خطبه عن التكل على الله عند الخوف
عبدالله عوض الأسمري
خطبة عن التوكل على الله عند الخوف
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا
الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب 71 ،72
لا شيء يطمئن القلب في حالة الخوف والفزع إلا ذكر الله تعالى والتوكل عليه سبحانه وتعالى والايمان بقضائه وقدره قال تعالى : ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) التغابن 11 ومعنى يهدي قلبه أي تأتيه السكينة والرضا ولايأتيه الفزع والسخط ، فالأمور كلها بيد الله وتحت طوعه وتدبيره فما شاء
الله كان وما لم يشأ لم يكن
- عباد الله ان الله خير حافظ لنا إذا حفظنا أوامره وتركنا نواهيه فعند الترمذي من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوماً فقال ( يا غلام اني اعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك احفظ
الله تجده تجاهك اذا سألت فأسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله وأعلم أن الأمه لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف) صححه الالباني
وفي حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم : ( كنب الله تعالى مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ) رواه مسلم
وفي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( لو انفق مثل احد ذهباً في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأ لم يكن ليصيك) رواه ابن ماجه وصححه الالباني
ان هذه النصوص الشرعية من القرآن والسنة تضبط قلب المؤمن حين الخوف والفزع وتجعله يلجأ إلى خالقه ويرضى بالقضاء والقدر.
عباد الله أن الناس مع ما يسمعون من احداث أو أمراض خطره ومعديه ربما جعلتهم في هاجس الخوف والهلع إلى حد الوسوسة وهناك من الشائعات ووسائل التواصل الاجتماعي ما تزيد وتهول الأمر وربما كثير منها أكاذيب لا أساس لها من الصحة وفي هذه الحالة ما هو موقف المسلم في حالة الخوف ؟ أنه التوكل على
الله والاعتماد على الله " وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى
الله فليتوكل المؤمنون " التوبه 51 فينبغي أن نهتم بالثقة بالله عز وجل والاعتماد على الله في كل الأمور ولنتذكر سيد المتوكلين محمد صلى الله عليه وسلم عندما رجع مع أصحابه من غزوة أحد فقيل له أن قريش رجعوا اليكم يريدون قتلكم فماذا كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم والصحابه رضي الله عنهم انهم وقد تحدث عنهم
الله عزوجل في قوله (قَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل، فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ
اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) ال عمران 173 فالواجب الاعتماد على الله والتوكل عليه في حالة الخوف والفزع نسال
الله ان يرزقنا التوكل عليه انه ولي ذلك والقادر عليه أقول ما سمعتم واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على محمد واله وصحبه وسلم
وكذلك قصة موسى مع من آمن معه عندما ادركهم فرعون وقومه فقال الذي مع موسى كما حكى الله عنهم " انا لمدركون قال موسى كلا ان معي ربي سيهدين" الشعراء 61 , 62 وهذا هو التوكل عند الخوف فالواجب زيادة التوكل على
الله مع الأخذ بالأسباب لكن كثير من الناس يتعلق ويعتمد على الأسباب وكأنها هي بذاتها الحامية عن المرض او غيره وهذا من الشرك بل يجب الاعتقاد انها ما هي الا أسباب أن شاء الله نفعت وان لم يشأ لم تنفع فالنافع والضار هو الله وحده فيجب ان يتعلق القلب بالله وحده وليس على ما نتخذه من أسباب ونسأل الله ان يرينا الحق ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل ويرزقنا اجتنابه انه ولي ذلك والقادر عليه الا وصلوا على سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته اللهم وفق ولي امرنا وامور المسلمين لما يرضيك اللهم ارزقهم البطانه الصالحه وابعد عنهم بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم
.