خطبه عن اسم الله الشافي
عبدالله عوض الأسمري
خطبة عن اسم الله الشافي :
أن الأمراض والأسقام من سنن الحياة التي قدرها الله عز وجل في هذه الحياة كتبها الله عز وجل لتذكر الناس بالنعمة المنسية وهي نعمة الصحة والعافية , ولولا الأمراض لما رجع الإنسان إلا الله عز وجل ولما دعاه إلا من رحم الله , واليوم نقف مع اسم من أسماء الله سبحانه وتعالي وهو الشافي قال سبحانه و تعالي على لسان خليله إبراهيم عليه السلام " وإذا مرضت فهو يشفين " الشعراء 80 وروي البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم كان إذا دعى للمريض يقول " اللهم رب الناس مذهب الباس , اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك , شفاء لا يغادر سقماً " وطلب الشفاء يكون في نيتك من جميع الأمراض وليس من ذلك المرض الذي أصاب المريض فيشمل شفاء الأبدان وشفاء الصدور من أمراض الشبهات في الدين والانحراف في الدين وكذلك أمراض الشهوات كشهوة الزنا والخمر والمخدرات وغيره فيشرع للمسلم أن يقول :-
" يا شافي اشفيني " فالله عز وجل يشفي من أمراض القلوب كالغل والحسد والكبر وضعف الدين والشهوات ويشفي سبحانه من أمراض الأبدان ولا يدعى بالشافي إلا الله سبحانه وتعالى فهو الذي يرفع البأس والعلل ويشفي العليل بالأسباب وقد يشفي المريض بدون أسباب فهو على كل شيء قدير وهو سبحانه الذي خلق أسباب الشفاء ورتب النتائج على أسبابها فيشفي بها .
عباد الله : من آثار الإيمان باسم الله الشافي ما يلي :-
1-إخلاص اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والتعلق به حال المرض لأن الشفاء منه سبحانه وتعالى وحده دون الأعتماد على الأسباب ولذا لا يجوز تعلق القلب بالأسباب ونسيان الشافي سبحانه وتعالي فهذا شرك فالله هو الشافي ولا شافي إلا هو ولا شفاء إلا شفاءه ولا يرفع المرض إلا هو سواء كان مرضاً بدنياً أو نفسياً " وان يمسسك الله بضر فلا كاشف إلا هو وأن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير " الأنعام 17 .
2-أن الله عز وجل الشافي لم ينزل داء إلا و أنزل له دواء وشفاء فقد روي البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " ما أنزل الله داء إلا وانزل له شفاء " وفي رواية " ما أنزل الله داء إلا وقد أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله " رواه أحمد .
3-لا ينبغي اطلاق أسم " الشافي " إلا على الله وحده حتى في رقية شرعية ولا ينبغي أن يتعلق القلب بالراقي وهو للأسف منتشر عند الناس فهناك من يتعلقون بالرقاة الذين يقرءون القرآن على المرضي أو المستشفيات والأطباء مع أنهم جميعهم أسباباً لا ينفعون ولا يضرون إلا بإذن الله عز وجل فالواجب أن نعلق قلوبنا بالشافي وحده سبحانه وتعالى.
4-أن الشفاء قد يتأخر لحكمه إلهية رفعاً لدرجات المريض وتكفير لسيئاته فهذا نبي الله أيوب عليه السلام تأخر شفاءه حيث لبث ثمانية عشر عاماً ثم استجاب الله له وعوضه الله بالصحة والعافية وأعطاه أهله ومثلهم معهم وهذه حكمة منه سبحانه وتعالى" وأيوب إذ نادى ربٌه إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وأتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكري للعابدين ".. فالصبر للمريض وأن طال مرضه خير له في الدنيا والآخرة فعليه الصبر والرضي وعدم السخط من المرض حتى يعوضه الله بالأجر والصحة والعافية جعلنا الله من الصابرين الراضين .اقول ماسمعتم واستغر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
لقد أمر الله عز وجل بالأخذ بالأسباب وحث عليها سبحانه وتعالى ومن الأسباب التي جعلها الله شفاءً للأمراض عموماً مايلي :
*الدعاء " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "وفي حديث عن أبن عباس رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " من دعا مريضاً لم يأتي أجله فقال عنده سبع مرات
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض " رواه أبو داود ومن أسباب الشفاء قراءة القرآن الكريم بنية الشفاء
" وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا " الإسراء 82 .
ومن الأسباب العسل والحبة السوداء والحجامة وماء زمزم وغيرها من الأسباب ويجب ان نفعلها لكن دون الاعتقاد انها الشافيه بنفسها لكن تنفع بمشيئة الله وبدون الله لاتنفع فان اعتقدنا فيها فان هذا شرك اصغر وقد تكون شرك اكبر اذا اعتقدنا فيها بدون الله فعلينا أن لا نعتمد عليها بل نعتمد على الله عز وجل فهو الشافي المعافى .
الا وصلوا على سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم