خطبه عن التوبه الى الله تعالى
عبدالله عوض الأسمري
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة عن التوبة إلى الله عز وجل
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وبعد ..
اوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
أن الله عز وجل جعل التوبة ملاذاً وملجأً للمذنبين والمقصرين وكلنا مذنبون ومقصرون والتوبة الصادقة تمحو الخطيئات مهما عظمت حتي الكفر والشرك { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ } الانفال: 38
-لقد فتح الله ابوابه لكل التائبين ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار , يقول الله عز وجل { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} الزمر : 53.
ويقول النبي صلي الله عليه وسلم : (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابين " صححه الالباني.
لذا على المسلم الذي اذا وقع في ذنب من الذنوب ان يبادر بالتوبة إلى الله عز وجل والإستغفار فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وقد جاء في الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : إذا أذنب عبدي فقال ربي أني عملت ذنباً فأغفر لي فقال الله : علم عبدي أن له رب يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي " وسئل علي رضي الله عنه عن العبد يذنب قال : يستغفر الله ويتوب قيل فإن عاد ؟ قال يستغفر الله ويتوب قيل حتى متي ؟ قال حتي يكون الشيطان هو المحسور أي أن الشيطان يتحسر عندما تذنب وتستغفر وتتوب فلا تهملوا الإستغفار مهما أذنبتم لأن هذا فيه إغاظه للشيطان وتحصل به محبة الله وتكفير من الذنوب والمعاصي.
عباد الله
إلى جانب التوبة والاستغفار تأتي الأعمال الصالحة من الفرائض والتطوعات تكفر السيئات وترفع بها الدرجات من طهارة وصلاة وصيام وصدقة وعمرة وحج وذكر الله وتلاوة القرآن وغيرها .
ففي الحديث قال صلي الله عليه وسلم " من تطهر في بيته ثم مشى الى بيت من بيوت الله يقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه احداهما تخط عنه خطيئة والأخرى ترفع درجة " وثبت في الحديث أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينها ما لم تغشى الكبائر " وأيضاً قال صلي الله عليه وسلم " من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فأستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام " .
- كذلك ما يكفر الخطايا الابتلاءات التي تصيب المسلم من مرض أو فقر أو هم أو حزن في نفسه أو على أولاده أوم مايعرض له من مصائب عموماً فإنها مكفرة للذنوب والخطايا , أذا صبر عليها واحتسب الأجر عند الله عز وجل ففي الصحيحين أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله له بها حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها عن خطاياه " رواه البخاري
وفي الموطأ والترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال " ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتي يلقي الله وما عليه خطيئة".
عباد الله
أن العبد إذا اتجه الي ربه بعزم صادق وتوبة نصوح موقناً برحمة الله عز وجل واجتهد في الأعمال الصالحة دخلت الطمأنينة إلى قلبه وانفتح الأمل أمامه قال الله عز وجل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من التائبين المستغفرين من الذنوب والخطايا حيث ان من صفات المؤمنين انهم اذا اذنبوا استغفروا الله
"والذين إذا فعلوا فاحشة أوظلموا أنفسهم ذكروا الله واستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون "
فسارعوا إلي التوبة من كبائر الذنوب وصغائرها غفر الله ذنوبنا جميعاً وأدخلنا في رحمته أنه أرحم الراحمين .
أقول ما سمعتم واستغفروا الله العظيم لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم
الخطبه الثانيه تابع التوبه
فإننا نقع كثيراً في الذنوب والمعاصي ويجب علينا التوبة والإستغفار كل يوم وكان النبي صلي الله عليه وسلم يستغفر في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة وهذا هو رسول الأمة فما بالك بنا نحن المكثرين من الذنوب والمعاصي والعلماء ذكروا شروطاً لقبول التوبه لابد من تحقيقها وهي أولاً : الندم على الذنب والشرط الثاني الإقلاع عن الذنب والثالث العزم على عدم العودة للذنب , هذا إذا كان الذنب بينك وبين الله عز وجل أما اذا كان الذنب يتعلق بحقوق البشر فإنه يضاف عليها شرطاً رابع وهو إرجاع الحقوق إلي أصحابها إن كانت في النفس أو المال أو العرض فلابد أن تتحلل وتتبرأ من حقوق الناس اليوم حتي تتم التوبة لله وإلا ستظل معلقه بالذمه فلا تغتر بطول الأمل وطول العمر فلا تضمن ان تعيش إلي الغد أو حتي تكمل يومك فالموت يأتي بغته فإذا غرغرت الروح او طلعت الشمس من مغربها وأردت التوبه فإنها غير مقبولة .نسأل الله عزوجل ان يغفر ذنوبنا وان يتوب علينا جميعا انه هو التواب الرحيم
الا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم اعز الإسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين اللهم اغفر لنا ذنوبنا ولوالدينا وجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين واقم الصلاة.