خطبه عن آفات اللسان

عبدالله عوض الأسمري
1442/04/03 - 2020/11/18 21:30PM

                                                                                     بسم الله الرحمن الرحيم

                                                              الخطبه الاولى  آفات اللسان

 الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم  وبعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الاحزاب 71,72

نتحدث بمشيئة الله عن آفات اللسان وما تجر اللسان من سيئات على الإنسان إذا استخدمها في المعاصي ولذلك فإننا نؤاخذ بما تكلم به وهناك ملائكة ترصد  كل صغيره وكبيره قال الله عز وجل " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "  ق 18 وقد  قال صلى الله عليه وسلم  لمعاذ : كف عليك هذا  واشار الى لسانه عليه الصلاة والسلام قال معاذ يانبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال عليه الصلاة والسلام : " ثكلتك أمك يامعاذ وهل يكب الناس  في النار على وجوههم او قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم "  رواه الترمذي وقال حسن صحيح وحصائد الألسنة , أي نتائج أقوالهم المحرمة من غيبة ونميمة وسب وشتم ولعن وغير ذلك , فالإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ثم يحصد يوم القيامة ما زرع فمن زرع خيراً من قول أو فعل حصد الكرامة وهي الجنة ومن زرع شراً من قول أو فعل  حصد الندامة وهي النار .

-ومعصية القول باللسان يدخل فيها الكلام بأمور شركيه تخرج الإنسان من دينه أو تنقص إيمانه ويدخل في الكلام قول الزور وشهادة الزور وهي الشهادة الكاذبة ويدخل في آفات اللسان معاصي الناس بالسحر والكذب والدجل وكذلك القذف وهو اتهام المسلمين والمسلمات بالزنا أو اللواط كذباَ وزوراً بالإضافة إلي الغيبة والنميمة .

وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" أن الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله  لا يلقي لها بالا يهوي بها  في جهنم  " رواه البخاري .

 

 اعلموا أن السلف الصالح خافوا من آفات اللسان فكان أبو بكر رضي الله عنه يمسك لسانه ويقول : "هذا الذي أـوردني الموارد " .

وكان ابن عباس يأخذ بلسانه ويقول" قل خيراً تغنم أو أسكت عن سوء تسلم وإلا فأعلم أنك ستندم "

عباد الله / أن آفات اللسان كثيرة منها :

-الافه الاولى: الكلام فيما لا يعني وفي الحديث الصحيح :

" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " رواه الترمذي .

-الآفة الثانية : الخوض في الباطل وهو الكلام في المعاصي وإشاعة الفاحشة بين الناس بالترويج له أو التسلية أو غير ذلك فإن هذا يدعو لفاحشة الزنا أو اللواط قال تعالى : { أن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والآخرة  والله يعلم وأنتم لا تعلمون }  النور 19.

-الآفة الثالثة : السب والشتم واللعن لإخوانه المسلمين سواء كان عائلته او غيرهم فإن من يعتاد النطق باللعن على أهله وأقاربه فإن هذا من كبائر الذنوب قال صلى الله عليه وسلم  " لعن المؤمن كقتله " رواه احمد  .

وقال عليه الصلاة والسلام " ليس المؤمن بالطعان واللعان ولا الفاحش ولا البذيء " حسنه الترمذي

وقد لعنت امرأة ناقه لها فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ ما عليها وتركها وقال : " لا تصحبنا ناقة ملعونة " رواه مسلم وقد وجهنا الشرع بأنه إذا حصل خلاف مع احد أن تدفع بالتي هي أحسن قال تعالى : { أدفع بالتي هي أحسن } وهذا نهي عن استخدام الشتائم واللعن عند الخصومة بل أدفع بالأفضل .

الآفة الرابعة : الاستهزاء بالناس والسخريه منهم وتتبع أخطاءهم وانتقاصهم والضحك عليهم على سبيل الاستهزاء قال تعالى : { ويل لكل همزة لمزه}  . وهذا وعيد لمن يستهزئ بالناس بالقول والفعل .

الآفة الخامسة : الغيبة المنتشرة في بيوتنا ومجالسنا والله المستعان وهي من كبائر الذنوب فالغيبه أن تذكر أحد بسوء وهو غائب عنك في دينه أو صفاته الجسميه كشكله أو لباسه أو  اخلاقه او عائلته أو قبيلته أو غير ذلك .

وقد  قال النبي صلى الله عليه وسلم " الغيبة ذكرك أخاك بما يكره " رواه مسلم .

الآفة السادسة : النميمة وهي من كبائر الذنوب وهي نقل الكلام بما يفسد بين شخصين أو عائلتين أو أكثر من ذلك وهو مايسمى التحريش بين الأطراف حتى يحصل بينهم العداوة والبغضاء سواء قصد ذلك أم لم يقصد وهذا فيه وعيد شديد قال تعالى :

{ هماز مشاء بنميم } .

والنبي صلي الله عليه وسلم قال " لا يدخل الجنة نمام " رواه مسلم

نسأل الله عز وجل أن يوفقنا لحفظ ألسنتنا من السيئات والمعاصي أنه ولي ذلك  اقول ماسمعتم واستغفر الله لي ولكم انه هو الغفور الرحيم .

                    

                                                                        الخطبة الثانية عن آفات اللسان

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وبعد

أحفظوا ألسنتكم عن الآفات التي تجر إلي السيئات وأعلموا أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده كما في صحيح مسلم " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " .

ومن وقع في شيء من آفات اللسان فعليه أن يبادر بالتوبة إلي الله عز وجل لأن كل الآفات التي ذكرناها من الكبائر وهي اللعن والغيبة والنميمة والسخرية بالمسلمين وإشاعة الفاحشة بين المسلمين وشهادة الزور وإذا كان الكلام في الاستهزاء في الدين فإنه يخرج المسلم عن دينه ويكون كافرا ويلزمه الرجوع للإسلام من جديد .

وعلى المسلم أن يعود نفسه على ترك الغيبة أو النميمة أو اللعن أو أي شيء يقع فيه فإذا تعود المسلم على تركها أصبحت عادة عنده وأن يبتعد عن المجالس التي فيها شي من ذلك  وإذا حصل شيء من ذلك يستغفر ويتوب الى الله عزوجل وفقنا

الله  في حفظ السنتنا من كل سوء الا وصلوا على  سيدنا محمد كما امركم الله عزوجل (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )

اللهم اعز الاسلام والمسلمين اللهم ابرم لهذه الامه امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويذل فيه اهل معصيتك  اللهم لاتدع لنا ذنبا الاغفرته ولاهما الا فرجته ولادينا الا قضيته ولا عسرا الايسرته ولامريضا الا شفيته  اللهم وفق ولي امرنا لما يرضيك اللهم ارزقه البطانه الصالحه وابعد عنه بطانة السوء الفاسده يارب العالمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتنا في الدنيا حسنه وفي الاخرة حسنه واقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد واله وصحبه وسلم

المشاهدات 746 | التعليقات 0