خطبة : ( يوم الأهوال )
عبدالله البصري
يوم الأهوال 20 / 7 / 1439
الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَـ" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم وَالَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، يَومُ القِيَامَةِ يَومٌ عَظِيمٌ ، ذُو أَهوَالٍ شَدِيدَةٍ وَعَظَائِمَ مَهُولَةٍ ، وَلَو لم يَكُنْ فِيهِ إِلاَّ تَغَيُّرُ العَالَمِ عُلوِيِّهِ وَسُفلِيِّهِ لَكَفَى ، فَكَيفَ بِالعَرضِ وَالحِسَابِ ، وَالبَعثِ وَالصِّرَاطِ ، وَالمِيزَانِ وَالحَوضِ ، وَتَطَايُرِ الصُّحُفِ وَأَهوَالِ النَّارِ ، حَيثُ يُجَاءُ بِهَا عَلَى عِظَمِهَا إِلى المَوقِفِ يَجُرُّهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ ؛ في مَشهَدٍ مُرَوِّعٍ وَمَنظَرٍ فَظِيعٍ ، قَالَ - عَزَّ وَجَلَّ - : " وَجِيءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنَّمَ " وَقَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - : " يُؤتَى بِجَهَنَّمَ يَومَئِذٍ لَهَا سَبعُونَ أَلفِ زِمَامٍ ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبعُونَ أَلفِ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا " رَوَاهُ مُسلِمٌ . في يُومِ القِيَامَةِ – أَيُّهَا المُسلِمُونَ - تَنشَقُّ السَّمَاءُ وَتَنفَطِرُ ، وَتَنكَدِرُ النُّجُومُ والكَوَاكِبُ تَنتَثِرُ ، وَتُوقَدُ البِحَارُ وَتُفَجَّرُ ، وَيُبعَثُ مَن في القُبُورِ وَتُبَعثَرُ ، وَهُنَالِكَ تَعلَمُ كُلُّ نَفسٍ مَا تقَدَّمَ مِنهَا وَما تَأَخَّرَ " فَإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ نَفخَةٌ وَاحِدَةٌ . وَحُمِلَتِ الأَرضُ وَالجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً . فَيَومَئِذٍ وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ . وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَومَئِذٍ وَاهِيَةٌ . وَالمَلَكُ عَلَى أَرجَائِهَا وَيَحمِلُ عَرشَ رَبِّكَ فَوقَهُم يَومَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ . يَوْمَئِذٍ تُعرَضُونَ لا تَخفَى مِنكُم خَافِيَةٌ " في يَومِ القِيَامَةِ يَتَغَيَّرُ لَونُ السَّمَاءِ فَتَصِيرُ كَالوَردَةِ وَكَالدِّهَانِ ، وَتُصبِحُ وَاهِيَةً ضَعِيفَةً كَالمُهلِ ، وَتُكَوَّرُ الشَّمسُ وَالقَمَرُ وَسَائِرُ النُّجُومِ ، ثم تُطوَى السَّمَاوَاتُ " يَومَ نَطوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلكُتُبِ " " فَإِذَا بَرِقَ البَصَرُ . وَخَسَفَ القَمَرُ . وَجُمِعَ الشَّمسُ وَالقَمَرُ . يَقُولُ الإِنسَانُ يَومَئِذٍ أَينَ المَفَرُّ " إِنَّهُ يُرِيدُ الخَلاصَ وَيَبغِي النَّجَاةَ ، وَلَكِنْ لا مَفَرَّ وَلا مَلجَأَ لأَحَدٍ دُونَ اللهِ " كَلاَّ لا وَزَرَ . إِلى رَبِّكَ يَومَئِذٍ المُستَقَرُّ . يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَومَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ " يَا لَهُ مِن يَومٍ عَظِيمٍ ، تُعَطَّلُ فِيهِ العِشَارُ وَتُهمَلُ ، وَتُجمَعُ الوُحُوشُ وَتُحشَرُ لِيُقتَصَّ لِبَعضِهَا مِن بَعضٍ ، وَالنَّارُ أُوقِدَت ، وَالجَنَّةُ أُعِدَّت وَقُرِّبَت ، إِنَّهُ اليَومُ الَّذِي تَشخَصُ فِيهِ الأَبصَارُ وَتَخشَعُ ، وَتَفرَغُ القُلُوبُ وَتَفزَعُ ، وَتَجِفُ مِمَّا يُحِيطُ بِهَا مِنَ الهَمِّ وَالغَمِّ وَالخَوفِ وَالهَلَعِ " وَلا تَحسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فِيهِ الأَبصَارُ . مُهطِعِينَ مُقنِعِي رُءُوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَوَاءٌ " " المُلكُ يَومَئِذٍ الحَقُّ لِلرَّحمَنِ وَكَانَ يَومًا عَلَى الكَافِرِينَ عَسِيرًا " وَمَعَ كُلِّ هَذَا فَيَومُ القِيَامَةِ يَومٌ طَوِيلٌ ، مِقدَارُهُ خَمسُونَ أَلفَ سَنَةٍ ، وَمَعَ طُولِهِ تَدنُو الشَّمسُ فِيهِ مِنَ الخَلائِقِ حَتَّى تَكُونَ مِن رُؤُوسِهِم عَلَى مِقدَارِ مِيلٍ ؛ فَيَعرَقُونَ عَرَقًا عَظِيمًا ، يَتَفَاوَتُونَ فِيهِ بِحَسَبِ أَعمَالِهِم وَمَا قَدَّمُوا ، قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ – : " تُدنَى الشَّمسُ يَومَ القِيَامَةِ مِن الخَلقِ حَتَّى تَكُونَ مِنهُم كَمِقدَارِ مِيلٍ ، فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدرِ أَعمَالِهِم في العَرَقِ ، فَمِنهُم مَن يَكُونُ إِلى كَعبَيهِ ، وَمِنهُم مَن يَكُونُ إِلى رُكبَتَيهِ ، وَمِنهُم مَن يَكُونُ إِلى حِقوَيهِ ، وَمِنهُم مَن يُلجِمُهُ العَرَقُ إِلجَامًا " رَوَاهُ مُسلِمٌ .
وَمَعَ تِلكَ الأَهوَالِ العُلوِيَّةِ في السَّمَاءِ وَالنُّجُومِ ، فَلا استِقرَارَ لِلأَرضِ وَلا لِلجِبَالِ ، لأَنَّهَا تَضطَرِبُ يَومَذَاكَ وَتُدَكُّ وَتُزَلزَلُ ، قَالَ – سُبحَانَهُ - : " كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرضُ دَكًّا دَكًّا " وَقَالَ - عَزَّ وَجَلَّ - : " فَإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ نَفخَةٌ وَاحِدَةٌ . وَحُمِلَتِ الأَرضُ وَالجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً . فَيَومَئِذٍ وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ " وَقَالَ – عَزَّ وَجَلَّ -" وَيَسأَلُونَكَ عَنِ الجِبَالِ فَقُل يَنسِفُهَا رَبِّي نَسفًا . فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفصَفًا . لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمتًا " وَقَالَ - عَزَّ وَجَلَّ - : " يَومَ تَرجُفُ الأَرضُ وَالجِبَالُ وَكَانَتِ الجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا " وَقَالَ – جَلَّ وَعَلا - : " يَومَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالمُهلِ . وَتَكُونُ الجِبَالُ كَالعِهنِ " مَا أَشَدَّهَا مِن أَهوَالٍ ! وَمَا أَعظَمَهَا مِن أُمُورٍ ثِقَالٍ ! جِبَالٌ رَاسِيَاتٌ تُدَكُّ حتى تَصِيرَ كَالصَّوفِ أَو كَالرِّمَالِ ، اللهُ المُستَعَانُ – يَا عِبَادَ اللهِ – يَومَ القِيَامَةِ يَتَغَيَّرُ كُلُّ شِيءٍ ، فَلا النَّاسُ بِالنَّاسِ الَّذِينَ كَانُوا ، وَلا الأَرضُ بِالأَرضِ الَّتِي كَانَت " يَومَ يَكُونُ النَّاسُ كَالفَرَاشِ المَبثُوثِ . وَتَكُونُ الجِبَالُ كَالعِهنِ المَنفُوشِ " " يَومَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصوَاتُ لِلرَّحمَنِ فَلا تَسمَعُ إِلاَّ هَمسًا . يَومَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَن أَذِنَ لَهُ الرَّحمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَولاً . يَعلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِم وَمَا خَلفَهُم وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلمًا . وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلحَيِّ القَيُّومِ وَقَد خَابَ مَن حَمَلَ ظُلمًا " وَيَكفِي في وَصفِ أَهوَالِ يَومِ القِيَامَةِ مَا جَاءَ في القُرآنِ مِن أَنَّهُ يَومٌ عَبُوسٌ قَمطرِيرٌ ، شَرُّهُ مُستَطِيرٌ ، وَأَنَّهُ يَومٌ ثَقِيلٌ ، وَأَنَّهُ يَجعَلُ الوِلدَانَ شِيبًا ، وَأَنَّهُ يَومُ الحَسْرَةِ وَيَومُ التَّغَابُنِ " إِذَا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزَالَهَا "وَأَخرَجَتِ الأَرضُ أَثقَالَهَا . وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا . يَومَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخبَارَهَا . بِأَنَّ رَبَّكَ أَوحَى لَهَا . يَومَئِذٍ يَصدُرُ النَّاسُ أَشتَاتًا لِيُرَوا أَعمَالَهُم " أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ – إِخوَةَ الإِيمَانِ – فَإِنَّما هِيَ إِحدَى نَتِيجَتينِ " فَمَن يَعمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ . وَمَن يَعمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم إِنَّ زَلزَلَةَ السَّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ . يَومَ تَرَونَهَا تَذهَلُ كُلُّ مُرضِعَةٍ عَمَّا أَرضَعَت وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَملٍ حَملَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ " وَأَقُولُ هَذَا القَولَ وَأَستَغفِرُ اللهَ فَاستَغفِرُوهُ ، إِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفَّارًا .
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ – تَعَالى – وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، وَصفُ يَومِ القِيَامَةِ وَمَا فِيهِ مِنَ الشَّدَائِدِ والأَهوَالِ ، كَثِيرٌ في كِتَابِ اللهِ ، وَقَد أَخبَرَ– جَلَّ وَعَلا – أَنَّهُ يَومٌ لا رَيبَ فِيهِ ، لِيَقوَى يَقِينُ النَّاسِ بِلِقَاءِ اللهِ ، فَتَستَيقِظَ بِذَلِكَ القُلُوبُ وَتَحيَا الضَّمَائِرُ ، وَتُملأَ الصُّدُورُ بِخَشيَةِ اللهِ وَالخَوفِ مِنهُ ، وَيَقِفَ الإِنسَانُ عِندَ حُدُودِ اللهِ وَلا يَتَعَدَّاهَا ، وَيَعمُرَ الأَرضَ بِعِبَادَةِ اللهِ ، وَيَمضِيَ في حِيَاتِهِ سَائِرًا عَلَى مَنهَجِ اللهِ ، حَتَّى يَكُونَ في ذَلِكَ اليَومِ العَظِيمِ وَمَعَ تِلكَ الأَهوَالِ الشَّدِيدَةِ فِيهِ ، دَاخِلاً تَحتَ رَحمَةِ اللهِ وَفي ظِلِّ عَرشِهِ ، وَحَتَّى يُخَفَّفَ عَلَيهِ ذَلِكَ اليَومِ الَّذِي طُولُهُ خَمسُونَ أَلفِ سَنَةٍ ، حَتَّى يَغدُوَ كَأَنَّهُ لَحَظَاتٌ أَو سَاعَاتٌ ، قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - : " يَومَ يَقُومُ النَّاسِ لِرَبِّ العَالَمِينَ مِقدَارُ نِصفِ يَومٍ مِن خَمسِينَ أَلفِ سَنَةٍ ، فَيُهَوَّنُ ذَلِكَ عَلَى المُؤمِنِ كَتَدَلِّي الشَّمسِ إِلى أَن تَغرُبَ " رَوَاهُ ابنُ حِبَّانَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . وَفي رِوَايَةٍ عِندَ الحَاكِمِ وَصَحَّحَهَا الأَلبَانيُّ قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ – : " يَومُ القِيَامَةِ عَلَى المُؤمِنِينَ كَقَدرِ مَا بَينَ الظُّهرِ وَالعَصرِ " وَقَالَ – صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - : " سَبعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ : الإِمَامُ العَادِلُ ، وَالشَّابُّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللهِ ، وَرَجُلٌ قَلبُهُ مُعَلَّقٌ بِالمَسَاجِدِ ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللهِ اجتَمَعَا عَلَى ذَلِكَ وَتَفَرَّقَا عَلَيهِ ، وَرَجُلٌ دَعَتهُ امرَأَةٌ ذَاتُ مَنصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخفَاهَا حَتَّى لا تَعلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَت عَينَاهُ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ . وَقَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - : " اِقرَؤُوا القُرآنُ ؛ فَإِنَّهُ يَأتِي يَومَ القِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصحَابِهِ ، اِقرَؤُوا الزَّهرَاوَينِ البَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمرَانَ ؛ فَإِنَّهُمَا تَأتِيَانِ يَومَ القِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَو كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَو فِرقَانِ مِن طَيرٍ صَوَافَّ ، تُحَاجَّانِ عَن أَصحَابِهِمَا " رَوَاهُ مُسلِمٌ . وَمِمَّا يَقِي أَهوَالَ ذَلِكَ اليَومِ بِرَحمَةِ اللهِ الوَفَاءُ بِالنُّذُورِ وَالعُهُودِ ، وَإِطعَامُ الطَّعَامِ وَالإِكثَارِ مِنَ الصَّدَقَاتِ ، وَإِنظَارُ المُعسِرِينَ وَالوَضعُ عَنهُم ، يُفعَلُ ذَلِكَ كُلُّهُ لِوَجهِ اللهِ ، قَالَ – سُبحَانَهُ – في وَصفِ الأَبرَارِ مِن عِبَادِهِ : " يُوفُونَ بِالنَّذرِ وَيَخَافُونَ يَومًا كَانَ شَرُّهُ مُستَطِيرًا . وَيُطعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا . إِنَّمَا نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزَاءً وَلا شُكُورًا . إِنَّا نَخَافُ مِن رَبِّنَا يَومًا عَبُوسًا قَمطَرِيرًا . فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَومِ وَلَقَّاهُم نَضرَةً وَسُرُورًا " وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ – " كُلُّ امرِئٍ في ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُقضَى بَينَ النَّاسِ " رَوَاهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ ، وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " مَن أَنظَرَ مُعسِرًا أَو وَضَعَ لَهُ ، أَظَلَّهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ تَحتَ ظِلِّ عَرشِهِ يَومَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ " رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . كَمَا أنَّ مِن رَحمَةِ اللهِ بِالمُؤمِنِينَ مِن هَذِهِ الأُمَّةِ خَاصَّةً أَنَّ سَبعِينَ أَلفًا مِنهُم يَدخُلُونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسَابٍ ، أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ – إِخوَةَ الإِيمَانِ – وَلْنَعمَلْ صَالِحًا ، وَلْنَتَمَسَّكْ بِدِينِنَا وَعَقِيدَتِنَا ، وَلْنُحَافِظْ عَلَى صَلَوَاتِنَا ، وَلْنَخشَ اللهَ في خَلَوَاتِنَا ، وَلْنَأتَمِرْ بِأَمرِ اللهِ وَأَمرِ رَسُولِهِ ، وَلْنَحذَرْ مِن مُخَالَفَةِ مَا جَاءَ في الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَالحَذَرَ الحَذَرَ مِنَ البِدَعِ وَالمُحدَثَاتِ وَالتَّرَاجُعِ عَنِ الحَقِّ بَعدَ الأَخذِ بِهِ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مِن أَسبَابِ العَذَابِ وَالحِرمَانِ ، قَالَ – عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - : " إِنِّي عَلَى الحَوضِ أَنظُرُ مَن يَرِدُ عَلَيَّ مِنكُم ، فَوَاللهِ لَيُقتَطَعَنَّ دُونِي رِجَالٌ ، فَلَأَقُولَنَّ : أَيْ رَبِّ مِن أُمَّتِي ، فَيَقُولُ : إِنَّكَ لا تَدرِي مَا أَحدَثُوا بَعدَكَ ، مَا زَالُوا يَرجِعُونَ عَلَى أَعقَابِهِم " رَوَاهُ مُسلِمٌ .
المرفقات
الأهوال
الأهوال
الأهوال-2
الأهوال-2
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق