خطبة : ( والموفون بعهدهم إذا عاهدوا )

عبدالله البصري
1438/05/20 - 2017/02/17 03:50AM
والموفون بعهدهم إذا عاهدوا 20 / 5 / 1438
الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَـ" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم وَالَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، مِن صِفَاتِ المُؤمِنِينَ الصَّادِقِينَ ، وَمِيزَاتِ أَهلِ البِرِّ وَالمُفلِحِينَ وَالمُتَّقِينَ ، وَسَجَايَا العُقَلاءِ النُّبَلاءِ وَأَهلِ الصَّبرِ وَالثَّابِتِينَ ، الوَفَاءُ بِالعُهُودِ وَرِعَايَةُ الأَمَانَاتِ وَاجتِنَابُ الغَدرِ وَالخِيَانَةِ ، قَالَ – سُبحَانَهُ – في وَصفِ المُؤمِنِينَ : " وَالَّذِينَ هُم لأَمَانَاتِهِم وَعَهدِهِم رَاعُونَ "
وَقَالَ - عَزَّ وَجَلَّ – في مَدحِهِم : "... وَالمُوفُونَ بِعَهدِهِم إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ في البَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ "
وَقَالَ – سُبحَانَهُ - : " بَلَى مَن أَوفَى بِعَهدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ "
وَقَالَ – تَعَالى - : " أَفَمَن يَعلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ الحَقُّ كَمَن هُوَ أَعمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلبَابِ . الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهدِ اللهِ وَلا يَنقُضُونَ المِيثَاقَ "
وَحِينَ يَفِي المُؤمِنُونَ بِالعُهُودِ وَيُعَظِّمُونَ شَأنَهَا ، فَإِنَّهُم إِنَّمَا يَفعَلُونَ ذَلِكَ امتِثَالاً لأَمرِ اللهِ وَإِنفَاذًا لِمَا وَصَّاهُم بِهِ ، وَانتِظَارًا لِعَظِيمِ عَطَائِهِ وَتَحَرِّيًّا لِكَرِيمِ جَزَائِهِ ، وَاقتِدَاءً بِالأَنبِيَاءِ وَالمُرسَلِينَ وَعِبَادِ اللهِ الصَّالِـحِيـنَ ، قَالَ – سُبحَانَهُ - : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوفُوا بِالعُقُودِ "
وَقَالَ – تَعَالى - : " وَأَوفُوا بِعَهدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُم وَلا تَنقُضُوا الأَيمَانَ بَعدَ تَوكِيدِهَا وَقَد جَعَلتُمُ اللهَ عَلَيكُم كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعلَمُ مَا تَفعَلُونَ "
وَقَالَ – تَعَالى - : " وَأَوفُوا بِالعَهدِ إِنَّ العَهدَ كَانَ مَسؤُولاً "
وَقَالَ - جَلَّ وَعَلا - : " وَبِعَهدِ اللهِ أَوفُوا ذَلِكُم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ "
وَقَالَ – سُبحَانَهُ - : " وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُوا بِبَيعِكُمُ الَّذِي بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ "
وَقَالَ – تَعَالى - وَاصِفًا نَبِيَّهُ إِسـمَاعِيلَ - عَلَيهِ السَّلامُ - : " وَاذكُرْ في الكِتَابِ إِسمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا "
وَأَمَّا نَبِيُّنَا - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ – فَقَد ضَرَبَ أَروَعَ الأَمثِلَةِ وَأَعظَمَهَا في الوَفَاءِ بِالعُهُودِ ؛ فَإِنَّهُ حِينَمَا صَالَـحَ قُرَيشًا يَومَ الـحُدِيبِيَةِ عَلَى أَلاَّ يَأتِيَهُ مِنهُم رَجُلٌ وَإِن كَانَ عَلَى دِينِهِ إِلاَّ رَدَّهُ إِلَيهِم ؛ وَوَافَقَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ – عَلَى هَذَا البَندِ لِحِكمَةٍ عَلَّمَهُ اللهُ إِيَّاهَا ، فَقَد رَدَّ أَبَا جَندَلِ بنِ سُهَيلِ بنِ عَمرٍ عَلَى أَبِيهِ وَقَد جَاءَ مُسلِمًا ، وَلَمَّا أَقبَلَ أَبُو بَصِيرٍ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - إِلى المَدِينَةِ أَيضًا مُهَاجِرًا إِلى اللهِ وَفَارًّا بِدِينِهِ ، وَأَرسَلَ المُشرِكُونَ رَجُلَيـنِ في طَلَبِهِ ، دَفَعَهُ النَّبيُّ – عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - إِلَيهِمَا .
وَعَن أَبي رَافِعٍ – رَضِيَ اللهُ عَنهُ - قَالَ : بَعَثَتني قُرَيشٌ إِلى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا رَأَيتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - أُلقِيَ في قَلبِي الإِسلامُ ، فَقُلتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي وَاللهِ لا أَرجِعُ إِلَيهِم أَبَدًا . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - : " إِنِّي لا أَخِيسُ بِالعَهدِ وَلا أَحبِسُ البُرُدَ ، وَلَكِنِ ارجِعْ ، فَإِن كَانَ في نَفسِكَ الَّذِي في نَفسِكَ الآنَ فَارجِعْ " قَالَ : فَذَهَبتُ ثم أَتَيتُ النَّبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فَأَسلَمتُ ... " الحَدِيثَ رَوَاهُ أَبُودَاودَ وَالنَّسَائيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
فَهَؤُلاءِ ثَلاثَةٌ يَفِدُونَ إِلَيهِ – عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ – مُسلِمِينَ رَاغِبِينَ ، فَيَرُدُّهُم إِمضَاءً لِلعَهدِ وَوَفَاءً بِالوَعدِ وَالتِزَامًا بِالصُّلحِ . بَل لَقَد كَانَ مِن شِدَّةِ وَفَائِهِ – عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ – أَنْ حَثَّ عَلَى الوَفَاءِ بِكُلِّ العُهُودِ وَالعُقُودِ ، حَتَّـى ما وَقَعَ مِنهَا في زَمَنِ الـجَاهِلِيَّةِ ، مَا دَامَت في بِرٍّ وَلا تُخَالِفُ الشَّرعَ ، ؛ قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - : " أَوفُوا بِحِلفِ الجَاهِلِيَّةِ ، فَإِنَّ الإِسلامَ لم يَزِدْهُ إِلاَّ شِدَّةً " رَوَاهُ أَحـمَدُ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِذَا كَانَ الوَفَاءُ بِالعَهدِ مِن صِفَاتِ المُؤمِنِينَ الصَّادِقِينَ ، فَإِنَّ نَقضَهُ مِن أَعمَالِ الكُفَّارِ وَالمُنَافِقِينَ وَسِمَاتِ الجَاهِلِينَ ، وَنَقَضَةُ العُهُودِ هُم شَرُّ خَلقِ اللهِ وَالمُستَحِقُّونَ لَعْنَتَهُ ، وَقَد ذَمَّ – تَعَالى - الكُفَّارَ بِنَقضِهِمُ العَهدَ فَقَالَ : " وَمَا وَجَدنَا لأَكثَرِهِم مِن عَهدٍ وَإِن وَجَدنَا أَكثَرَهُم لَفَاسِقِينَ "
وَقَالَ – جَلَّ وَعَلا - : " وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهدَ اللهِ مِن بَعدِ مِيثَاقِهِ وَيَقطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفسِدُونَ في الأَرضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعنَةُ وَلَهُم سُوءُ الدَّارِ "
وَقَالَ – تَعَالى - : " إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُم لَا يُؤمِنُونَ . الَّذِينَ عَاهَدتَ مِنهُم ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهدَهُم فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُم لَا يَتَّقُونَ "
وَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - : " آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخلَفَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ .
أَلا فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَأَوفُوا بِالعُهُودِ ، وَالَّتي مِن أَعظَمِهَا العُهُودُ الَّتي مَعَ رَبِّكُم بِتَوحِيدِهِ وَطَاعَتِهِ ، ثم الَّتي بَينَكُم وَبَينَ أَحَدٍ مِن خَلقِهِ ، اِحفَظُوهَا وَأَتِمُّوهَا وَشُدُّوا عَلَيهَا ، وَاحذَرُوا الغَدرَ بِكُلِّ أَنوَاعِهِ وَصُوَرِهِ ، فَقَد قَالَ رَبُّكُم – جَلَّ وَعَلا - : " وَأَوفُوا بِعَهدِي أُوفِ بِعَهدِكُم "
وَقَالَ نَبِيُّكُم - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - : " لا إِيمَانَ لِمَن لا أَمَانَةَ لَهُ ، وَلا دِينَ لِمَن لا عَهدَ لَهُ " رَوَاهُ أَحـمَدُ وَغَيـرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
وَقَالَ – عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - : " لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَومَ القِيَامَةِ يُقَالُ هَذِهِ غَدرَةُ فُلاَنٍ " رَوَاهُ مُسلِمٌ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُوعِ فَإِنَّهُ بِئسَ الضَّجِيعُ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الخِيَانَةِ فَإِنَّهَا بِئسَتِ البِطَانَةُ .
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ – تَعَالى – وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ " وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًا . وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمرِهِ قَد جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيءٍ قَدرًا "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، لَقَد كَثُرَ في زَمَانِنَا هَذَا بَيعُ العُهُودِ لِمَصالَحَ دُنيَوِيَّةٍ دَنِيئَةٍ ، وَذَلِكَ في الحَقِيقَةِ خِذلانٌ وَغَبنٌ ، وَوُقُوعٌ في الذَّنبِ وَاقتِرَافٌ لِلإِثمِ ، وَاستِبدَالٌ لِلأَدنى بِالَّذِي هُوَ خَيرٌ ، قَالَ – تَعَالى - : " وَلا تَشتَرُوا بِعَهدِ اللهِ ثَمَنًا قَلِيلاً إِنَّمَا عِندَ اللهِ هُوَ خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمُونَ "
وَلِعِظَمِ جُرمِ النَّاكِثِينَ عُهُودَهُم فَقَد عَاقَبَهُمُ اللهُ في الآخِرَةِ بِأَشَدِّ العُقُوبَاتِ ، فَقَالَ – سُبحَانَهُ - : " إِنَّ الَّذِينَ يَشتَرُونَ بِعَهدِ اللهِ وَأَيمَانِهِم ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُم في الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنظُرُ إِلَيهِم يَومَ القِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِم وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ "
وَقَالَ – صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - : " ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ وَلا يَنظُرُ إِلَيهِم وَلا يُزَكِّيهِم وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ : رَجُلٌ عَلَى فَضلِ مَاءٍ بِالفَلاة يَمنَعُهُ مِنِ ابنِ السَّبِيلِ ، وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلاً بِسِلعَةٍ بَعدَ العَصرِ ، فَحَلَفَ لَهُ بِاللهِ لأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا فَصَدَقَهُ وَهُوَ عَلَى غَيرِ ذَلِكَ ، وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لا يُبَايِعُهُ إِلاَّ لِدُنيَا ، فَإِن أَعطَاهُ مِنهَا وَفَى وَإِن لَم يُعطِهِ لَم يَفِ " مُتَّفَقُ عَلَيهِ .
وَإِذَا كَانَ نَقضُ العُهُودِ مِن أَظهَرِ سِمَاتِ اليَهُودِ كَمَا قَالَ – تَعَالى - : " أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنهُم بَل أَكثَرُهُم لا يُؤمِنُونَ " فَإِنَّهُ لا يُستَنكَرُ أَن تَكثُرَ الخِيَانَاتُ عَلَى مُستَوَى الدُّوَلِ وَالحُكُومَاتِ وَالمُنَظَّمَاتِ ، لاستِحوَاذِ اليَهُودِ عَلَى عَالَمِ اليَومِ وَإِمسَاكِهِم بِدُفَّةِ القِيَادَةِ فِيهِ ، بِتَوَلِّيهِم هَذِهِ المُنَظَّمَاتِ العَالَمِيَّةِ وَتَحرِيكِهَا وَاللَّعِبِ بِمَوَاثِيقِهَا ، حَتَّى خَرَجَ من تَحتِ عَبَاءَتِهَا المُنَافِقُونَ الخَائِنُونَ لِدِينِهِم وَأُمَّتِهِم في كُلِّ بَلَدٍ ، وَظَهَرَ الصَّفَوِيُّونَ في إِيرَانَ وَالعِرَاقِ ، وَالنُّصَيرِيُّونَ في الشَّامِ ، وَالحُوثِيُّونَ في اليَمَنِ ، وَجَعَلُوا يَنقُضُونَ العُهُودَ مَعَ أَهلِ السُّنَّةِ ويَغدِرُونَ بِهِم ، وَيُسَلِّمُونَ بِلَادَهُم لأَعدَائِهِم مِنَ الصَّلِيبِيِّينَ وَاليَهُودِ وَأَتبَاعِهِم ، وَيُمَكِّنُونَ لَهُم فِيهَا لِيُدَمِّرُوهَا وَيُفسِدُوا فِيهَا وَيُبِيدُوا أَهلَهَا ، وَغَايَتُهُم في ذَلِكَ الإِطَاحَةِ بِأَهلِ السُّنَّةِ عَامَّةً ، وَالإِحَاطَةُ بِبَلادِ الحَرَمَينِ خَاصَّةً ؛ لِتَحقِيقِ شَيءٍ في نُفُوسِهِم ، وَاشتِفَاءِ غَيظٍ في قُلُوبِهِم ، وَلَكِنَّ اللهَ – تَعَالى – لَهُم بِالمِرصَادِ ، وَجُنُودُ الحَقِّ مِن أَهلِ السُّنَّةِ مَاضُونَ لِجِهَادِهِم وَرَدِّهُم عَلَى أَعقَابِهِم خَاسِرِينَ ، فَنَسأَلُ اللهَ أَن يُعِزَّ الإِسلامَ وَيَنصُرَ المُسلِمَينَ ، وَأَن يُذِلَّ الكُفرَ وَالكَافِرِينَ ...
المرفقات

والموفون بعهدهم إذا عاهدوا.doc

والموفون بعهدهم إذا عاهدوا.doc

والموفون بعهدهم إذا عاهدوا.pdf

والموفون بعهدهم إذا عاهدوا.pdf

المشاهدات 1317 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا