خطبة : ( ولا تلمزوا أنفسكم )
عبدالله البصري
الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللهَ يَجعَلْ لَكُم فُرقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِرْ لَكُم وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، حِينَ يَتَوَاضَعُ المَرءُ وَيَعرِفُ قِيمَةَ نَفسِهِ ، يَلزَمُ حُدُودَهُ وَلا يَتَجَاوَزُ قَدرَهُ ، وَأَمَّا حِينَ يَمتَلِئُ صَدرُهُ كِبرًا وَغُرُورًا ، وَتُعجِبُهُ نَفسُهُ وَيَرتَدِي بِرِدَاءِ الخُيَلاءِ وَالغَطرَسَةِ ، فَإِنَّهُ يُجَاوِزُ المَعقُولَ وَيَتَعَامَى عَنِ المَنقُولِ ، فَيَظلِمُ النَّاسَ وَيَبغِي عَلَيهِم ، وَيَبخَسُهُم حُقُوقَهُم وَأَشيَاءَهُم ، وَصَدَقَ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ إِذْ قَالَ : " إِنَّ اللهَ أَوحَى إِليَّ : أَنَ تَوَاضَعُوا حَتى لا يَفخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ وَلا يَبغِيَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ " رَوَاهُ مُسلِمٌ وَغَيرُهُ .
إِنَّ ثَمَّةَ تَلازُمًا عَجِيبًا بَينَ الكِبرِ وبَينَ البَغيِ وَالفَخرِ ، وَمَن تَوَاضَعَ وَتَطَامَنَ وَكَانَ سَهلاً هَينًا لَينًا ، غَضَّ عَنِ العَورَاتِ وَالهَفَوَاتِ ، وَتَغَافَلَ عَنِ السَّوءَاتِ وَالزَّلاَّتِ ، وَانشَغَلَ بِإِصلاحِ نَفسِهِ وَتَأدِيبِهَا ، وَعَمِلَ عَلَى تَقوِيمِهَا وَتَهذِيبِهَا ، وَحَرِصَ عَلَى التَّزَوُّدِ ممَّا يُنجِيهِ في مَسِيرِهِ إِلى رَبِّهِ . أَلا وَإِنَّ ممَّا نَهَى عَنهُ الشَّرعُ الحَكِيمُ مِن مَسَاوِئِ الأَخلاقِ وَمَرذُولِ الصِّفَاتِ ، ممَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ في صَدرِ صَاحِبِهِ كِبرًا مَا هُوَ بِبَالِغِهِ ، السُّخرِيَةَ مِنَ النَّاسِ وَالاستِهزَاءَ بِهِم ، وَهَمزَهُم وَلَمزَهُم ، وَجَعلَهُم هَدَفًا لِلتَّهَكُّمِ بِهِم في خَلقٍ أَو خُلُقٍ ، قَالَ ـ جَلَّ وَعَلا ـ : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسخَرْ قَومٌ مِن قَومٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيرًا مِنهُم وَلا نِسَاءٌ مِن نِسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيرًا مِنهُنَّ وَلا تَلمِزُوا أَنفُسَكُم وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلقَابِ بِئسَ الاسمُ الفُسُوقُ بَعدَ الإِيمَانِ وَمَن لم يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالمُونَ "
إِنَّ المُجتَمَعَ الفَاضِلَ الَّذِي يُرِيدُ الإِسلامُ بِنَاءَهُ وَتَقوِيَةَ أَركَانِهِ ، مُجتَمَعٌ لَه أَدَبٌ رَفِيعٌ ، وَلِكُلِّ فَردٍ فِيهِ كَرَامَتُهُ وَمَكَانَتُهُ ، وَالمُؤمِنُونَ فِيهِ إِخوَةٌ كَالجَسَدِ الوَاحِدِ ، وَأَيُّ تَعَرُّضٍ لِعُضوٍ مِنهُ فَإِنَّمَا هُوَ إِيلامٌ لِسَائِرِ الجَسَدِ ، وَالجَمَاعَةُ كُلٌّ لا يَتَجَزَّأُ ، كَرَامَتُهَا وَاحِدَةٌ ، وَقَدرُهَا وَاحِدٌ ، وَأَيُّ مَسٍّ لِجُزءٍ مِنهَا فَهُوَ تَعَرُّضٌ لِمَجمُوعِهَا ، وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ أَيَّ لَمزٍ لأَيِّ فَردٍ ، فَكَأَنَّمَا هُوَ لَمزٌ لِلذَّاتِ وَتَعَرُّضٌ لِلنَّفسِ .
إِنَّهُ لا يَحِلُّ لِمُؤمِنٍ يُؤمِنُ بِاللهِ رَبًّا خَالِقًا ، وَيُوقِنُ بِهِ مُقَسِّمًا لِلأَرزَاقِ وَالأَخلاقِ ، أَن يَسخَرَ مِن مُؤمِنٍ لِفَقرٍ ابتُلِيَ بِهِ ، أَو لِذَنبٍ ارتَكَبَهُ ، أَو لِعَاهَةٍ لَزِمَتهُ في بَدَنِهِ ، أَو لِنَقصٍ في جَاهِهِ أَو نَسَبِهِ ، فَلَعَلَّ ذَلِكَ المُستَهزَأَ بِهِ ، أَن يَكُونَ أَخلَصَ ضَمِيرًا وَأَنقَى قَلبًا وَأَتقَى للهِ ممَّنِ استَهزَأَ ، فَيَكُونَ المُستَهزِئُ بِذَلِكَ قَد ظَلَمَ نَفسَهُ وَحَقَّرَهَا وَصَغَّرَهَا ، بِتَحقِيرِهِ مَن وَقَّرَهُ اللهُ ، وَاستِصغَارِهِ مَن عَظَّمَهُ اللهُ ، وَكَيفَ تَسمَحُ نَفسٌ بِهَمزٍ أَو لَمزٍ ، لأَنَّهَا قَد أُوتِيَت مَالاً أَو نَسَبًا ، أَو فُضِّلَت بِجَاهٍ أَو حَسَبٍ ، وَاللهُ ـ تَعَالى ـ قَد تَوَعَّدَ أَهلَ الهَمزِ وَاللَّمزِ فَقَالَ : " وَيلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ . الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ . يَحسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخلَدَهُ . كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ في الحُطَمَةِ . وَمَا أَدرَاكَ مَا الحُطَمَةُ . نَارُ اللهِ المُوقَدَةُ . الَّتي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفئِدَةِ . إِنَّهَا عَلَيهِم مُؤصَدَةٌ . في عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ "
إِنَّ مِن أَعظَمِ مَسَاوِئِ السُّخرِيَةِ وَالاستِهزَاءِ أَنَّهَا تَحُولُ بَينَ العَبدِ وَبَينَ الاشتِغَالِ بما يَنفَعُهُ ، وَتُبعِدُهُ عَنِ السَّيرِ في مَرضَاةِ رَبِّهِ ، وَتُمِيتُ قَلبَهُ وَتُورِثُهُ الغَفلَةَ وَشُرُودَ الذِّهنِ ، فَلا تَرَاهُ إِلاَّ مُتَتَبِّعًا لِعَيبِ غَيرِهِ ، ثم لا يَشعُرُ إِلاَّ وَالعَذَابُ قَد أَحَاطَ بِهِ ، فَنَدِمَ وَتَحَسَّرَ ، وَلاتَ سَاعَةَ مَندَمٌ ، وَلَكِنْ دُعَاءٌ كَدُعَاءِ الكَافِرِينَ " رَبَّنَا أَخرِجْنَا مِنهَا فَإِنْ عُدنَا فَإِنَّا ظَالمُونَ . قَالَ اخسَؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ . إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِن عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغفِرْ لَنَا وَارحَمْنَا وَأَنتَ خَيرُ الرَّاحِمِينَ . فَاتَّخَذتُمُوهُم سِخرِيًّا حَتَّى أَنسَوكُم ذِكرِي وَكُنتُم مِنهُم تَضحَكُونَ . إِنِّي جَزَيتُهُمُ اليَومَ بما صَبَرُوا أَنَّهُم هُمُ الفَائِزُونَ "
إِنَّ الاستِغرَاقَ في الضَّحِكِ مِنَ النَّاسِ وَهَمزِهِم وَلَمزِهِم ، أَوِ التَّفَكُّهِ بِذِكرِ عُيُوبِهِم وَتَردَادِ مَسَاوِئِهِم ، أَو تَعيِيرِهِم وَتَنَقُّصِهِم ، إِنَّ كُلَّ ذَلِكَ مِن صِفَاتِ الكُفَّارِ وَسِيمَا المُجرِمِينَ وَأَخلاقِ أَهلِ الجَاهِلِيَّةِ ، الَّذِينَ لم تَستَطعِمْ قُلُوبُهُمُ الإِيمَانَ " وَأَنَّ الفَضلَ بِيَدِ اللهِ يُؤتِيهِ مَن يَشَاءُ " وَأَنَّهُ " وَمَا بِكُم مِن نِعمَةٍ فَمِنَ اللهِ " قَالَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ : " إِنَّ الَّذِينَ أَجرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضحَكُونَ . وَإِذَا مَرُّوا بِهِم يَتَغَامَزُونَ . وَإِذَا انقَلَبُوا إِلى أَهلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ . وَإِذَا رَأَوهُم قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ . وَمَا أُرسِلُوا عَلَيهِم حَافِظِينَ . فَاليَومَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفَّارِ يَضحَكُونَ . عَلَى الأرَائِكِ يَنظُرُونَ . هَل ثُوِّبَ الكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفعَلُونَ "
وَعَن أَبي ذَرٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ قَالَ : إِنَّهُ كَانَ بَيني وَبَينَ رَجُلٍ مِن إِخوَاني كَلامٌ ، وَكَانَت أُمُّهُ أَعجَمِيَّةً فَعَيَّرتُهُ بِأُمِّهِ ، فَشَكَاني إِلى النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ فَلَقِيتُ النَّبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ امرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ " قُلتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَن سَبَّ الرِّجَالَ سَبُّوا أَبَاهُ وَأُمَّهُ . قَالَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ امرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ ... " الحَدِيثَ رَوَاهُ مُسلِمٌ وَهُوَ في البُخَارِيِّ بِنَحوِهِ .
إِنَّ السُّخرِيَةَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ لا تَنبَعِثُ إِلاَّ مِن نَفسٍ قَد تَلَوَّثَت بِالعُجْبِ وَتَلَطَّخَت بِالكِبرِ ، وَمِن ثَمَّ فَهِيَ تُعامِلُ مَن حَولَهَا عَن شُعُورٍ بِالفَوقِيَّةِ وَالعُلُوِّ ، وَقَدِ استَهَانَ إِبلِيسُ بِآدَمَ وَسَخِرَ مِنهُ قَائِلاً : " أَنَا خَيرٌ مِنهُ خَلَقتَني مِن نَارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طِينٍ " فَكَانَ جَزَاؤُهُ أَن بَاءَ بِالخَسَارَةِ وَالخِذلانِ وَالبُعدِ عَن رَحمَةِ الرَّحمَنِ ، أَلا فَاتَّقُوا اللهَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ وَزُمُّوا أَلسِنَتَكُم عَمَّا لا يُرضِي اللهَ مِن تَنَقُّصِ خَلقِهِ وَالاستِهزَاءِ بهم ، فَإِنَّ لَدَى المُؤمِنِ الجَادِّ مَا يَجعَلُهُ يُفَكِّرُ في عُيُوبِ نَفسِهِ وَيُجَاهِدُهَا عَلَى التَّخَلُّصِ مِن كُلِّ سُوءٍ ، وَإِنَّ الرَّحِيمَ بِإِخوَانِهِ المُحِبَّ لهم مِنَ الخَيرِ مَا يُحِبُّهَ لِنَفسِهِ لَيَعمَلُ عَلَى إِصلاحِ خَلَلِهِم ، بَدَلاً مِن تَضيِيعِ الوَقتِ في تَتَبُّعِ عُيُوبِهِم وَعَورَاتِهِم ، وَنَشرِهَا بِكَلِمَاتٍ تُفسِدُ وُدَّهُم وَتُمَزِّقُ لُحمَتَهُم ، عَن عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهَا ـ قَالَت : قُلتُ لِلنَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : حَسبُكَ مِن صَفِيَّةِ أَنَّهَا كَذَا وَكَذَا ـ تَعني قَصِيرَةٌ ـ فَقَالَ : " لَقَد قُلتِ كَلِمَةً لَو مُزِجَت بِمَاءِ البَحرِ لَمَزَجَتهُ " قَالَت : وَحَكَيتُ لَهُ إِنسَانًا فَقَالَ : " مَا أُحِبُّ أَني حَكَيتُ إِنسَانًا وَأَنَّ لي كَذَا وَكَذَا " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ : " وَلا تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنهُ مَسؤُولاً . وَلا تَمشِ في الأَرضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخرِقَ الأَرضَ وَلَن تَبلُغَ الجِبَالَ طُولاً . كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكرُوهًا "
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ ، وَاعلَمُوا أَنَّكُم مُلاقُوهُ فَاشكُرُوهُ وَلا تَكفُرُوهُ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، وَإِذَا كَانَتِ السُّخرِيَةُ كَبِيرَةً مِن الكَبَائِرِ وَعَظِيمَةٌ مِنَ العَظَائِمِ ، فَإِنَّهَا حِينَ تَقَعُ عَلَى أَهلِ العِلمِ وَرِجَالِ الدَّعوَةِ ، أَوِ يُقصَدُ بها الآمِرُونَ بِالمَعرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ المُنكَرِ ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ مُؤَشِّرٌ عَلَى أَنَّ في المُجتَمَعِ خَلَلاً ، وَعَلامَةٌ عَلَى أَنَّ في القُلُوبِ فَسَادًا وَمَرَضًا .
وَإِنَّ لِصَحَافَتِنَا مِن ذَلِكَ نَصِيبًا كَبِيرًا ، حَيثُ دَرَجَت في سَنَوَاتِهَا المُتَأَخِّرَةِ ، عَلَى تَنَقُّصِ العُلَمَاءِ وَالدُّعَاةِ وَالصَّالِحِينَ ، وَالنَّيلِ مِنَ النَّاصِحِينَ الصَّادِقِينَ ، وَتَنَاوُلِهِم بِأَرخَصِ الكَلامِ بَل وَوَصفِهِم بِأَقذَعِ السَّبِّ وَالتَّعيِيرِ ، حَتى وَصَلَ الأَمرُ إِلى أَن يُوصَفَ بَعضُ كِبَارِ العُلَمَاءِ وَالنَّاطِقِينَ بِالحَقِّ ، بِأَنَّ لَدَيهِ مُشكِلاتٍ نَفسِيَّةً ، أَو انفِصَامًا في الشَّخصِيَّةِ ، وَأَنَّهُ مُتَقَلِّبُ المِزَاجِ مُتَذَبذِبٌ مُتَلَوِّنٌ ، أَو أَنَّهُ مُرِيدٌ لِلدُّنيَا طَالِبٌ لِمَنَاصِبِهَا ، وَكُلُّ ذَلِكَ ـ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ـ بِقَصدِ الحَيلُولَةِ بَينَ النَّاسِ وَبَينَ العُلَمَاءِ وَرِجَالِ الشَّرِيعَةِ ، حَتى يَخلُوَ الجُوُّ لأُولِئَكِ المُنَافِقِينَ ، لِيُفسِدُوا في المُجتَمَعِ كَيفَ يَشَاؤُونَ ، وَلِيَصُوغُوا أَفكَارَ شَبَابِهِ عَلَى مَا يُرِيدُونَ ، وَلِيَتَلاعَبُوا بِأَجسَادِ نِسَائِهِ كَمَا يَشتَهُونَ ، فَقَاتَلَهُمُ اللهُ أَنىَّ يُؤفَكُونَ ، أَلا فَاتَّقُوا اللهَ ، وَاعلَمُوا أَنَّ ممَّا يَجِبُ عَلَى المُجتَمَعِ المُسلِمِ أَن يُقَاطِعَ هَذِهِ الجَرَائِدَ وَتِلكَ القَنَوَاتِ ، وَأَلاَّ يَسمَحَ لِعَينِهِ أَن تَرَى وَلا لأُذُنِهِ أَن تَستَمِعَ لِمَا في تِلكَ المَصَادِرِ العَفِنَةِ النَّتِنَةِ مِنِ استِهزَاءٍ وَسُخرِيَةٍ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَتَهَكُّمٍ بِحَافِظِي كِتَابِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ، فَقَد قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَقَد نَزَّلَ عَلَيكُم في الكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعتُم آيَاتِ اللهِ يُكفَرُ بها وَيُستَهزَأُ بها فَلا تَقعُدُوا مَعَهُم حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيرِهِ إِنَّكُم إِذًا مِثلُهُم إِنَّ اللهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ وَالكَافِرِينَ في جَهَنَّمَ جَمِيعًا " إِنَّ هَؤُلاءِ الصَّحَفِيِّينَ وَالكَتَبَةِ مَعَ تَنَاقُضِهِمُ الوَاضِحِ فِيمَا يَكتُبُونَ ، إِنَّهُم لَمِن أَجهَلِ النَّاسِ بما أَنعَمَ اللهُ بِهِ عَلَى هَذِهِ البِلادِ مِن نِعمَةِ التَّمَسُّكِ بِالدِّينِ الَّتي لا تَعدِلُهَا نِعمَةٌ ، وَلَو كَانُوا يَعقِلُونَ لأَصغَوا أَسمَاعَهُم وَقُلُوبَهُم لِقَولِ رَبِّهِم ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ : " وَلاَ تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللهِ هُزُوًا وَاذكُرُوا نِعمَةَ الهِب عَلَيكُم وَمَا أَنزَلَ عَلَيكُم مِنَ الكِتَابِ وَالحِكمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ " وَأَمَّا المُستَهزَأُ بهم وَلا سِيَّمَا مِنَ العُلَمَاءِ وَطُلاَّبِ العِلمِ وَالدُّعَاةِ ، فَيَكفِيهِم أَن يَتلُوا قَولَ رَبِّهِم ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ : " فَذَرْهُم يَخُوضُوا وَيَلعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَومَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ " " وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ اعمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُم إِنَّا عَامِلُونَ . وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ . وَللهِ غَيبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَإِلَيهِ يُرجَعُ الأَمرُ كُلُّهُ فَاعبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعمَلُونَ "
المرفقات
ولا تلمزوا أنفسكم.doc
ولا تلمزوا أنفسكم.doc
المشاهدات 7552 | التعليقات 10
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
الله يجزاك خير ياشيخ عبدالله خطبة رائعة كالعادة لكني كم أتمنى أن تكون خطبك أقصر مما هي عليه الآن فعموم الناس لايحبون الخطب الطويلة
ولي أمنية أخرى وهي أن تكون خطبك سهلة بسيطة جداً يفهمها عامة الناس وبسطاء الناس فخطبكم حفظكم الله المستوى العلمي فيها كبير جداً
وأسأل الله التوفيق لي ولك ولجميع الخطباء والمستمعين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأحسن الله إليكم وجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم وجزاكم خيرا.
ملاحظة: رأيت كثيرا من إخواني يستفيدون من خطبكم فلو قدمتم تاريخ نشرها لربما كان أحسن، لتكون الاختيارات واسعة لمن شاء من خطب إخوانه الخطباء.
وكون الناس لا يحبون الخطب الطويلة ، فليس هذا بغريب ، بل حتى نحن لا نحب الخطب الطويلة لا في كتابتها ولا في الاستماع إليها ؛ لأنه أمر مرهق ولا ريب ، ولكن السؤال :
ما حد الطول والقصر ؟!
ربما ترى أنت أن الطول المناسب خمس دقائق أو سبع دقائق أو عشر مثلاً ، فيأتيك مع كل هذا من يقول : أطلت علينا ، بينما آخر يقول : لو تكلمت في خطبتك عن كذا وتناولت كذا ، وثالث تجده نائمًا لا يدري ما قلت .
ولا أخفيك أني كنت أكتب خطبًا أطول من الخطب الحالية ، فأكثر عليَّ محبون ناصحون من أمثالك ، فقصرتها إلى حوالي النصف أو تزيد قليلاً ، فشكروا هذا الصنيع ، وذكروا أنهم ارتاحوا له ، فلم أفاجأ بعد مدة إلا وهم يعيبون علي الطول مرة أخرى ، ويطلبون مني التقصير ، فعلمت أن الأمر سيؤول بنا إلى أن الشكوى من الطول ستبقى ولو كتبنا نصف صفحة !!!
وبعض الخطباء لا تراه إلا ينظر إلى الناس ويتتبع رغباتهم وماذا يقولون عنه أو بأي شيء يصفونه ، حتى لو أدى به الأمر إلى أن يلقي خطبة باردة ، المهم لديه أن يخرج المصلون وهم يقولون : جزاك الله خيرًا ، فأنت أنت الخطيب ، لم تُطِلْ علينا فخرجنا وآل فلان ما زالوا في الخطبة الأولى !!! وهكذا . وقد جربت هذا الأمر في صلاة التراويح ، فوجدت الناس لا يشبعون من التخفيف ، حتى لو قرأت بهم قصار السور ، لوجدت من يقول : هلاَّ قصرت !!! ولكنك ترى هؤلاء الشاكين من طول الخطبة أو الصلاة لا يمل أحدهم من التسمر ساعاتٍ في مجالس القيل والقال والغيبة والنميمة والاستهزاء ، أو أماكن طلب الدنيا والبيع والشراء ، بينما هو يستكثر على نفسه ربع ساعة يستمع فيها إلى موعظة لعلها تكون حياة لقلبه ونورًا لدربه ونجاة له عند ربه .
المقصود ـ وفقك الله وسددك ـ أن الذي يحكم الخطبة طولاً وقصرًا ليس رغبة الناس وأهواءهم ، وإنما الحكم في ذلك سنة المصطفى ، وهذه لم نجد فيها خطبًا مروية لنقيس عليها ، ومن ثم فقد اتجهنا إلى أهل العلم ، الذين هم أحرص الناس على تطبيق السنة وما ينفع الأمة ، فوجدنا خطبهم تتراوح بين عشرين دقيقة وقد تطول عند بعضهم لتصل ثلاثين وأربعين دقيقة ، ومنم من تصل إلى الساعة ، حتى إني قرأت كلامًا للعلامة الشيخ عبدالله الجبرين ـ رحمه الله ـ يذكر فيه أن الجلسة التي بين الخطبتين لم يجعلها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا ليستريح لأنه كان يطيل الخطبة قليلاً .
أنا في الحقيقة لم أشأ أن آخذ برأي من يخطب أربعين ولا ثلاثين ، ولكن رأيت أن الخطبة من عشر دقائق إلى عشرين لا تعد طويلة لدى عامة الناس ، وقد ثبتُّ خطبي على هذا القدر ، بعدد صفحات في برنامج الوورد لا أتجاوزها إلا في حالات نادرة ، إذا اقتضى الموضوع .
وقد قرأت إحدى خطبي على الشيخ عبدالعزيز الراجحي قبل أسبوعين لأستنير برأيه ؛ لعلمي أنه من محبي السنة ومطبقيها ، وقلت له : يا شيخ ، إن من الإخوة من يزعم أن خطبي طويلة ، بل بعضهم كاد أن يخرجني عن اتباع السنة ويدخلني في حيز البدعة ، فما رأيك ؟ فتكرم ـ حفظه الله ورعاه ـ وطلب مني قراءة الخطبة ، فقرأتها عليه بقدر متوسط ، لم أستعجل ولم أبطئ ، فبلغ الوقت سبع عشرة دقيقة ، فقال لي : هذه خطبة قصيرة ، ولا عليك مما يقال ، فقلت : يا شيخ ، إنهم يقيسونها بالصلاة ، فيقولون : إن الخطبة لا بد أن تكون أقصر من الصلاة بناء على حديث " إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه " فقال : هذا فهم غير صحيح للحديث ، فقلت : إن آخرين يقولون : يكفي الناس آية وحديث ، فلا داعي للكلام الذي بينهما !! فقال : ولأي شيء شرعت الخطبة إذًا لو لم يكن هناك كلام خطابي بين الآيات والأحاديث ؟!
وقدوة أخرى هو الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ، مفتي عام المملكة ، تابعت خطبته وصلاته أكثر من مرة ، ومن المعلوم أن بيننا وبين الرياض فارق توقيت لا يقل عن سبع أو ثماني دقائق متقدم علينا ، ومع هذا فكنا ندخل ونخطب ونصلي والشيخ قد بدأ ، فإذا خرجنا وإذا به في الدعاء أو في الصلاة ، أو ما زال المذيع يقرأ الأذكار بعد نهاية الصلاة !!!
وأيضًا ، هذه خطب الحرمين تتفاوت في طولها بين ربع ساعة وخمس وعشرين دقيقة ، ولم نر من العلماء من اتهمهم بالتطويل .
وقد لحظت ـ أيضًا ـ أن الذين يشتكون من طول الصلاة أو الخطبة هم دائمًا المتأخرون ، الذين لا يحضرون إلا في نصف الخطبة ، فيكون قد فاتهم منها شيء كثير ، فلا يستطيعون ربط الكلام ولا أن يستطعموه ، ومن ثم تراهم يملون وتطول عليهم الخطبة ، أما المبكرون ، فتراهم من أقل الناس شكوى ، حيث يجعل الله لهم من بركة تبكيرهم محبةً للخير ، وحرصًا على المكث في المسجد ، ثم هم يأخذون بموضوع الخطبة من أوله بقلوب حاضرة ، فلا يملون في الغالب . والله المستعان .
وإنما أطلت في هذا الموضوع لأن الكلام فيه مما يتردد بشكل متكرر ، مع أن الناس الذين يشتكون تطويل الخطب لا يكادون يسمعون من الخير والمواعظ والعلم إلا هذه الدقائق في يوم الجمعة ، وفيما عداها من الأيام لا أظن أحدهم يسمع آية أو حديثًا في غير صلاة !! ومع هذا يشتكون طول الخطبة !! فلا أدري ماذا يريد أولئك إلا أن يكونوا شياطين لا تريد سماع شيء من القرآن وكلام النبوة والمواعظ . وصدق ـ عليه الصلاة والسلام ـ : " حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات " ومن ثم فإني لا أرى للإمام والخطيب أن يشتغل بكلام الناس في هذا الموضوع بالذات إذا لم يكن الأغلب والأعم مجمعين على أنه يطيل فعلاً ، فهنا عليه أن يقصر ، وأما إذا لم يكن إلا قلة من المتأخرين فلا عليه أن يعظهم ويذكرهم بالله ، وبفضل المكث في المسجد وانتظار الصلاة ، فهذا خير من الانجراف وراء شهواتهم ورغباتهم التي لا تنقضي ، وقد جربت هذا ـ ولعلي ذكرته في غير هذا الموضع ـ في صلاة التراويح ، فقد شكا بعض جماعتنا التطويل ؛ لا لأننا نطيل في الحقيقة ، ولكن لأن إخواننا الذين حولنا ـ والله المستعان ـ يبالغون في التقصير ، فصرنا من بينهم في غربة ، فلما رأيت شكوى إخواننا ، استعنت الله وألقيت فيهم كلمة عن فضل الصلاة ، وقصر الأعمار ، وسرعة مرور الأيام ، وعجلة انقضاء رمضان ، وكيف كان القدوة ـ عليه الصلاة والسلام ـ يصلي ويقوم حتى تتفطر قدماه وهو من غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وأذكر أني تساءلت عن أناس كانوا معنا قبل عام وعامين وثلاثة وأكثر وأقل . أين هم الآن ؟ من منكم يذكرهم ولو بدعوة أو صدقة ؟؟ هل هم الآن في قبورهم يصلون ؟! ... وكلامًا نحو هذا ، فلم أفاجأ إلا وبعض الشاكين تنهمر دموعه ، فما رأيته بعد ذلك شاكيًا من طول الصلاة .
ـ ـ ـ ـ
الأمر الآخر الذي ذكرته ـ أخي خطيب جديد ـ هو أمنيتك أن تكون الخطب سهلة يفهمها عامة الناس ، وذكرت أن المستوى العلمي فيها كبير جدًّا ، أما من حيث الأسلوب فقد يكون الأسلوب فيه شيء من الخفاء على العامة لغرابة بعض الكلمات عليهم ، ومن ثم فأنا أعمد إلى تناول المعنى أحيانًا بأكثر من جملة وبكلمات مترادفة ، ليفهم في الأخرى من لم يفهم الأولى ، وأما العلمية فما أنا من أهل المستوى العلمي الكبير ، والله المستعان .
ـ ـ ـ
وأما اقتراح أخي المحب بتقديم وقت نشر الخطبة ، فهو اقتراح جميل ، وأنا أسعى إليه دائمًا ، ولكن الأعمال الأخرى والشواغل تأبى ، وفي خطب إخواني الذين يبكرون من أمثال الشيخ إبراهيم الحقيل ـ وفقه الله ـ غنية وكفاية .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد افدت واجدت شيخنا الكر يم وخطبك دائما متميزة ورائعه
ولك الشكر
ماشاء الله
كلام من الشيخ عبدالله فعلا مقنع
وأنا استفدت منه كلام واقعي وفيه استشهاد قوي
(( والرد ياشيخ عبدالله غطى على الخطبة ))
وفقك الله
ونريد خطبة عن
في صلاة التراويح ، فقد شكا بعض جماعتنا التطويل ؛ لا لأننا نطيل في الحقيقة ، ولكن لأن إخواننا الذين حولنا ـ والله المستعان ـ يبالغون في التقصير ، فصرنا من بينهم في غربة ، فلما رأيت شكوى إخواننا ، استعنت الله وألقيت فيهم كلمة عن فضل الصلاة ، وقصر الأعمار ، وسرعة مرور الأيام ، وعجلة انقضاء رمضان ، وكيف كان القدوة ـ عليه الصلاة والسلام ـ يصلي ويقوم حتى تتفطر قدماه وهو من غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وأذكر أني تساءلت عن أناس كانوا معنا قبل عام وعامين وثلاثة وأكثر وأقل . أين هم الآن ؟ من منكم يذكرهم ولو بدعوة أو صدقة ؟؟ هل هم الآن في قبورهم يصلون ؟! ... وكلامًا نحو هذا ، فلم أفاجأ إلا وبعض الشاكين تنهمر دموعه ، فما رأيته بعد ذلك شاكيًا من طول الصلاة .
قبل رمضان وفقك الله وسددك
وبالنسبة للمفردات بالعكس خطبك يفهمها الجميع من خلال تجربة
السلام عليكم
أسعد الله أوقاتكم مشائخنا الفضلاء
أما شيخنا الشيخ عبدالله فإذا وجدته قد تكلم في موضوع فلا تجدني إلا مكتفيا بما ذكر ، فلا أكلف نفسي زيادة أوتعقيبا إلا ماندر ، ولكن قد أطوع ألفاظ خطبه لتناسب المصلين .
وأما رده فقد أجاد وأفاد، ولي تجربة مماثلة مع جماعة مسجدي في رمضان، وأيقنت أن رضى الناس غاية لا تدرك ، ونحن تبع للسنة لا السنة تبع لأهوائنا ورغباتنا، وإذا علم منك التمسك بما أنت عليه وفق شرع ربك فإن الأصوات غالبا تقر أو تفر إلى من يساير هواهم.
وفقكم الله شيخ عبداالله ووفق جميع مشائخنا وإخواننا القائمين والمشاركين على هذا المنتى المبارك.
وتقبلوا تحياتي
محبكم أبوريان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً ياشيخ عبدالله على هذا الرد الشافي والكافي والمفيد لنا نحن الخطباء والأئمة خاصة ونحن مقبلون على شهر رمضان الكريم
أسأل الله عز وجل أن يبلغنا وإياكم هذا الشهر وأن يعيننا وإياكم على القيام بالإمامة والخطابة على الوجه الذي يرضى به عنا , إنه على كل شيء قدير .
أجدت وأفدت يا شيخ عبدالله
أضم رأيي إلى رأيك في طول الخطبة ..
فأنا لدي ميزان قديم بعدد الصفحات ..
ووجدت أن خطبتك مناسبة جدا - على رأيي القاصر - ..
عبدالله محمد الروقي
وفقك الله وأجزل لك الأجر والمثوبة
تعديل التعليق