خطبه عن اسم الله العظيم
عبدالله عوض الأسمري
خطبة عن اسم الله العظيم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
نتحدث اليوم عن اسم من اسماء الله تعالى وهو اسم العظيم والعظيم في لغة العرب من العظمة وعلو الشأن والإرتفاع والتبجيل ومعني العظيم في حق الله تعالى أي الذي يعظمه خلقه ويهابونه ويخافونه ويتقونه باداء أوامره واجتناب نواهيه فهو عظيم في ذاته وفي صفاته وأفعاله وكل ما كان من دونه فهو صغير فليس في الكون عظيم غيره فلا يعظم احد مثله فهو وحده ذو العظمة والجلال في مكانه وسلطانه فالله عظيم لدرجة لا تستوعبها عقولنا القاصرة إذا فالله عز وجل عظيم في كل شيء ومن الأدلة على عظمته ان بعض مخلوقاته لا نستوعبها من ضخامة خلقها كالكرسي وأعظم منه العرش ففي صحيح ابن حبان والحديث صححه الألباني من حديث ابي ذر أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقه بأرض فلاه , وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاه على تلك الحلقة" وفي بعض الأحاديث تفصيل أن الأرض وما فيها كحلقه في فلاه بالنسبة للسماء الدنيا مع أن في الأرض مجرات ونجوم كلها تساوي حلقه في صحراء بالنسبة إلي السماء الدنيا وهكذا بالنسبة للسموات السبع والأرض السبع بالنسبة للكرسي الذي هو موضع قدمي الرب جل جلاله كما صح عن عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما والكرسي بالنسبة للعرش اذا ما بالكم بالعظيم سبحانه وتعالى وعظمته وقد تبين في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اذن لى أن أصف أحد ملائكة العرش فان ما بين كتفه وشحمة أذنه مسيرة سبعمائة عام " فما بالكم برأس وجسم ذلك الملك والذي يحمل العرش أربعة ويوم القيامة ثمانية فانظروا اذا كان مثل هذا الملائكة من مخلوقات فما بالكم بخالق هذه المخلوقات أنه عظيم في صفاته لا نستوعب عظمته سبحانه وتعالى ولذلك يجب علينا تعظيم الله عز وجل في قلوبنا أولاً ثم في عباداتنا ومعاملاتنا ثانياً ولذا فإن واجبات الصلاة أن نعظمه في الركوع فنقول " سبحان ربي العظيم ثلاث مرات . ومن آثار تعظيم الله في القلوب تعظيم أوامره ونواهيه فليس من لا يؤدي الصلوات ويتكاسل عنها وأولها صلاة الفجر معظماً لله فان الصلوات أوامر الله وأداءك للصلوات جماعة مع المسلمين تعظيماً للأمر لها والتهاون بها استخفافاً وضعف في تعظيم الآمر سبحانه وتعالى وكذلك ارتكاب المعاصي وخاصة كبائر الذنوب من التهاون في الصلوات أو زنا أو لواط أو شرب للخمر أو المخدرات أو الربا وخلاف ذلك فان ذلك ضعفاً في تعظيم الناهي سبحانه وتعالي " وما قدروا الله حق قدره " الأيتام : 91 . فعندما تؤدي ما أمر الله به وتجنب المحرمات فهذا تعظيم له سبحانه وتعالى ومن تعظيمه الإكثار من ذكره وتعظيمه تعظيم كتابه القرآن الكريم , ومن تعظيم الله عز وجل تعظيم شعائره ومعالم دينه كالمساجد والمشاعر المقدسة في مكة والمدينة والأزمنة التي لها مكانة في الشرع كرمضان والأشهر الحرم , نسأل الله عز وجل أن يرزقنا تعظيمه حق تعظيمه وتعظيم أوامره ونواهيه وشعائر دينه أنه ولي ذلك هو القادر عليه أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظ
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد
أعلموا أن حكم تعظيم الله تعالى واجب على المسلم وأنه من اسياسات عقيدة المسلم ومن تعظيم الله عز وجل أن المسلم يغار على دينه أذا انتهكت حرماته فإذا رأيت المحرمات منتشرة في وسائل الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي او الاسواق أو في الشارع أو أي مكان فأنك تغضب لأجل الله عز وجل وهذا من تعظيم الله "ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه " الحج :30 .فعلينا أن نغضب لله فهذا من تعظيم الله وتعظيم حرماته . وفقنا الله لما يرضيه الا وصلوا على سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم
.