خطبه عن اسمي الله النافع والضار

عبدالله عوض الأسمري
1443/03/20 - 2021/10/26 20:23PM

                                      بسم الله الرحمن الرحيم

                            خطبة عن اسم الله النافع والضار

الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم  وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب 71,72

من باب الاخبار فان من أسماء الله تعالى باسمي النافع والضار وان لم يرد ما يثبت في الكتاب والسنة انهما من أسماء الله تعالى الا ان معناهما صحيح وهما يردان مقترنين مع بعضهما وهو ما يؤكد كمال الله عز وجل فهو النافع لمن يشاء من عباده وهو الضار لمن شاء من عباده بالامراض والفقر ونحو ذلك وهناك من الناس من يخاف اكثر من اللازم من السحرة والمشعوذين ويخاف من الحاسدين والعائنين ويخاف من بيده القوه والسلطه اعلى من الخوف الطبيعي وينبغي للمؤمن ان لا يخاف المخلوقين مهما عظمت قوتهم وجبروتهم وان يكون اعتقاده في الله تعالى فانه هو النافع والضار ولن يحصل لك نفعا في هذه الحياة الا اذا أراد الله ذلك ولن يضرك أحدا من المخلوقات الا باذن الله قال تعالى : " وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم " يونس 107

وعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال : " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال لي ياغلام اني اعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشي لم ينفعوك الا بشئ قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على ان يضروك لم يضروك الا بشئ قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف " رواه الترمذي

وهذا الحديث العظيم واضح المعنى لانه سهل العبارة فقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم ان النفع بيد الله وان ينفعك الامة قاطبه لاتنفعك في الصحة او المال او الأولاد او الوظيفة او غير ذلك من المنافع الا من الله النافع وبموافقته وتقديره لك هذا النفع وما تفعل من أمور حتى تحصل على هذا النفع فقد ينفع الله بهذه الأسباب عند موافقته وقد لا تنفع لانه لم يوافق وكذلك العكس لا يضرك الا الله فلن يحصل لك شيء تخافه من فقر  او مرض او أي مكروه الا اذا قدر الله ذلك ومهما اتخذت من أسباب لمنع المرض او غيره واراد الله ان يصيبك به فلن تمنعه الأسباب الواقيه التي تتخذها لمنع هذا المكروه فعليك اخي المسلم ان تريح بالك وتوقن ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطاك لم يكن ليصيبك وهذا من الايمان واليقين بالقضاء والقدر وعندما توقن اخي المسلم ان النافع والضار هو الله فانه يجعلك دائما تلجأ الى الله في العسر واليسر في المنشط والمكره في الغني والفقر وفي كل وقت ولكن هناك من الناس من لا يلجأون الي الله الا عند الشدائد فقط اما وقت الرخاء فانهم ينسون الله تعالى وربما استعملوا نعمه في المعاصي والحرام  وهذا خلق لا يليق بالمسلم ولا يتناسب مع كرم الله تعالى فكيف يعطينا الله النعم بليل ونهار رحمه وعافيه ومالا واولاد وزوجات ثم لا نذكر هذه النعم الا اذا اصابنا                                                                                                                                                                                                                                    مكروه او ذهب بعض هذه النعم ان هذا ليس من الاحسان في شيء بل هو اللؤم والجفاء وهل جزاء الاحسان الا الاحسان " وما بكم نعمه فمن الله ثم اذا مسكم الضر فاليه تجأرون ثم اذا كشف الضر عنكم اذا فريق منكم بربهم يشركون " النمل 54

وهذه من صفات المشركين انهم اذا مسهم الخوف من شيء جأروا الى الله ومعنى جأروا أي صاحوا استغاثة بالله من الخوف وهذا ينطبق كذلك على من يعصي

 الله تعالى في الرخاء فيرتكب المعاصي كبائر الذنوب من زنا او شرب للخمور وتعاطي للمخدرات او ترك للصلوات وعقوق الوالدين وقطع للارحام ثم اذا اصابهم مرض او فقر رجع الى الله وتاب من المعاصي ثم اذا اصبح في رخاء رجع مره أخرى للمعاصي التي كان عليها وهو بذلك يجحد نعم الله عليه ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

عباد الله

لا ضار ولا نافع الا الله ومن يعتقد ذلك فانه يطمئن قلبه وتهدأ نفسه لانه سيعيش بمأمن من مكائد الناس وشرورهم فالله ينفعه ولا يضره واذا أراد به ابتلاءا فان هذا الابتلاء لصالحه لانه سيغفر ذنوبه عند صبره ويرفع درجاته ومنزلته في الجنة فنسال الله عز وجل ان يجعلنا من الشاكرين على نفعه لنا بالنعم التي لا تعد ولا تحصى والصابرين على ابتلاءه الراضين بها غير الساخطين على اقداره أقول ما سمعتهم واستغفر الله العظسم لي ولكم انه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على محمد

ان اسمي الله تعالى النافع والضار لا تتنافي مع مبدأ الاخذ بالاسباب فالمريض يطلب العلاج في المستشفيات وغيرها المسموح بها شرعاً والفقير كذلك بيذل الأسباب للغنى والكفاية عند طلب الناس وقد دلنا النبي صلى الله عليه وسلم فكان يبذل الأسباب في حالة الخوف والمرض والحروب فقد اختبأ في هجزته في جبل ثور لمدة ثلاثة أيام وكان في الحروب يلبس الدروع الواقيه ويلبس ما يتقي به البرد وهكذا الصحابه رضى

الله عنهم ولكن مع بذل الأسباب لوقت نوقن في قلوبنا ان النافع هو الله والضار هو الله فهذا امر قلبي اعتقادي يعتقده المسلم مهما عمل من أسباب فالامور كلها بيد

الله الواحد الاحد نسأل الله ان يصحح عقيدتنا وتوكلنا عليه سبحانه وتعالى ونسأل

الله ان يرينا الحق ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل ويرزقنا اجتنابه انه ولي ذلك والقادر عليه الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا وامور المسلمين لما يرضيك اللهم ارزقهم البطانه الصالحه وابعد عنهم بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

المشاهدات 1149 | التعليقات 0