خطبة وانتصف شهر رمضان ..مختصرة .

سعيد الشهراني
1444/09/13 - 2023/04/04 11:54AM

الْخُطْبَةِ الأُولَى:

إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمِنْ يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾. [آل عمران:102].

عِبَادَ اللَّهِ :قَالَ تَعَالَى :﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾.

وَقَالَ ﷺ:«وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ..»رواه الترمذي وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

ها قد انتَصَفَ رَمَضَانُ فهل من مشمر، وَأَحسَنَ اللهُ عَزَاءَ مَن قَصَّرَ في النصف الأَوَّلِ وَجَبَرَ مُصِيبَتَهُ، وَأَحسَنَ لَهُ استِقبَالَ بَقِيَّةِ المَوسِمِ العَظِيمِ، وَجَعَلَنَا جَمِيعًا فِيمَا نَستَقبِلُ مِن شَهرِنَا خَيرًا مِمَّا وَدَّعنَا، فَيَا أَيُّهَا المُجتَهِدُ المُحسِنُ ، دُمْ عَلَى طَاعَتِك وَإِحسَانِك ، وَيَا أَيُّهَا المُسِيءُ المُفَرِّطُ الغَافِلُ، تدارك ما بقي من الشهر ،وَبَادِر ثم بَادِر فَمَا زَالَ في شهر رمضان بقية والأيام القادمة عظيمة النفع وأبواب الخير فيها كثيرة ومتنوعة، من صَلاةٌ وَصَومٌ وَقِيَامُ لَيلٍ، وَصَدَقَةٌ وَإِحسَانٌ وَحُبٌّ لِلمَسَاكِينِ، وَرِفقٌ بِالنَّاسِ وَتَجَاوُزٌ عَنِ المُعسِرِينَ، وَصِلَةٌ لِلأرحام، وَكَفٌّ لِلِّسَانِ عَنِ الشَّرِّ وَإِشغَالٌ لَهُ بِالتَّلاوَةِ وَالذِّكرِ، فاغتنموها وسارعوا إلى الخيرات وحافظوا على الصلوات في المساجد وأصطحبوا أبناءكم وأكثروا من الدعاء لهم قَالَ تَعَالَى:﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾. واحرصوا على الأَمرٌ بِالمَعرُوفِ وَالنَهيٌ عَنِ المُنكَرِ قَالَ تَعَالَى:﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾. وَقَالَ تَعَالَى:﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾. كذلك ينبغي التواصي بفعل الخيرات والمسابقة إليها قَالَ تَعَالَى:﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ﴾. وترك المنكرات وإياكم والبدع والشرك فإنهما تهدمان الدين وَأَكْثِرُوا فِيهِا مِنْ أعمال البر والإحسان و صلة الأرحام ،وزيارة الأقارب قَالَ تَعَالَى:﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ﴾. وكذلك عيادة المريض واتباع الجنائز ،

 فعَلَينَا - عِبَادَ اللَّهِ - أَن نُصلِحَ نِيَّاتِنَا، وَأَن نُرِيَ اللهَ مِن أَنفُسِنَا خَيرًا،فَلُقيَا الشَّهرِ مَرَّةً أُخرَى غَيرُ مُؤَكَّدَةٍ، وَرَحِيلُ الإِنسَانِ مُنتَظَرٌ في كُلِّ لَحظَةٍ  . فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغروه إنه هو الغفور الرحيم .

 

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِه ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِه ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمَاً لِشَأْنِه ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ , صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً .

عباد الله : ومع انتصاف شهر رمضان ومما يجدد نشاطنا عند الفتور تذكر قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (( أن لله عتقاء من النار ؛ وذلك في كل ليلة من رمضان )) . الله أكبر يا صائمون : يا لها من عبارة عظيمة محفزة لنا وتمنعنا من التكاسل والفتور ؛ فلعلك إن لم تكن من العتقاء أول الشهر أن تكون أوسطه . نسأل الله أن نكون منهم .

عباد الله : ومما يجدد النشاط في منتصف رمضان ؛ عدم الإقتصار على نوع عبادة ؛ فلا بد من التنويع في عبادات شتى حتى تطرد السامة ؛ فمن قراءة للقران إلى دعاء ؛ إلى إطعام وإنفاق ؛ إلى سعي على الفقراء ؛ وتلمس لحاجات الأسر والمحتاجين ؛ إلى تلاوة لتفسير أو استماع قصص القران ؛ وغيرها من أنواع البر والإحسان ؛ ولو بالمشاركة في مشروع تفطير الصائمين ؛ فحينها يتجدد نشاطك وتعود حيويتك .

عباد الله : ونحن مقبلون على العشر الأواخر من شهر رمضان فأحرص أخي الحبيب على قيام لياليها وتحري ليلة القدر والإكثار من الطاعات ومنها سنة الإعتكاف  عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ :«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :كَانَ النَّبِيُّ ﷺ:«إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. فاجْتَهِدُوا فِي عَشْرِ رَمَضَانَ الْأَخِيرَةِ؛ فَهِيَ خَاتِمَةُ الشَّهْرِ وَأَفْضَلُهُ ؛ فاللهم اجعلنا ممن صام وقام رمضان إيمانا وإحتسابا .

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على نبيكم محمد ...

المشاهدات 10450 | التعليقات 0