال علي رضي الله عنه " أن هذا السيف طالما فرج الكرب عن جه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في 36ه عمره 64عام .

فرضي الله عن الزبير وجزاه الله خيراً على ما قدم للإسلام والمسلمين أقول ما سمعتم

واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم

 

                   الخطبة الثانية

فقد عرفنا بعضاً من سيرة الصحابي الجليل الزبير بن العوام أحد العشرة المبشرين بالجنة وما يستفيد من سيرته فقد كان مدافعاً عن الإسلام في جميع الغزوات ملتزماً بدينه معنياً مناصراً للرسول صلى الله عليه وسلم حتي أنه قال عليه الصلاة والسلام " ان لكل نبي حوارياً وابن الزبير من حواري " .أي من أنصاري ثم كان منفقاً كريماً سخياً على فقراء المسلمين .نسأل أن يجمعنا به وبقية أصحابه رضي الله عنهم جميعاً مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر . الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

المشاهدات 777 | التعليقات 0