خطبة 11 / 5 / 1434هـ لرئيس محاكم الطائف بعنوان ( بيع الذمم) التَّجَسُّس .

منبر الطائف
1434/05/10 - 2013/03/22 22:07PM
عباد الله : إياكم والهوى فإن الهوى
عن الخير صاد وللعقل مضاد
فهو لا ينتج من الأخلاق إلا أقبحها ويظهر من الأفعال فضائحها ويجعل ستر المروءة مهتوكا ومدخل الشر مسلوكا .
قال عبد الله بن عباس : الهوى إله يعبد من دون الله ثم تلا : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ) .

قال عِكْرِمَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :" وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ، (يعني بالشَّهَوَاتِ) ، وَتَرَبَّصْتُمْ ( أي بِالتَّوْبَةِ ) ، وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ ، ( يعني التَّسْوِيفُ ) ، حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ ( يعني الموت) وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ، ( يعني الشَّيْطَانُ ) " .

قال عُمَر بْن الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : اقْدَعُوا هَذِهِ النُّفُوسَ عَنْ شَهَوَاتِهَا (أي كُفُّوها عمَّا تَتَطلّع إليه من الشهوات) فَإِنَّهَا طَلَّاعَةٌ تَنْزِعُ إلَى شَرِّ غَايَةٍ.

فالله الله عباد الله ، فإتباع الهوى ضلال بين ، يدخل في العبادة كما يدخل في المعاملة ، ومنها البيع .

البيع بيعان حلال وحرام ، والحرام نوعان : بيع على فرد فيغش ، ويبيع على الأمة غش وغش وغبن ، ومن أعظم الغبن على العبد ، أن يغبن نفسه فيغبن أمته ، نعم يغبن أمته !! .

إن بيع ذمم لا يبيع أموالا ، بيع الذمم لا يبيع سلعا ، فباع ذمته تجاه صحبته وجيرانه ، باع ذمته تجاه أمته وقرابته ، باع ذمته ودينه بينه وبين ربه وخالقه .

بيع الذمم مشروع شيطاني كبير يقوم على الغش والخداع والحيل المحرمة ، والتأويلات الفاسدة ليستثنى منه بيع الذمم عن الفقهاء المراد به بيع السلم وما في معناه وليس المراد هنا .

عباد الله : بيع الذمم أن تغش وتخدع ، بيع الذمم أن ترتشي لتخدع الآخرين ، أن ترتشي لتحتال .

المرتشي بائع الذمة ، لا يحميه إلا لمصالحه الشخصية فحسب ، والرشوة ملعونة ملعون آخذها , ملعون معطيها , ملعون الوسيط بينهما .

عباد الرحمن : بيع الذمم له صور شتى , وما سأذكره للتمثيل لا للحصر فمن ذلك :
من كان في عمله ووظيفته فيخادع ويجامل ويماري ويحابي ، يخالف الأنظمة ويتجاوز الشرع من أجل مصالحه الذاتية ومال يأكله سحتا أو مقايضة لمنفعة تقدم له ، من اؤتمن على أمانة رسمية أو غير رسمية فتهاون وقصر وفرط بحيلة أو رشوة أو تأويل ، من أؤتمن على مال عام أو خاص أو على زكاة فاحتال أو أول أو فرط حيلة أو خديعة ، هذا يغش في مطعمه , وهذا في مصنعه , وهذا يغشى في مخططه , وهذا في عمارته , وهذا يغشى في طبه وصيدليته وعلاجه , وهذا يغشى في أقواله وآخر في أفعاله .

هذه بعض صور بيع الذمم على مستوى التعامل الفردي , لكن أن يكون ذلك على مستوى الشعوب والدول والحكومات تلك مصيبة كبرى .

وكم على مر التاريخ من باع دولته وشعبه خوفا وهلعا أو طمعا وتخاذلا واحتيالا ، ويمر الزمن ويعيد التاريخ نفسه فتُفاجأ بمصيبة عظمى ومشكلة كبرى في الخيانة ، وكبرى في التبع والإبلاغ .

أن يخونك لبناني أمر متوقع ولا يعني ذلك سوء كل لبناني ، وأن يخدعك إيراني مجوسي لا غرابة ، ولكنه أن يخدعك ويغش بلدك ويتجسس عليه مواطن منه وفيه ، أكل من رزقه وترعرع في رباه ونهل من خيراته وعاش في ظلال وارف أمنه ، هذا ما لا يتصوره عاقل فيه ذرة عقل فضلا عن الدين ، وربما يتصور في من جسده عندنا ، وروحة عندهم ، هذا تجسس والله يقول ولا تجسسوا ، هذا نفاق ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) هذه من صفاتهم .

آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ " ، وروى الشيخان رحمهما الله صاحب الغدر عند العهد (وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ).

كيف لا يخونون الناس وقد خانوا رسول الله بل خانوا الله من قبل يصدق ذلك ويبرهن عليه قوله تعالى ( وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) .

وعَنْ قَتَادَةَ قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلا كَتَبَ لِنَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ عَمَدَ فَنَافَقَ ، فَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ ، ثُمَّ قَالَ : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ يَكْتُبُ إِلا مَا شِئْتُ ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، نَذَرَ لَئِنْ أَمْكَنَهُ اللَّهُ مِنْهُ لَيَضْرِبَنَّهُ بِالسَّيْفِ , فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ ، وَمَقِيسَ بْنَ صُبَابَةَ ، وَابْنَ خَطَلٍ ، وَامْرَأَةً كَانَتْ تَدْعُو عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ صَبَاحٍ , فَجَاءَ عُثْمَانُ بِابْنِ أَبِي سَرْحٍ ، وَكَانَ رَضِيعَهُ أَوْ أَخَاهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَذَا فُلانٌ أَقْبَلَ تَائِبًا نَادِمًا ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَلَمَّا سَمِعَ بِهَ الأَنْصَارِيُّ أَقْبَلَ مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ ، فَأَطَافَ بِهِ ، وَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَاءَ أَنْ يُومِئَ إِلَيْهِ . ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَّمَ يَدَهُ فَبَايَعَهُ ، فَقَالَ : " أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ تَلَوَّمْتُكَ فِيهِ لِتُوَفِّيَ نَذْرَكَ " ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي هِبْتُكَ ، فَلَوْلا أَوْمَضْتَ إِلَيَّ فَقَالَ : " إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يُومِضَ " .

عن علي ‏رضي الله عنه ‏ قال بعثني رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنا ‏ ‏والزبير ‏‏والمقداد ‏ وفي رواية أبا مرثد ‏فقال ‏ ‏انطلقوا حتى تأتوا ‏ ‏روضة خاخ ‏ ‏فإن بها ‏ ‏ظعينة ‏‏معها كتاب فخذوا منها قال فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن ‏ ‏بالظعينة ‏ ‏قلنا لها أخرجي الكتاب قالت ما معي كتاب فقلنا ‏ ‏لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب قال فأخرجته من ‏ ‏عقاصها ‏ ‏فأتينا به رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فإذا فيه من ‏ ‏حاطب بن أبي بلتعة ‏ ‏إلى ناس ‏ ‏بمكة ‏ ‏من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يا ‏ ‏حاطب ‏ ‏ما هذا قال يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في ‏ ‏قريش ‏ ‏يقول كنت حليفا ولم أكن من أنفسها وكان من معك من ‏ ‏المهاجرين ‏ ‏من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أما إنه قد صدقكم فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال إنه قد شهد ‏ ‏بدرا ‏ ‏وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد ‏ ‏بدرا ‏ ‏فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لهم الجنة وفي رواية فقد غفرت فأنزل الله تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ ) متفق عيه .

إن بدريته شفعت له رضي الله عنه وأرضاه وإلا فذنبه كبير كبير ، ومعذور بالجهل أن ذلك كبيرة بدليل نزول آية الممتحنة وقد وصفه الله بالإيمان , فكان – أي حاطب - جاهلا بالحكم ولو علم رضي الله عنه أن هذا كبيرة لما أقدم عليها لأنه بدري , وأهل بدر ذوو منزلة عالية , كما جاء في حديث مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ قَالَ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ قَالَ : مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا قَالَ وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلائِكَةِ . رواه البخاري .

فإذا كان حاطب رضي الله عنه قد شفع له صدقه وجهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتاله ابتغاء مرضاة الله .. فماذا سيشفع لهؤلاء ؟؟.

قوم يسكنون بلدا ً وتجسسهم لغيره ، يسكنوا بلدا ًوولاؤهم لغير ولاته ، يسكنون بلدا وحبهم لغير أهله ، ماذا سنجني من ورائهم ؟ ، ولا أُخال هؤلاء من أهل السنة والجماعة بل لربما كانوا من أهل الرفض والتشيع ، هم ودولتهم دأبوا على بث الشرور والأحقاد و إدارة العداء لشتى صوره و إكنانه لهذه البلاد وأهلها مرة من الجانب الجنوبي وآخر من الشرقي و بثوا المجهولين جواسيس لهم من البر والبحر ولكن (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )‏ .

أين ضمائر هؤلاء؟ وهل ستستريح ؟ ، إن من ظلم شخصا واحدا وجد مغبة الظلم فكيف بغبن شعب كامل أم غبن أمة ، هؤلاء جزاؤهم كما قال الله ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .

أمن هذه البلاد خط أحمر لا يجوز اقترابه .
أمن هذه البلاد أمن لكل مسلم يخشى الله والدار الآخرة .
أمن هذه البلاد أمن للحجاج والمعتمرين والطائفيين والركع السجود .
أمن هذه البلاد أمن بلد نشأت فيه الرسالة وانزل فيه القرآن .
يا هؤلاء ... ألأجل المال تبيعون ذمتكم ؟؟
تبيعون بلدكم الأجل المال تبيعون دينكم ؟؟ .

رسالة إلى كل مقيم في البلد .. نعم إلى كل مقيم .
أيها المقيم : إن كانت قد فصلت بيننا حدود الدول فنحن أخوة في الإسلام وأخوة الدين أخوة عظمية.
أيها المقيم : إن بلدا أكلت من رزقه وسكنت في أرضه واستظللت بظله وعشت وافرا أمنه , فلا تخن بلدا سعدت فيه وتنعمت فيه فإن الله لا يحب الخائنين قال تعالى: ( وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ مَن كَانَ خَوّاناً أَثِيماً ) .

إن هذا البلد بلد لكل مؤمن ففيه الحرمان الشريفان مهوى أفئدة المؤمنين ومحل قبلة المسلمين ، فكيف يخونه مواطن أو مقيم ؟؟ , إنما خان نفسه إنما خان دينه إنما خان رسوله إنما خان الله .
لا تظهروا لله من الحق ما يرضى منكم في العلن ثم تخالفونه في السر إلى غيره فإن ذلك هلاك لأماناتكم وخيانة لأنفسكم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) .

وَفَيتُ بِأَدرُعِ الكِندِيِّ إِنّي ******* إِذا ما خانَ أَقوامٌ وَفَيتُ
وَقالوا إِنَّهُ كَنزٌ رَغيبٌ ******* فَلا وَاللَهِ أَغدِرُ ما مَشَيتُ
بَنى لي عادِيا حِصناً حَصيناً ** وَعَيناً كُلَّما شِئتُ اِستَقَيتُ
طِمِرّاً تَزلَقُ العِقبانُ عَنهُ ******* إِذا ما نابَني ضَيمٌ أَبَيتُ

عباد الله : سؤال يطرح نفسه ....
لماذا أمننا مستهدف كل مره ؟
لماذا أمن بلادنا يراد ويراد ؟
ماذا تريد هذه العُصابة ؟
ماذا سيجنون من وراء هذا العداء وهذا التجسس
أم أنه (حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ) .
أيجنون أمولا ًليخلو أمنا ً !
أيجنون أمولا ً ليهلكوا بلدا ً !
أيجنون أمولا ً ليدمروا أقوماً !
أيجنون أمولا لتدمير بلدهم !
أين سيذهبون هم ؟ أين ستذهب أموالهم ؟
ماذا سيستفيد هؤلاء بعد ذهاب الأمن ? وماذا يجنون ؟
فمال بلا أمن لا فائدة فيه ، وثراء بلا أمن لا نفع فيه .

تذكروا دولأ كانت غنية وأموالها عالية المقدار وبعد اختلال الأمن وحروب الشوارع وتأثر الحياة أصبحت أمولا لا قيم لها لا تسمن ولا تغني من جوع.
ماذا يستفيد أولئك أيظنون أن الأعداء سيكون يوما أصدقاء ؟؟ كلا والله .
يا هؤلاء إنما ينتظركم جزاء سنمار وَهُوَ رَجُلٌ رُومِيٌّ بَنَى الخَوَرْنَقَ للنُّعْمَانِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ، فَلَمّا فَرَغَ مِنْهُ أَلْقَاهُ مِنْ أَعلاها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) .
يارب ومن يفعل ذلك (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ).

جَزَانِي جَزَاهُ اللهُ شَرَّ جَزَائِهِ *** جَزَاءَ سِنِمَّارٍ وَمَا كَانَ ذَا ذَنْبِ
بَنَى ذَلِكَ البُنْيَانَ عِشْرِينَ حِجَّةً *** تَعَالَى عَلَيْهِ بِالْقَرَامِيدِ والسَّكْبِ
فَلَمَّا انْتَهَى الْبُنْيَانُ يَوْمَ تَمَامِهِ *** وَصَارَ كَمِثْلِ الطَّوْدِ وَالْبَاذِخِ الصَّعْبِ
رَمَى بِسِنِمَّارٍ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ *** وَذَاكَ لعَمْرُ اللهِ مِنْ أعْظَمِ الْخَطْبِ

كلا والله ! !
فالله الله عباد (لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) .
الله الله يا عباد الله فإن الله يمهل ولا يهمل (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ).
لاتبع ذمتك ولو بكنوز الأرض وأموال الخليقة
فإن كل ذلك ممحوق ثم النار وبئس القرار .


د. راشد بن مفرح الشهري
إمام وخطيب جامع عبدا لله بن عمار (حي الجال )
ورئيس المحكمة العامة بالطائف
المشاهدات 2429 | التعليقات 1

الأخ منبر الطائف
نفع الله بك ونشكرك على نقلك الخطبة للفائدة وحرصك على تزويد إخوانك بالمفيد والنافع
ونريد أن ننوه على أنك لو دللت الشيخ القاضي على التسجيل في هذا المنتدى لينشر فيه الجديد والماتع في أي قسم منه لكان أيضا حسنا والتسجيل كذلك في الموقع.
كتب ربي أجركم وأجزل ثوابكم