خطبة: ( ولينصرنّ الله من ينصُره ). مستفادة من خطب الشيخ عبدالله البصري سلمه الله

أبو البراء
1432/03/29 - 2011/03/04 10:21AM
خطبة: (( ولينصرنّ الله من ينصره )) الجمعة 29/3/1432
إنّ الـحَمْدَ لله، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِالله مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مِنَ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَاهَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ $ ,
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابتَغُوا إِلَيهِ الوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا في سَبِيلِهِ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، مَن عَلِمَ حَقَارَةَ الدُّنيَاوَسُرعَةَ فَنَائِهَا لم يَأسَفْ عَلَى مَا فَاتَهُ مِنهَا ، وَمَن عَلِمَ حَقِيقَةَ الآخِرَةِ وَبَقَاءَ نَعِيمِهَا حَرِصَ عَلَى أَلاَّ يَفُوتَهُ شَيءٌ مِن فُرَصِهَا ، وَإِنَّ عَلَى المُسلِمِ أَن يَقِفَ مَعَ نَفسِهِ، ليَسأَلَها :
مَاذَا قَدَّمَ فِيمَا مَضَى ؟
هَل انتَصَرَعَلَى نَفسِهِ وَقَتَلَ شَهَوَاتِهَا وَحَطَّمَ أَصنَامَهَا ؟
هَل حَقَّقَ العُبُودِيَّةَ التَّامَّةَ لِرَبِّهِ امتِثَالاً وَاجتِنَابًا ؟
ثمّ عَلامَ هُوَ عَازِمٌ فِيمَا بَقِيَ من عمره ؟
ذلكم أنّ طَرِيقَ الفَلاحِ يَعتَرِي سَالِكَهُ مِنَ التَّعَبِ مَا يَعتَرِيهِ ، وَقَد حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمَكَارِهِ ، كَيفَ وَقَد قَالَ اللهُ ـ تَعَالى ـ : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ " وَمِن ثَمَّ كَانَ لا بُدَّ مِن الصَّبرِوَالمُصَابَرَةَ وَالمُرَابَطَةِ ، وَإِتقَانِ العَمَلِ وَالإِحسَانِ وَالمُجَاهَدَةِ ، وَبَذلِ الجُهدِ وَتَقوَى اللهِ قَدرَ الاستِطَاعَةِ، لَعَلَّ الفَلاحَ أَن يَكُونَ خَاتِمةَ العَبدِ وَثَمَرَةَ عَمَلِهِ ، وَلَعَلَّ رَبَّهُ أَن يَرزُقَهُ مِن مَعِيَّتِهِ مَا يَتَقَوَّى بِهِ عَلَى طَاعَتِهِ وَيَهتَدِي بِهِ إِلى سُبُلِ مَرضَاتِهِ؛" إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُم مُحسِنُونَ "
" وَالَّذِينَ جَاهَدُوافِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ, لقد بَعَثَ اللهُ مُحَمَّدًا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ، وَلِيُخرِجَ بِهِ النَّاسَ مِن ظُلُمَاتِ الشِّركِ وَأَسرِ الهَوَى ، إِلى نُورِ الإِيمَانِ وَسَعَةِ الهُدَى ، ولم يتمّ ذلكم إلاّ بإِخلاصٍ مَقرُونٍ بِجَمِيلِ تُوَكُّلٍ عَلَى اللهِ وَصِدقِ التِجَاءٍ إِلَيهِ مع مَوَاقِفِ بَذلٍ وَمَقَامَاتِ صِدقٍ رَائِعَةٍ، فَجَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ ، وَتَهَاوَت أَنصَابُ الشِّركِ وَطُهِّرَالبَيتُ الحَرَامُ مِنَ الرِّجسِ، ثمّ ظلّتْ الأَمَةُ الإِسلامِيَّةُ عَلَى مَدَى قُرُونٍ طَوِيلَةٍ هِيَ الرَّائِدَةَ وَالقَائِدَةَ ، وَظَلَّت هِيَ الغَالِبَةَ المنتَصِرَةَ لَمَّا كَانَت مَعَ رَبِّهَا نَاصِرَةً لِدِينَهِ مُحَكِّمَةً لِشَرعِهِ حَافِظَةً لأَمرِهِ وَنَهيِهِ ، وَسُنَّةُ اللهِ في ذَلِكَ وَاضِحَةٌ ، وَالآيَاتُ القُرآنِيَّةُ بها مُستَفِيضَةٌ ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ الغَالِبُونَ " وَقَالَ ـ جَلَّ وَعَلا ـ : " وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ " وَقَالَ ـ تَعَالى ـ : " وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ " وَللهِ في تَقدِيرِ كُلِّ الانتِصَارَاتِ للإسلام والمسلمين الحِكمَةُ البَالِغَةُ ،وَإِنَّهَا لإِشَارَاتٌ بَالِغَةٌ وَدُرُوسٌ لِلمُسلِمِينَ عَظِيمَةٌ ، تَبقَى مُعتَبَرًا في كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ، لِيُوقِنَ المُسلِمُونَ أَنَّهم الأعلون إن كانوا مؤمنين، فَلا يَذِلُّوا وَلا يُدَاهِنُوا ، ولا يخافوا ولا يحزنوا, وَلا يَنهَزِمُوا أَمَامَ أَيِّ عَدُوٍّ وَلا يَقِفَ أَمَامَهُم أَيُّ صَنَمٍ ، سَوَاءً هَوَى نَفسٍ كَانَ أَودَاعِيَ شَهوَةٍ ، أَو عَادَةً شَخصِيَّةً أَو عُرفًا اجتِمَاعِيًّا ، أَو قُوَّةً مَادِّيَّةً بَاهِرَةً أَو تَقَدُّمًا حَضَارِيًّا سَاحِرًا ، أَو دِعَايَاتٍ إِعلامِيَّةً مُضَلِّلَةً.
قال الله جلّ في علاه: " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64) وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " .
وَقَالَ ـ تَعَالى ـ في الحَدِيثِ القُدسِيِّ : " مَن عَادَى لي وَلِيًّا فَقَد آذَنتُهُ بِالحَربِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِليَّ عَبدِي بِشَيءٍ أَحَبَّ إِليَّ ممَّا افتَرَضتُ عَلَيهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبدِي يَتَقَرَّبُ إِليَّ بِالنَّوَافِلِ حَتى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحبَبتُهُ كُنتُ سَمعَهُ الَّذِي يَسمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتي يَبطِشُ بها وَرِجلَهُ الَّتي يَمشِي بها ، وَإِن سَأَلني لأُعطِيَنَّهُ ، وَلَئِنِ استَعَاذَني لأُعِيذَنَّهُ "
نَعَمْ ـ عِبَادَاللهِ ـ لا عِزَّةَ إِلاَّ بِاللهِ وَلا نَصرَ إِلاَّ مِن عِندِهِ ، وَلا عِزَّةَ وَلا نَصرَ إِلاَّ بِالعَمَلِ الصَّالِحِ ، هَذِهِ هِيَ العِزَّةُ الحَقِيقِيَّةُ ،إِنَّهَا خَشيَةٌ للهِ وَتَقوَى ، وَمُرَاقَبَةٌ لَهُ في السِّرِّ وَالنَّجوَى ، فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ .
أيّها المسلمون: إِنَّ لِلمُؤمِنِ الصَّادِقِ أنْ يُظهِرَ اعتِزَازَهُ بِدِينِهِ ، وَأنْ يُعلِنَ اعتِدَادَهُ بِعَقِيدَتِهِ ، بِاتِّبَاعِهِ شَرِيعَةَ رَبِّهِ وَتَمَسُّكِهِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلّم، وَلِيُعَلِّقَ قَلبَهُ وَقَالَبَهُ بِمَولاهُ ـ جَلَّ وَعَلا ـ وَحدَهُ دُونَ أحد سِوَاهُ ، وَلِيَنصُرَهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ في أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ ، لِيَنصُرَهُ رَبُّهُ كَمَا وَعَدَهُ حَيثُ قَالَ:"إِن تَنصُرُوا اللهَ يَنصُرْكُم وَيُثَبِّتْ أَقدَامَكُم" فانَصُرُوهُ تبارك وتعالى بِتَقدِيمِ مَا يُحِبُّهُ وَيَرضَاهُ عَلَى مَا تُحِبُّونَ وترضون وَتَشتَهُونَ ، اُنصُرُوهُ بِنَصرِ الحَقِّ وَأَهلِهِ ، مُرْوا بِالمَعرُوفِ وَانهَوا عَنِ المُنكَرِ، انتَصِرُوا عَلَى نُفُوسِكُمُ الَّتي بَينَ جُنُوبِكُم ، انتَصِرُواعَلَى شَهَوَاتِكُم ومَلَذَّاتِكُم ، حَقِّقُوا العُبُودِيَّةَ التَّامَّةَ له ـ سُبحَانَهُ ـ وَالاستِسلامَ لَهُ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا ، حَطِّمُوا الأَصنَامَ الَّتي في الصُّدُورِ،فَإِنَّهُ لا نَصرَ لِلأُمَّةِ وَلا غَلَبَةَ ، وَلا عِزَّلَهَا وَلا تَمكِينَ، إِلاَّ بِأَن يَنتَصِرَ أَفرَادُهَا عَلَى أَعدَائِهِمُ الدَّاخِلِيَّينَ وَيَهزِمُوهُم ، مِن نُفُوسِهِمُ الأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ ،وَشَيَاطِينِ الإِنسِ وَالجِنِّ الَّذِينَ لا يَأَلُونَهُم خَبَالاً, و والله لا ينصرُ الله من لا ينصرُه, ولا يحفظ الله من لا يحفظ حدوده, ففي الحديث الصحيح, قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ :"إِنَّ النَّاسَ إِذَارَأَوُا الظَّالِمَ فَلَم يَأخُذُوا عَلَى يَدَيهِ أَوشَكَ أَن يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ مِن عِندِهِ "
أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ وَلْنَعَضَّ بِالنَّوَاجِذِ عَلَى عَقِيدَتِنَا ، وَلْنَثبُتْ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الحَقِّ في كِتَابِ رَبِّنَا وَسُنَّةِ نَبِيِّنَا ، وَلا يَغتَرَّنَّ أَحَدٌ بكلّ مَنْ يُحَاوَلُ إِقنَاعَ المُسلِمِينَ بِالتَّخَلِّي عَن مَبَادِئِهِم, وَالتَّنَصُّلِ مِن أُصُولِهِمُ الشَّرعِيَّةِ.
أَعُوذُبِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ:" إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ "
أسأل الله أن يوفقنا لما يرضيه عنا ، وأن يجنبنا ما يسخطه ، اللهم إنا نَسأَلُكَ خَشيَتَكَ في الغَيبِ وَالشَّهَادَةِ ، وَكَلِمَةَ العَدلِ وَالحَقِّ في الغضب والرضا ، ونَسألُك القصد في الفقر والغنى ، وَنَسأَلُكَ نَعِيمًا لا يَبِيدُ وَقُرَّةَ عَينٍ لا تَنقَطِعُ ،وَنَسأَلُكَ الرِّضَا بَعدَ القَضَاءِ ، وَنَسأَلُكَ بَردَ العَيشِ بَعدَ المَوتِ ، وَنَسأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلى وَجهِكَ ، وَنَسأَلُكَ الشَّوقَ إِلى لِقَائِكَ في غَيرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلا فِتنَةٍ مُضِلَّةٍ ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بزينةالإيمان واجعلنا هداة مهتدين, غير ضالّين ولا مضلّين, اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الحَمْدُ لله حَمْدًاطَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيْهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، أحْمَدُهُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وجهه وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ، وَأشْكُرُهُ عَلَى نِعَمِهِ وَآلَائِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ،وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ.
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ " وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مَخرَجًا "
إخوة الإسلام: وَإِنَّهُ وَإِن كَانَ قَد أَصَابَ المسلمين في ليبيا وغيرها مِنَ الابتِلاءِ أَشَدَّهُ ، فَإِنَّ لأعدائهم مِنِ انتِقَامِ اللهِ نَصِيبًا في الدُّنيَا " إِنْ تَكُونُوا تَألَمُونَ فَإِنَّهُم يَألَمُونَ كَمَا تَألَمُونَ " وَمَوعِدُ الجَزَاءِ الأَكبَرِ يَومُ الحِسَابِ " إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا في الحَيَاةِ الدُّنيَا وَيَومَ يَقُومُ الأَشهَادُ . يَومَ لا يَنفَعُ الظَّالمِينَ مَعذِرَتُهُم وَلَهُمُ اللَّعنَةُ وَلَهُم سُوءُ الدَّارِ" ويقول الله :" أم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأتِكُم مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوا مِن قَبلِكُم مَسَّتهُمُ البَأسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصرُاللهِ أَلا إِنَّ نَصرَ اللهِ قَرِيبٌ" وَقَد قَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ في الحَدِيثِ الَّذِي أَخرَجَهُ أَحمَدُ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ : " بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالدِّينِ وَالرِّفعَةِ وَالنَّصرِ وَالتَّمكِينِ في الأَرضِ "
فنَصرُ اللهِ لِلدِّينِ الحَقِّ آتٍ لا محالة، وَظُهُورُهِ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ تامٌ وَلَو كَرِهَ المُشرِكُونَ ، إِنَّهُ أَمَلٌ يَشحَذُ هِمَمَ المُؤمِنِينَ لِلعَمَلِ عَلَى نُصرَةِ دِينِهِم، وَيَدعُو الصَّادِقِينَ إِلى التَّمَسُّكِ بِهِ، مَعَ إِدرَاكٍ كَامِلٍ وَيَقِينٍ تَامٍّ بِأَنَّ نَصرَ اللهِ لأَولِيَائِهِ يَأتي عَبرَ سُنَنٍ جَارِيَةٍ وَ مُحكَمَةٍ ، ليَمتَحِنَ اللهُ فِيهَا عِبَادَهُ وَيَبتَلِيَهِم, ويتّخذَ منهم شهداء!
وإِنَّ من واجبنا أن نُلِحَّ عَلَى اللهِ بِالدُّعَاءِ للمسلمين, وَرَبُّنَا القَوِيُّ القَادِرُ هُوَ الَّذِي أَمَرَ بِهِ وَوَعَدَ بِإِجَابَتِهِ " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادعُوني أَستَجِبْ لَكُم " فكُونُوا عَلَى يَقِينٍ بِأَنَّ اللهَ لا يَرُدُّ دَاعِيًا وَلا يُخَيِّبُ رَاجِيًا، وَلْنَحذَرْ مِنَ اليَأسِ وَالقُنُوطِ، فَإِنَّ اللهَ نَاصِرٌ عِبَادَهُ وَأَولِيَاءَهُ، وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ.
وَالحَقُّ مَنصُورٌ وَمُمتَحَنٌ فَلا تَيأَسْ فَهَذِي سُنَّةُ الرَحمَنِ
اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
اللَّهُمَّ احفَظْ وُلاةَ أَمرِنَا وَاحفَظْ بِهِمُ الإِسلامَ ، اللَّهُمَّ وَاجمَعْ بِهِمُ الكَلِمَةَ عَلَى الحَقِّ ، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِم لِمَا تُحِبُّهَ وَتَرضَاهُ ، اللَّهُمَّ وَأَصلِحْ بِطَانَتَهُم ، اللَّهُمَّ قَرِّبْ إِلَيهِم مَن عَلِمتَ فِيهِ خَيرًا ، وَأَبعِدْ عَنهُم بِطَانَةَ السُّوءِ وَالفِتنَةِ وَالفَسَادِ يَا رَبَّ العَالمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ العَافِيَةَ ، اللَّهُمَّ أَنتَ عَضُدُنَا وَنَصِيرُنَا ، بِكَ نَحُولُ وَبِكَ نَصُولُ ، وَبِكَ نُقَاتِلُ ، اللَّهُمَّ مُنزِلَ الكِتَابِ وَمُجرِيَ السَّحَابِ سَرِيعَ الحِسَابِ وَهَازِمَ الأَحزَابِ ، اللَّهُمَّ اهزِمِ طاغية ليبيا وَانصُر الإسلام والمسلمين عَلَيهِ ، اللَّهُمَّ وَزَلزِلِ الأَرضَ مِن تَحتِ أَقدَامِه, اللَّهُمَّ عَلَيكَ بِمَن ظَلَمُوا المسلمين وَاعتَدَوا عَلَيهِم ، اللَّهُمَّ اهزِمْهُم وَانْصرْإِخوَانَنَا عَلَيهِم . اللَّهُمَّ أَنتَ عَضُدُهُم وَنَصِيرُهُم ، بِكَ يَحُولُونَ وَبِكَ يَصُولُونَ وَبِكَ يُقَاتِلُونَ . اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَعِنْهُم وَلاتُعِنْ عَلَيهِم ، وَانْصُرْهُم وَلا تَنصُرْ عَلَيهِم وَامكُرْ لَهُم وَلا تَمكُرْ عَلَيهِم ، وَاهدِهِم وَيَسِّرِ الهُدَى لهم ، وَانْصُرْهُم عَلَى مَن بَغَى عَلَيهِم, اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
المشاهدات 4908 | التعليقات 1

[align=justify]
جزى الله الناقل والمنقول عنه خيرا
ولا أدري سبب التصاق بعض الكلمات ببعض فهو يوقع في عدم فهم أحيانا ... فحبذا أن يقوم الأخ أبو البراء بإعادة تنسيق الكتابة لتتضح أكثر ...
[/align]