خطبه عن الامن
عبدالله عوض الأسمري
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة عن الأمن
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب 71,72
في هذه الخطبة أذكر نفسي وإياكم بنعمة الأمن هي مطلب كل أمة وغاية كل دولة من أجلها جندت الجنود ورصدت الأموال وفي سبيلها قامت الصراعات والحروب , أنها نعمة الأمن وما أدراكم ما نعمة الأمن التي كانت أول دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام حيث قال :
{ رب أجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات } البقره 126 فقدم إبراهيم عليه الصلاة والسلام نعمة الأمن على نعمة الطعام والغذاء لأهمية نعمة الأمن لأن الإنسان بدون أمن لا يهنأ في أكله إذا كان خائف ولا يهنأ في نومه إذا كان خائفاً ولا يأمن على ماله ولا يأمن على أهله ولا يأمن في أموره كلها ولذلك أمتن
الله عزوجل على اهل مكه بقوله تعالى ( اولم نمكن لكم حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون ) العنكبوت 67
|أن نعمة الأمن تشكل مع العافية والرزق الملك الحقيقي للدنيا فعن عبيد الله الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في جسمه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " رواه الترمذي وأبن ماجه .
عباد الله / في رحاب الأمن يأمن الناس على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم وفي ظلال الأمن يعبدون الله ويقيمون الصلاة في المساجد ويدعون إلى الله وتقام شعائر الدين , ولو انفرط عقد الأمن لرأيت كيف تعم الفوضى وتتعطل المصالح ويكثر القتل وتنتهك الأعراض وتسرق الأموال ولعلكم تلاحظون هذا في بعض الدول التي اختل فيها الأمن كيف يعيش الناس فيها أنهم في حالة خوف ورعب على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم .ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , وعلى ضوء ذلك فيجب أن نقف صفاً واحداً للمحافظة على الامن وخاصه في بلاد الحرمين الشريفين البلاد المباركة التي هي محط أنظار المسلمين والتي تسعى في الدفاع عن قضايا المسلمين ومساعدتهم في كل مكان وعلينا أن نحافظ على الامن بالتمسك بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم والعناية بالعلم الشرعي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وإصلاح أنفسنا بالاستقامة على دين الله وإصلاح أهل بيوتنا والالتفاف حول قيادتنا بطاعتهم في غير معصية الله .
نسأل الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين وأن تحفظ بلادنا منكل مكروه وأن يديم الأمن والأمان على بلادنا وبلاد المسلمين .
الخطبة الثانية عن الامن
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وبعد
أن من أعظم أسباب الأمن في الاوطان التوحيد والإيمان قال تعالى :
{ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } الانعام 82 والظلم هو الشرك " أن الشرك لظلم عظيم " .
وكلما ضعف التوحيد ضعف الأمن وكلما زاد الشرك زاد الخوف قال تعالى :
{ سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً }
ال عمران 151
ومن أسباب الأمن طاعة الرحمن وعدم المجاهرة بالمعاصي فإن المعصية إذا أخفيت لم تضر إلا صاحبها وإذا أعلنت اضرت الجميع قال صلى الله عليه وسلم " ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون أن يغيروا ثم لا يغيرون إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب " رواه البخاري ومسلم قال ابن القيم رحمه الله " وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي " فعلينا أن نكره المعاصي في أي مكان ولا نأتيها ولا نفعلها ولا نرضاها نسأل الله ان يصلح احوال المسلمين وان يحفظ الامن بلاد الحرمين وكل بلاد المسلمين انه ولي ذلك والقادر . الا وصلوا على سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم