خطبة: وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُل "موافقة للتعميم"

وليد بن محمد العباد
1443/03/14 - 2021/10/20 21:11PM

خطبة: وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُل "موافقة للتعميم"

الخطبة الأولى

إنّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا من يهده اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضللْ فلا هاديَ له وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه صلّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا أمّا بعدُ عبادَ الله

لقد بَعَثَ اللهُ نبيَّه محمّدًا صلى اللهُ عليه وسلمَ عَلَى فَترةٍ من الرّسُل، والنّاسُ في جهلٍ وخوفٍ وقتالٍ وضلال، فآتاه اللهُ الكتابَ والحِكمة، فدعَا إلى ربِّه على بَصيرةٍ، فهدى اللهُ به من الضّلالة، وبصّرَ به من العمى، وأَمَّنَ به من الخوف، وجمعَ به من الفُرقة، وأبانَ الحُجّةَ وأوضحَ المحجَّة، قَالَ صلى اللهُ عليه وسلم: تركتُكم على المَحجَّةِ البيضاء، ليلُها كنهارِها، لا يزيغُ عنها إلا هالك. ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ، وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ، ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾

وسارَ على نهجِه السلفُ الصالحُ مِن الصّحابةِ والتابعينَ وتابعيهم بإحسان، فمن اتَّبعَ طَرِيقَهم اهتدَى، فقد كانوا على الصّراطِ المستقيم، وقد حادتْ عن هذا الصراطِ خوارجُ وفرقٌ وجماعات: منها غُلاةٌ تكفيريّةٌ طائفيّةٌ، وسروريّةٌ إخوانيّةٌ حزبيّة، وانحلاليّةٌ إلحاديّةٌ باطنيّة، تقودُها تنظيماتٌ سريّة، وأيدٍ خفيّة، وأجندةٌ خارجيّة، وخلايا إرهابيّة، ويعيثُ فيها الجهلُ والهوى والبدعُ والضّلال، وتسعى لشقِّ الصفِّ وتفريقِ جماعةِ المسلمين، والخروجِ على ولاةِ الأمور، وزعزعةِ الأمنِ وإراقةِ الدّماءِ وإشعالِ الفتنِ والشرور، مخالفينَ بذلك عقيدةَ أهلِ السّنّةِ والجماعة، ومنهجَ الوسطيّةِ والاعتدال

وقد بيّنَ عليه الصلاةُ والسلامُ ذلك المنهج، بأبلغِ وصفٍ وأوجزِ عبارةٍ، حيثُ قال: افتَرَقَتِ اليهودُ على إحدَى وسبعينَ فِرقَة، وافترقتِ النصارى على اثنتَينِ وسَبعينَ فِرقَة، وستفترِقُ هذه الأمّةُ على ثَلاثٍ وسبعينَ فِرْقَة، كلُّها في النَّارِ إلا واحدة، قيلَ: من هيَ يا رسولَ الله؟ قالَ: من كانَ على مِثلِ ما أنا عليه وأصحابي.

فاتقوا اللهَ رحمكم الله، واحذروا تلك الفرقَ والجماعاتِ تسلموا، واتّبعوا منهجَ رسولِكم وسلفِكم تفلحوا، وتمسّكوا بكتابِ ربِّكم وسنّةِ نبيِّكم وعلمائِكم تهتدوا، والْزموا الجماعةَ وطاعةَ ولاةِ أمرِكم بالمعروفِ تسعدوا "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"  

باركَ اللهُ لي ولكم بالقرآنِ العظيم، وبهديِ سيّدِ المرسلين، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ مِن كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنّه هو الغفورُ الرحيم

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانِه، صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه وإخوانِه، أبدًا إلى يومِ الدّين. أمّا بعد: عبادَ الله: اتّقوا اللهَ حقَّ التقوى، واستمسكوا من الإسلامِ بالعروةِ الوُثقى، واحذروا المعاصي فإنّ أجسادَكم على النّارِ لا تقوى، واعلموا أنّ ملَكَ الموتِ قد تخطّاكم إلى غيرِكم، وسيتخطّى غيرَكم إليكم فخذوا حذرَكم، الكيّسُ مَنْ دانَ نفسَه، وعملَ لمَا بعدَ الموت، والعاجزُ من أتبعَ نفسَه هواها وتمنّى على اللهِ الأمانيّ. إنّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ رسولِ الله، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمينَ فإنّ يدَ اللهِ مع الجماعة، ومن شذَّ عنهم شذَّ في النّار. 

اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنَا لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ، إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.

اللهمّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، ودمّرْ أعداءَ الدّين، وانصرْ عبادَك المجاهدينَ وجنودَنا المرابطين، وأنجِ إخوانَنا المستضعفينَ في كلِّ مكانٍ يا ربَّ العالمين، اللهمّ آمِنّا في أوطانِنا ودورِنا، وأصلحْ أئمّتَنا وولاةَ أمورِنا ،وهيّءْ لهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ يا ربَّ العالمين، اللهمَّ أبرمْ لأمّةِ الإسلامِ أمرًا رشدًا يُعزُّ فيه أهلُ طاعتِك ويذلُّ فيه أهلُ معصيتِك ويؤمرُ فيه بالمعروفِ ويُنهى فيه عن المنكرِ يا سميعَ الدعاء. اللهمّ ادفعْ عنّا الغَلا والوَبا والرّبا والزّنا والزلازلَ والمحنَ وسوءَ الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطن، اللهمّ فرّجْ همَّ المهمومينَ ونفّسْ كرْبَ المكروبينَ واقضِ الدّينَ عن المدينينَ واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهمّ اغفرْ لنا ولوالدِينا وأزواجِنا وذريّاتِنا ولجميعِ المسلمينَ برحمتِك يا أرحمَ الرّاحمين.

دعاء الاستسقاء: اللهمّ أنتَ اللهٌ لا إلهَ إلا أنت ،،،، اللهمّ أغثْنا ،،،

عبادَ الله، إنّ اللهَ وملائكتَه يصلّونَ على النبيّ، يا أيّها الذينَ آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليمًا، ويقولُ عليه الصلاةُ والسلام: من صلّى عليّ صلاةً واحدةً صلى اللهُ عليه بها عشرًا. اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه أبدًا إلى يومِ الدّين. وأقمِ الصلاةَ إنّ الصلاةَ تَنهى عن الفحشاءِ والمنكر، ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.                                                                إعداد/ وليد بن محمد العباد غفر الله له ولوالديه وأهله وذريته والمسلمين - جامع السعيد بحي المصيف شمال الرياض 16/3/1443هـ

المشاهدات 3529 | التعليقات 0