خطبتي جمعة 14-6-2013 بعنوان : علامات ضعف الإيمان...

علي الفضلي
1434/08/07 - 2013/06/16 02:27AM
خطبتي جمعة 14-6-2013 بعنوان : علامات ضعف الإيمان :
http://archive.org/details/QutbaaJomoaa14-06-2013
تنزيل مباشر:
http://archive.org/download/QutbaaJomoaa14-06-2013/14-6-2013.mp3

المشاهدات 4189 | التعليقات 3

إن الحمد لله ...أما بعد :
تكلمنا في خطبتين مضتا عن أسباب ضعف الإيمان،وفي هذه الخطبة نواصل هذا الموضوع الهام جدا!ومما يتعلق به موضوع هام جدا يمكن القول إنه نصف العلاج! ألا وهو علامات ضعف الإيمان! أو مظاهر ضعف الإيمان! يعني ما هي العلامات التي تعرف بها أنك ضعيف إيمانيا! وهذه كالأعراض التي يعرف بها الدكتور حالة المريض ويشخص مرضه!
وصحة قلبك إيمانيا أيها المؤمن أولى من صحة بدنك جسديا؛ فالأول فيه سعادة الدارين،والثاني فيه سعادة الدنيا!
قال الله تعالى:
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
أيها المسلمون:
علامات ضعف الإيمان كثيرة منها:
التخلف عن صلوات الجماعة! قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}.
فحرصك على بيوت الله تعالى دليل على صدق إيمانك،وحزنك على فوات صلاة واحدة دليل على حياة قلبك! أيها المؤمن لا تجعل شيئا من أمور الدنيا يحول بينك وبين المساجد!ولو كنت في قلب المشاغل الدنيوية،فلب نداء الله عزوجل: حي على الصلاة حي على الفلاح أي: تعالوا وأقبلوا!لو كنت في قلب السوق،فلتكن حازما،هيا يا زوجتي الكريمة المسجدَ المسجدَ،لا تتردد أبدا!
العلامة عبد الرحمن البراك حبسه الزحام عن صلاة العشاء،فما وصل إلى المسجد إلا والناس يخرجون من المسجد! فقعد يبكي! نعم يبكي على فوات الجماعة! إنها قلوب حية!
وأما حديث (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان) فهو حديث ضعيف كما نبه عليه العلامة الألباني؛ ومعناه صحيح يغني عنه الآية السابقة ....
ومن علامات ضعف الإيمان:
هجر تلاوة القرآن؛ وثقل قراءته علي المسلم! قال الله تعالى :
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}؛وقال تعالى:{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
(يتلونه حق تلاوته) يدخل فيه تلاوة لفظه وتدبر معناه والعمل به! قال العلامة ابن عثيمين في تفسير سورة البقرة:
[قوله تعالى: { يتلونه حق تلاوته }؛ «التلاوة» تطلق على تلاوة اللفظ ــــ وهي القراءة ــــ؛ وعلى تلاوة المعنى وهي التفسير ــــ؛ وعلى تلاوة الحكم ــــ وهي الاتباع ــــ؛ هذه المعاني الثلاثة للتلاوة داخلة في قوله تعالى: { يتلونه حق تلاوته }].

ومن علامات ضعف الإيمان:
كراهة مجالس العلم والدروس! والفرار منها!
في الصحيحين:
عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ-واسمه الحارث بن عوف الليثي-
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ، فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَذَهَبَ وَاحِدٌ، قَالَ: فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا، وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ، وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا؛ فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ! أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ)).
قال الحافظ في الفتح: ((وفي الحديث فضل ملازمة حلق العلم والذكر وجلوس العالم والمذكر في المسجد)).


ومن علامات ضعف الإيمان:
كراهة صحبة أهل الاستقامة! قال النبي- ﷺ - :
«المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل» رواه أحمد والترمذي وأبو داود وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
قال العلامة ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين:
((يعني أن الإنسان يكون في الدين وكذلك في الخلق على قدر من يصاحب، فلينظر من يصاحب، فإنْ صاحَبَ أهل الخير صار منهم، وإن صاحب سواهم صار مثلهم، فالحاصل أن هذه الأحاديث وأمثالها كلها تدل على أنه ينبغي للإنسان أن يصطحب الأخيار وأن يزورهم ويزوروه ويطلب منهم الزيارة لما في ذلك من الخير والفوائد العظيمة)).
وأقل الأحوال أيها المسلم إن لم تصاحب أهل الاستقامة،فأحبهم،ولا تبغضهم! أتعرفون لماذا؟!! خذوا بشارة رسول الله التي فرح بها الصحابة وقتها! في الصحيحين عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟! قَالَ: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟! قَالَ لَا شَيْءَ-في رواية:"ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة"- إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-!
فَقَالَ: (أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ). قَالَ أَنَسٌ فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ.
قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.





ومن علامات ضعف الإيمان:
بذاءة اللسان وكثرة اللعن وفحش القول.. لحديث ابن مسعود-رضي الله عنه- قال:قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي))رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.
قال العلامة ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين:
((وهذا يدل على أن هذه الأمور نقص في الإيمان وأنها تسلب عن المؤمن حقيقة الإيمان وكمال الإيمان، فلا يكون طعانا يطعن في الناس بأنسابهم أو بأعراضهم أو بشكلهم وهيئاتهم أو بآمالهم، ولا باللعان الذي ليس له هم إلا اللعنة، قل كلمة لعنك الله! قل كذا لعنك الله! لماذا تقول كذا؟!! أو يقول لأولاده: لعنكم الله هاتوا هذا أو ما أشبه ذلك، فالمؤمن ليس باللعان ولا بالفاحش الذي يفحش في كلامه بصراخ أو نحو ذلك؛ ولا بالبذيء الذي يعتدي على غيره فالمؤمن مؤمن مسالم ليس عنده فحش في قوله ولا في فعله ولا غيرِ ذلك لأنه مؤمن)).اهـ.
ومن علامات ضعف الإيمان:
أذية الجيران! قال رسولنا ﷺ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-كما في صحيح البخاري-:(وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!! قَالَ الَّذِي لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ....).بوايقه يعني شروره وغوائله.
وفي صحيح مسلم:
من حديث أبِى شُرَيْحٍ الْخُزَاعِىِّ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ».
ومن علامات ضعف الإيمان:
عدم الاهتمام لإخوانه المسلمين في المعمورة!جاعوا عطشوا شردوا قتلوا لا يهمه!! قال رسولنا –صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم من حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ :
«مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِى تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».
فهذا الوصف في الحديث (المؤمنين) وصف معتبر! فكلما زاد إيمانك زادت محبتك وعطفك على إخوانك المسلمين.
وأما حديث (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) فهو حديث لا يصح ،فأسانيده تدور بين الضعيف والضعيف جدا والموضوع كما نبه عليه العلامة الألباني-رحمه الله تعالى-.


10.gif


جزاك الله خيرا أخي بوعافية،ونفع الله بك.